سالم الوشاحي
05-02-2015, 05:05 AM
حديث الذاكرة.. بسرد مفعم بالإحساس..
كتبت- شذى البلوشية –
230904صدر مؤخرا عن بيت الغشام للنشر والترجمة بالشراكة مع النادي الثقافي كتاب «منازل لا تنسى» للكاتب العماني محمد الحضرمي، يتناول فيه مجموعة من النصوص السردية في عناوين مختلفة، يبحر فيها الكاتب إلى فضاءات واسعة، فبعضها له الطابع العماني الخاص الذي يتذوق فيه القارئ الأصالة والتراث المحلي، واستعاد بها أيضا ذاكرة مخضرمة عاشها الكاتب في تفاصيل حياته، وعبر في جانب آخر عن جمال الصور الطبيعية، وتوافد غفير لأحاسيس كانت تارة تتسم بالحزن وتارة أخرى بالسرور، وهي في لحظة تشع بالحب، وأخرى يتعبها الفقد. يقول الحضرمي في «منازل لا تنسى»: «متعب أيها الإنسان، وطاحونة الحياة تحرق عمرك، في طفولتك مأخوذ ببراءتك، وفي شبابك مشبوب بزهوك، وها هي الشيخوخة تزحف إليك، وتختلط بدمك، لذلك تتذكر منازلك الأولى، والنظرة الأولى، والقبلة الأولى، تلك منازل لا تنسى، ومياه تسيل في سواقي القلب، الحنين يهدر في الروح، ويلهب الوجدان بأوجاع تتابعك كظلك، هي معك خطوة بخطوة».
تتمازج أحرف الكتاب بين خيال الكاتب وواقعه الذي عاشه ويستعيده على مهل في كل قصة أو حكاية عبرت في ذاكرته، فوجدت حروفه حصة ولو قليلة لمخزون ذاكرته، فهو يعبر الطفولة بتفاصيلها الجميلة كسرده لحكاية «طفولة برائحة الخلال»، و«ضحوة مؤلمة»، و«أكثر من لا»، ويأخذ من جمال فترة الشباب لحظات مميزة نسجها في «الكابتن غلام خميس»، و«سيارة بيع الكتب»، ويأخذ بعض اللحظات التي تومض ببريقها في خبايا النفس، ويستعيدها بشيء من النقاء، ويبعثها بحرف يشبه لوحة فنان تصور المنظر الذي يسكن في الذاكرة بجمال اللمسات، فيكتب «حقيبة أبي»، و«رطب الجبل الأخضر»، و«مبارك بن لندن»، و«فقدت عيني في السفر»، ويعود الإبحار مجددا في حروف تتمازج بين الخيال الخصب والتغذية البصرية التي قد لا يمتلكها إلا الفنان والكاتب، فتقف الحروف لتتأمل «قمم بعيدة»، وتتذوق لذيذ مواطن خروج الحبات المطرية في «شفاه السحاب»، والخوض في تفاصيل جمال «غضارة المطر»، حتى تصل أمواه الغيث للأرض فيحكي قصة «ضحكت الأرض بالزهر».
تجدر الإشارة إلى أن الكاتب محمد الحضرمي له عدة إصدارات، حيث صدرت له نصوص سردية «أسرار صغيرة»، ومجموعة شعرية «في السهم يشدو اليمام»، وله إصدار حديث «نهار يزهر خلف الغيم».
جريدة عمان
كتبت- شذى البلوشية –
230904صدر مؤخرا عن بيت الغشام للنشر والترجمة بالشراكة مع النادي الثقافي كتاب «منازل لا تنسى» للكاتب العماني محمد الحضرمي، يتناول فيه مجموعة من النصوص السردية في عناوين مختلفة، يبحر فيها الكاتب إلى فضاءات واسعة، فبعضها له الطابع العماني الخاص الذي يتذوق فيه القارئ الأصالة والتراث المحلي، واستعاد بها أيضا ذاكرة مخضرمة عاشها الكاتب في تفاصيل حياته، وعبر في جانب آخر عن جمال الصور الطبيعية، وتوافد غفير لأحاسيس كانت تارة تتسم بالحزن وتارة أخرى بالسرور، وهي في لحظة تشع بالحب، وأخرى يتعبها الفقد. يقول الحضرمي في «منازل لا تنسى»: «متعب أيها الإنسان، وطاحونة الحياة تحرق عمرك، في طفولتك مأخوذ ببراءتك، وفي شبابك مشبوب بزهوك، وها هي الشيخوخة تزحف إليك، وتختلط بدمك، لذلك تتذكر منازلك الأولى، والنظرة الأولى، والقبلة الأولى، تلك منازل لا تنسى، ومياه تسيل في سواقي القلب، الحنين يهدر في الروح، ويلهب الوجدان بأوجاع تتابعك كظلك، هي معك خطوة بخطوة».
تتمازج أحرف الكتاب بين خيال الكاتب وواقعه الذي عاشه ويستعيده على مهل في كل قصة أو حكاية عبرت في ذاكرته، فوجدت حروفه حصة ولو قليلة لمخزون ذاكرته، فهو يعبر الطفولة بتفاصيلها الجميلة كسرده لحكاية «طفولة برائحة الخلال»، و«ضحوة مؤلمة»، و«أكثر من لا»، ويأخذ من جمال فترة الشباب لحظات مميزة نسجها في «الكابتن غلام خميس»، و«سيارة بيع الكتب»، ويأخذ بعض اللحظات التي تومض ببريقها في خبايا النفس، ويستعيدها بشيء من النقاء، ويبعثها بحرف يشبه لوحة فنان تصور المنظر الذي يسكن في الذاكرة بجمال اللمسات، فيكتب «حقيبة أبي»، و«رطب الجبل الأخضر»، و«مبارك بن لندن»، و«فقدت عيني في السفر»، ويعود الإبحار مجددا في حروف تتمازج بين الخيال الخصب والتغذية البصرية التي قد لا يمتلكها إلا الفنان والكاتب، فتقف الحروف لتتأمل «قمم بعيدة»، وتتذوق لذيذ مواطن خروج الحبات المطرية في «شفاه السحاب»، والخوض في تفاصيل جمال «غضارة المطر»، حتى تصل أمواه الغيث للأرض فيحكي قصة «ضحكت الأرض بالزهر».
تجدر الإشارة إلى أن الكاتب محمد الحضرمي له عدة إصدارات، حيث صدرت له نصوص سردية «أسرار صغيرة»، ومجموعة شعرية «في السهم يشدو اليمام»، وله إصدار حديث «نهار يزهر خلف الغيم».
جريدة عمان