المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المجهول


زهرة السوسن
16-02-2016, 10:16 PM
أيها الطيف المجهول: تعرفني وما عرفتك، تسببت لي في الكثير والكثير من الهموم، والمواجع والأسقام، وما عرفتك بعد، جندت كل طاقات الإنس والجن؛ لثير الفوضى في حياتي، وما زلت نكرة بالنسبة إلي، دمرت العديد من الجوانب المشرقة في حياتي، فبدت باهتة مكفهرة الوجه، وما عرفت شيئا من ملامحك الخفية، هددتني بالسحر لتحكم قبضتك الحديدية، فما خشيتك يوما، ولا خفت من فحيح حياتك من حولي، ما جزعت من سحر ساحرك، ومضيت محسبلة ومحوقلة، حتى لا يعتريني الجنون،
كدت لي كيدا عظيما، مدعيا العشق والهيام، فكان غرامك غرام الأفاعي، فكنت عدوي اللدود، صبرت صبر أيوب لسنوات طويلة، وما زالت روائح ذنبك العظيم تفوح من حولي.
أيها الطيف المجهول، بت أرى صورتك في كل انكساراتي، فأنهض من جديد، أمزق صورتك القميئة، وأنظف حياتي من كل روائحك العفنة التي تملأ الزمان والمكان من حولي، لقد نجحت في استئصال أعظم آمالي، فأبصرت طريقي من جديد فمضيت، انتابني الأرق والقلق، والحزن والكآبة، ولكني دحرتها وتغلبت عليها، بفضل إيماني بالحي القيوم.
أيها الطيف المجهول: فرقت بيني وبين من أحببت، في سبيل أن أكون ملكا لك، ونسيت ان الأرواح لا تستعبد، فكنت أبغض الناس، وأحقر الناس عندي، فرفرفت مبتعدة عن آفاقك المدنسة بالخطيئة، تعقبت خطواتي وكنت أشعر بوجودك المزعج في كل مكان، ولكني كنت أجهلك، لا ملامح حقيقية، وإنما مجرد شبح، يظلني بظله الثقيل؛ لينتقم لكبريائه الوهمية الضائعة. لا أعرف عنك إلا تلك النبرات الشيطانية الأثيرية، وأنت تتوعدني بسحر فاجر كافر، وما هكذا تورد الإبل.
أيها الشبح الذليل، بأفكاره االشيطانية، اسأل مردة الجان من حولي، كيف أنا، مع مضايقاتهم التي لا تنقضي ليل نهار، كيف أنا مع همهماتهم التي لم تعد مخيفة لي ، كيف أنا مع دبيبهم في جسدي القوي ، ودمائي التي تسري فيها نفحات الذكر واليقين بالله تعالى، كيف أنا عندما يشتعل علي بيتي جحيما وقادا، كيف أنا مع العزيمة والإصرار، كلما رأيت حشودك من حولي، تحاول تناوشي، فيتأبى عليهم ذلك، وعندما أسير والأشباح من حولي، والكلاب والقطط السوداء، تحاول التهامي بأعينها الشريرة، أسر يقينا، إنما هو كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى. فأجتازها لتبقى خلفي، فإذا هي أمامي، فأستعين بالله المعين، وإن كانت دائما نذير شؤم في حياتي، فلم تعد تعني لي شيئا. حرمتني من النوم الهانئ، وتقرحت جفوني من السهر والبكاء والنحيب، ولكني ما زلت أبصر الطريق أمامي بوضوح، فقد تخلصت من كل الكوابيس المزعجة الشرسة، التي رافقتني سنين من عمري، لذلك أعدك بلقاء خاص جدا بين يدي الله المنتقم الجبار، فلو أنفقت ما في الأرض جميعا ما غفرت لك وما عفوت عنك، ومن ضاعت قضيته في الأرض فلن تضيع في السماء؛ لأنها محفوظة، والشهود ملائكة، والقاضي أحكم الحاكمين.
أيها النكرة المجهولة: لم يكن من حقك أبدا أن تحاربني في زوجي وأولادي، فهم بريئون من أي ذنب، قد يسوغ لك إلحاق الضر والأذى بهم، فشأنك معي وحدي، ولكنك ظالم بحق، تريد أن تضعف من شأن قوتي وصبري، وأبشرك، أني أزداد قوة مع قوتي، فالضربة القوية تهشم الزجاج، ولكنها تصقل الحديد.
أيها القادم من عالم اللاإنسانية،: لا مكان لك بين البشر ولا حتى بين الكواسر والجوارح، وهوام الأرض، فأنت نكرة جبانة تغتال من وراء حجاب .
أيها العقل المدبر لفناء روحه ووجدانه وكيانه: علمتني كيف أكون أقرب من خالقي، وأعنتني على ملالزمة الذكر والقرآن، ودفعتني إلى العلم والمعرفة بكل ما يتعلق بسحر سحرتك الأفاكين، ، ، وزرت أهل العلم والرقى الشرعية، فاكتشفت دجالهم من صادقهم، وزرت أماكن ما توقعت زيارتها، وحضرت جلسات وجلسات وأنفقت من مالي الكثير، تصدقت وصليت ، ودعوت بإخلاص ، وحفظت السور والآيات، وأدمنت الصبر، حتى مل مني، ولم ولن أعلن الهزيمة ماحييت، لقد كافحت من أجل أسرتي وما زلت، فاحتفظت بها، ، فكانت الخسارة من نصيبك، فكنت انا الأقوى، وكنت الأضعف الذليل، كان الله بمعيتي، وكانت شياطينك من حولي، تعلن الهزيمة، فما من قوة أعظم من قوة الإيمان بالله، فعد بجنودك، جنود الخراب والدمار، واتركني رافعة كفي إلى السماء مرددة:( ما جئتم به السحر فإن الله سيبطله).
بقلمي: أم عمر- 16-2 2016م

خالد بصيري (نهر المعاني)
17-02-2016, 12:06 AM
الحمد لله ...الحمد لله. ..الحمد لله.
الله اكبر. ولا إله إلا الله. ..محمد رسول الله.
صلى الله عليه وسلم.
تنقلت معك في الخاطرة الجميلة
واندمجت فيها. ..تسلسل جميل وكلام أجمل سلمت
يداك وادام الله فكرك النير.

زهرة السوسن
17-02-2016, 11:06 AM
لقد سرني كثيرا، أن أتعرف على عضو فعال مثلك اخي خالد، ودمت بمعية الله تعالى.