المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليوم انطلاقة مهرجان الشعر العماني التاسع بمشاركة 30 شاعرا وشاعرة بين الفصيح والشعبي


سالم الوشاحي
07-12-2014, 06:08 AM
طائر الشعر العماني يصفق بجناحيه في ساحات نزوى ويحط بين رياضها الغناء –
نزوى – محمد بن سليمان الحضرمي –تنطلق في نزوى مدينة العلم والتاريخ والثقافة، وعاصمة الثقافة الإسلامية للعام القادم، فعاليات مهرجان الشعر العماني التاسع، عائدا إليها بزخم حضوره وتعدد مشاركاته وضيوفه من الشعراء، بعد أن ولد في مسرح حصن نزوى وشرفات الشهباء عام 1998م، مقدما أسماء شعرية عمانية شابة، ومكرما شعراء كبار لهم تجربتهم الشعرية المهمة، وها هو يعود من جديد إلى أحضان نزوى، مستهلا زمنا قادما ستكون فيه نزوى عاصمة للثقافة الإسلامية، ولأن الشعر هو بوح الإنسان منذ قديم الزمان، فإنه من خلال هذا المهرجان يأتي كبراعة استهلال في فعاليات التكريم القادمة، لتصبح تلك الفعاليات هي قصيدة العاصمة الموزونة على بحور العشق والمحبة، لمدينة عمانية عرفت منذ قديم الزمان بأنها تخت الأئمة وبيضة الإسلام، وعاش في ترابها شعراء، وقامات أدبية كثيرة، كان لهم القدح المعلى في الشأن الثقافي والأدبي الذي تفاخر به المدينة اليوم.
وها هو طائر الشعر العماني يصفق بجناحيه في ساحات نزوى، ويحط بين رياضها الغناء، ريشاته الملونة بأكثر من قصيدة وشاعر، سيصدحون بدءا من مساء اليوم وحتى مساء الخميس القادم بأعذب ما كتبوه من قصائد، لتصبح مدينة نزوى خلال هذا الأسبوع مدينة شعرية بامتياز، تحتضن فعاليات مهرجان الشعر العماني التاسع.
ينطلق المهرجان مساء اليوم في قاعة المحاضرات بكلية العلوم التطبيقية بنزوى، وذلك تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالله بن زاهر الهنائي مستشار الدولة، وبحضور كبار الشخصيات الرسمية والشعبية وضيوف المهرجان.
وحول هذا المهرجان أكد عاصم بن محمد بن عبيد السعيدي القائم بأعمال مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بوزارة التراث والثقافة، مدير مهرجان الشعر، بأن المهرجان في نسخته التاسعة لا يحل في مدينة نزوى بالمصادفة، إنما ليكون إطلالة شعرية على الاحتفالات القادمة، وليكون لمدينة نزوى بمثابة البشارة القادمة، حيث سيتم الإعلان عن حزمة كبيرة من الفعاليات الثقافية ستقام في نزوى.
وقال أيضا: إن تجربة مهرجان الشعر العماني في دورته الجديدة التاسعة هذه لا تقدم قصائد يتسابق على تقديمها شعراء كل همهم أن يحصلوا على المراكز الثلاثة الأولى، إنما كل المتسابقين الثلاثين في الشعر والفصيح هم في درجة واحدة، حيث اختارتهم لجنة بعد اجتماعات مكثفة توصلت إلى انتقاء 15 شاعرا وشاعرة في كل فن شعري، ليصبح عدد المشاركين الرئيسيين في المهرجان 30 شاعرا وشاعرة.
لقد تم إلغاء المراكز الأولى في هذه التجربة من المهرجان، حيث لا يوجد شاعر يحصل على المركز الأول ولا شاعر آخر سيحصل على المركز الثاني أو الثالث، ولا توجد فرصة للجنة التحكيم أن تقصي شاعرا أو أن تنحاز لصوت شعري على حساب صوت آخر، نظرا لميول العضو في لجنة التحكيم إلى هذا اللون الشعري، وما إلى ذلك من الاعتبارات التي تجحف الشعر وتغمط حق الشاعر المشارك. الكل في هذا المهرجان سواسية، والكل سيقدم قصيدته باعتبارها القصيدة الفائزة في المهرجان، فنحن نعيش احتفائية شعرية، الهدف منها هو حضور القصيدة كصوت شعري متميز، وتشجيع الشعراء المجيدين الذين اجتازوا الفرز الأول، وتم اختيارهم شعراء بارزين في هذا المهرجان.

لجنة الفرز معنية بالاختيار الأخير

وقال أيضا: لم نتدخل في اختيار لجنة الفرز، فهي معنية باختيار الأسماء الشعرية المشاركة، نحن دورنا فقط الموافقة على من اختارتهم اللجنة، هناك شعراء لم تتم الموافقة عليهم لاعتبارات كثيرة، لجنة الفرز هي المعنية بالحديث عن تلك الاعتبارات، وبلا شك فإن القصائد غير الموزونة عروضيا لا يمكن أن تكون قد دخلت ضمن الكوكبة الشعرية من المشاركين، ونعد المشاهد الذي سيتابعنا على قناة تلفزيون سلطنة عمان، حيث سينقل المهرجان على الهواء مباشرة، بتقديم المهرجان بحلة إخراجية رائعة، تليق بمهرجان شعري كبير يحمل اسم الوطن، ويسافر باسم عمان إلى المشاهد في كل مكان.
وأضاف السعيدي: يكرم المهرجان في دورته التاسعة أربعة من الشعراء في مجال الشعر الفصيح والشعبي، ففي مجال الشعر الفصيح سيتم تكريم الشاعر الكبير الضرير راشد بن خميس الحبسي (رحمه الله)، وهو أحد الشعراء العمانيين الكبار، توفي عام 1150 هـ، فهو من شعراء القرن الثاني عشر الهجري، له ديوان شعري مطبوع صدر عن وزارة التراث والثقافة، والشاعر زاهر بن محمد الغافري، وهو أحد الشعراء البارزين في السلطنة، له عدة إصدارات وخرجت مجموعاته الشعرية قبل عام في مجموعة كاملة.
وفي مجال الشعر الشعبي سيتم تكريم الشاعر حافظ المسكري رحمه الله، والشاعر محمد بن دعاس المعشني، كما ستحفل ليالي المهرجان بقراءات شعرية من شعراء تمت استضافتهم ليكونوا بين الشعراء الشباب، وهم الدكتور والناقد والأستاذ الجامعي عز الدين المناصرة من فلسطين، والشاعر أحمد بخيت من مصر، كما تمت استضافة الشاعر كامل البطحري، وحمود بن وهقة وعلي الغنبوصي وسعيد الجنيبي.
وسيشارك د. هلال الحجري والأستاذ صالح العامري والشاعرة مكية الكمزارية بقراءات شعرية أيضا.

ندوة الشللية وتمظهرها

يتضمن تقديم قراءات شعرية في مجالي الشعر الفصيح والشعر الشعبي، ستبدأ من مساء غد وتنتهي مساء الخميس القادم، كما ستقام ندوة ثقافية ترتكز موضوعاتها على رصد وتتبع الحركة الثقافية العمانية وما يصاحبها من شللية يشارك فيها مجموعة من الباحثين، وحول هذا الندوة قال عاصم السعيدي مدير المهرجان: إننا من خلال هذه الندوة، نسلط الضوء على الشللية الثقافية، هي ظاهرة كونية وتاريخية قديمة، وليست محصورة على الشعراء، فأينما وجد تجمع بشري وجدت معه الشللية، لها سلبياتها وإيجابياتها، وعبر مهرجان الشعر العماني سنقترب من ظاهرة الشللية الثقافية العمانية، والبحث في تمظهرها وكيفية التعامل معها، وتأثيراتها على العلاقات البينية بين المثقف والمثقف أو بين المثقف والمؤسسة.
ونقصد بالشللية هي التكتلات الثقافية بين المثقفين، تمثل الشللية إحدى التكتلات التي قد تشكل عبئا على الساحة الثقافية، وتعيق من انسيابية العمل وشفافيته، يشارك في هذه الندوة الكاتب حسين العبري، وهو كاتب ومتخصص في علم النفس البشري، حيث سيلقي ورقة لها علاقة بالجوانب النفسية للشللية الثقافية، وسيطرح ورقته برؤية علم النفس الاجتماعي، وتفسيره لهذه الشللية، ومن وجهة نظر إعلامية ستقدم الكاتبة هدى حمد ورقة حول هذا الجانب، كما سيقدم الكاتب علي بن سليمان الرواحي ورقة يقدم فيها رؤيته من وجهة نظر فكرية.

المهرجان ليلة بعد ليلة

وفي حفل الافتتاح الذي سيقام مساء اليوم في مسرح كلية العلوم التقنية سيتم تقديم فيلم من ذاكرة المهرجان، وقراءات شعرية لكل من الشاعر أحمد بخيت، والدكتور عزالدين المناصرة، وكذلك قصائد شعرية من المكرمين الأحياء وهم الشاعر زاهر الغافري، والشاعر محمد دعاس.
أما غدا فسيقوم المشاركون بزيارة لقلعة بهلا وحصن جبرين خلال الفترة النهارية، وفي المساء ستبدأ القراءات الشعرية لعشرة شعراء من المشاركين في الشعر الفصيح والنبطي، وستشهد قاعة المشارق بجامعة نزوى إقامة الندوة الفكرية حول الشللية الثقافية وذلك صباح بعد غد، وفي المساء يستأنف المهرجان تقديم الشعراء المشاركين، ويواصل المهرجان تقديم أمسيته الرابعة مساء الأربعاء القادم، ليكون مسك الختام في المسرح الأثري المفتوح بقلعة نزوى، وذلك مساء الخميس القادم، حيث سيتم تكريم المشاركين.
بلغت عدد النصوص المقدمة للمهرجان في مجال الشعر الفصيح 51 شاعرا وشاعرة، وفي مجال الشعر الشعبي 68 شاعرا وشاعرة، وتم اختيار 15 قصيدة في كل مجال، تكونت لجنة فرز النصوص برئاسة الدكتورة حصة بنت عبدالله البادية، وعضوية كل من الشاعر محمد قرطاس والشاعر عبدالله العريمي للشعر الفصيح، والشاعر حمد الخروصي والشاعر راشد الشامسي للشعر الشعبي.
وفي ليالي المهرجان الخمس سيرعى خمسة من أصحاب السعادة للقراءات الشعرية والندوة المصاحبة، حيث يرعى سعادة الدكتور ابراهيم بن أحمد الكندي الرئيس التنفيذي لمؤسسة عمان للصحافة والنشر والإعلان الجلسة الأولى من القراءات الشعرية، أما الجلسة الثانية فستقام تحت رعاية سعادة المهندس علي بن محمد العبري وكيل وزارة البلديات وموارد المياه لشؤون المياه، والجلسة الثالثة ستقام تحت سعادة محمد بن حمدان التوبي مستشار وزارة التربية والتعليم، فيما سيرعى الندوة سعادة الشيخ الدكتور خليفة بن حمد السعدي محافظ الداخلية، وسيقام الحفل الختامي تحت رعاية معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية.

30 شاعرا وشاعرة

يشارك في الشعر الفصيح 15 شاعرا، وهم: سعود بن ناصر الصقري الذي يشارك بقصيدة معزوفة شاعر، ومحمد بن علي العوفي بقصيدة أضغاث النبوءات، وعلي بن سيف الرواحي بقصيدة دم كافكا وكوابيسه، ومحمود بن عبدالله العبري بقصيدة شيء ما عن نزف الحرف، وخالد بن علي المعمري بقصيدة للريح، وعبدالله بن أحمد بن علي الكعبي بقصيدة غَضبةُ الليلِ وَلهُ النجمِ الساري، وإبراهيم بن سعيد السوطي بقصيدة عصر العنتريات، وقصيدة هشام بن ناصر بن علي الصقري بقصيدة سـفَــرٌ لِظِلٍّ مَكـسُــور، وهلال بن سيف الشيادي بقصيدة تخت القداسة، وأحمد بن سالم بن عبدالله الكلباني بقصيدة سرمد، وفهد بن سالم العويسي بقصيدة وهج قافية قديمة، وحمزة بن مرهون البوسعيدي بقصيدة عند مفرق البرزخين، ومنيرة بنت خميس بن حمد المعمرية بقصيدة أينك، وخليل بن خلفان الجابري بقصيدة تجوال، وجوهرة بنت محمد الشريانية بقصيدة ما لم يقله اليم.
أما القصائد المتأهلة في مجال الشعر الشعبي فهي 15 قصيدة، حيث يشارك خالد بن جمعة الداؤودي بقصيدة في طريق اللاعودة، وخليل بن إبراهيم المعمري بقصيدة عمان، وعبدالناصر سعيد حمد السديري بقصيدة الموت ما يرقى القصيدة، وسعيد بن عبدالله المشرفي بقصيدة أيتام عيني، وخليفة بن حمدان الحامدي بقصيدة باب وسديم، وعلي بن يوسف الأنصاري بقصيدة تمتمات الحلاج عند الخشبة، وأحمد بن سعيد المغربي بقصيدة رحيل، وأصيلة بنت سعيد المعمرية بقصيدة ما للظمأ أية أسباب، وسعيد محمد علي الشحي بقصيدة حسبة الأصفار، وحمد بن خلفان البدواوي بقصيدة البرواز، ومحمد بن خلفان بن محمد المشرفي بقصيدة الطريقة الأخيرة، وعبدالعزيز بن طالب السعدي بقصيدة سلة ياسمين، وعبد العزيز بن حمد بن محمد العميري بقصيدة رصاص طائش، ومحمد بن مرزوق بن ضحي اليحيائي بقصيدة هو الباقي، وقصيدة حمود بن سليمان الحجري بقصيدة غمامة الفاجعة.

الشاعران الحبسي والمسكري

1 – راشد بن خميس الحبسي (ت: 1150هـ)
ولد الشاعر راشد بن خميس بن جمعة الحبسي سنة 1087هـ، في قرية عين صارخ من قرى الظاهرة، عرف البؤس والفقر منذ الصغر، فقد حرم نعمة البصر وهو ابن ستة أشهر، وفقد أبويه وهو في السادسة من عمره، ونشأ الحبسي منذ صغره محروما من نعمتين: البصر والوالدين، اكتظ ديوانه بمدائح في الأئمة اليعاربة، فقد وجد منهم بعد فقدان والديه اليد الحانية التي رعته، والقلب العطوف الذي آواه وحماه، فقد انتقل إلى حصن جبرين ليكون في رعاية الإمام بلعرب بن سلطان فبسط عليه الإمام ظلال عطفه ورباه وأحسن إليه، وتعلم في مدرسة جبرين النحو والصرف واللغة والعلوم وحفظ جزءا من القرآن الكريم، حتى أصبح شاعرا كبيرا وأديبا مرموقا، كما أشار إلى ذلك ابن رزيق في تاريخه، وظل في كنف هذا الإمام إلى حين قيام نزاع دموي بين الإمام بلعرب بن سلطان، وأخيه سيف بن سلطان سنة 1103هـ.
يذكر الحبسي أنه خرج من حصن جبرين أيام حرب الإمام بلعرب مع أخيه سيف، ويقول ان عمره آنذاك سبع عشرة سنة، وقد كان كتب في هذه المناسبة الأليمة يشكو فيها إلى الله ما آل إليه من سوء الحال بعد أن كان في سعة منه.
بعد وفاة الإمام بلعرب، انتقل إلى قرية الحزم من ناحية الرستاق حيث يسكن الإمام سيف بن سلطان، فأفاض عليه من الرعاية والعطف ما جعله يشيد به وبفترة حكمه، وأقام بالحزم مع سلطان بن سيف الثاني، وكان بارا به محبا له مؤمنا بنبوغه وشاعريته، ولهذا فقد أدناه وأفرد له ولزوجه مكانا في قصره. فأطنب الحبسي في مدحه حتى بلغت مدائحه تسعا وعشرين ما بين مقطوعة وقصيدة.
بعد وفاة الإمام سلطان بن سيف، انتقل الحبسي إلى نزوى حيث اتخذ خراسين سكنا له ووطنا دائما يقر فيه.
وهكذا عاش الحبسي نحوا من خمس وخمسين سنة في ظل الرفاهية التي حظي بها تحت كنف الأئمة اليعاربة، ثم انقلبت الحياة بعدها ضده وقلبت له ظهر المجن، واخيرا استقر في نزوى إلى حين وفاته، إذ لم يبرحها إلا إلى القرى المجاورة مثل: منح، والمضيبي، حيث كان أعمامه وقرابته.
ولعل هذه المحن ساعدت الحبسي، على إذكاء موهبة الشعر في حناياه فنشأ شاعرا منذ الصغر. فقد طبع الإحساس بالألم نفسه برفاهة مطلقة، وتفتح على القريض يحفظه ويرويه ثم يجد فيه متنفسا عن مشاعره وتعبيرا عن خلجات نفسه، وتوترات أحشائه، وتطلعات أمانيه.
وهكذا ارتبطت شهرة الحبسي الشاعر المحروم بشهرة اليعاربة الذين عرف عصرهم بالرخاء والازدهار، في كلّ الجوانب سياسيا واقتصاديا. ولم يكن شاعر اليعاربة فحسب بل كان شاعرا اجتماعيا شعبيا جديرا بهذه التسمية كلّ الجدارة. إذ كان يحس بالشريحة التي عاش بينها وترعرع بينها، فكان دائم الوصف لها في أشعاره ولو كان في حصن جبرين أو الحزم.
له ديوان شعري صدر بتحقيق عبد العليم عيسى، وطبعته وزارة التراث والثقافة، والديوان تم جمعه في فترة حياة الشاعر (1089 -1150) هـــ، النصف الثاني من القرن السابع عشر والنصف الأول من القرن الثامن عشر.
يحتوي الديوان على عدة فصول، جاء الفصل الثامن منها متضمنا شعرا عاميا كُتب بطريقة «المسبع» وهو فن لايزال مستخدما في عمان. ولقد أسعفني في إكمال تعرفي على الشاعر بحث مهم للأستاذ محمد بن سعيد الحجري بعنوان (الشعر العماني في العصرين النبهاني واليعربي- إشكالية الإبداع والاتباع)، جاء في البحث: ربما يكون شعر الحبسي العامي هو أقدم ما وصلنا من الشعر العامي العماني، والشعر العامي الذي نظمه الحبسي هو من جنس الشعر الذي يعرف بعمان بـ»المسبع» الذي استمر ازدهاره إلى اليوم. والمسبع يعتمد في نهاية مقاطعه الجناس التام أو الناقص، والتلاعب بالكلمات والزخرفات البديعية لتكوين المقاطع السباعية.
من شعره هذه القصيدة من ديوانه الشعري:
ميسي حياءً فما من ذاك من رغبي .. ولا وصالك من همي ولا أربي
ولا تظني نهتني عن زيارتكم .. كراهة يا خيار الخرَّد العرب
لكن تبدلت من حال قد انقلبت .. حالا دعتني إلى التوقير والأدب
فسرت أردع نفسي عن غوايتها .. ردعا لأنقذها من حفرة العطب

2 – الشاعر حافظ المسكري

من مواليد ولاية ابراء، كثير التنقل والترحال، انتقل إلى صور واستقر بها، وقليلاً ما كان يفارقها، فعاش بها عزيزاً مكرماً بين مشائخها وشعرائها، عاصر مجموعة من الشعراء المشهورين في المدينة من أمثال الشاعر محمد بن جمعه الغيلاني، والشاعر سعيد بن عبد الله ولد وزير الفارسي، وولد همش، وولد تيتون، أثرى الساحة بشعره القوي، شاكس من خلاله شعراء فترته في مختلف ميادين الشعر الشعبي، وتناول مختلف مجالات الشعر المعروفة، والتي أشهرها: الرزحة والميدان والمدح والغزل، إلا أن الشاعر كان أميل لشعر الرزحة، وله مساجلات عديدة مع عدد من الشعراء المعروفين: من شعره:
بشكي علي بن سالم من زد العرب..
لي مغرقني من جميلة ومذهبة
اول دعاني بين الباصر والهدب..
كني رفيقة مب لكني صاحبة
وتالي رماني بالعدا وبلا سبب..
معرفت ذنبي والزعل هيش سببة
ويا ليتني ماسن بي لوح الخشب..
قاعد فداري ارعي الحنظل واشربة
وداعي الخلايق كلهم حالي محب..
لو كان عندي فالسواحل شانبة
اول بعدهم قالو يا لقريب اقرب..
يوم القـــدم يشــلني واثـــور بة
ويوم انكسر قدمي وقدر علية الرب..
قالوا براية حافظ غيبة تغيبة
حافظ تغاني ومن تغاني ما نشب..
يتَّم عيـالة وخــــلي دارة داثـرة
وبرع الشاعر حافظ المسكري في فن الميدان، من ذلك قوله:
علمتوا من سنين وليفي زار..
رزقني الولي فالمدن عيشه
بنعرفة اليوم لي فيه زار..
بتلقاه وحدة فلمدا نعيشه

جريدة عمان