المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوسف و السّاحر و المدينة /بقلمي/الحلقة04


حمامة عربية
21-05-2014, 06:46 PM
ويجد الثلاثة أنفسهم في عالم آخر،أرض خيالية غناء خلابة خضراء تقابلها غابة ضخمة تتكون من عدة أشجار باسقة مختلفة الألوان و تحيط بها أزهار رائعة الجمال و تسمع زقزقة الطيور المتنوعة ،مشهد يسر الناظر و يذهل العاقل .
*يوسف : يا لروعة هذا المكان الساحر ! و ما ذاك الشيء الزجاجي ؟ هناك أرى قبة زجاجية تكاد تظهر من بين الأشجار الباسقة ، هناك في الوسط.
*مصطفى : استفق من انبهارك يا يوسف أنت صغير لا يمكنك مشاهدة القصر،سأحملك لتستطيع رؤيته جيدا ، قصر فاخر و فخم و مستحيل الوصول إليه قبل ساعة.
....لا تقلق أيها الوسيم ستصل في لمح البصر.
ويستدير مصطفى ليجد سامي ويوسف في قفص زجاجي يصرخان من شدة الخوف .
*مصطفى مرتعبا و خائفا: إنهما يصرخان ولكني لا أسمع صوتهما .
....قلت لك لا تقلق
*مصطفى متمالكا نفسه: من المتحدثة يا ترى ؟ !
*الصوت : أنا التي ستنقذك من بطش الساحر.
*مصطفى : ولم لا تظهرين أمامي ؟
*الصوت :سأظهر في الوقت المناسب .
*مصطفى : أيتها الكاذبة أطلقي سراح أخويّ.
....ولا يستجيب الصوت
*مصطفى : يا إلهي ماذا سأفعل مستحيل دخول القصر من دون يوسف.
وفي الوقت الذي كان يتخبط مصطفى في محنته ، كان الساحر يستعد لاستقبالهم، خاصّة يوسف.
*الساحر : ها قد أتيت يا صاحب اليد السحرية ، لن تتأذى بناري حتى تفتح الصندوق الرخامي .
وفي لمح البصر يحضر الثلاثة بين يديه وهم لا يدرون أنهم في قبضته.
*يوسف : أين نحن؟ يا للروعة قصر زجاجي مذهل !
*الساحر : القصر قصرك أيها الوسيم الصغير و لن تؤذيك ناري أنت و صديقيك.
ويظهر الساحر والثلاثة بين يديه، ويرتعش الجميع من شدة الخوف ويكاد يغمى عليهم، وسرعان ما يلقي بهم على الأرض.
كان الساحر عملاقا ضخم الجثة كأنه جبل،أصلع و ملامحه مخيفة وجه أبيض جميل حين يصمت و يهدأ،و وجه يتلون بعدة ألوان حين يتحدث من أصفر لأزرق قاتم ثم برتقالي ثم أسود ، ألوان لا متناهية و يلبس رداءا أحمرا يغطي جسده و حين يغضب يتشكل وجهه من جديد بأشكال وجوه قبيحة مفاجئة ، لا تستطيع تخيلها و كان يجلس على كرسي متأرجح ضخم يلتهب نارا لا يكاد يحترق منها و الغريب أن عصا خشبية غليظة كانت بجانبه كذلك لم تأكلها ألسنة النار.

*مصطفى (وهو يستجمع قواه ثم يتحدث إلى الساحر) : إذن أنت ساحر القصر.
*الساحر:وساحر المدينة،و خلال بضع دقائق ستغرق مدينتكم،و إن عصيتموني ستأكلكم لفحات اللهب رغم بعد المسافة بيننا .
كان الساحر يظهر ضخما عملاقا فوق كرسيه المتأرجح الملتهب،أما يوسف و مصطفى و سامي فكانوا بحجم الأقزام.
*مصطفى : وما الذي ستستفيد منه أنت إن غرقت المدينة ؟
*الساحر: منذ زمن بعيد وأنا أستولي على كل مدينة غنية بالكنوز والجواهر والخضرة والحياة فتزداد قوتي فأتحكم بالجبناء وأقضي على الأقوياء الأوفياء لأعيش سعيدا، كنت أكره السعداء رغم فقرهم و رغم مآسيهم يضحكون و يقولون الحمد لله ، لا أدري كيف كانوا لا يخافون مني حين كنت أقطع رؤوسهم.
*مصطفى متماسكا يخفي رجفات قلبه التي تكاد تقف: ولكننا لا نرى أحدا معك .
و يحمل الساحر عصاه الغليظة التي كانت تشبه جذع شجرة الصنوبر و سرعان ما يختفي مصطفى عن الأنظار،و يرتعب يوسف و سامي.
*الساحر بصوت ساخر:و يتجرأ قائلا ولكننا لا نرى أحدا معك،سأفتح لكما بابا من هذه الأبواب، سترون الخدم والحشم، مجموعة الأغبياء الجبناء يخدمونني لمدة سنوات بلا رحمة و لا راحة ، فقط لإسعادي.
وحين استدار الساحر ،اكتشف يوسف مكان الصندوق الرخامي.
*يوسف(هامسا في أذن سامي):الصندوق هناك والمفتاح معي ولكنه كبير الحجم لا أظن أنّ المفتاح مناسب له
ويستدير الساحر متجهم الوجه و يرفع عصاه الغليظة ليختفي سامي مرة أخرى، و يتجمد يوسف خائفا .
*الساحر مستهزءا : الصندوق هناك والمفتاح معي ولكنه كبير الحجم لا أظن أنّ المفتاح مناسب له ،لا تقلق يا يوسف المفتاح مناسب لهذا الصندوق فقد ضاع منه منذ سنين .
يوسف و شريط الذكريات الحزينة يمر بذهنه، يتذكر جده و الكوخ و مصطفى و سامي ، يسترجع قوة الحنين و واقعا سحريا يجب الخروج منه بذكاء رغم شدة خوفه من الساحر.
*يوسف بكل ما أوتي من قوة :أعترف بقوتك أيها الساحر الخارق ، و أرجو أن لا تغضب مني ، أراك فتحت هذا الباب العظيم ولم أر لا خدما ولا حشما .
*الساحر يضحك بأعلى صوت:تعال معي لترى بنفسك صحة قولي .
و رفعه الساحر بتأثير عصاه السحرية فصعق يوسف لرؤية عددهم الكبير الذي لا يعد ولا يحصى.
*يوسف: يا لهذا العدد الهائل ! نحن لا أغبياء جبناء و لا أقوياء أوفياء.
*الساحر : غريب حديثك وشيّق ولا يهمّني منك شيء سوى المفتاح لأن الصندوق الرخامي يحمل علبتين ، أريد أن أتخلّص من أحديهما فقد نموت جميعا إن لم نتخلص منهما فلا يبقى لا وفيّ ولا جبان ولا حتّى ساحر .
يوسف : حسنا أيّها السّاحر سأعطيك المفتاح لكن بشرط .

ضوء نص القمر
22-01-2016, 01:12 AM
تشتت تركيزي نوعا ما.في هذا الجزء لكنه انصب على وصف الساحر وصلنا لعقدةالقصه
لي عوده ان شاء الله لقراءة الجزء الاخير
الاستاذه حمامه.عربيه
دمتي مبدعه ومتألقه
كنت هنا..
ضوء نص القمر
ع.ق

خالد بصيري (نهر المعاني)
15-02-2016, 11:21 PM
بدأت الأمور تتحسن وكأنني ذلك ال يوسف
أسير بخطاه لحظة بلحظة. ..
لا أزيد مستعجل أريد الذهاب لتكملة القصة الشيقة. ..