المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بائع البسكويت


محمد الفاضل
01-06-2014, 02:18 AM
بائع البسكويت – محمد الفاضل

اعتاد أهالي ’ بستان القصر‘ على وجود بائع البسكويت في أحيائهم وأزقتهم بشكل يومي وهو يحمل فوق جسده الغض ، الذي أنهكته مأساة الحرب صندوقاَ من الورق المقوى وبداخله قطع من البسكويت ليعيل أسرته ، حيث يستبشر الجميع بوجوده ، غير أنهم لايعرفون اسمه الحقيقي ، لذا ينادونه ببائع البسكويت. لم يجد غضاضة في ذلك بل كان يشعر بلذة عارمة وهو يعود أدراجه حاملاَ الأمل والفرح لأسرته التي كانت تترقب عودته سالماَ على أحر من الجمر .
كان يسير على غير هدى وهو يذرع الشارع ذهاباَ وإياباَ ، حاملاَ فوق ظهره مأساة شعب تنكر له الجميع ، كان يمني النفس ببضع ليرات كي يعيل أسرته . جلس القرفصاء على أحد الأرصفة وهو يتصبب عرقاَ كي يلتقط أنفاسه فعادت به الذاكرة إلى الوراء ، ومرت أمام ناظريه صورة تلك الفتاة التي انتزعت قذيفة قذرة حياتها ......

تبادر إلى ذهنه المتعب سؤال ألح عليه : " ماذا لو سقط فوقه برميل ؟" الموت القادم من السماء لايفرق بين صغير أو كبير ، يزرع الخوف والموت في كل مكان .. ظل ذلك السؤال يتردد صداه في داخله وهو غارق في أفكاره. شبح الموت يتهدد الجميع ! ماأصعب أن يترقب المرء حتفه في أية لحظة . كان بعض المارة يتهامسون ويوجهون أصابعهم نحو السماء ، فجأة سمع المارة صوت صفير مرعب ، بدأت أعناقهم تشرأب وتتطلع للأعلى! واذا بصوت انفجار يصم الأذان ...
هنا تختلط المشاعر ويبدأ الصغار بالركض بحثاَ عن ملجأ اًمن هرباَ من براميل الحقد الأسود، تعالت سحب الدخان ، الدماء تملأ الشارع... مشهد سريالي ، الجثث تعج بالمكان فالأشلاء والدماء اختلطت، تجمع الأهالي ليسعفوا الجرحى وإذا بهم يرون جسداَ طرياَ وقد تحول إلى أشلاء ممزقة ، لقد فاضت روحه البريئة . صرخ صوت من بعيد انه بائع البسكويت ! ولكن ياالهي ما اسمه؟
في ذلك اليوم الدام وجدوا في جيبه الصغير بضع ليرات ملطخة بالدماء مع بعض قطع البسكويت المتناثرة.

بائع البسكويت – محمد الفاضل

زياد الحمداني (( جناح الأسير))
02-06-2014, 07:53 PM
الأخ الفاضل الكاتب محمد الفاضل..


سرد مثقل بالمعاني الانسانية وتسلسل الاحداث جميل يشد الفكر المتلقي لمعرفة الفكرة التالية..


بارك الله فيك وننتظر الجديد ..

ناجى جوهر
03-06-2014, 02:12 PM
لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم
لم تبتعد عن الواقع المرير في
منبع الحضارة وأرض المحشر
ونسأل الرؤوف الرحيم أن ينظر
إلى السوريين بعين الرحمة
وأن يرفع عنهم البلاء
وأن يسدل على هذه الحرب الأهلية
الضروس ستارة السلام والأمان
شكرا جزيلا أستاذ / محمد الفاضل
وتقبل تحياتي

عبدالله الراسبي
03-06-2014, 03:09 PM
اخي العزيز والقدير محمد الفاضل نص في غاية الجمال والابداع
وسرد جميل جدا ورائع
ودمت بكل خير وموده اخي الكريم
وتقبل تحياتي

سالم الوشاحي
03-06-2014, 09:47 PM
كاتبنا القدير محمد الفاضل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة جميلة مؤثرة ومنطقٌ طرحه عقل يَعي معنى الألم

سررت بالقراءة لك شكرا لك...

أنتظر هطولك الراقئ هنا .... دمت بود

تحياتي وخالص تقديري

محمد الفاضل
05-03-2016, 05:08 PM
الأخ الفاضل الكاتب محمد الفاضل..


سرد مثقل بالمعاني الانسانية وتسلسل الاحداث جميل يشد الفكر المتلقي لمعرفة الفكرة التالية..


بارك الله فيك وننتظر الجديد ..

الأخ الأستاذ زياد
كم هو جميل حضورك سيدي الكريم
شاكر مشاعرك النبيلة
تقبل خالص الود والامتنان
باقات ورد

محمد الفاضل
05-03-2016, 05:11 PM
لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم
لم تبتعد عن الواقع المرير في
منبع الحضارة وأرض المحشر
ونسأل الرؤوف الرحيم أن ينظر
إلى السوريين بعين الرحمة
وأن يرفع عنهم البلاء
وأن يسدل على هذه الحرب الأهلية
الضروس ستارة السلام والأمان
شكرا جزيلا أستاذ / محمد الفاضل
وتقبل تحياتي




الأستاذ القدير ناجي
حضور في منتهى العذوبة
لاعدمت تلك الإطلالة الجميلة
دمت بخير وعافية

محمد الفاضل
05-03-2016, 05:13 PM
اخي العزيز والقدير محمد الفاضل نص في غاية الجمال والابداع
وسرد جميل جدا ورائع
ودمت بكل خير وموده اخي الكريم
وتقبل تحياتي

الأستاذ القدير عبد الله الراسبي
الأجمل حضورك العطر وتعليقك الجميل
سلمت
باقات ياسمين

محمد الفاضل
05-03-2016, 05:16 PM
كاتبنا القدير محمد الفاضل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة جميلة مؤثرة ومنطقٌ طرحه عقل يَعي معنى الألم

سررت بالقراءة لك شكرا لك...

أنتظر هطولك الراقئ هنا .... دمت بود

تحياتي وخالص تقديري

الأخ الأستاذ سالم الوشاحي
يسعدني ويشرفني حضورك المميز دائما عزيزي
لقلبك شتائل ورد

غدير طه
18-04-2016, 03:08 PM
سعدت بالتجول في اروقة كلماتكم
أخي الشاعر محمد الفاضل بوركتم
القضية السورية لامست الشغاف
هذا الطفل حكايته مؤثرة جدا
رحمه الله وكل من سكب دمه فدا وطنه
تسلم الايادي ""

محمد الفاضل
18-04-2016, 11:00 PM
سعدت بالتجول في اروقة كلماتكم
أخي الشاعر محمد الفاضل بوركتم
القضية السورية لامست الشغاف
هذا الطفل حكايته مؤثرة جدا
رحمه الله وكل من سكب دمه فدا وطنه
تسلم الايادي ""

شكرا على حضورك العطر أستاذ غدير ومشاعرك النبيلة
مع خالص الود
دوت بخير