المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبدالله البلوشي يدخل دار أبو العلاء ويحاوره في عزلته بكلمات شعرية


سالم الوشاحي
22-02-2015, 06:40 AM
«في دار أبي علاء عزلة وكلمات»، إصدار جديد للشاعر والكاتب عبدالله البلوشي، وذلك عن دار مسعى البحرينية، ترتكز فكرته في جل فصولها على ثراء المخيلة، ووصف مسير مرتحل قادم، من بقعة بعيدة من معرة النعمان – مسقط رأس أبي العلاء المعري- حيث يقطع المسافات الطوال، واصفا المشاهدات التي يعايشها آنيا طوال مروره في هذه الرحلة، وهكذا حتى يحط رحاله في نهاية المطاف، ويدخل بهدوء في معتزل رهين المحبسين ويقترب منه، ثم يبدأ في الدخول معه في حوار طويل، مستكشفا لمسار حياته وفصولها المتلاحقة، ومقتربا في الوقت ذاته من روائه الفلسفية والكونية.يقع الكتاب في 131صفحة، ويضم عناوين شعرية، تتسلسل عبر مسار الرحلة الروحية، وهي: اللقيا، حكاية الشجرة، حكاية الماء، حكاية المعبد، حكاية الجسد، حكاية الروح، حكاية المتوحد، حكاية الناسك، حكاية نوح الحمائم الأربع؛ نوح الحمامة الأولى، نوح الحمامة الثانية، نوح الحمامة الثالثة، نوح الحمامة الرابعة، حكاية الناي والكون المرئي، حكاية عين الطفل، أناشيد حلمية، وأخيرا: في مقام النهايات. من محتوى الإصدار هذا النص: (في ذلك الفردوس الممتد حتى آخر ورقة خضراء، حيث تكون الفرجة على كل شيء تبدو جلية وأنقى، وحيث النطق واجب ومشروع لكل شيء، وحيث تتمدد في الأعالي تلك الشجرتان المحاذيتان لذلك الجدار الطافح، يقينا بعنفوان الحياة، حتى بالنسبة للضريح هناك أو المتحلقين حوله بوجل، وحيث لا يمكن أن تذهب بفكرك بعيدا عن ذلك المدفن، الذي يحيط به سياج من أحجار بنية صافية، فيبدو أمام الناظر عند أول قدومه للمكان بأن ثمة ما يدفع به إلى الصمت أصلا، قبل أن تحدثه نفسه، بالذي يدفعه إلى أن يتكلم، إلى أي زائر آخر في المكان، أو يصمت بدون حديث، وغير بعيد من موضع سقوط قمر نيسان، حيث تأتلف الروح مع نديماتها الأخرى، والتي كنت أتخيلها كمثل أشباح تتطاير مشردة في الفضاء النوراني، لتلتصق بتلك الأوراق المتدلية من أغصان أشجار هناك، والتي تكاد تلامس الغمام لطول قاماتها، بينما تنثني أخرى على الضريح كانحناءة أم على وليدها.
هناك صرت أتأمل ذلك الغصن الذي يتدلى من أعلى الشجرة، الباقية على العهد أمام السياج الخارجي للضريح، إذ تقف صامدة بفروعها المتداخلة، كصمود الضريح نفسه، هنالك تخيلت جسد الكائن المنذور للموت والتلاشي بعمقهما الأبدي. هناك كنت أقضم الصمت لساعات طوال، مستسلما لذلك الفيض من العشق الذي يتجلى شعاعه الذهبي في كل شيء فلا تملك الروح عنده سوى الخضوع بدون إكراه لذلك الفيض نفسه وهو ينسرب دافئا في ثناياها وينشر ألقه الأعم).
جدير بالذكر أن للشاعر عبدالله البلوشي مجموعة من الإصدارات الشعرية، وهي: برزخ العزلة، وفصول الأبدية، ومعبر الدمع، وأول الفجر، والمصطلم، وحياة أقصر من عمر وردة.

جريدة عمان