المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سعيد السيابي يقدم قصص «رغيف أسود» ووليد الشعلي «قطار دائخ في الظلام»


سالم الوشاحي
25-12-2014, 05:06 AM
أصدر الناقد المسرحي د. سعيد السيابي مجموعته القصصية الأولى «رغيف أسود» عن مؤسسة بيت الغشام للنشر والترجمة، متضمنة عدداً من القصص المتفاوتة في نقدها الاجتماعي، معتبرا في مبتدأ الحكايات أنها «محاولة لتسطير أحرف قد تعجبها، لم يستوقفها ما كتب، عدا أن من خط الحروف هو حبيبها، لهذا لم تتوقف يوماً عن القراءة له، وهو مسترسل في جمال من تعشق الحياة»، مهدياً الإصدار إلى «كاملة وطاهرة ومحمد» باعتبارهم كانوا «وقود هذه الكلمات»، مقدما في الغلاف لوحة من تصميم سلطان بن أحمد العزري.تقول الكاتبة المغربية د. سعاد مسكين عن المجموعة القصصية بأنها «ضاربة في الألم وموغلة في الحزن، تحفر في الطبقات السفلى للمجتمع كي تعري عن سوءاته بمرارة حارقة مرارة تلمظ كسرة خبر محترقة. هي كذلك القصة القصيرة عند سعيد السيابي صديقة شخصيات تعيش على الهامش، شخصيات مغمورة ومغبونة، مفعول بها غير فاعلة، ترضى بالخنوع في استكانة وديعة، ولا تقبل العيش سوى في موطن خال من الدنس، وتحيا في أرض غناء مرتع القيم الخيرة والسلوكيات النبيلة».وتضيف: إن أحداث القصص تقدم «بلغة عارية من التنميقات والرتوشات، لغة ساخرة ضاربة في عمق الجراح، لغة ظاهرها هزل وباطنها هزء الشيء الذي يجعل السرد انسيابياً وبسيطاً، لا نقصد بالبساطة الاستسهال أو السطحية وإنما تلك البساطة التي تحرك الساكن في أعماق المرء فتحوله إلى حياة ضاجة بالمتناقضات، حياة تمثل آلام وآمال كل إنسان شريف ينتصر للقيم النبيلة على وجه البسيطة، وبين تلك الآلام والآمال يحقق المحكي القصصي بمختلف عوالمه الأثر الجمالي والصدق الفني». وعن مؤسسة بيت الغشام والنشر والترجمة صدر أيضا كتب «قطار دائخ في الظلام» تضمن مجموعة نصوص قدمها الشعيلي بعد إصداره الأول «القادمون والمغادرون» الصادر عن دار الانتشار العربي اللبنانية. يختصر وليد الشعيلي كتابه في سطرين وضعهما على الغلاف الأخير «أفكر كيف أخرج مني لأعود إليّ» ماضياً في رسم ملامح نصوصه من خلال مقطعين اختارهما مفتتحا للمجموعة، أولهما «على سبيل التعزئة» لهنيبعل حيث يقول فيها «مؤكد أننا لن نسقط أبدا خارج العالم، وإذا ما وجدنا فيه مرة، وجدنا فيه إلى الأبد» إضافة إلى مقطع آخر لعبدالقادر الجنابي «ثمة في البسيطة أمكنة احتياطية محجوزة لنا نحن الذين كقطار دائخ في الظلام».
تتميز نصوص المجموعة بالصور الفنية العابرة، يوميات الذات، وهي تتقلب على جمر الوحدة والانتظار، يكتب وليد الشعيلي في نصه الأول، بعنوان وضع:
أنا الآن متدثر بالظلام
على فراش الهاوية
قلبي يسقط في جيوب معبّأة بالرماد
والليل يعجن الغياب
ماذا بوسعي أن أجفف من بلل الذاكرة
حين أفتح النافذة على الحياة.

جريدة عمان