المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صدور «السفر آخر الليل» ليعقوب الخنبشي


سالم الوشاحي
11-02-2015, 06:55 AM
عمّان «العُمانية»: صدرت عن «الآن ناشرون وموزعون» بالشراكة مع دار أزمنة في عمّان، الطبعة الثانية من رواية «السفر آخر الليل» للكاتب يعقوب الخنبشي.
تستوحي الرواية أحداثها من خلال رصد يوميات «أحمد» الذي يعمل فرّاشاً في الوزارة صباحاً، وسائقَ «تاكسي» مساء، والتوّاق لتحسين ظروف حياته المعيشية هو وأسرته من خلال الجدّ في عمله ساعاتٍ متواصلة، يجوب فيها شوارع المدينة وأحيائها بحثاً عن الركاب.
تبدأ الرواية بسرد للكابوس الذي طارد «أحمد» وأفزعه، حيث رأى في منامه أطفاله يدخلون ويخرجون من دون رؤوس، وهم يسبحون في بركة من الدماء، وهو الكابوس الذي يقدم تمهيداً نفسياً للقارئ حتى يدخل في أجواء الرواية.
ويقول الخنبشي حول استثماره رمزَ الكابوس: «الحلم صورة رمزية متفردة في ذاتها، متحررة من المنطق واللامعقول، تتوقف عندها ساعة الزمن وتصطدم معها على شكل تنبؤات أحياناً».يمهد هذا الحدث لما سيأتي بعده، حيث الحادثة التي تغير مسار حياة «أحمد» عندما تركب معه فتاة اسمها «طاهرة» وتطلب منه إيصالها إلى مكان ما، فيجد نفسه منجذباً إليها، رغم أنه متزوج من امرأة تدعى «شريفة»، وأب لثلاثة أطفال، هم: «سالم» و»صفية»، و»خالصة»، ويدفعه انجذابه إليها لإعطائها رقم هاتفه، ثم تكرار لقاءاته بها، وبتصاعد الأحداث تتهمه الفتاة بأنه والد الجنين الذي في أحشائها، فينكر هو ذلك ليتم اللجوء إلى الفحوصات المخبرية التي تثبت أنه عقيم ولا يمكنه الإنجاب وهنا تنقلب حياته رأساً على عقب!
جاءت معظم حوارات الرواية باللهجة العُمانيَّة المحكية، وانطوت على طرافة في الطرح منحت السرد حيوية ومصداقية، ومثال ذلك حوار الشخصية المحورية «أحمد» مع النادل، ومنه: «أخيراً..
وبعد مكابرة، قرر الرجوع إلى المطعم الذي تعوَّد عليه، جاءه العامل، حاملاً في يديه قنينة ماء، وكوباً أبيضَ، كعادة النُدّل في مثل هذه المطاعم، لم يستطع أن يفرق بين رائحة زيت الطبخ التي تفوح من ملابسه، والروائح الأخرى المنبعثة من المطبخ!
اختار الروائي أسماء أبطاله بحيث يكون لكل منها دلالته التي تشير إلى دور الشخصية في السرد من جهة، وتعطي انطباعاً مغايراً لما تنطوي عليه حقيقة طباعها من جهة أخرى، فالأسماء الواردة في الرواية لا تقدم رؤية واضحة لسمات الشخصية بقدر ما تقدم مفارقة تقوم على مبدأ الغموض والتعمية. وتشي متوالية الأحداث في الرواية التي تنطوي على الكثير من التشويق الفكري، بقدرات كامنة لدى الخنبشي، الذي صدرت له مجموعة قصصية بعنوان «لذة ميتة».

جريدة عمان