المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حلقة الكتابة الشعرية تفتح للمشاركين آفاقا أوسع لتطور النص الشعري وانفتاحه على التجارب


سالم الوشاحي
26-08-2014, 05:42 AM
http://im53.gulfup.com/XRJure.jpg (http://im53.gulfup.com/XRJure.jpg)

تواصل فعاليات الملتقى الأدبي للشباب بقراءات شعرية وقصصية -
تغطية – شذى البلوشية -

«العرس الوحشي» مسرحية صدام الإنسان مع دواخله -
تواصلت أمس فعاليات النسخة العشرين من الملتقى الأدبي للشباب الذي تنظمه وزارة التراث والثقافة في الرستاق والمصنعة. وكانت أبرز الفعاليات المقامة أمس حلقة الكتابة الشعرية (الشعر الفصيح) التي ألقاها أعضاء لجنة تحكيم الشعر الفصيح : الدكتور حميد الحجري والدكتورة شيخة المنذرية، بحضور الدكتور هلال الحجري رئيس لجنة التحكيم، وحضور المشاركين في الملتقى.
تناولت الورشة جوانب مهمة من شأنها أن تخدم الشباب في الكتابة الشعرية، وتسهم في تقوية قدراتهم الأدبية. وكان التركيز فيها على الأسس التي يقوم عليها النتاج الشعري من اللغة إلى التركيب إلى التفاعل التصوري. وأوضحت الدكتورة شيخة المنذري في حديثها عن ذلك ضرورة أن تكون البنية اللغوية متكاملة في نسج يشكل التصور والبعد الفني والجمالي، كما قامت الدكتورة بتطبيق ذلك عن طريق استخدام نماذج شعرية لحسان بن ثابت وأبي مسلم البهلاني والمتنبي، وبعض الشعراء العمانيين المحدثين. وأوضحت المنذرية في حديثها أيضا أثر الحالة النفسية لدى الشاعر في تشكيل التراكيب والصور لكتابته الشعرية، كما أكدت أن الشاعر لابد أن يتوسل بالخيال لرسم الصور الجمالية، لا أن يعتمد على الإنشاء فقط، ونبهت المشاركين على تأثير البداية الفعلية في مطلع القصيدة، وما يخلفه الفعل من قوة وركازة في بناء الأبيات.
وتطرق الدكتور حميد الحجري في الحلقة إلى جانب مهم في الشعر وهو الإيقاع، موضحا من خلال حديثه تطور الإيقاع في القصيدة العربية (العمودية، والتفعيلة، وقصيدة النثر)، كما أوضح أيضا الأسباب التي أدت إلى تطوير الإيقاع، مستندا في ذلك على نماذج من قصائد بعض الشعراء العرب، وأعطى كذلك نظرة لنماذج من نصوص المشاركين في الملتقى.
وتم فتح المجال مع الحضور للنقاش وتبادل الأفكار، وطرح الأسئلة من قبل المشاركين في مسابقة الشعر الفصيح، والتعرف على كثير من النقاط المهمة التي من شأنها أن تسهم في صقل مواهبهم، وتحسين الكتابة الشعرية لديهم. وهذا ما أوضحته الدكتورة شيخة المنذرية في حديثها عن أهمية هذه الحلقة، إذ قالت ل «عمان»: « مثل هذه الحلقات تصقل مواهب الجيل الناشئ، وتعزز فيهم معرفة أسس كتابة الشعر بأنواعه»، وأكدت: «ركزنا في هذه الورشة بالحديث عن الأسس التي يقوم عليها النتاج الشعري حتى تثمر الحلقة بنتاجها بتلافي نقصان بعض الجوانب في النصوص المشارك بها في الملتقى».
وتعد هذه الحلقة واحدة من مجموعة ورش سيقيمها الملتقى خلال هذه الفترة، والتي من شأنها أن ترقى بالكتابة الأدبية لدى الشباب، وهو الهدف الأساسي للملتقى، وأوضح الدكتور حميد الحجري ذلك بقوله : «الملتقى يجمع نخبة من الأدباء العمانيين الشباب، والنصوص الناضجة هي فقط التي تشارك، كما أن الملتقى يعطي فرصة للشعراء للالتقاء بغيرهم، واكتساب الخبرات من لجان التحكيم كذلك، وللملتقى خاصية مهمة من شأنها أن تكون أحد أهم مميزاته ألا وهي النقد، فالوقفات التحليلية للنصوص الشعرية تعطي المجال للنضج الشعري، أيضا هذا الملتقى يوجد حراك في المشهد الشعري».
وأكد الدكتور حميد الحجري على أهمية بعض الجوانب التي يجب أن يتمسك بها الشباب الموهوب للارتقاء بمستوى كتابتهم الشعرية بقوله : «الاطلاع على النماذج الشعرية، واكتساب مهارات النقد، وضرورة الكتابة المستمرة، والبقاء على التأصل مع المهتمين بالشعر».
واستمر الملتقى الادبي بإمداد المشاركين والحضور بنفحات من الفعاليات الأدبية، فقد واصل عصر أمس قراءة النصوص الأدبية المشاركة في المسابقة التي يقيمها الملتقى، حيث ألقى الشعراء في الشعر الفصيح قصائدهم، فقام محمد بن سعيد البوسعيدي بإلقاء قصيدة «على أهداب نخلتها»، وألقى محمد بن خميس الراشد قصيدة «وتر الغياب»، فيما ألقت فوزية الحارثية قصيدة «وردة بيضاء على قبر أمي، أما محبوب بن محمد الرحيلي فقد قدم قصيدة حذاء وردي فقط، بينما ألقى طلال بن سليم النوتكي قصيدة «نمشي على ألق القصيدة».
وفي الشعر الشعبي قدم فهد بن يوسف الأغبري قصيدته «حنين إلى الخليج»، وألقى سليمان بن عبدالله الجهوري قصيدته «تهاداك البصر»، وقدم هيثم بن جمعة البلوشي قصيدة «وجع»، وألقى أحمد الهديفي نصه الشعري «ذنوب»، وختم القصائد الشعبية لهذا اليوم خليفة الغافري بقصيدة «غروب الشمس».
أما في القصة القصيرة فقد كان الحضور يشهد جولة تنافسية تتضح من خلال النصوص التي قدمها المشاركين، فقد ألقت عائشة بنت محمد النقبية نصها «وجه وانكسار»، بينما ألقى حمد بن عبدالله المخيني نصه «الباب يغلق الآن»، وعاد أحمد بن سالم الكلباني للمشاركة في جانب أدبي آخر وهو قصته التي بعنوان «حيالة»، فيما قدم محمد بن سالم المالكي نصه «مذكرة ميت»، وكان ختام هذا اليوم بحروف القصة التي ألقتها وفاء بنت سليم المصلحي «حتى الجمادات لاتموت وحيدة».
قدمت لجنة التحكيم في كل جانب أدبي رأيهم حول النصوص المشاركة، وأوضحوا جوانب القوة والضعف في كل نص تمت قراءته، كما تمت مناقشة المشاركين في الإيجابيات والسلبيات التي تتضح من خلال كتابتهم، وأسهم هذا النقد البناء في إعطاء المشاركين صورة أعمق لقدراتهم ومواهبهم التي تحتاج لزيادة صقل، والتأني في الكتابة التي يجب أن تستند إلى أسس وضوابط يجب ألا يغفل عنها الكاتب.
إلى ذلك حضر المشاركون أمس عرضا مسرحيا قدمته فرقة الرستاق الأهلية بعنوان «العرس الوحشي» الذي لخص فكرة الإنسان حين يبحث في دواخله ويصطدم بشيء ما، فربما قد يفرحه أو يحزنه أو يفجعه، فهو ربما يحبس الجسد ولكن الأفكار تطير وتنير له دروبا قد تساعده للخروج من صراعه مع ذاته، وعندما يجد الخلاص قد يضحي بأشياء عزيزة عليه، مما يولد لديه صراعات أكبر مع ذاته التي يريد ايضا الخلاص منها، وهكذا تستمر الحياة. العمل من بطولة علي المعمري وغادة الزدجالية وإخراج خالد الضوياني.
وتستمر فعاليات الملتقى اليوم بإقامة حلقة الكتابة القصصية التي يقدمها أعضاء لجنة التحكيم، كما تتواصل القراءات الشعرية والقصصية المشاركة في الملتقى.

جريدة عمان