المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آخِرُ مَا تَبَقَّى الوَدَاع/بقلمي


حمامة عربية
13-11-2014, 01:11 AM
آخِرُ مَا تَبَقَّى الوَدَاع

مِن دِفْء الحُقُولِ البَرِيَّة
وَ مِنَ الشَّرَانِقِ الْمُتَلَوِنَة
وَ عَبْر حَنِيِنِ الشَّمس
التهمت جَمَال القَبَس
وَ أَنْهَيْتُ تَأَمُّلِي
بِقَرَارٍ مُفْلِس
فآخِرُ قَرَارَاتِي
الحُرِيّةُ لاَ الخِدَاع....
آخِرُ مَا تبَقَّى بَيْنَنَا الوَدَاعْ.....
لِمَ تَهْتَمُّ بِي؟
سَتُجْبِرُنِي أَمْ سَتَدْفِنُنِي
عَلَيَّ أَنْ أَبْقَى
خَاضِعَةً لَكَ بالضَّيَاعْ.....
شَكْلاً خَارِقًا كُنْتَ بالنِّسْبَةِ لِي
شَكْلاً لاَ مَضْمُونًا
فِي سِجِلٍّ مَضى

لَمْ يَكُنْ مِلْكِي
تَعْلَمُ ذَلِكَ أَرْجُوكَ لاَ تَنْفِي.....
وَ الآن وَلَّيْتَهُ مَا كَان
تَمِيلُ لِظِلِّي
تُرَاكَ مَجْنُون أَمْ بَطَل؟
تُرَاكَ سَجَّان أَمْ صَانِعَ أَغْلاَل ؟
تَتَرَقَّبُ أَيَّ ظِلٍّ يَقْتَرِب مِن ظِلِّي....
وَ أَنَا السَّجِينَةُ بِلاَ حَواَسْ
وَ أَنَا المَظْلُومَة أُحْبَسُ
عَلَى قَبْضَةِ عَابِرِ سَبيل
يُقَابِلُنِي بوَرْدَةٍ
وَ يُرْسِلُنِي بِخُدْعَة
فِي أَرْضِ الجِيَاع.....
فَأَعُودُ بِثِقَلِي إِلَيْكَ
بِلاَ مَوَدَّة
تُجْبِرُنِي عَلى الصِّرَاع
فِي غَيْرِ مَحَطَّة....
انْسَ واشْنُقْنِي
بَيْنَ وُجُودك وَكَلِمَاتِكَ

و اسْمَعْنِي سَتَجِدُ أَنِّي....
وَسِيلَة بِلاَ غَايَة
لاَ بِدَايَة أُحِسُّ بِهَا وَ لاَ نِهَاية
فَقَلْبِي تَحَطَّمَ مُنْذُ زَمَن
مِنْ جَمَال الحُقُولِ وَ البَسَاتِين.....
فَلِمَ تَهْتَمُّ بِي؟
وَ تَقْبِضُنِي بِيَدٍ عَمِيقَة و جَافَّة
تَمْتَصُّ المَعَانِي لَدَيّ مُجْبَرَة
لِأَرْضِكَ الشَّائِكَة.....
فَآخِرُ مَا تَبَقَّى الوَدَاع
فاغْتَنِم الفُرْصَة
وَ اتْرُكْنِي
فَلَنْ أُجْبَرَ أَبَدًا للضَّيَاع
فالوَدَاعْ ثُمَّ الوَدَاع.

نبيل محمد
13-11-2014, 03:26 AM
الفاضله حمامة عربية

الوَدَاعْ اهون من الخِدَاع
حتى لو ذهب حنين الشمس
بقرار مفلس
فصانع الاغلال ليس بطلا
هو سجيننا بلا حواس
ان لم يروي ارض المعاني
فالخدعة تعود عليه بالثقل
وآخِرُ مَا تبَقَّى لعابر سبيل
مَحَطَّة مِنْ جَمَال الحُقُولِ لا بد من تواجد الاشواك فيها
هذا قلبنا يشبه كثيرا بتضاريسه ارضنا

اختي
سعدت جدا بمروري هنا
باقات من الزهور انثرها لك
نص يصفق له الابداع

خليل عفيفي
13-11-2014, 03:12 PM
حمامة عربية
مهما كان الوداع مؤلما ، إلا أن هناك وعلى الشاطئ الآخر أناس في قمة الشوق للقاء
وعلى الشاطئ المقابل كثير من ألم الانتظار
نتأمل..
لعل عقارب الزمن تدور سريعا لتعود الذكريات
لك الشكر

ضي
13-11-2014, 06:42 PM
أختي حمامة عربية الوداع تلك اللحظة المؤلمة ...
تلوحية ذلك الوداع قاتلة...
ولكن عندما يكون الخداع هو صلب الألم
هنا يكون الوداع أهون بكثير ...
متألقة ايتها المبدعة ...
دمتي بود...

سالم الوشاحي
13-11-2014, 08:18 PM
الأخت الفاضلة حمامة عربية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

للوداع والخيانة وجه واحد يربط بينهما الألم وحكايا لاتنتهي

يعطيكِ العافية على هذا التواصل الراقئ

أنتظر جديدك بكل شوق ...

تحياتي وجل تقديري

سالم سعيد المحيجري
13-11-2014, 09:24 PM
الأخت حمامة
سعدت كثير عندما قرأت لك هنا
إبداع تحركنا معه وسافرت بنا
أفكارك وخيالاتك هتا وهناك
فلو تحركنا ووادعنا فسترجع الأفكار بنا
مهما ذهبنا

نتمنى لك التوفيق

وبارك الله فيك

زياد الحمداني (( جناح الأسير))
13-11-2014, 10:01 PM
فَأَعُودُ بِثِقَلِي إِلَيْكَ
بِلاَ مَوَدَّة
تُجْبِرُنِي عَلى الصِّرَاع
فِي غَيْرِ مَحَطَّة....


أختي الكاتبة حمامة عربية..


لكلماتك أثرها على النثرِ بما يُبحرُ لها البنان وتستقرُ بعدُ في الوجدان..



بارك الله فيك..

أمواج
13-11-2014, 11:50 PM
حمامة عربية

أبحرنا معك إلي محطة الوداع وهي محطة تبكي العيون لها

الوداع له نفس المذاق عند الجميع لايختلف من إنسان إلي آخر

دمتِ بكل الخير

زهرة البنفسج98
14-11-2014, 07:10 PM
وداعٌ يعقبهُ حروفٌ جميلة رُغم الألم
من الحمامة العربيّة




فَأَعُودُ بِثِقَلِي إِلَيْكَ !


رائعة

ريم الحربي
14-11-2014, 09:20 PM
نص أخر رائع لحمامتنا العربية
جميل الحرف ورائعة اللغة والأحساس مذهل
اعجبني النص كثيراً