المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بحر أكفه ..


عصام الديك
27-03-2010, 07:39 PM
بحر أكفه ..
.............



إذا لمْ تأْتِ ليلى فابْتَغيها // بِجَنْبِك نَبْضَةً تَهْفو .. وَقيها

غِيابَك والْتَمِسْ عُذْرًا وأَمْرا // وبَحْرًا تَحْتَبيهِ ويَعْتَريها

وكُن فيها ومِنْها ما تَراءَتْ // بِفِضَّتِها وداريها وجيها

أُسافِرُ جُثَّةً وأَضيعُ روحًا // وقَلْبي في المَحافِلِ يَدَّعيها

وأَقْرَأُ في جُفونِ الخَلْقِ فَقْدي // وأَهْرُبُ مِنْ وُرودٍ لا تَعيها

وبَوْحي غَصَّةٌ في الريحِ تَدْوي // بِجَفْنٍ لا يَني ما لمْ تَفيها

أُشاطِرُ وَحْيَها أَحْلامَ نَوْمي // وآمالَ الصَّباحِ وأَرْتَجيها

وأَرْقُبُها اكتمالي حَيْثُ أَنِّي // رَهينُ مَحَبَّةٍ لَمْ تَخْفَ فيها

وأَكْتُبُ وَحْيَها وَالشِعْرُ يُمْلي // عَلى أَطْرافَ هالَتِها رَويها

وَتُمْطِرُ في عُمانَ وَكُنْتُ فيها // أُماطِرُ حيرَتي وَأَذوبُ فيها

وأُرْسِلُ باقٌتي بَوْحًا وَشَرْحًا // لِمَسْقَطَ إِذْ تُرادِفُ وافِديها

بِنَخْلٍ مَدَّ في الآفاقِ طَلْعًا // وَحِضْنٍ يَحْتَبي بالضَّيْفِ فيها

لها فينا قُطوفٌ لا تُدانى // وَعِزَّةُ مُعْصَرٍ بِحِمى أَبيها

وَحادي الرَكْب في ذِهْني مَلاكٌ // يُشاكِسُ رَوْعَةَ الشُطْآنِ تيها

وَتيهي في نَهاري مَحْضُ لَيْلٍ // إِذا ما ضِعْتُ فيهِ وَأَشْتَهيها

تَحِنُّ إِلَيْكِ نَفْسي لا أُغالي // بِعَيْنٍ لا تُكاذِبُ لافِتيها

وَطالَ البُعْدُ إِلَّا أَنَّّ روحي // تُراقِصُها كَأَنِّي مَنْ ذَويها

وَأَنِّي أَسْتَظِلُّ بِدِفْءِ مَلْكِ // عَزيزٍ عَزََّ عَرْشًا في بَنيها

بَناها قَلْعَةً في لُجِّ بَحْرٍ // وَبَحْرُ أَكُفِّهِ بَحْرٌ يَليها

عَلى هامِ الجِبالِ الشُمِّ تَرْسو // وَبِالأَرْواحِ يُفْدى مُعْتَليها

وَيَعْلو فِي المَقامِ وَما اٌسْتَكانَتْ // بِهِ هِمَمُ الرِجالِ وَقَدْ وَليها

عُمانُ وَقَدْ شَرِبْتُ بِمِلْءِ عَيْني // جُفونَ حَديقَةٍ شَفَةً بِفيها

بِلَوْنِ الراحِ وَالنََّفَحاتُ تَتْلو // كُؤوسَ النَّادِلاتِ لِمُدْرِكيها

أَدِرْ هذا المَساءَ السُكْرَ إِنِّي // إِلَيْها وَاٌمْتُزِجْتُ بِعاصِريها

شَمائِلُها عَلى الراحاتِ تَطْفو // وَبِالْجَفْنَيْنِ تَحْضُنُ واهِبِيها

وَتَصْحو فِي مَحافِلِها سُيوفٌ // وَتُغْمَدُ فِي أَوابِدِ حاسِديها

وَتَرْفو فِي انْكِسارِ الشَمسِ نَفْسٌ // وَعَيْنٌ ما غَفَتْ فِي ذاكِريها

وَقَدْ وافَيْتُ نَفْسي مَا اٌرْتَأَتْها // تَميمَةَ مُرْضِعٍ بِهَوى بَنِيها

بِشَوْقٍ زَمَّ قَلْبي مَا اٌحْتَباها // بِحُلْمِ نَخِيلِها بِالعَيْشِ فِيها

فَسَجِّلْ فِي رِحابِ الشِعْر بَوْحي // لِمَسْقَطَ إِذْ تُخامِرُ عالِقِيها

بِكَأْسِ نَبيذِها وَالمَوْجُ يَجْثو // عَلى شُطْآنِها وَلَهاً يَفِيها

بِأَنِّي فِي قَوافِلِ نَبْضِ قَلْبي // أَراها مُقْلَتَيَّ وَأَرْتَأِيها

عَلى قَوْلي تَفوقُ القَوْلَ مَعْنى // وَمَعْنى تَنْتَخِبْهُ وَأَنْتِخيها

مَرافِئَ لِلْهَوى ما عَزَّ قَوْلٌ // عَلَيْها فِي اٌنْثِيالِ الشِعْرِ فِيها

فِنيقٌ جالَ فِي الآفاقِ حَتَّى // بَنا صورًا هُنا لِهَوى بَنِيها

وَمَجْرى الحُبِّ فِي رَجَفاتِ قَلْبي // دَمٌ يُنْمِي العُروقَ بِمُنْتَمِيها

أَدِرْ هذا المَساءَ الخَمْرَ عَنِّي // فَإِنَّ الخَمْرَ لا تُعْفِي نَزِيها

وَلا تُمْلِي عَلى الهَمَساتِ فِينا // سِوى النِسْيانِ فَاتْرُكْنِي نَبِيها

أُحاوِلُ مَا اٌسْتَطَعْتُ العَيْشَ صَحْوًا // بِمَسْقَطَ مُذْ حَفِلْتُ بِقاطِنِيها

وَلا ذِكْرٌ عَلى ما فاتَ مِنِّي // كَأَكْنافٍ عَلا السُلْطانُ فِيها

وَلا يَعْلُو الهَوى إِلَّا بِقَلْبِي // وَقَلْبِي يَرْتَضِيهِ وَيَرْتَضِيها

عُروشَ مَحَبَّةٍ تُلْفى وَتُرْجى // وَسُقْيًا لِلْهَوى إِذْ يَصْطَفِيها

مَنارَةُ مُطْرِقٍ فِي الأُفْقِ يَرْعى // حَمائِمَ يَنْتَفِضْنَ وَيَنْتَقِيها

مَراسِيلا لِمَسْقَطَ فِي الأَمانِي // زَواجِلَ يَرْتَعِشْنَ لِمُلْهِمِيها

وَقَدْ عَزَّتْ عَلى غِرْبانِ عَصْري // كَما عَزَّ الهَوى فِي مُرْسِلِيها

أَدِرْ هذا المَساءَ السُكْرَ إِنِّي // أُزاوِلُ نَشْوَتِي فِي ناظِرِيها

وأنِّي قَدْ نَذَرْتُ العُمْرَ صَحْوا // وَتُغْرِقُنيِ الرُؤى إذْ أخْتَليها

عَروسَ شَواطِئٍ ماجَتْ وَمَدَّتْ // إليَّ وَقَدْْ أنِسْتُ بِساكِنيها

عَلَيَّ لَها بِما تُمْلي القَوافي // وَلي فيها الجُفونُ لِنائِليها

وَأَخْتَصِرُ المَعاجِمَ في هَواها // بِعَوْدٍ وَاكْتَفَيْتُ بِحاضِريها

إذا لَمْ تَأْتِ مَسْقَطَ فابْتَغيها // بِحُلْمِكَ مَسْقَطا لِلرَأْسِ فيها




..................

عصام الديك - فلسطين

يوسف الكمالي
27-03-2010, 09:12 PM
الله.. الله..

أنت ممن يفتش عنهم الشعر الخيالي ..

إذ لا تكاد تُرى في القصيدة صورة حقيقية إلا في تشبيهات مقلوبة!
أثقلت القصيدة بالصور
وكأنها كُتِبَتْ بطيئةً لِتُقرأ بطيئة!
واعذرني أن أعتب عليك رمزية القصيدة التي قد تصل للانغلاق لدى المتلقي العادي

اكتشفت هنا
أن قاموس فكرك واسع
وأن نفسك "الشعري" طويل
،

وإذا صارحتُك كأخ
فإني أرى أن استعمالك بعض كلمات القافية أفقد بعض الأبيات تماسكها الوثيق:

بِكَأْسِ نَبيذِها وَالمَوْجُ يَجْثو // عَلى شُطْآنِها وَلَهاً يَفِيها

بِأَنِّي فِي قَوافِلِ نَبْضِ قَلْبي // أَراها مُقْلَتَيَّ وَأَرْتَأِيها

لأنها لم تكن دقيقة إلى حد التماسك، وأن تطرقك للجوازات أو الضرورات لم يكن له تأثير إيجابي كبير على المعنى،
وقد أبرر ذلك بطول القصيدة ،

وإلا فالقصيدة مبهرة
كشاعرها

بوركت
ووفقت
وزادك الله قدرة وملكة

محمود النبهاني
27-03-2010, 11:58 PM
أهلا بك وبإخواننا في فلسطين أيها الرائع

قصيدة مشحونة بعاطفة عربية تئن من أرض لأرض

واصل فأنت رائع

ملاحظة بسيطة


وأَبْحَثُ لا أَجِدْها حَيْثُ أَنِّي

لا النافية لاتجزم الفعل وأقترح أن تستبدلها بـ (لم) لكي تكون مجزومة

أدامك الله للإبداع عنوان

سالم الوشاحي
28-03-2010, 07:06 AM
تسلم أخي عصام صور جميله

تميزت بها القصيده وجماليات

أتحفتنا بها أخي ربي يعطيك العافيه

((أبوسامي))

احمد السالمي
28-03-2010, 12:14 PM
الله اخي عصام انتة رائع
اشكرك على قصائدك الجميله
تقبل مروري...

السسسسسال...............................