المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : همسات كالنسمات ((4))،،


رمزي
05-06-2015, 11:28 AM
همسة،،
كلماتك التي تدونها،،
تبرز مكنون قلبك،،
شئت أم أبيت،،
فاختر كلماتك جيداً،،
فإن الناس يرسمون شخصيتك،،
من خلال مجموع الأفكار،،
المكتسبة من حروفك وكلماتك،،

همسة،،
عندما يعتاد البعض،،
أن يبحر في بحر ﻻ يلائم سفينته،،
فبلاشك،،
ستأتيه الرياح بما ﻻ تشتهيه سفنه،،
‫فتأمل قبل أن تعمل‬،،

همسة،،
أحصد نجاحاتك بمبادراتك،،
ولا تكن،،
ككثير من البشر،،
ممن يعلقون بلوغ غاياتهم،،
بمبادرات غيرهم،،
لكونهم في أعماقهم،،
هم يشكون في استحقاقهم لذلك النجاح،،
ويترقبون عطفا أو احسانا أو تسهيلا من غيرهم،،
لينالوا ما طمحت إليه نفوسهم،،

همسة،،
جاريني أو لا تحاكيني،،

هو خلل في مفهوم تكوين العلاقات،،
فالناس صنفان:
صنف قد تؤخر طرح فكرك أمامه لجلب مصلحة أو دفع مفسدة،،
فهذه المداراة محمودة مطلوبة،،

وصنف أنت متيقن في قرارة نفسك،،
أنه ﻻ يريد الاستماع لرأي يخالفه،،
وأنه قد يقوم بلي فكرتك وتعقيدها،،
حتى يظهر نفسه في صورة المهضوم الحق،،
الغير مرغوبٍ في سماع فكره،،
-الذي يقطع هو بأن الخيرية فيه وحده-
أو،،
يظهرك في صورة الغير مدركٍ لما تقول،،
وأنه ﻻبد من قيادتك واقصاء عقلك،،
لكونه أدرى وأخبر منك،،

فهذا اﻷخير،،
لا يصلح السكوت معه،،
ﻷن ذلك سيولد كبتا في النفس مرة بعد أخرى،،
وقد يتعاظم مع الأيام ليولد شعورا سيئا،،
حيال من كنت تسكت عن طرح فكرك أمامه،،
لرغبتك في إبقاء الشعور الجميل بينكما،،

همسة،،
أجمل ما في الحياة:
أن تستشعر،،
أن كل اﻷمور التي كان قلبك معلقا بها،،
لم يسلبها الله من قلبك،،
إلا،،
لكونه أراد أن يستخلصك له،،

وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
{قال اللهُ تباركَ وتعالَى:
أنا أغنَى الشركاءِ عن الشركِ،،
مَن عمِل عملًا أشرك فيه معِي غيرِي،،
تركتُه وشركَه}

همسة،،
من العجائب:
أن يخاصمك البعض،،
لكونك غردت بلحن ﻻ تشتهيه مسامعه،،

اقتباس من كتاب:
دعونا نغرد ونطير،،
ﻻ لاستعباد العصافير،،

همسة،،
قال ظلامي ابن حابسة النور شاكيا حاله:
((وكم آلمني لعنها لي كلما تعثرت،،
وهي التي دفعتني ﻷكسيها بغطائي))

همسة،،
لا تلتفت لنقد،،
من اعتاد الاسترخاء واللعب والكسل،،
وجانب الجد والعمل،،
واعابتهم عليك انشغالك بما فيه قوام دينك ودنياك،،
فإن قيمة المرء تكمن،،
فيما يجيد ويتقن،،

وما أجمل قول الشاعر:

قال لي صاحبٌ: أراك غريباً،،
بين هذا الأنامِ دون خليلِ،،
قلت: كلا بل الأنامُ غريبٌ،،
أنا في عالمي وهذي سبيلي،،

همسة،،
كل صاحب نفس خبيثة،،
مهما تلون وتصنع،،
فإنه لابد في يومٍ من الأيام،،
أن يقع في موقفٍ،،
يفلت لسانه فيه،،
فيتقيأ كل ذلك السوء،،
المحشو في قلبه،،
طال الزمان أو قصر،،

همسة،،
معادن الرجال مستورة،،
يجليها البذل والغضب،،

همسة،،
إن الله عزوجل إذا أحب عبداً،،
(أكرمه بالبلاء)
لينتزع من قلبه،،
كل ما يحول دون كمال تعلق القلب بخالقه وبارئه،،
ويعظم البلاء وتبث الوحشة بينه وبين سائر الخلق،،
ليتربع اليأس في قلبه مما في أيدي الناس،،
ويتعاظم الطمع والرجاء بما في يدي الله عزوجل،،
وقد قال الله عزوجل:
{وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ،،
وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ،،
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ،،
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ،،
قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}

وجاء في السنة عن سعد بن أبي وقاص:

قلتُ لرَسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ:
أيُّ النَّاسِ أشدُّ بلاءً؟
قالَ فَقالَ:
الأنبياءُ، ثمَّ الأمثلُ، فالأمثلُ،،
يَبتَلى الرَّجلُ علَى حَسبِ دينِهِ،،
فإن كانَ دينُهُ صلبًا اشتدَّ بلاؤُهُ،،
وإن كانَ في دينِهِ رقَّةٌ ابتُلِيَ على حَسبِ دينِهِ،،
فما يبرحُ البلاءُ بالعَبدِ،،
حتَّى يترُكَهُ،،
يمشي علَى الأرضِ ما عليهِ خطيئةٌ،،

وقد قال ابن القيم رحمه الله:
((والله ينزل العبد من نفسه حيث ينزله العبد من نفسه))

همسة،،
من صور هضم حق النفس وخذلان المرء:

أن يجد الإنسان نفسه سريعا في بذل نفسه لغيره،،
سواء كان ذلك بغية:
تأدية الخير لهم،،
أو طلبا لمديحهم ورضاهم،،
أو توقيا لشرهم،،
فإذا ما تفرغ،،
وكان متمكنا من تأدية الخير لنفسه،،
سواء كان ذلك،،
بعمل طاعة وقربة لله عزوجل،،
أو اكتساب علم ومعرفة ترفع الجهل عن نفسه،،
أو القيام بما يعينه على دنياه،،
رأيته متكاسلا متاخذلا،،
يستسهل تأخير ذلك والمماطلة فيه،،
وما أكثر ذلك،،
سواء كان على الصعيد الديني الأخروي أو الدنيوي،،

همسة،،
إن من أشد أنواع البلايا،،
التي تبتلى بها النفوس:

كرهها لسماع النقد،،
حول ما تتحلى به من صفات سلبية،،
وحبها الشديد للمديح والثناء،،
مع قطعها بعدم الاستحقاق لذلك،،
ومن أراد أن يعالج تقصيره مع نفسه:
فليدع الحديث عن غيره،،
والانشغال بالقال والقيل،،
وليشغل وقته بالتنقيب في نفسه،،
وسبر أغوارها،،
وتنقيتها من ذلك الدرن،،
الذي يقف حائلا بينها وبين:
الإرتقاء والنقاء،،
فمهما أثنى الناس عليك أو عابوك،،
فكلهم لن يبلغ حقيقتك،،
التي ﻻ يعرفها أحد سواك،،
سواء كانت حلوة أو مرة،،

همسة،،
من البشر من يؤذيك ثم يزدريك ثم يرميك،،
فإذا ما تكالبت عليه الهموم التصق فيك،،
لكونه ﻻ يطيق معاقرة الألم وحده ويعلم أنك لن تجازيه بما يستحق،،
ولكن،،
إلى متى يعتقد هؤلاء أن القلوب ستتحمل تلك اللكمات المتكررة؟؟
أقول،،
اعلم يا من تعتقد أن البشر:
كالأمتعة متى ما احتجت استعملت ومتى ما اكتفيت أهملت،،
أن الناس قد يصفحون ويتناسون فمتى ما تجاوز الأمر حده،،
اكتفوا بالإنسحاب من مشهد الألم المتكرر إلى مشهد الصمت والغياب،،
وقد قيل:
إذا المرء ﻻ يرعاك إلا تكلفا،،
فدعه وﻻ تكثر عليه التأسفا،،
ففي الناس أبدال وفي الترك راحات،،
وفي القلب صبر للحبيب ولو جافى،،
فما كل من تهواه يهواك قلبه،،
وما كل من صافيته لك قد صافى،،
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعا،،
فﻻ خير في ود يجيء تكلفا،،
واعلم:
أن الصادق في صحبته،،
ليس معصوما من زلل وﻻ يخلو من خلل،،
إلا أن القلوب جبلت على الإقتراب ممن أحسن إليها،،
والنفور ممن سعى في أذيتها،،

واعلم:
أن المحب الحريص على من أحب،،
ﻻ يحول بينه وبين محبوبه،،
حاجز الكبرياء أو السخط والإزدراء،،
بل هو يسدد ويقارب،،
بكل ما أدام الوئام بينه وبين محبوبه،،

أما ذاك الذي يسوغ لنفسه،،
ركل مشاعر الغير بحجج واهية،،
كانزعاج من أمر خارج عن إطار الصورة،،
التي جمعته بغيره من الناس،،
أو بتهويل تصرف،،
أو لسخط ثائر لعدم قبول قلوب الغير،،
الخضوع لتسلطه وهواه،،

فإنه:
ﻻ خير،،
في استنزاف قلبك ومشاعرك،،
من أجل إنسان،،
لا يهوله إرعاد قلبك وسيلان دموعك،،