المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مرحبا بكم في دورة نمي ذاتك معي في غضون ربع ساعة


جاسم القرطوبي
27-03-2010, 03:43 PM
أخواني وأخواتي :

مرحبا بكم في هذه المساحة ومع موضوعي ( دورة نمي ذاتك معي في غضون ربع ساعة) ، وما تسميتها بالدورة فأتت مضاهاة لما في الدورات التي تنعقد هنا وهنا لأناس ٍ تسمعنا كلاما نعرفه وتشترط لحبس وقتها علينا ثمنا للساعة الواحدة ، وتبخس حقّنا في حبس وقتنا عليهم ، ودورة لي ولكم زمنـُها مدَّة َ قراءة هذا الموضوع ربعُ ساعةٍ أو أقلَّ إذ أنني نقحتُه من موضوع ٍ لي مطول به من الأمثلة والنتائج ما رأيتُ أخذ َ الزبدة فقط خيرا منها ، كما أن لهذه الدورة مدة ً أخرى معنوية مقدارُها سعادة ً أبدية ً إذا اغتنمنا من الموضوع هذا ما يُحْيِي جفاف أفكارنا ، فأقول سائلا ًالله سبحانه أن ينفع َ منها المتكلِّمَ والسامع وهو من وراء القصد :

قديما سمعتُ من - الشياب - الذين أعتقدُ أن كلامَهم لهو السحرُ المُحَللُ وعينُ الصواب : إنَِّ من حكمة الله تعالى في أهل هذا الزمان إرائتهم في غيرهم العِبرَ والعِظاتِ من حوادث وكوارث ؛ ليلفت انتباههم جميعا لشدة تأثير ألم ما رأوا في غيرهم ليتداركوا أيما تدارك فلا يتبعوا الخطوات والسبل التي أدت نزول ما رأوا بمن رأوا ، فإذا لم تنفعهم الذكرى أتتهم تلك الكارثة حيث لا ينفع ندم ، وشفعوا قولهم بقولهم إنَّ في سطور الحياة ما يغني عن التقصي بحثا عن صحة هذه المقولة في أي كتاب ، فاعتبروا يا أولي الألباب .

وتبادرت لخلدي بعد كتابتي للمقدمة أعلاه بأنني بها استطيع اتخاذها كبادئة ٍ لعدة مواضيع ، فمثلا أستطيع ُ إثرها الكتابة َ عن حوادث السيارات ونوائب الحياة إلا أن أُوار الشمس الذي يصليني الآن ، ولخمةَ الرأس ِ بسببها في ظل هذا العمل المضني الشاق حيثُ لا ظل لتعبه ؛ يجبرني أنْ أحوم متفكرا في مقارنة ٍ بسيطة ٍ بين حياة أجدادنا السابقين وحياتنا نحن اللاحقين . لا شك في أن حياة أجدادنا أتعب من حياتنا بيد أنَّها أكثر راحة للقلوب ، ولا ريبَ أنه بالرغم إلى عدم وجود السعة لديهم في مجال تبادل المعلومات بالتلفاز والأنترنت وما شابههما غير أنّ مداركهم أكثر منا في شق الغيوب ، بل لم تصل رواتبهم قديما إلى مائة وعشرين ريالا يَخْصِمُ منها البنك مائة ريالا كقسط ٍ للقرض ، وتخصم الهواتف منهم عشرين ريالا لاشتراء بطاقة اتصال إنْ لم يتعلم المتصل بلاغة الإيجاز والحذف ستنفد في ساعة واحدة ،وأما ما تبقى على هذا الفقير من قسط السيارة - والراشن - وفاتورتي الكهرباء والمياه فيجبُ فيهن تعزئية الكفيل الذي يخصم البنك عليه إضافة ً للقسط المتأخر على المكفول قسطا آخر ،أقول بالرغم من ذلك إلا أن الأجداد كانوا يرونَ النقود القليلة في أيديهم كميزانية دولة أوربية غنية بثرواتهم وأفرادها. وللأسف لم نحسن الفكر والتفكر فلجونا نحن اللاحقين إلى السباب والتذمر ، ولجأ من هم أحسن حالا منا إلى ترسيخ كبيرة التذبير وعدم حسن التصرف في أعماقنا ولم يكتفوا بهذا بل دعونا لتجديد إيماننا وفهم ديننا والنطق بالشهادتين مرارا لأننا صرنا مسرفين مبذرين إخواننا للشياطين . وصبرنا حتى ملَّ من صبرنا الصبرُ وحرنا في اختيار سلوك شرق وغرب ، ولم يكذب قط من قال : قبطانان في مركب واحد حتما سيغرق.

إذن معنا الآنَ هرمٌ له ثلاثة أضلع : ضِلعُ نَدْبٍ وعويل على زمن ٍ جميل ٍ مضى وإنْ كنا قد بكينا عليه ، وضِلعُ حاضر ٍ يحصرنا فنحتضر منه ونتمنى الموت فيه ولا نكاد نسيغه. وضِلعُ واه جدا يسمى المستقبل . وبالرغم من وخز هذه الأضلع كالرمح حياتنا إلا أن القشة التي هشمت ضلع البعير منها هو حملنا لثقل الهرم فكثافته التي امتزجت بكثافتنا طمست اللطف من حياتنا ، وشطبت الابتسامة من شفاهنا فصرنا كالطيف ، ولم تعد لنا رحلة الشتاء والصيف . وكعادتنا إذا ما أردنا التعامل مع مشاكلنا لا نفكر في حل الإشكالية كمشكلة تشغلنا وإنما نصب فكرنا في الإشكالية نفسها ولا نعبأ بشئ سوى رؤية جحيمها فلا نتقدم بل نتأخر حتى نرد إلى أرذل العمر والخيار يبقى مفتوحا لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر ، وليتنا لو فهمنا معنى قولهم المِنْحَة في المِحْنَةِ . وباعتقادي إذا ما صببنا فكرنا في حل الإشكالية لا الإشكالية لربتما فاضت أرواحنا أفكارا بناءة . ولأضربن مثالين مثاليين وأمثلين لكيفية التعامل مع المشكلة كحل ومع المشكلة كمشكلة. تلقت إحدى المصانع شكواي من عدة عملاء لهم مفادها أن معظم الصناديق التي يفترض أن يكون داخلها المنتج هي صناديق فارغة ؛ فلخطورة الموقف شكلت فريقا اكتشف بدوره أن السبب في آلة التعبئة ونظرا للجهد والضغط عليها قلت كفاءتها ، فلم تعد قادرة على تعبئة كافة الصناديق بل وغلفتها وتم التعامل فيها بعد ذلك كصناديق ، فلم يكن من الشركة إلا أن اشترت آلة باهظة الثمن لتكشف عن الصناديق الفارغة وليس هذا فحسب بل ووظفت موظفين اثنين لذلك ، وظل السعر نفسه وبالطبع أثر على دخل الشركة بينما عندما حدثت هذه المشكلة لشركة أخرى قامت باقتناء مروحة عادية وضبطتها لاستطاعة تتطير الصناديق الفارغة وحدث فوق المتوقف إذ نجحت فكرتها بدون أن تعين موظفا واحدا أو أن يتأثر دخلها . وهناك قصة مشابهة لرواد فضاء لما عجزوا عن الكتابة بالقلم الجفاف فاختاروا قلما مكلفا وباهض الثمن بينما رواد آخرون استخدموا القلم الرصاص .. ومن طريقة تعاملهما مع المشكلة اقترح داعيا نفسي كوني شابا فردا لم أكون نفسي بعد وأحمل نفس هموم الشباب ، وداعيا إياكم أن نعمل الفكر بدلا من إهماله ، وأن نترك التعلل بواقع واقع منحط سائد في العالم كله بسبب القمع المعيشي الذي عطل عقلنا عن التفكير إلا في حل المشكلة . وأدعو أخواننا الذين أتوا في جيلنا وسيأتون من بعدنا إلى التركيز في أسباب مشاكلنا ونتائجها الوخيمة التي بالرغم من وضوحها لأعيان إلا أننا وأنهم نسير في نفس الدائرة فتتجدد المشاكل نفسها ، وتبقى الغصة حسرات بنفوسنا إلى يوم قبضها وقد يموت أحدنا ولا يجد ثمنا لكفنه ولقد راعني أمس موقف قوم عجزوا عن 50 ريال ثمنا لحفر قبر ميتهم فضلا عن كفنه وغسله .
واسمحوا لي أن أخلق من هذا الموقف قضية فإنني إذا طرحتها فسنجد من يقول : لماذا هذا الإسراف ؟ وسنجد من يقول : هؤلاء أليس فيهم رحمة فيشترطوا هذه الطلبات ، والناسُ في مصيبة ٍ ؟ وسنجد من يتجرأ فيقيس بفتوى أخرى هذه القضية ويدعمون ردهم بآيات وأحاديث بعيدة عن هذه القضية تمام البعد ، وهنا أتذكرُ زميل دراسة لي تحديدا في الصف السادس الابتدائي والآن صار إعلاميا مشهورا ، كنا في درس تعبير عن العيد الوطني وبدأ تعبيره بقوله تعالى : ((وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ)) . وعودة للقصة والقضية وهل هذا الأمر يجوز أو لا ؟ أقول : إن تجهيز الميت متفق على وجوبه من ماله أو مال من تبرع بذلك ولذلك قيل إكرام الميت دفنه وحتى الغلاء وصل للمقابر . وقبل أن أنهي بتوصية أتمنى أن تكون بداية نجاح يحدونا لنجاح أحب أن أستظل وإياكم تحت مظلة عبارة من غيروا مجرى التاريخ بأقوالهم فكان بحق عبارتهم خالدة تكشف لنا الإنسان من الداخل ومما تخدم قضيتنا هذه ، فهذا جبران خليل يقول ليس حقيقة الإنسان بما يظهر لك بل لما لا يستطيع أن يظهره ، وهذا أفلاطون يقول : للإنسان أربع فضائل : العقل والشجاعة والعدل والعفة ، وقال الأولون : الناس يكتبون أحسن ما يسمعون ، ويحفظون أحسن ما يكتبون ، ويتحدثون بأحسن ما يحفظون .
وعليه وجب علينا معرفة أن الأمرَ يحتاج لإعادة صياغة في شتى أفكارنا، الأمر يحتاج لخلق حقائق لا كشف حقائق. فكلنا نؤمن بعبارة لا تسأل المليونير عن أول مليون من أين أكتسبه ، وكلنا يعلم أن هناك أشخاصا دوامهم من السابعة صباحا للرابعة مساء وراتبهم لا يتعدى المائة والأربعين بينما هناك أناسا نغضب لتذكرهم ولا خبرة لهم جل دوامهم قراءة الصحف وتعاقر الشاي ورواتبهم كسلفية أحدنا في البنوك . نعم كلنا نعرف هذا ونذكره بتذمر وقد يؤدي التفوه بهذا الكلام لغضب الكثيرين علينا ولكن أرى من الحرام أن نمص صحتنا بإجهاض فكرنا ومواهبنا في مثل هذه الترهات . الحياة تُعلّم وترسم طريقا مزهرا لمن بحث عن ذاته في أحضان الأشواك ؛ فالجنة لا ينال نعيمها إلا بالمكاره والنار - نعوذ بالله منها - حفت بالشهوات . فلنشمر عن ساعد الجد ونستثمر بفكر راق جدا حياتنا فعوضا عن الزيف الذي يبهرج خادعا شبابنا وعقولنا وطاقتنا فلنجعل المعلومات معمولات . فمن المؤسف أن نرى وافدا ً يبدأ في مهنة قـَمِّ الأوساخ وبيع الفشار للأطفال وبعد خمس سنوات يصبح من أغنى أغنياء بلاده فيشتري أغلى السيارات في بلادنا نقدا ، ومن المحزن أيضا أن يقف وافد في طابور السحب في المصرف ليسحب في أول الشهر آخر ثلاثين ريالا بينما يقف قبله وافد يسحب ثلاثين ألفا وأقسم أن الموقفين حدثا أمامي . وليس الأمر بالصعب لنصبح أفضل منهم ، فنحن مواطنين ولنا من الحقوق والتسهيلات رغم صلابتها الحظ الأوفر ، ونحن لم نتغرب آلاف الكيلومترات للقمة العيش ، فالفكر الفكر . وفي اعتقادي لدفع عجلة البركة في العمل لكل طموح عماني هو آية واحدة وهي : ولا تمش في الأرض مرحا . نعم الوافد في بدايته مستعد أن يعاقر أي وظيفة كانت ولو كان من حملة البكالوريوس في بلاده وما أكثرهم في بلادنا وقد رأيتهم بأم عيني بينما يستنكف من يحمل الثانوية هنا من عمل أرقى من عمل الوافد . وكم يقهرني رؤية موقف العماني الذي إذا عمل مشروعا بسيطا ممولا من مشروع سند يسرع بتوظيف أجمل الفتيات وأنعم الجنس الخشن لجذب المغرر بهم من متسوقين . وفي الختام أرجو أن تشرق أفكارا هنا فنضعها يطبقها فرادى أو جمعا لعلها تجعلنا عصامين نُسهم في تحسين حياتنا وتطويرها بأنفسنا . إنها صرخة رغبة تحسين معيشتنا بأنفسنا ، إنها صرخة نابعة من ذواتنا ، صرخة مدوية مغرقة بالشمس آفاقنا من أعماقنا ، فهل من مجيب ؟ هل من مجيب ؟ هل من مجيب ؟

أبو المؤيد
27-03-2010, 11:19 PM
أهلاً بك يا أخي جاسم هنا/

موضوع ممتاز يستحق الوقوف عليه والتأمل فيما جاء به.

أخي أننا نعيش بزمان التطور والثورة العلمية والإلكترونية، الكل يؤول الأحداث والمواقف حسب ما يشتهي ويرغب، وصار من الصعب أقناع شخص بشيء تراه مهم إلا بعد انقطاع نفسك، هذا أن أقتنع أصلاً!.

مشكور أخي ودمت بخير.

جاسم القرطوبي
29-03-2010, 01:17 PM
نعم استاذي ولاختلاف الطباع والاتجاهات والافكار الآن بتنا نريد الشئ السريع سواء في الحب أو في العمل أو في كل شئ ، ونظلم ابداعنا ونظلم طاقتنا ونظلم مواهبنا للاشي

شاكر تميزك في الرد