المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : د. عبدالله الحراصي لـ« عمان » الثقافي: الموسوعة العمانية تدخل مرحلة جديدة من تحديث ال


سالم الوشاحي
30-11-2014, 06:30 AM
كتب ـ محمد الحضرمي –
أكد معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون رئيس لجنة مشروع الموسوعة العمانية، في تصريح خاص لـ$ الثقافي، أن الموسوعة العمانية بصدد تحديثها نسختها من جديد، وإصدارها بنسخة إلكترونية، ونسخة خاصة للأطفال، وترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، لتقديمها بما يتواكب مع التطور المعرفي والثقافي الذي تشهده السلطنة، ولتبقى الموسوعة عملا ناميا ومتحركا، يتطور بين مرحلة وأخرى.

وقال معاليه أيضا: لقد بدأنا بعقد الاجتماعات الخاصة بمرحلة تحديث بيانات الموسوعة العمانية، والتحديث مثل كتابة العمل الموسوعي الأصلي، يكون من قبل باحثين متخصصين، وسيتم بذات آليات الصرامة التي فرضناها سابقا على الكتابة الموسوعية، حيث سنتحرك من خلال آليات دقيقة تضبط الكتابة الموسوعية، ولتحقيق هذا الهدف فإننا سوف نقيم ندوة علمية، ندعو لها باحثين ومتخصصين، في الكتابة الموسوعية والمعارف العمانية المختلفة، لغرض أن تفضي بنا إلى مرحلة جديدة من مراحل تحديث الموسوعة، وتقدم لنا نظرة نقدية وتقييمية لعملنا السابق، بحيث نستفيد منها في عملنا التحديثي القادم للموسوعة.

مشاريع قادمة لتحديث الموسوعة

وقال رئيس لجنة مشروع الموسوعة العمانية: إن هناك مشروعا نتدارسه حاليا، وسنبدأ باتخاذ الخطوات التنفيذية له قريبا، وهو «ترجمة الموسوعة العمانية إلى اللغة الانجليزية»، كأول ترجمة لها من العربية إلى اللغات الأخرى، ولتحقيق ترجمة وافية للموسوعة سنقوم بمخاطبة أهم المؤسسات المعرفية والأكاديمية العالمية، لتقديم ترجمة وافية وسليمة، وستكون اللغة الانجليزية هي أولى النوافذ التي تقدم الموسوعة إلى القارئ غير العربي، وفي مراحل لاحقة سنترجمها إلى لغات أخرى، فالموسوعة هي الوجه المعرفي لعمان، وينبغي أن يكون هذا الوجه المعرفي مشرفا ويصل إلى العالم بلغات عدة.
وتحدث الدكتور الحراصي رئيس لجنة مشروع الموسوعة، عن مشروع ثالث يصاحب العمل القادم والخاص بالموسوعة، وهو «إنجاز نسخة خاصة بالأطفال»، تكتب أهم مواضيعها بلغة مبسطة، نقدمها للأطفال باللغة الخاصة بهم، لغة تروق لهم ويفهمون مفرداتها، لنحقق بذلك هدفا معرفيا، ونستطيع من خلال هذه النسخة الخاصة بالأطفال أن نقدم المعلومة إلى القارئ العماني والعربي الصغير.
أما المشروع الرابع فهو «تحويلها إلى نسخة الكترونية»، ونعمل عليها حاليا، وذلك لسهولة التعامل مع مادته العلمية، وبغية أن يستفيد منها الباحثون.

الباحث بمعارفه لا بشهادته

وتحدث معالي الدكتور عبدالله الحراصي عن الباحثين الذين سيرفدون الموسوعة بمعارفهم وبحوثهم، إذ لا يقتصر البحث على أصحاب الشهادات العلمية والأكاديمية، لأن تلك الشهادات هي لمرحلة دراسية ومعرفية وبحثية لا أكثر، أما المعرفة فلا يمكن أن تقتصر لصاحب الشهادة فقط، المعرفة هي لكل مشتغل بالمعرفة، والتاريخ الثقافي العماني يرفدنا بشخصيات علمية كثيرة، كان لها إسهامها الكبير في حقل التأليف على مر العصور، مثل المؤرخ اللغوي والفقيه والنسابة سلمة بن مسلم العوتبي الصحاري، حيث لم تكن لديه شهادة علمية سوى منجزه الثقافي الذي توارثته الأجيال، وجميل بن خميس السعدي صاحب «قاموس الشريعة» لم يكن حاملا لشهادة الدكتوراة، ورغم ذلك خرج قاموسه الموسوعي في علوم الشريعة في 90 مجلدا، والشيخ الفقيه والمؤرخ نورالدين السالمي لم يكن يحمل شهادة الدكتوراة، فكان كتابه «تحفة الأعيان» هو تحفة من تحف الكتابة التاريخية العمانية، وغيرها من كتبه المهمة، كل هؤلاء كان الإبداع في التأليف هو شهادتهم الحقيقية، وكان البحث هو عشقهم واشتغالهم المعرفي.
وتحدث الحراصي عن الموسوعة باعتبارها ورشة ثقافية مهمة لكل من عمل في الكتابة الموسوعية، كانت التجربة السابقة دورة تدريبية مهمة، استطاعت أن تقدم باحثين، يمكن أن نعتمد عليهم في التجارب القادمة، حيث اكتسبوا خبرة متكاملة من تجربتهم في كتابة المداخل للموسوعية.
وعاء معرفي للهوية العمانية

وستدخل الموسوعة في نسختها الجديدة الأسماء التي لم ترد في النسخة السابقة، حيث يقول الدكتور الحراصي: لقد تعرَّفنا على أسماء أعلام وشخصيات جديدة، للأسف الشديد لم تدخل في النسخة الأولى من الموسوعة، ولذلك فالعمل على تحديثها أمر طبيعي، يحتمه تجدد المعرفة والمعلومة بين الحين والأخر والمرحلة والأخرى.
ووصف د. عبدالله الحراصي الموسوعة العمانية بأنها عمل ثقافي ومنجز وطني، ومحطة من محطات التاريخ المعرفي العماني، ولم يكن لتر النور لولا الدعم السامي الذي تلقته من لدن جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه، ولولا الجهود التي صاحبتها وبذلت من أجلها، حيث تم إنجاز هذا المشروع الكبير، وصدرت في أحد عشر مجلدا، وتلقفتها أيادي الباحثين والقراء منذ الساعات الأولى لتدشينها في معرض مسقط الدولي للكتاب 2014م الماضي، وشارك في إنجازها أغلب الباحثين العمانيين، الذين لهم إسهام معرفي واضح وبارز في كل المجالات ذات العلاقة بعمان.
وقال أيضا: إن الموسوعة هي وعاء معرفي يحافظ على الهوية العمانية، بسماتها المعروفة، وببعدها وبنائها الحضاري، وشتى أشكال الميراث الحضاري الكبير، وسنعمل على تحويل النقص والنقصان إلى فرصة للبحث عن الكمال، وأنا بطبعي إيجابي ومتفائل، وإذا كانت ثمة عثرات فإنها كلها تشكل ثمرات لمعارف جديدة، لبناء أمل أفضل.

أربعة آلاف مدخل في 11 مجلدا

جدير بالذكر أن الموسوعة العمانية تتكون من أحد عشر مجلدا، تضم حوالي أربعة آلاف مدخل، مرتبة وفقا للترتيب الأبجدي، وتتنوع موضوعات المداخل لتشمل تسعة مجالات كبرى هي: الأرض العمانية، والأعلام، والاقتصاد، والتاريخ والكتابة، وتاريخ عمان القديم، والثقافة والمجتمع، والمملكة الحيوانية، والمملكة النباتية، والمؤسسات، وشارك في إنجاز هذا المشروع الوطني الكبير أكثر من أربعمائة مشارك من باحثين وإداريين وفنيين واستغرق إنجازه سنوات عديدة.
وتستهدف الموسوعة في نسختها الحالية القارئ العام، الذي يبحث عن حقائق ومعلومات حول موضوع له علاقة بعمان، وتشمل هذه الشريحة طلبة المدارس والجامعات والكليات والمعاهد والباحثين والقراء والمهتمين من داخل عمان وخارجها. وقد تم التخطيط لإنجاز هذا المشروع في ثلاث مراحل رئيسية هي: المرحلة التحضيرية، والمرحلة التنفيذية، والمرحلة الإخراجية، وبدأت المرحلة التحضيرية من منتصف عام 2004م، واستمرت حتى نهاية عام 2005م، تم خلالها مسح المداخل التي يمكن أن تدرج في الموسوعة، واعتمد المسح على الكثير من الأعمال المرجعية، التي تناولت إنسان عمان والطبيعة، كالكتب التاريخية وكتب التراجم وكتب الحيوانات والنباتات، بالإضافة إلى القراءة المتخصصة في الكثير من الدراسات المتعلقة بعمان في مختلف الحقول المعرفية، كما تمت الاستفادة من المجالات الإنسانية والطبيعية التي غطتها الموسوعات العربية والعالمية الرائدة، إضافة إلى عناوين المداخل المقترحة التي قدمها خبراء استعانت بهم لجنة الموسوعة العمانية.

جريدة عمان