ناجى جوهر
07-05-2014, 12:27 AM
بأقلامنا
قصة قصيرة
كُتبها أكثر من قلم
قلوب لا يحق لها أنْ تُحب
الجزء الأوّل
إمّا محمود أو سليمان , وإمّا مظفّر
إختاري واحدا من الثلاثة
وإلا فوالله لن أزوجكِ ولو أمهرني غيرهم وزنك ذهبا
كانت هذه عبارات أبي موسى , وهو يهدد إبنته نهى
نهى هذه رابع بنات أبي موسى , إنها في السنة الثانية
في كليّة الأدب الإنجليزي
تطمح أن تعمل في الترجمة , إنها مهوسة بالكتب الثراثية الوطنية
وقد عثرت على مجموعة نادرة من كتب التاريخ والأدب
العقيدة في مكتبة الكلية , وتحلم بترجمتها إلى لغات أخرى
وليس مشروع الزواج محل إهتمامها في الوقت الراهن
لأنها ببساطة لا زالت تكوّن شخصيتها , وتبني مستقبلها
صحيح أن اخواتها الثلاث قد تزوجن قبل إنهاء الدراسة
ولكن هذا ليس حجة عليها
بل هو ذنب في حقهن وإجرام وإضاعة لمستقبلهن
فمادامت فرص التعليم متوفرة , ولديهن القدرة والرغبة
في الدراسة , فما من سبب ملح لتزويجهن في تلك المرحلة
كان رد نهى على تهديد والدها بمثابة صاعقة مهلكة
فلم يكن أحد يتوقع منها هذه الشجاعة والجرأة
فقد تعود إخوتها وأخواتها على السمع والطاعة في الحق وفي الباطل
لكن نهى رفضت ضياع مستقبلها , وقاومت الإستبداد
فقالت :
لا يا أبي أنا لست سلعة رخيصة تبيعها متى شئت
نعم انت والدي الذي رباني وعلّمني , ولا أنكر فضلك علي
ولكنني إنسانة لي أحلامي وآمالي وشخصيتي وكياني
وأنا أرغب في إكمال تعليمي , والزواج ليست لي به رغبة
في الوقت الحالي , فإن كنت عاجز عن مصروفي
فسوف أستعين بالله , ثم بإخوتي وأخوالي.
فأصيب أبو موسى على إثر هذا الرد بحالة هياج شديد
وأسرع كل من في المنزل إلى ذم نهى وتحقيرها
وإسكاتها ونعتها بالطيش والغرور والعقوق
إرضاء لأبي موسى
فانسحبت من الإجتماع وأعلنت التحدي قائلة :
كنت أظنّك يا أبي أرحم خلق الله
فإذا بك لا تملك مثقال ذرة من رحمة
وإلا لما هان عليك مستقبلي وطموحي
وأنت تعلم أنني من المتفوقات
وتعرف شغفي بالعلم والمعرفة
وقد رأيت بعينيك نتيجة تزويج أخواتي الثلاث قبلي
فهاهما ريم وسعاد قد طلقتا , وأصبحتا عالة عليك
فليس لديهما شهادات علمية تؤهلهما لوظائف لائقة
وأختي فائزة تعاني الأمرين من زوجها وأمه التي تعتبرها
خادمة في منزلها , وهي صابرة مضحية
بسعادتها لأجل بناتها الخمسة
فهل تحب أن تكرر التجربة الفاشلة معي أيضا؟
فصاح أبو موسى :
والله ما فاشل غيرك , البنت ما ان تحيض تزوج
بلا دراسة ولا طموح , مستقبلك في بيت زوجك
وتدخّلت أم موسى قائلة :
الله يهديكِ يا ابنتي , إختاري واحدا من ابناء عمك
واتركي العناد, وبعد الزواج بإمكانك إكمال دراستك
فقالت نهى : هذا ما قلتيه لأختي ريم قبلا
اليس كذلك يا امي؟
فسكتت أمها
غير أن ابا موسى خرج عن طور التعقل :
فصرخ غاضبا في وجه إبنته مثلما فعل مع سابقاتها :
سأزوجك رغم أنفك , من أحد ابناء عمك
ولن أسمح لك بإكمال تعليمك
أعجبكِ هذا , أو أخرجي من منزلي , فلست لك بأب.
خرجت نهى من فورها , فتبعها أخوها حمد
وحاول أن يثنيها عن عزمها , لكنها أصرّت على موقفها
وطلبت منه توصيلها إلى منزل خالها نور الدين
كان نور الدين هذا قد عارض تزويج ريم وسعاد
قبل إتمامهن تعليمهن , ولكنهن رضخن لرغبة أبيهن
ورفضن عرض خالهن نور الدين في الإقامة مع عائلته
ليتمنكّن من مساعدتهن
وعندما لجأت إليه نهى , فرح بموقفها , ووعدها
بالنصرة , غير أن أبا موسى ما كان ليسكت ويرضى
بمعارضة نهى له , وأخذ يفكر في اللجو إلى القضاء
وفي مساء ذلك اليوم كانت رقية بنة نور الدين تحادث
نهى ابنة عمتها:
أنا مستغربة من إصرار والدك على تزويجك
من ابناء اخيه , وحرمانك من تعليمك
فقالت نهى : إنه لم يجد مقاومة من قبل
ويتوهم أنه يملكنا , وقد تجاهل مشاعرنا
ورمى بأحاسيسنا عرض الحائط , فليس من حق
قلوبنا أن تحب شيئا أو احدا إلا بحسب رغبته
وفي الصباح وفي مكتب نور الدين رن الهاتف
إنّه أبو موسى , يريد أن يستعيد إبنته
فهل سيوافقه نور الدين؟
هل سيتخلى عن ابنة اخته؟
هل سترضخ نهى لرغبة والدها الجائرة؟
هذا ما سنعرفه في الجزء التالي
إن شاء الله تعالى
[/size]
قصة قصيرة
كُتبها أكثر من قلم
قلوب لا يحق لها أنْ تُحب
الجزء الأوّل
إمّا محمود أو سليمان , وإمّا مظفّر
إختاري واحدا من الثلاثة
وإلا فوالله لن أزوجكِ ولو أمهرني غيرهم وزنك ذهبا
كانت هذه عبارات أبي موسى , وهو يهدد إبنته نهى
نهى هذه رابع بنات أبي موسى , إنها في السنة الثانية
في كليّة الأدب الإنجليزي
تطمح أن تعمل في الترجمة , إنها مهوسة بالكتب الثراثية الوطنية
وقد عثرت على مجموعة نادرة من كتب التاريخ والأدب
العقيدة في مكتبة الكلية , وتحلم بترجمتها إلى لغات أخرى
وليس مشروع الزواج محل إهتمامها في الوقت الراهن
لأنها ببساطة لا زالت تكوّن شخصيتها , وتبني مستقبلها
صحيح أن اخواتها الثلاث قد تزوجن قبل إنهاء الدراسة
ولكن هذا ليس حجة عليها
بل هو ذنب في حقهن وإجرام وإضاعة لمستقبلهن
فمادامت فرص التعليم متوفرة , ولديهن القدرة والرغبة
في الدراسة , فما من سبب ملح لتزويجهن في تلك المرحلة
كان رد نهى على تهديد والدها بمثابة صاعقة مهلكة
فلم يكن أحد يتوقع منها هذه الشجاعة والجرأة
فقد تعود إخوتها وأخواتها على السمع والطاعة في الحق وفي الباطل
لكن نهى رفضت ضياع مستقبلها , وقاومت الإستبداد
فقالت :
لا يا أبي أنا لست سلعة رخيصة تبيعها متى شئت
نعم انت والدي الذي رباني وعلّمني , ولا أنكر فضلك علي
ولكنني إنسانة لي أحلامي وآمالي وشخصيتي وكياني
وأنا أرغب في إكمال تعليمي , والزواج ليست لي به رغبة
في الوقت الحالي , فإن كنت عاجز عن مصروفي
فسوف أستعين بالله , ثم بإخوتي وأخوالي.
فأصيب أبو موسى على إثر هذا الرد بحالة هياج شديد
وأسرع كل من في المنزل إلى ذم نهى وتحقيرها
وإسكاتها ونعتها بالطيش والغرور والعقوق
إرضاء لأبي موسى
فانسحبت من الإجتماع وأعلنت التحدي قائلة :
كنت أظنّك يا أبي أرحم خلق الله
فإذا بك لا تملك مثقال ذرة من رحمة
وإلا لما هان عليك مستقبلي وطموحي
وأنت تعلم أنني من المتفوقات
وتعرف شغفي بالعلم والمعرفة
وقد رأيت بعينيك نتيجة تزويج أخواتي الثلاث قبلي
فهاهما ريم وسعاد قد طلقتا , وأصبحتا عالة عليك
فليس لديهما شهادات علمية تؤهلهما لوظائف لائقة
وأختي فائزة تعاني الأمرين من زوجها وأمه التي تعتبرها
خادمة في منزلها , وهي صابرة مضحية
بسعادتها لأجل بناتها الخمسة
فهل تحب أن تكرر التجربة الفاشلة معي أيضا؟
فصاح أبو موسى :
والله ما فاشل غيرك , البنت ما ان تحيض تزوج
بلا دراسة ولا طموح , مستقبلك في بيت زوجك
وتدخّلت أم موسى قائلة :
الله يهديكِ يا ابنتي , إختاري واحدا من ابناء عمك
واتركي العناد, وبعد الزواج بإمكانك إكمال دراستك
فقالت نهى : هذا ما قلتيه لأختي ريم قبلا
اليس كذلك يا امي؟
فسكتت أمها
غير أن ابا موسى خرج عن طور التعقل :
فصرخ غاضبا في وجه إبنته مثلما فعل مع سابقاتها :
سأزوجك رغم أنفك , من أحد ابناء عمك
ولن أسمح لك بإكمال تعليمك
أعجبكِ هذا , أو أخرجي من منزلي , فلست لك بأب.
خرجت نهى من فورها , فتبعها أخوها حمد
وحاول أن يثنيها عن عزمها , لكنها أصرّت على موقفها
وطلبت منه توصيلها إلى منزل خالها نور الدين
كان نور الدين هذا قد عارض تزويج ريم وسعاد
قبل إتمامهن تعليمهن , ولكنهن رضخن لرغبة أبيهن
ورفضن عرض خالهن نور الدين في الإقامة مع عائلته
ليتمنكّن من مساعدتهن
وعندما لجأت إليه نهى , فرح بموقفها , ووعدها
بالنصرة , غير أن أبا موسى ما كان ليسكت ويرضى
بمعارضة نهى له , وأخذ يفكر في اللجو إلى القضاء
وفي مساء ذلك اليوم كانت رقية بنة نور الدين تحادث
نهى ابنة عمتها:
أنا مستغربة من إصرار والدك على تزويجك
من ابناء اخيه , وحرمانك من تعليمك
فقالت نهى : إنه لم يجد مقاومة من قبل
ويتوهم أنه يملكنا , وقد تجاهل مشاعرنا
ورمى بأحاسيسنا عرض الحائط , فليس من حق
قلوبنا أن تحب شيئا أو احدا إلا بحسب رغبته
وفي الصباح وفي مكتب نور الدين رن الهاتف
إنّه أبو موسى , يريد أن يستعيد إبنته
فهل سيوافقه نور الدين؟
هل سيتخلى عن ابنة اخته؟
هل سترضخ نهى لرغبة والدها الجائرة؟
هذا ما سنعرفه في الجزء التالي
إن شاء الله تعالى
[/size]