المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من اروع القصص...


زياد الحمداني (( جناح الأسير))
08-06-2014, 11:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...



أُلقي بين الايادي هذه القصة الرائعة التي جذبت سريرتي يسرني مشاركتي هذه المشاعر...



في أحد المستشفيات كان هناك مريضان هرمين في غرفة واحدة كلاهما معه مرض عضال ..
أحدهما كان مسموح له بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميا بعد العصر ..

ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة .. أما الآخر فكان عليه أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت ..

كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام دون أن يرى أحدهما الآخر لأن كلاً منهما كان مستلقياً على ظهره ناظراً إلى السقف تحدثا عن أهليهما.. بيتيهما.. حياتهما .. كل شيء


وفي كل يوم بعد العصر كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب ينظر في النافذة واصفاً لصاحبه العالم الخارجي وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها الأول لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط ..

والأولاد صنعوا زوارق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء ..

وهناك رجل يؤجِّر المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها في البحيرة ...

والنساء قد أدخلت كل منهن ذراعها في ذراع زوجها والجميع يتمشى حول حافة البحيرة ..

و آخرون جلسوا في ظلال الأشجار أو بجانب الزهور ذات الألوان الجذابة ..
ومنظر السماء كان بديعاً يسر الناظرين ..

وفيما يقوم الأول بعملية الوصف ينصت الآخر في ذهول لهذا الوصف الدقيق الرائع ..

ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور ذلك المنظر البديع للحياة خارج المستشفى ..

وفي أحد الأيام وصف له عرضاً عسكرياً ورغم أنه لم يسمع عزف الفرقة الموسيقية .. إلا أنه كان يراها بعيني عقله من خلال وصف صاحبه لها ..

ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه وفي أحد الأيام جاءت الممرضة صباحاً لخدمتهما كعادتها فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال الليل ولم يعلم الآخر بوفاته إلا من خلال حديث الممرضة عبر الهاتف وهي تطلب المساعدة لإخراجه من الغرفة فحزن على صاحبه أشد الحزن.

وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلى جانب النافذة ..

ولم يكن هناك مانع فأجيب طلبه ولما حانت ساعة بعد العصر تذكر الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبه انتحب لفقده ولكنه قرر أن يحاول الجلوس ليعوض ما فاته في هذه الساعة وتحامل على نفسه وهو يتألم ورفع رأسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه ثم اتكأ على أحد مرفقيه وأدار وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر العالم الخارجي ..


وهنا كانت المفاجأة....!!

حيث لم ير أمامه إلا جداراً أصم من جدران المستشفى، فقد كانت النافذة على ساحة داخلية ..

نادى الممرضة وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من خلالها ..

فأجابت إنها هي!! فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة ..

ثم سألته عن سبب تعجبه فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له


كان تعجب الممرضة أكبر إذ قالت له : ولكن المتوفى كان أعمى ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الأصم ..

ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لا تُصاب باليأس فتتمنى الموت...




جزاكم الله خير الجزآء..

سالم الوشاحي
09-06-2014, 05:32 AM
الأستاذ القدير زياد الحمداني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً من القلب على هذه القصص الجميله والرائعه والمفيدة

فما أجملها من مشاعر وماأعظمها من قلوب ...

كنت هنا ببالغ السرور والفخر

أحترامي وجل تقديري .

أمواج
09-06-2014, 10:29 PM
الفاضل زياد الحمداني

قصة رائعـــــــــــــــة لها مدلول وواقع ملموس

تشكر علي قلمك

دمت بكل خير

زياد الحمداني (( جناح الأسير))
09-06-2014, 10:43 PM
الأستاذ القدير زياد الحمداني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً من القلب على هذه القصص الجميله والرائعه والمفيدة

فما أجملها من مشاعر وماأعظمها من قلوب ...

كنت هنا ببالغ السرور والفخر

أحترامي وجل تقديري .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


أخي الأصيل النبيل الشاعر أ. سالم الوشاحي...


هنا الأسير تحرر من قيدهِ المُثير...

لذلك تزداد المعاني رسواً كُلما سمت مبانيها وحرفكم العذب الصادق ارتقى به العمل ليزداد رونقا بهيا..


بارك الله فيك اخي الكريم..

زياد الحمداني (( جناح الأسير))
09-06-2014, 10:45 PM
الفاضل زياد الحمداني

قصة رائعـــــــــــــــة لها مدلول وواقع ملموس

تشكر علي قلمك

دمت بكل خير

االأخت الفاضلة الكاتبة أ. امواج...


ذوقك الرفيع وملكةِ الأدب المتجسدة بفكرك الراقي زاد هذه الملامح الانسانية واقعاً ملموساً يُحتذى به..

ناجى جوهر
10-06-2014, 03:12 PM
السلام عليكم أستاذ / زياد الحمدان
إختيار موفق لقيمة أخلاقية عظيمة
ان السعي لإسعاد الآخرين لعمل نبيل
لا يفكر في أدائه غير ذوي القلوب الكبيرة
وذلك العجوز قد عقد النية على رفع روح
زميله المعنوية فأنكب على أفضل الكلمات
وأجملها ليصف بها أسعد المواقف وأبهجها
فحقق السعادة والسرور لذاته قبل أن يشعر
بها العجوز الجار
وهذا هو حال النبلاء الحقيقيين
إنهم مثل الشمع تحترق لتنير درب الآخرين
حفظك الله ورعاك أستاذ / زياد الحمداني
وتقبل تحياتي

زياد الحمداني (( جناح الأسير))
10-06-2014, 06:56 PM
السلام عليكم أستاذ / زياد الحمدان
إختيار موفق لقيمة أخلاقية عظيمة
ان السعي لإسعاد الآخرين لعمل نبيل
لا يفكر في أدائه غير ذوي القلوب الكبيرة
وذلك العجوز قد عقد النية على رفع روح
زميله المعنوية فأنكب على أفضل الكلمات
وأجملها ليصف بها أسعد المواقف وأبهجها
فحقق السعادة والسرور لذاته قبل أن يشعر
بها العجوز الجار
وهذا هو حال النبلاء الحقيقيين
إنهم مثل الشمع تحترق لتنير درب الآخرين
حفظك الله ورعاك أستاذ / زياد الحمداني
وتقبل تحياتي




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اخي الرائع العزيز أ.ناجي جوهر..

عندما يستدرك القلب صدق المشاعر تكون له الكثير من السبل القريبة منه بحيث تملأه شعوراً يكاد يكون جزءاً منه لذلك تسعدني إضافتك الراقية أخي العزيز ..




بارك الله فيك استاذي القدير