المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليلة في حب القائد .. صمت البحر ونطق الشعر


سالم الوشاحي
25-11-2014, 04:43 AM
تجلى فيها أربعة شعراء وحضر الإبداع –
كتب ـ عاصم الشيدي –

فيما كان ليل مدينة مسقط القديمة يبعث نسائمه الجميلة ليلة أمس كان أربعة شعراء يضفون على المشهد جمالا روحيا أخاذا وهم يتغنون بحب جلالة السلطان، حفظه الله وأنعم عليه بالصحة والعافية. ورغم أن البحر عادة ما يستدعي الوشوشة والهدوء والتؤدة إلا أن شعراء ليل مسقط أصروا على أن يعلوا صوتهم بالحب، وبالغوا من أجل أن يسمع حبهم الجميع.. توسلوا بكل بلاغات العرب وميراثهم اللغوي من أجل أن يبدو حبهم خاصا وخالصا.
كان الشعراء الأربعة وحضور محب للشعر يتجمعون مساء أمس في متحف بيت الزبير بمسقط القديمة ضمن أمسية وطنية احتفالا بالعيد الوطني 44 وإطلالة جلالة القائد المباركة في الخامس من نوفمبر الجاري.
ورعى الأمسية معالي عبد العزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية.
شارك في الأمسية الشعراء سعيد الصقلاوي وحسن المطروشي ومحمد قراطاس وهشام الصقري بمجموعة من النصوص الشعرية الوطنية التي تغنوا بها بمشاعر فياضة تجاه عمان وقائدها المفدى – أبقاه الله- وأضفى العازف يعقوب الحراصي بمقطوعاته الجميلة على العود جمالا على جمال.
بدأ الأمسية الشاعر المهندس سعيد الصقلاوي الذي قدم قصيدتين وطنيتين تفاعل معهما الحضور بشكل كبير.. وبدأ تجليه الشعري بقصيدة جاء في مطلعها..
لمّا تراءت لعين الحب طلعته
استبشر الطفل والامّات و الرجلُ
وزغرد النخل من كلماته فرحاً
أنْعِمْ بها كلمات روحها المثلُ
يا قلب كل عماني نبضه وطنٌ
إنَّا بحبك حب الشعب يكتملُ
إلى أن قال:
«فيا حبيب العمانيين ما غفلت عيناك عنهم ولا هم عنك قد غفلوا»
فضجت القاعة بالتصفيق والإعجاب.
ومن قصيدة أخرى بعنوان سلمت وتسلم قال الصقلاوي:
لك النصر آيهْلك الأرض غايهْلك العز مغنمْ
سلمت و تسلمْ
صلاة الشموعِ
دعاء الدموعِ
بربك تُقْسِمْ
سلمتَ و تَسْلَمْ
ثم تجلى على المسرح الشاعر حسن المطروشي وألقى مجموعة من القصائد والمقطوعات القصيرة كانت جميعها في حب جلالة القائد وفي حب عمان.. وجاء في بعض قصائده
هنا سَطَعَ الزمانُ، هنا السلامُ
هنا خُلِقَ الكرامُ، هنا أقاموا
هنا العَلْياءُ، حيث يطولُ نَخْلٌ
وتبتدئُ الجهاتُ، هنا الأمامُ
هنا خَفَقَتْ حكاياتُ الصواري
مواويلاً، هنا عَبَرَ الحَمامُ
هنا تَقِفُ اللغاتُ إذا رَفَعْنا
بَيارِقَنا، ويَعْتَذِرُ الكلامُ
هنا أرْضٌ تُضيءُ بِكَوْكَبَيْها
عُمانُ هنا وقابوسُ الهُمامُ
كما ألقى قصائد حملت عناوين «وطن» و»قابوس» و»سلام إلى قابوس».
بعد ذلك قدم العازف أمير عوض بيت مبروك فاصلا موسيقيا على آلة القانون لمعزوفات وطنية تناغم معها الجمهور وتفاعل حاملا إياهم إلى بدايات النهضة والفرحة التي عمت أرجاء البلاد بانطلاقة النهضة العمانية الحديثة بقيادة جلالة السلطان المعظم حفظه الله ورعاه.
بعد ذلك عاد الشعر إلى المنصة مرة أخرى حينما صعد إلى المنصة الشاعر محمد قراطاس، وبدأ يتلوا أشعاره.. وكان أن انطلق من قصيدة حملت عنوان «ليلة الأربعين»:
«قليلا من الليلِ كان ينامْ!
قال القمرْ
يعالجُ ما أنتجته السنينُ العجاف
ويحملُ هم البلاد على كتفيه ولا ينحني
ويرفعُ همةَ شعبٍ أبيٍ بكلتا يديه ولا ينثني
يقولُ عمانُ تريدُ اعتلاءً لكل المحافلِ
هيا انفروا إذا ما انقضى محفلٌ نرتقيه أتى محفل
ومرت عقودٌ تقوس فيها الزمان لهذا الطموحِ
وأطلق للمجد ما لا تطيق العقولُ
بناءً من النور طيناً وشعبا.
كما أهدى قصيدة قوافي مثقلات إلى المقام السامي حفظه الله ورعاه، حيث يقول فيها:
جنون الشعر أغراني أُعِـــدُّ
فكاد يـَــهدُّ ما أبدعــتُ سرْدُ!
عليٌّ أنت عن منوال شعري
ولكــــن الكريــــــم عليه جهدُ
لكل قصيدة مدٌ وجـــــــــزرُ
وفيك قصـــيــدتي مــــــدٌ فمدُّ
فكم من مطلعٍ أفنيــتُ خلفـــي
جفاهُ محـــــــــاذرٌ وطواهُ بُعْدُ
وكم لبنات فكري من ضريحٍ
حكى بترابـــها المدفـون وأْدُ
تناشدني القوافي مثقــــــلاتٍ:
بهذا الحــمل! إن القـــتل عمْدُ
فنحبو ساعةً ونســيرُ أخـرى
وإن عنّـت خيوطُ الأفق نـعدو
فلا أدري أيهماءٌ أمــــــــامي
إذا أقصيــــــــتُ حدا بان حدُّ!
وكان ختام الأمسية عند الشاعر هشام الصقري حيث ألقى مجموعة من القصائد الوطنية التي تجلى فيها حب القائد وحب الوطن. يقول الشاعر في إحدى قصائده:
في رُوحِ صوتِكَ للقلوبِ أمانُ
لَمَّا نَطَقْتَ تَنَفَّسَ الإنسانُ
الحَرْفُ في شَفَتَيْكَ قصَّةُ نَبْضَةٍ
تَحكي فَيُصغي الدمُّ والشِريانُ
وعُمانُ .. أجملُ ما نَطَقتَ محبَّةً
حَنَّتْ لِصوتِكَ _إذ نطقتَ_ عُمانُ
وفي ختام الأمسية كرم معالي عبد العزيز الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية الشعراء والمشاركون في الأمسية هدايا تذكارية

جريدة عمان