المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «العربي» تحتفي بالشاعر سماء عيسى.. وفن المنمنمات


سالم الوشاحي
04-09-2014, 04:26 AM
مرحلة جديدة للمجلة -
خصصت مجلة العربي في عددها الجديد الصادر قبل يومين ملفا خاصا عن الشاعر العماني سماء عيسى تحت عنوان «الشاعر سماء عيسى.. الموت والشعر والأمكنة» وتحت عنوان ثابت «أعلام الثقافة العربية». وبدأ الملف بمقال الكاتب محمد بن سيف الرحبي بعنوان «راصدا الموت والعشق والأمكنة.. الشاعر سماء عيسى إذ يطل من «شرفة على أرواح أمهاتنا»، وهو الإصدار الأخير للشاعر سماء. فيما كتب الدكتور محمد زروق دراسة بعنوان «ثلاثية المنفى والرأة والروح.. نظر في ديوان «دم العاشق».
يقوم محمد الرحبي في بعض مقاله «منذ المفتتح الأول يقدم سماء عيسى «شرفته» إلى ثلاث أمهات، ثريا وجوخة وأسماء ومن سطر الحكاية الأولى يرسم لقارئه حدود العلاقة بين الموت والحب. وهذه المعالجة الدائمة للثنائية يمضي سماء عيسى لتأكيدها كحالة لا تقبل الشك، رابطا بين قدرة أمهاتنا على الحياة، وأيضا قدرتهن على السير نحو الموت بهدوء كأنه استراحة المحارب بعد طول عناء، ملمحا دوما إلى حالة النضال التي تعرفها الأمهات العمانيات إذ يواجهن المواجع من حولهن بهدوء كأنهن يترقبن ساعة الخلاص». ويضيف الرحبي في قراءته «تتجلى قدرة الشاعر على القص في نص النقاب، كأنما أراد سماء عيسى أن يرسخ حضوره كقاص أيضا في الذاكرة الثقافية العمانية المعاصرة، وهو المحسوب على أنه واحد من رواد قصيدة النثر في عمان إن لم يكن في منطقة الخليج».
وفي قراءة الدكتور محمد زروق يقول عن سماء عيسى «يعيش الشاعر كما أغلب الشعراء حالة المنفى، حقيقة وتجوزا، ومن من المثقفين الحقيقيين لا يعيش حالة النفي وحال الغربة في أرضه، منفي وهو في وطنه غريب وهو بين أهله، ويعبر الشاعر عن هذا الاغتراب الذي نراه في حال الشوق إلى الوطن، وفي البكاء على الدمن، وفي الدخول في حال من التصحر لا أوبة بعدها، وفي سفر الروح تفارق مرابضها ولا تجد لها منتهى، ولعل ذلك ما يعلل دخول الِاعر في تجربة العرفان، وإثبات عجز اللغة عن تحمل جليل المعاني، كما الجسد ينوء بحمل الروح».
وسجل الدكتور عادل سالم العبد الجادر أول حضور له في المجلة كرئيس تحرير بافتتاحية أولى بعنوان «شوقي.. بين المبرد وابن خلدون». كما ضم العدد الكثير من المقالات والدراسات والملفات التي كان أبرزها ملفا حول فن المنمنمات وارتباطها بالأدب والتاريخ والأسطورة والذي أنجزه للمجلة أشرف أبو اليزيد، ويبدو أن فن المنمنمات قد حل محل استطلاع العربي في هذا العدد حيث صدرت المجلة بدون استطلاعها الشهري كما كان معتادا من يوم صدور عددها الأول نهاية خمسينات القرن الماضي. وكانت المجلة قد أعلنت قبل فترة عدم التزامها بالنشر الشهري للأسماء الكبيرة التي ارتبطت بالمجلة واتاحة الفرصة لجيل جديد من الشباب للكتابة في المجلة مبررة الأمر أن بقاء كتاب المجلة الكبار لن يتيح الفرصة لظهور جيل جديد عبر صفحات المجلة.

جريدة عمان