المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب «التنشئة الوالدية في الأسر العمانية..» جديد سعيد الظفري


سالم الوشاحي
16-03-2015, 05:59 AM
صدر حديثا للدكتور سعيد بن سليمان الظفري مدير مركز الإرشاد الطلابي بجامعة السلطان قابوس كتاب «التنشئة الوالدية في الأسر العمانية: أولادك كيف تنشئهم ؟» وأستاذ مشارك في قسم علم النفس بجامعة السلطان قابوس، وكان قد فاز هذا البحث بجائزة السلطان قابوس للثقافة والآداب والعلوم – في مجال البحوث التربوية لعام 2014م.ويحتوي الكتاب على 5 فصول يتناول كل قسم موضوعا في التنشئة مقوّما بالعديد من الدراسات التي تعتمد على تحليلات بأساليب مختلفة لتصل نهاية إلى الاستنتاجات والتوصيات ويقول الدكتور سعيد: (إن حكمة الله شاءت أن يفطر الوالدين على حب أولادهم بحيث تتأصل في قلبهم مشاعر العطف والحنو عليهم، فيحرصون على تحقيق مطالبهم والعمل على تكوين شخصياتهم. ولأن القرآن الكريم صورهم بزينة الحياة الدنيا فهم نعمة وُجب شكر الله عليها برعاية مسؤوليتهم).
أما عن إقباله لكتابة هذا البحث يقول: (في العصر الحديث عُنيت الحضارة الإنسانية بفئة الأولاد، فجاءت مواثيق الأمم المتحدة واضحة في دعوتها للعناية بالأطفال، والنهوض بحقوقهم، وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم، وليس أدل على ذلك من اتفاقية حقوق الطفل. وشهدت الاتفاقية إقبالاً منقطع النظير من دول العالم -ومنها سلطنة عمان- والعمل على تفعيلها على أرض الواقع لتحقق الأهداف التي وضعت من أجلها.
الفصل الأول بعنوان «التنشئة الأسرية وأثرها في شخصية الأولاد» يعرض فيه الدكتور سعيد عدة موضوعات كمفهوم التنشئة الوالدية، والأطر النظرية للتنشئة ودور الأسرة في التنشئة بالإضافة إلى أنماط التنشئة الوالدية والعوامل المؤثرة في سلوك الوالدين. أما عن الفصل الثاني فيحمل عنوان (أساليب التنشئة الوالدية كما يدركها الأولاد). وضمت هذه الدراسة 3 مقاييس -مقياس أساليب التنشئة الوالدية- ومقياس الإساءة للأطفال – ومقياس اضطرابات الصحة النفسية.
ويحتوي المقياس على 74 عبارة قسمت على 16 بُعد لتحليلها، وشارك في الدراسة الفعلية (2947) طالباً وطالبةً للصفين التاسع والعاشر من مختلف مناطق السلطنة. وتوصل إلى استنتاجات عدة «منها أنه بارتفاع التواصل الفعّال بين الأطفال والأسرة ينخفض شعور الأولاد بالاضطرابات النفسية، ويرتفع التحصيل الدراسي، وبازدياد مستوى التربية على المنهج الإسلامي تزيد الصحة النفسية للأولاد والتفوق الدراسي، وأكثر الصفات التي تضايق الأولاد في والديهم العصبية والغضب».
وأما الفصل الثالث موضوعه (أساليب التنشئة الوالدية كما يدركها أولياء الأمور) وضمت الدراسة لثلاثة مقاييس – مقياس أساليب التنشئة الوالدية كما يدركها الآباء- ومقياس التماسك الأسري- ومقياس العوامل المؤثرة في التنشئة الأسرية. وتكونت الدراسة الفعلية من (677) ولي أمر لمختلف مناطق السلطنة من آباء وأمهات وأجداد في وظائف وأعمار متعددة، ومستويات تعليمية، واقتصادية متباينة.
وكانت أهم النتائج ما يلي: «ارتفاع مستوى ممارسة أساليب السواء في التنشئة بين أفراد العينة من آباء وأمهات بسلطنة عمان، وممارسة أسلوبي الحماية الزائدة والتسلطي بشكل متوسط، كما انخفض أسلوب التفرقة وإثارة القسوة. وارتفاع متوسط التوافق الأسري لدى أولياء الأمور».
أما عن الفصل الرابع «أساليب التنشئة لدى المعلمين ومستويات الرعاية التي يقدمها المعلمون والمدرسة للطلبة» فقد احتوى أيضا على مقياسين– مقياس رعاية المعلمين، والرعاية المدرسية – ومقياس أساليب التنشئة الوالدية التي يمارسها المعلمون مع أطفالهم خارج المدرسة، وحظيت الدراسة الفعلية على (828) معلماً ومعلمةً من جميع المناطق التعليمية تراوحت خبرتهم التدريسية بين سنة إلى ثلاثة وثلاثين سنة، توصل الفصل إلى عدد من الملاحظات كـ(ارتفاع مستويات الرعاية المقدمة للطالب من قبل المعلم والمدرسة وشيوع استخدام أسلوب الحوار داخل أسر المعلمين بمستوى مرتفع بينما جاء استخدام أسلوب التسلط بشكل متوسط.
ويخرج الكتاب بمجموعة من الملاحظات منها ما ذكر في الفصل الأخير) يتضح شيوع الممارسات الإيجابية للتنشئة الوالدية في الأسرة العمانية وانخفاض الممارسات غير الإيجابية باستثناء استخدام أولياء الأمور بشكل متوسط لأسلوبي الحماية الزائدة والتسلط (وتعكس هذه النتائج الأخلاق الإسلامية التي يمتاز بها المجتمع العماني.
ويقدم الكتاب نصائح في التنشئة الوالدية الصحيحة مبنية على بحوث ميدانية شملت جميع مناطق السلطنة مما يجعله من الكتب المهمة التي ركزت على واقع التنشئة في المجتمع العُماني.

جريدة عمان