المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((شهاده*وشهود))الكبيسي12\3***بقلمي


طارق حمدان
12-03-2010, 11:21 PM
ام رامي كاي زوجة لها بيتها وعائلتها الا انها كانت حامل وفي شهرها الاخير تحس بالمعاناة وفي كل لحظة ولكن اي معاناة الوضع الامني ام الاقتصادي ام قلقها المتواصل حتى في ابسط الامور فزوجها لا يكاد يخرج من بيته رغم انهم يعيشون في العاصمة بغداد والاكثر من ذلك قرب بيتهم من **المنطقة الخضراء المحصنة ا** والمجاورة الى حي الحارثية وفجر يوم خميس اتى *ام رامي المخاض *فيسرع الى جارتهم *ام علي لطلب المساعدة وتحضر ام علي مسرعة ام علي ::صبرا صبرا يا ام رامي يا جارتي العزيزة ام رامي:: ساعديني ارجوك باي وسيلة فلم اعد احتمل الالم ام علي :: طيب اخي ابو رامي شغل السيارة واخرجها بسرعة ام رامي :: لا لا يا اختي يا ام علي ابو رامي يبقى في البيت
ام علي :: كيف بالله عليك وانت منهكة
ام رامي :: توكلت على الله يا ام علي
واخشى ان خرج معنا ان يقتل او يعتقل فلا زالت الاوضاع الامنية سيئةن حصل له شيء لا سامح الله ضعت واطفالي كما ان الشمس لم تشرق بعد وهذا يزيد واالامر سؤا
ام علي :: لكن كيف يا ام رامي فمستشفى اليرموك تبعد بعض الشيء
ام رامي :: لا عليك نخرج مشيا الى الشارع وعندها سنطلب المساعدة من اي دورية للجيش او الشرطة وعسى ربي ان يفرج الامور
وتخرج ام علي مع ام رامي مشيا تاركين ابو رامي باكيا واي بكاء حيث يعلم ان دمعة الرجل زلزال وخاصة اذا كانت مكبوته مع نضراته المدمعة الى اطفاله النائمين الذين ليس لهم حول ولا قوة ولا يعلم ما في الحياة او ما سيترتب على امهم وما كتب لها وما سيقع عليهم ويقف ابو رامي بباب داره الخارجي ناظرا الى زوجته الحامل وهي تتكئ على جارتها ام علي متجهتان الى الشارع العام
وتسيرا معا فيلتقيان باول نقطة تفتيش للجيش فيسارع احد عناصر النقطة ساحبا اقسام بندقيته صارخا بصوت عال , قف ,قف,قف
ام علي :: صباح الخير يا اخوان هذه جارتي توشك ان تولد فارجو مساعدتكم وبسرعة
الجندي:: قفي , قفي . لا تقتربي وما ادراني ان كنتما مفخختين
ام علي :: بالله عليك انظر لحالنا هل لحالنا يوحي لذلك .
الجندي :: لقد راينا وسمعنا الكثير عن الاساليب والطرق الخادعة والمتنوعة للانتحاريين
ام علي :: ارجوك ما المطلوب
الجندي:: لا تتحركا نهائياً سيتقدم احد زملائي ومعه جهاز لكشف المتفجرات وبعد الفحص سوف نسمح لكما بالتقرب من النقطة
ام علي :: بسرعة , بسرعة ارجوك فجارتي متعبة جدا ومخاضها ازداد اكثر فاسرع احد الجنود حاملا جهاز كشف المتفجرات حيث مر بجانبهما فلم يؤشر الجهاز على وجود متفجرات فالتفت قائلا اليهن لولا انك امراءة لحملتك وزميلي بايدينى
ام علي :: اشكرك يا اخي كثيرا وساعدنا بالحصول على اي سيارة لنقلها الى المستشفى
الجندي:: اجاب مع حزن لا يوصف وبنبرة خجلة حزينة .... لكن اليوم منع للتجوال
ام علي:: الله اكبر .. الله اكبر... الله اكبر ..لمى يا اخي ساعدنا ارجوك
الجندي:: لم يسمحا لكما بالذهاب من هذا الطريق لكما مجال وطريق واحد فقط هو ان تذهبا من الجهة الغربية وعند نهاية الطريق تتوجهان الى حي القادسية ومن ثم الى مستشفى اليرموك .وانتبهي عند وصولكما المستشفى لن يسمحوا لكما بالدخول من الباب الامامي للمستشفى وذلك تطبيقا لامر منع التجوال فادخلا من الباب الخلفي المقابل للدور السكنية كما ارجو منكما الان الانتظار ورغم الماساة لحين حضور اي سيارة قرب النقطة وساطلب منه نقلكما فورا
ام علي:: ارجوك فجارتي لم تعد تتحمل هل لديك اي جهاز جوال او غيره للاتصال باي جهة تساعدنا
الجندي:: لدي لكن ممنوع في هذا اليوم استخدام اي اجهزة اتصال او تحريك اي دورية الا بامر من الجهات العليا .
اثناء حديثهما صرخت ام رامي ,,,ام علي ,,ام علي,,
فتسرع ام علي الى جارتها ام رامي ... نعم نعم يا اختاه
ام رامي:: اوصيك بالاولاد ارجوك , ارجوك.
ام علي :: ما هذا ما بالك !
ام رامي :: تفتح عبائتها بيديها المرتجفتين فتؤشر لام علي فتهمس باذنها لقد سقط الجنين وتنهار ام علي بالبكاء قائلة وبصوت خافت تحملي يا اختاه تحملي واصبري لسوف احضر لكي سيارة وباي طريقة وهنا ترجع ام علي الى الجندي مسرعة صارخة بالله عليك وبحق امك واختك وزوجتك اتصل باي دورية ارجوك اقسم بالله ورسوله (ص) لقد اجهضت جارتي فساعدنا وباي طريقة ارجوك
فيبكي الجندي رادا ** لا اله الا الله ** فيخرج جواله متصلا باحد الدوريات طالبا المساعدة . على ان الدورية ترفض الحضور فيبكي الجندي ويسحب بندقيته ويبدا باطلاق عيارات نارية ليجلب انتباه الدوريات الاخرى
وعلى الفور تحضر احدى الدوريات بامرة الضابط ولكن حضر لكي يحاسب الجندي وغير عارفا للاسباب فيترجل الضابط من دوريته غاضبا فتتلقاه ام علي قائله .. اخي . اخي ارجوك فقط انظر الى جارتي الجالسة هناك والمتكئة على الحائط انها في حاله خطرة جدا وقد اجهضت قبل دقائق
الضابط:: لا اله الا الله اسرعو يا اخوتي اسرعو لنحملها الى السياره وبسرعة لننقلها الى المستشفى
فيتوجه الضابط مع الافراد وام علي فيجدوا ام رامي قد فارقت الحياة وهي ملتحفة بعباءتها مع جنينها لقد فارقا الحياة معا نعم هما كذلك فيبكي الحضور فتنظر ام علي الى جارتها ام رامي المتكئة على الجدار ولكن ليس كأتكئها اول مرة فقد اختلفت كثيرا وتبكي ام علي بكاءا اليما وتطلب من الضابط ان يساعدها بنقلها بدلا من المستشفى الى ثلاجة الموتى مع جنينهى واثناء محاولة رفع جثتها فاذا ام علي تنظر الى كف يد ام رامي اليمنى ورغم ماساة ماحدث الاانها ابتسمت رغم انسكاب دمعها فنظر اليهى الضابط نظرة اشمئزاز فردت ام علي انظر الى كفها الايمن انظر الى السبابة لقد نطقت الشهادة قبل ان تفارق الحياة *** لا اله الا الله محمد عبده ورسوله ***
اللهم صلي وسلم وبارك وانعم على الشفيع الشافع محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
اللهم تقبل منها وتقبلها ومنا ومن سائر المسلمين واغفر لها وارحمها انك انت الغفور الرحيم
*********************************************************************************
هذه القصة من نسيج خيالي وتكاد تكون احداثها واقعية والله اعلم
الشاعر
طارق حمدان الكبيسي
العراق/بغداد/حي القادسية

ّذكريات من بقايا جروح
13-03-2010, 01:37 PM
جمــيلٌ قلمك يا عزيز

أين نحنُ منك أنتَ..؟

ومتى سنصل لمستواكَ انتَ..؟


ما شاء الله

الوصف في قمة الروووعه رغم أنّي قرأت مقدمتهـا فقط

دمت بخير وواصل التقدم يا شاعرنــأ

ارق التحايا

سالم الوشاحي
13-03-2010, 07:44 PM
شكرا أخي طارق

القصه الحقيقيه لها

طعم وذوق خاص

تقبل تحياتي

((أبوسامي))

نبيلة مهدي
14-03-2010, 05:51 AM
ما شا الله قصة جميلة و ها مؤكد من قلم جميل
يعطيك ألف عافيه أخوي طارق حمدان

دمت بخير

طارق حمدان
14-03-2010, 05:30 PM
السلام عليك
ذكريات
لك حبي وشكري وتقديري ايتها الراقيه دمت بالعز
الكبيسي
14\3

طارق حمدان
14-03-2010, 05:33 PM
السلام عليك

الاخ ابو سامي
لازال الشكر قليل بحقك لك العز دوما

الكبيسي
14\3

طارق حمدان
14-03-2010, 05:34 PM
السلام عليك

الاخت نبيله انت الاجمل ولك بالغ الحب والود دمت براقه

الكبيسي
14\3