المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صدور العدد الثاني والعشرين من مجلة «الثقافية» الفصلية


سالم الوشاحي
23-02-2015, 06:05 AM
فتحت ملف «عمان وانفتاحها على العالم.. رؤى وأفكار» –

صدر العدد الثاني والعشرون من مجلة «الثقافية» الفصلية التي تصدر عن مركز السلطان قابوس للثقافة والعلوم، وفتحت في هذا العدد الجديد ملف «عمان وانفتاحها على العالم.. رؤى وأفكار» وجاء هذ الملف محملا بدراسات معمقة وبحوث منتقاة بدقة وعناية بالغة، واستعراض مطول للطبيعة التي كانت توجه العقل والفعل العماني قديما، ولا تزال شاخصة حتى يومنا هذا تجاه الآخر، وستظل ترسم للإنسانية معيارا وأنموذجا صالحا يضع التجارب المختلفة بإزاء تجربة فريدة من نوعها، قابلة للتمثل.العلاقات العمانية بالشرق والغرب وغيرها تقدمها المجلة في ثوبها القشيب مُقدما لها بالنظام السياسي في الحياة الإسلامية، وما يقوم به في ما يتصل بالسياسة الخارجية، ومذيلا برؤى مكانية وقراءات في كتاب وتراثيات وأدب عربي رفيع، ثم بآخر ما أفصح عنه صريح الجهد العماني الحديث من إصدارات في مجال الثقافة والفكر والآداب والفنون.
وتحدثت مقدمة المجلة عن اسس النظام السياسي في الإسلام مشيرة إلى أن السياسة علم وفن، مهمتها تدبير شؤون الأمة ورعاية مصالحها داخليا وخارجيا، والقيام على إصلاحها وترقيتها. والدولة ـ وعلى رأسها الحاكم ـ هي التي تقوم بالتدبير والرعاية والإصلاح، والأمة هي التي تحاسب الدولة في كل هذه الشؤون. والإسلام عقيدة وشريعة هو معيار المحاسبة والحكم. مؤكدة على أن الشورى بين الحاكم والمحكومين هي أساس الحكم في الإسلام، فالإسلام دين ودولة، ونظام كامل للحياة، فقد كفل لأتباعه حريتهم السياسية، وهي أن يكون لكل إنسان الحق في الاشتراك في توجيه سياسة أمته، ومراقبة السلطة فيها.
وتضمن العدد دراسة عن ميناء سمهرم لــ أ.د.أسمهان سعيد أبو بكر، تناولت فيه الصلاة التجارية بين ميناء سمهرم «ظفار» وموانئ شبه الجزيرة الهندية، في ضوء المصادر اليونانية والرومانية والمكتشفات الأثرية، مبينة أن الصلات التجارية والثقافية بين عمان القديمة وشبه الجزيرة الهندية باتت ثابتة منذ الألف الثالث ق.م فقد تحدثت الكتابات المسمارية ، والمعطيات الأثرية عن بدايات تلك الصلاة التي استمرت وازدهرت لآلاف السنين بسبب القرب الجغرافي بين المركزين الحضاريين، وسهولة الانتقال البحري، ومساعدة هبوب الرياح الموسمية في تسيير الرحلات التجارية المنتظمة بينهما.
وحول ملف العدد أجرت المجلة حوارا خاصا مع الباحث المستقل أحمد بن علي المخيني صاحب الخبرة الطويلة في خدمة قضايا الفكر والثقافة ذكر فيه أن «العمانيين كانوا في ترحال وتنقل مستمر، داخلي وخارجي، بحثا عن الآخر، وعن الفرص التي تصنع الإنسان وتستكمل إنسانيته، وعند انتشار الكتابة والعلم لاسيما في الألفية المنصرمة، تفاعل تفاعل العمانيون بالشعر والمراسلات الأدبية والفكرية مع العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه وكذلك مع دول العالم الأخرى التي تثاقفت مع عمان بحكم انتشارها البحري. وفي جميع المراحل كان العمانيون منفتحين على الآخر، لأنهم رأوا فيه ملاذا آمنا من الانكفاء على الذات، والتصارع على السلطة داخليا.. تلك العلاقة العمانية المميزة مع الآخر بنيت على أسس علمية عقلانية، من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، في انعكاس مباشر على المنهج الذي اتبعه العمانيون للتعايش فيما بينهم، إلى جانب النظر في المصالح المشتركة وموازنتها مع المصالح الفردية.
ومن الدراسات التي تناولت عمان وانفتاحها على العالم هي الدارسة التي قدمها د.زياد بن طالب المعولي المعنونة بـ «العمانيون ونشر الإسلام والثقافة العربية في شرق أفريقيا» موضحا أن بداية الاتصال العماني بالساحل الأفريقي ترجع إلى حقبة مبكرة في التاريخ أرجعها البعض إلى مرحلة تسبق ظهور الإسلام، إلا أن الحدث البارز والأكيد لشرق أفريقيا هو هجرة الأميرين العمانيين من أبناء الجلندى.
وتضمن ملف العدد مقالا عن «العلاقات العمانية العراقية وآفاقها المستقبلية» للكاتب محمود علي داود موضحا ان اختيار موضوع العلاقات العمانية العراقية، تاريخا وحاضرا ومستقبلا لم يكن اختيارا تقليديا، بل كان اختيارا مقصودا في ضوء وحدة التراث العربي الإسلامي وتوفر عوامل القوة والنهضة في البلدين الشقيقين والصلات التاريخية الحضارية التي استمرت منذ عصور ما قبل التاريخ حتى اليوم تعزز دور كل من العراق وعمان في نشاط الحضارة الإسلامية ودورها المشترك في ميادين الفكر والتجارة والملاحة ونشاطهما في الفتوحات الإسلامية وفي نقل الدعوة الإسلامية إلى مختلف أنحاء العالم.
كما تناول العدد «البدايات الأولى للعالقة العمانية المغربية» لـ أ.د.إبراهيم بحاز مؤكدا فيها على أن العلاقات «العربية ـ العربية» من الموضوعات التي ينبغي تناولها باستمرار لولوج أعماقها واستخراج لآلئها. وما البحث التاريخي الا للذهاب بعيدا وعميقا في الحضارة والتاريخ، وبحث العلاقات إنما الغرض منه إيجاد المنطلقات الماضية، والمرتكزات الحضارية السالفة، لبناء مستقبل العلاقات العربية والإسلامية وكل ذلك لمواجهة العواصف الهوجاء التي تهب على المنطقة تريد زعزعتها. كما تضمنت المجلة دراسة المشهد الثقافي العماني من خلال المجلات المغربية «مجلة التاريخ العربي انموذجا» لـ أ.دإبراهيم القادري بوتشيش. ومقال أسس ومجالات التكامل الثقافي بين المغرب وسلطنة عمان للباحث منير البصكري.
واشتمل العدد على مقال «العلاقات العمانية الفرنسية «الخلفية الترايخية، والواقع المعاصر» مقرونة برؤية مستقبلية لخدمة الملف الثقافي بين البلدين، أعده وحرره محمد بن سالم الحارثي. ومن المتابعات الثقافية موضوع «بيت فرنسا، المتحف العماني الفرنسي « شاهد على تاريخ العلاقات العمانية الفرنسية» للكاتب عماد بن جاسم البحراني. ومقال «مقتطفات من تاريخ العلاقات العمانية الأمريكية» للكاتب محمد رجائي ريان. ومقال «عمان وإيران عوامل التعاون وبواعث اللحمة واللقاء» للكاتب هلال بن حسن اللواتي. والعلاقات العمانية الهندية حتى عام 1856 لـ أ.م.د.فؤاد طارق كاظم العميدي. كما تضمن العدد مجموعة من المواضيع الشيقة والرؤى المكانية، والتحقيقات

جريدة عمان