المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ▫▪₪▪▫ تــأبَّط شــراً ▫▪₪▪▫ قصة قصيرة >> بقلمي


حمد المخيني
13-03-2010, 06:52 PM
;)السلام عليكم ورحمة الله وبركاته /

بداية أشكركم على هذا المنتدى الجميل بما يحمله من اعضاء غاية في الرقي والتألق .
ويسعدني أن أبدأ من معكم , وان شاء الله استفيد منكم الكثير

أتمنى ان أجد منكم ما يعينني على الارتقاء بكتاباتي


تَأَبـَّطَ شَـرًًّا .. !


عَاد إلى حيثُ يعيشْ , لن أقولَ أنهُ عادَ إلىْ مسكنِه_ فـ (المسكنُ) هو المأوى الواقِي الّذي يقِي الإنسْانَ من العواملَ الخارجيهْ ويوفرُ له احتياجاتِه الضروريَه_. هكذا تَمَّ تعريفُه في أحِد كتبِ الإجتماعْ. التعريفٌ لا يشبه المكانَ الذي يعيشُ فيه هذا العائد (هو من جعله كذلك).

دخل إلى غرفته, أحكم غلق الباب بإدارة المفتاح لمرتين , فك (بيده اليسرى) زر دشداشته والتي تبين تفاصيل عضلات صدره واكتافه من شدة ضيقها , مشى بضع خطوات سريعه و ارتمى بقوه على سريره الخشبي القديم. زفر زفرة وكأنه يحتاج إلى شيء ما , فمد يده بتكاسل شديد نحو الطاولة التي وضعت عليها (السيجارة وأختها الولاعه). أشعلها و بدأ يشفط و يشفط , وما يسقط من رمدٍ كان يسقط على السرير (حيث ينام) !

تبعته تصرخ بصوتها الذي أذهبه (كِبر السن) :- يوسف افتح الباب افتح , أتبعت صراخها بطرقات لا منتهيه على باب الغرفة ( وكأن الباب هو المذنب) , أما هو فبقي صامتا :- إن لم تفتح الباب يا (تأبط شرا) , أقسم أنك ستندم , رد عليها بصوته الخشن المتحشرج : أمي لست على مزاج لسماع ترهاتك , إرحلي !
لم يجدي صراخها نفعا,طرقت طرقتها الاخيره:- لا فائدة,أغمضت عينها واخضعت رأسها للأسفل ورحلت يائسة.

اتجهت إلى غرفتها , وجدتها نائمة على السرير مسدلة خصلات شعرها الحريري الاسود على تلك الوسادة التي امتلت برائحة (الصندل). كان وجهها _ المنتفخ و المحمر المزرق بأثر كدمات المشاجرة الاخيره التي تمت بينها وبين زوجها يوسف_ يتهدل ساكنا وكانه خَجـِلٌ من المغازلات التي يتلقاها من نسمات (جهاز التكييف).

جلست أم يوسف على (التكيه) وتأملت (ياسمين) بحزن شديد , كيف ليوسف أن يعامل هذه الياسمين بتلك القسوه؟ كيف له أن يضربها على أتفه الأسباب؟ بقيت (أم يوسف) تعيد وتزيد في نفس تلك الحكاية (تماما كما تفعل العجائز) :- ولماذا ؟ ألئنها خرجت إلى الدكان لتبتاع غرض تطبخ به الطعام يضربها ؟ وهل الخروج من المنزل معصيه؟ هي لم تخرج سوى إلى الدكان . ألهذا يضربها؟ ضرب المسكينه لأنها خرجت إلى الدكان.
آه صح .. لمَ يجب على أم يوسف أن تتساءل؟ فلا عجب عليه أن يفعل ذلك وهو الذي يضربها (هي) , أمه ومصدر وجوده فالحياة.

في صغره كان يلقب بـ ( تأبطـَ شـَرًا), نسبة إلى اللقب اللذي لُقـِّبَ به (ثابت بن جابر الفهمي , من أحد الشعراء الصعاليك_و عن مناسبة اللقب ,فيحكى أنه أتى لأمه بجراب مليء بالأفاعي بعد أن لامته أنه لا يأتيها بشيء مثلما تأتي به فتية الحي أمهاتهم، ثم ألقى الأفاعي أمامها وهي تسعى. فلما روت تلك الواقعة لنساء الحي سألنها: كيف حملها -أي الأفاعي في الجراب- قالت: تأبطها، فقلن: لقد تأبط شرا، فصار يدعى بذلك_ , ربما أُلحِقَ (يوسفَ) بهذا اللقب لشراسته, ولأنه في مراهقته كان يحمل سلاحا أبيض تحت إبطه, يربط شعره الساقط على كتفه بخيط أسود , رث الهندام ,يتشاجر مع هذا و ذاك , يماطل , يكذب ,يفسد, ويخرب كل ما يقع على يديه السوداوتان رغم بياض بشرته (ربما من شدة اتساخه). تتذكر تلك العجوز ابنها عندما أحرق منزل الجاره (ام مبارك) التي طردته بعد أن أبرحته ضربا لأنه راود ابنتها عن نفسها. أما هو فدائما هكذا , عقب كل مشكلة, يغلق على نفسه الباب ويصمت.

يا لغرابته! به من الغموض والدكانة في قلبه ما يثير العجب, لا يعرف بنفسه سبب كرهه وبغضه للاخرين , كان يراهم أقل منه . عندما يجلس مع نفسه (وغالبا ما يفعل ذلك) يلقي اللوم على والده , فهو يظن أنه ورث هذه القساوة والغلاظة من ابوه الذي كان يعامله و زوجته ببغض شديد.

جاءته (ياسمين) وهي تحاول ارضاءه , خصوصا بعد أن شخصت لها حماتها الاعراض التي ظهرت عليها في الفتره الاخيره (من توقف للحيض , تقيوء , غثيان شديد ) على انه مولود بكر سيقدم على هذه الحياة. قالت له بصوت مخنوق:- ماذا تشرب , ماءأ أم شاياً , رد بغلاظه :- شاياً مراً , أردفت قائلة بعد أن رسمت ابتسامة َكفٍِ للشر :- قد أعددته مسبقا , تفضل . ترددت كثيرا في أن تخبره عن حملها, لم تكن تتوقع ردة فعله فتارة تقول بأنه سيسعد و مرة تجزم أنه سيصفعها!

كان خبر كهذا كفيلا أن يروض طباعه, فلانت مشاعره قليلا ,هدأ كالهدوء الذي( يسبق) و( يلي) العاصفه.انتظر مولوده بفارغ الصبر . كانت فترة حمل ياسمين لمولودها قد ضمنت لها السلام (أقله لمدة 9 أشهر) , عندما يغضب عليها يتذكر ابنه في احشاءها ,و يخشى أن يضربها فيرتفع (أدرينالينها) , ثم ينتقل الخوف عند ابنه فيلازمه حتى الكبر !

بعد ان انقضت الشهور التسعه , خرج الطفل الصغير من بطن امه , كان لونه محمرٌ شديدُ الدمِ , أنه ابن يوسف وليس ابنها , أخذه من صدرها حين كان يرضع , و تأمله, أحس بمشاعر الابوه تخترق قلبه , قرر أنه سيكون أبا صالحا , ولن يفعل بأبنه كما فعل أباه به هو.

وها هو الطفل (حليم) يكبر , أسماه حليما حتى يتخذ من اسمه صفة, ( فلا يصل للشر ولا الشر يصله) , هو الآن ابن الستة أعوام , ستة أعوام قضاها يوسف وهو يقاوم عصبيته ويكتم غيضه ؛ حتى لا يحمل ابنه تلك الضغينه والكراهية للاخرين . لم يكن يرغب ان يعاني (حليم) بمعاناته التي عاشها.

جاءه ابنه ذات يوم بجثة قطة صغيره , كان يحملها بيده اليسرى وهي دامية (وأحشاءها مقطوعة), وكان يضع سكينا تقطر دما تحت إبطه , اندهش يوسف الأب:- لم فعلت ذلك بالقطه يا حليم؟ , رد عليه الصغير بغضب:- كانت تقف امام باب منزلنا وتريد الدخول , انها تستحق القتل . ثم رمى بالقطة أرضا وأخذ في دهسها بقدمه الحافية بكل حقد.

أدرك يوسف أنه ابنه قد ورث الشر ,, و سيتأبط شرا لا محاله , انفطر قلبه على الحال التي سيؤول لها ابنه :- لن أسمح بذلك أن يحدث . تحرك متجها ناحية حليما , و حمله بكلتا يديه , وضعه في المقعد الأمامي لسيارته , تحرك بها مسرعا , وقف ليبتاع غرضا من (الصيدليه) , وأكمل القياده ناحية البحر, كان يتحكم بالمقود بيدٍ , ويتلمس الغرض الذي ابتاعه و وضعه في مخبئ ثوبه بيده الأخرى , أوقف السيارة على رمل الشاطيء, نظر إلى حليم_الذي كان يجلس صامتا متعجبا من مشهد أبيه السريع_ سأله :- حبيبي , ؟إن شتمك أحدهم , ما أنت فاعل؟ , رد حليم وكأن الأمر يبدو بديهيا :- آخذ حقي بقطع لسانه وإسالة دمه . ابتسم يوسف , ثم مد يده إلى مخبئ ثوبه بتردد , أخرج علبة صغيره امسكها بيده , قال لحليم :- هيا لتناول أنا وأنت معا هذه الحبوب , وسنصبح أقوياء لا أحد يقدر لنا بحيلة , كانت عيناه تدمعان بشده حين ناول أبنه الحبوب , ثم تناولها هو ... وغفيا في سبات عميق.

مرَّ أحدهم ناحيةَ السيارةِ التي تقفُ على رملِ الشاطيء منذً اسبوعٍ مَضى , وسُرعانَ ما ابتعدَ صارخاً , بعد أن شم رائحة اجسادٍ متعفنه !


نقدكم قبل اطراءكم لكي اقف على اخطائي
حمد المخيني
26 . فبراير . 2010

سالم الوشاحي
13-03-2010, 07:57 PM
أولا أهلا بك معنا في

هذا المنتدى وثانيا لديك قلم

جميل أخي ولاتحرمنا من كتاباتك

ثالثا هذا مصير الشر ومن يزرع الشر

يجنيه في الأخر تقبل مروري هنا

((أبوسامي))

نبيلة مهدي
14-03-2010, 05:48 AM
أهلا أخي حمد المخيني
و أهلا بك بينا
القصة جميلة ولكن النهاية لم تعجبني...
لما الأنتحار إليس هناك حل غير هذا..؟
ولكن القصة جميلة و السموح منك..

كن بخير

حمد المخيني
14-03-2010, 01:58 PM
أولا أهلا بك معنا في

هذا المنتدى وثانيا لديك قلم

جميل أخي ولاتحرمنا من كتاباتك

ثالثا هذا مصير الشر ومن يزرع الشر

يجنيه في الأخر تقبل مروري هنا

((أبوسامي))


شكرا لك اخي ابو سامي على مرورك العطر:)

حمد المخيني
14-03-2010, 02:00 PM
أهلا أخي حمد المخيني
و أهلا بك بينا
القصة جميلة ولكن النهاية لم تعجبني...
لما الأنتحار إليس هناك حل غير هذا..؟
ولكن القصة جميلة و السموح منك..

كن بخير


شكرا لك ,,

الانتحار من منطلق ان الاشخاص المضطربين اخلاقيا ومن يتصرفون (بــ شر) دائما يلجئون لخيارات لا عقليه !