المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تابع :إطلالة على الحرف العربي


زهرة السوسن
28-08-2016, 12:15 AM
لم تقتصر جهود اللغويين العرب القدامى والمحدثين على تطوير الشكل فحسب، بل قاموا بترتيب هذه الحروف إما وفق أشكالها، وهذا يعرف حاليًا بالترتيب الهجائي
، وإِما وفق الترتيب الأبجدي، وإِما وفق مخارجها هو ما يعرف بالترتيب الصوتي، وقاموا بوصف صوت كل حرف من هذه الحروف كما تناولوها من الناحيتين المعجمية والصرفية كما يلي:
الترتيب الهجائي
تتكوّن حروف الكلم العربي من، تسعة وعشرين حرفا، ويرى بعض اللغويين أن الهمزة والألف حرف واحد وبذلك يكون عدد الحروف ثمانية وعشرون حرفًا ، على عدد منازل القمر،هي بالترتيب أ. ب. ت. ث. ج. ح. خ. د. ذ. ر. ز. س. ش. ص. ض. ط. ظ. ع. غ. ف. ق. ك. ل. م. ن. هـ. و. ي.
وقد وضع الترتيب الهجائي: نصر بن عاصم، ويحيى بن يعمُر العَدواني، في زمن عبدالملك بن مروان. وهو ترتيب مبني على المشابهة بين الحروف في الشكل، والرسم.
الترتيب الأبجدي
تُرتَّب هذه الحروف أبجديًا في المشرق العربي على النحو التالي: أ. ب. ج. د. هـ. و. ز. ح. ط. ي. ك. ل. م. ن. س. ع. ف. ص. ق. ر. ش. ت. ث. خ. ض.ظ.غ
الترتيب الصوتي
رتب الخليل بن أحمد صاحب معجم العين حروف معجمه الذي سمّاه معجم العين ترتيبًا صوتيًـا كالتـالي: ع. ح. هـ. خ. غ. ـ ق. ك ـ ج. ش. ض ـ ص. س. ز ـ ط. د. ت ـ ظ. ذ. ث ـ ر. ل. ن ـ ف. ب. م ـ و. ا. ي ـ أ. ونراه في هذا الترتيب قد عد الألف صوتًا من أصوات العربية.
تقابل بين الإعجام والنقط. أما الترتيب الصوتي الذي تلا الخليل فقد بدأ بالأصوات الشفوية وانتهى بأصوات الحلق، بينما كان ترتيب الخليل مبتدئًا بالحلق ومنتهيًا بالشفاه. ونجد أن ابن جني قد رتب الأصوات العربية كالتـالي: و. م. ب. ف. ث. ذ. ظ. س. ز. ص. ق. د. ط. ن. ر. ل. ض. ي. ش. ج. ك. ق. خ. غ. ح. ع. هـ. ا. أ، وهكذا عد ابن جني بدوره الألف صوتًا من أصوات العربية .
وكانت قبلُ مجموعة في ستّ كلمات: ( أبجد هوز حُطي كلمن سفعص قرشت)
وهو ترتيب مأخوذ من أصل نبطي، أو سُرْيانيّ، أو فينيقيّ قديم.
وأضيف إليها ستة أحرف عربية، مجموعة في كلمتين: (ثخذ ضظغ)، وسُمّيت: "الروادِف"؛ لأنهم أردفوا بها حروف الكلمات الست الأولى ، ولم تكن في تلك الألسنة. وهذه الحروف تسمّى الحروف الأبجدية أو حروف أبا جاد.
ومع أن الترتيب الأبجدي أقدم ترتيب عرفته العربية للحروف فما من أحد من اللغويين العرب ألف معجما للألفاظ على نسقه ، لماذا؟
 لأنه لم يكن يعتمد على دلالة واضحة في منطق العربية .
 ولا يتسم بالأصالة .
 ولا يراعي تعاقب الحروف المتشابهات رسما أو المتقاربات نطقا .

خصائص الحروف العربية

•التكرار والنقط، ومن ذلك أن الباء والثاء والثاء، لها شكل واحد، ويفرق بين أشكالها بنقط الإعجام أو الإهمال.
•تنوّع نطق الحرف الواحد، وذلك بتنوع أحواله في الحركة والسكون والمدّ والشدّ، وهو ما يسمّى ضبط الحرف.
•الكتابة من اليمين إلى اليسار، الكتابة العربية تبدأ من اليمين إلى اليسار، وهي بذلك تخالف الحرف اللاتيني الذي يكتب من اليسار إلى اليمين، والصيني الذي يكتب من أعلى إلى أسفل.
ومن ذلك أنهم يكتبون الأرقام كذلك، بدءاً بالآحاد فالعشرات فالمئات...، وهم يقرؤونها كذلك من اليمين إلى اليسار، لأنهم يقرؤون كما يكتبون، فإذا كان الرقم 139))
رجلاً قرأته: تسعة وثلاثون رجلاً ومائة، أو تسعة وثلاثون ومائة رجل.

صفات الحروف:
يقسمون الحروف باعتبار صفاتها إلى تسعة عشر نوعاً، وبعضهم يبلغ بها إلى أربعة وأربعين، وكثير ينقصون أو يزيدون؛ أما الأنواع المشهورة عند علماء هذا الفن والتي هي كالأصول فهي حروف: همس، وجهر، وشدة، ورخاوة، وبينَ بينَ، وحروف استعلاء، واستفال، وإطباق، وانفتاح، وتفخيم، وترقيق، وتفشٍّ، وتكرير، واستطالة، وغنَّة، وذَلاقة، ومدٍّ، ولين، وصفير، وقلقلة:
- الحرف المهموس: هو الذي ضَعُف الاعتماد في موضعه حتى جرى النفَس معه، وحروف هذا النوع عشرة: (هـ ح خ ك ش س ت ص ث ف)
-الحرف المجهور: هو الذي أشبع الاعتماد في موضعه - أي على مخرج الحرف - ومُنِع النفَسُ أن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد عليه ويجري الصوت، وحروف هذا النوع تسعة عشر؛ لأنها كلُّ ما كان غير مهموس.
- الشديد: وهو الذي يمتنع الصوت أن يجري فيه؛ لكمال قوة الاعتماد على مخرج الحرف، ولهذا النوع ثمانية حروف: (ء ق ك ج ط ت د ب.
- والرخو: وهو الذي يجري فيه الصوت لضعف الاعتماد على مخرجه مع نَفس قليل، وذلك في الرخو المجهور، أو كثيرٍ وهو في الرخو المهموس؛ وحروف الرخاوة ستة عشر: (ذ ظ غ ض ز و ي ا هـ ح خ ش س ت ص ث).
وهذه الثمانية الأخيرة هي كل حروف الهمس ما عدا الفاء والكاف.
- الحرف الذي هو بَيْن بَيْن: وهو المتوسط بين الرخاوة والشدة وذلك من عدم كمال احتباس الصوت، وعدم كمال جريه، وحروفه خمسة: (ل ن ع م ر) وهذه الحروف المتوسطة كلها مجهوره-
- الاستعلاء: وهو أن يستعلي اللسان عند النطق بالحرف إلى جهة الحنك العليا، وحروفه سبعة: (خ ص ض غ ط ق ظ) وأشدها استعلاءً القاف.
- الاستفال: وهو ضد الاستعلاء، وحروفه كل ما عدا السبعة المتقدمة
- الإطباق: وهو انحصار الصوت فيما بين اللسان والحنك؛ لانطباق الحنك على وسط اللسان بعد استعلاء أقصاه ووسطه إلى جهة الحنك، كما تعرف ذلك عند النطق بحروفه، وهي أربعة: (ط ظ ص ض) وجملتها من حروف الاستعلاء، ولا يكون الإطباق تاماً إلا مع الطاء.
- الانفتاح: وهو عدم انحصار الصوت بين وسط اللسان و الحنك عند النطق بالحرف لانفتاح ما بينهما، سواء انطبق الحنك على أقصى اللسان أو لا وحروفه كل ما عدا الأربعة المطبقة، وكل حروف الاستفالة منفتحة
. - التفخيم: وهو تغليظ الحرف في مخرجه بحيث يمتلئ الفم بصداه.
- الترقيق: وهو نحافة الحرف بحيث يكون جسمه ناحلاً لا يمتلئ الفم بصداه.
- التفشي: وهو كثرة انتشار خروج الهواء بين اللسان والحنك، وانبساطه في الخروج عند النطق بالحروف.
وحرف التفشي هو الشين فقط على المشهور، وبعضهم يجعله في الضاد والثاء والفاء، وبعضهم يقول: إن في الصاد والسين تفشياً أيضاً، وكل ذلك غير مجمع عليه.
- التكرير: وهو ارتعاد رأس اللسان عند النطق بالحرف؛ وحرفه الراء فقط، وأكثر ما يظهر تكريره إذا كان مشدداً نحو مرَّة، وكرَّة.
- الاستطالة: وهي امتداد الصوت من أول حافة اللسان إلى آخرها وهي جنب اللسان لا طَرَفه، وحرفها الضاد فقط، وبعضهم يقول إن الشين مستطيلة؛ لأنها تفشت واستطالت حتى خالطت أعلى الثنتين.
- الغنَّة: وهي صوت يخرج من الخيشوم - أقصى الأنف - ولذلك لو أمسك المتكلم بأنفه لم يمكن خروجها، وحرفاها النون (ولو تنويناً) والميم إذا سُكنتا، ولم تظهرا.
- الذلاقة: وسميت بذلك لخروج بعضها من ذَلق اللسان، وبعضها من ذلق الشفة، أي طرفها، وهي: (ف ر م ن ل ب) وضدها حروف الإصمات، وهي ما عدا هذه الستة.
- المدُّ: وهو إطالة الصوت بحرف من حروف المد واللين زيادة على المد الطبيعي، وحروفه: (ا و ي) لأن مخرجها متسع لانتهائها إلى هواء الفم، ومخرج الحرف إذا اتسع انتشر فيه الصوت وامتد ولان، وإذا ضاق انضغط فيه الصوت وصلب، وكل حرف تجده مساوياً لمخرجه إلا هذه الثلاثة.
- الصفير: وهو صوت يخرج مع الحرف يشبه صفير الطائر، وحروفه ثلاثة: (س ص ز(
- القلقلة: وهي صوت زائد يحدث بفتح مخرج الحرف بتصويت، ويشترط عندهم في إطلاق اسم القلقة على ذلك الصوت أن يكون شديداً جهرياً.

ماذا نعني بالحروف : الملفوظة، والملبوبة، والمسرورة؟
1- الملفوظة: التي تتألف من ثلاثة أحرف، أولها ليس مثل آخرها، وهي: ثلاثة عشر حرفا، مثل:(ألف، جيم، دال، زاء، كاف، لام، سين، عين، صاد، قاف، شين، ذال، غين)
2- الملبوبة: التي تتألف من ثلاثة أحرف، أولها مثل آخرها: (واو، ميم، نون.)
3- الحروف المسرورة: التي تتألف من: حرفين، وهي اثنا عشر حرف، (با، ها، حا، طا، يا، فا، را، تا، ثا،خا، ضا،ظا)

ما المقصود، بالزبر والبينات؟
فالزبر: الحروف أو الكلمات يقصدون الحرف الأول من اسم كل حرف أو كلمة.
وأما بينتها: فهي عبارة عما بعد الحرف الأول من اسم كل حرف، فمثلا (سين )
.( الحرف الأول (الزبر) هو "س" وبينته هو "ين" وهذا مطرد في كل اسم أو لفظ)


للحديث بقية