المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انا و كافل اليتيم هكذا


المبدعة الصغيرة
03-04-2010, 03:41 PM
" أنا و كافل اليتيم في الجنة هكذا "

في الشتاء حيث تزداد البرودة كثيراً والرياح السريعة التي تسقط كل شي خفيف بنسبة لها . خرجت من المنزل لأذهب لمنزل عمي راشد عندما خرجت اندهشت لأني لم أرى في الشارع أحدا سألت نفسي : أهكـــذا يخافون من البرد, لا أرى احد الكل في فصل الشتاء جالس في المنزل أو في مكان دفيء يدفئهم من البرد.أكملت طريقي وأنا أفكر و أحسست أن هناك أحدا يمشي خلفي شعرت بالخوف وبدأت أسرع في المشي سمعت صوت طفلة وهي تقول : لِــمَ كل هذه السرعة بدأت اشعر بالتعب.
وقفت بسبب صوت الطفلة, وبدأت أتخيل شكل هذه الطفلة وقالت:أهكذا تخافين من شكلي؟ اعلم أنني فتاة غير مرتبة ولكن هل لكِ أن تساعديني؟؟
كنت مترددة هل أكمل الطريق أم أساعدها. أكملت الطريق فجأة وقفت وقلت لنفسي :لماذا لا أساعدها و أرى ما تريده مني . ألتفت إلى خلفي ورأيت طيراً يسقط في الأرض من التعب .فوجدها فتاة لبسها متمزق وقصير , وشعرها الطويل وجاف غير مرتب, ورجلها متسخة من التراب ولا ترتدي حذاء, رأيت جسدها يلاصق الشارع اقتربت منها وقلت: ماذا تريدي مني يا أختاه؟
ألتفت يمينا ويساراً وقالت: من تقصدين؟
عينها تتلامع من الدموع المحبوسة وبشرتها الجافة و بها التراب وقلت: أنتِ , ألستِ من طلب المساعدة ؟
قالت : نعم . ولكن أنا لست أختك.
ابتسمت لها :أهذا يزعجك إذا ناديتك بأختي؟
قالت وهي سعيدة :كلا .. ولكن لا يوجد لدي أخت ولا أخ ..أنا يتيمة الأبوين.
قلت لها : لا باس يا أختاه ما رأيك أن أكون صديقتك و أختك" قلت لها هكذا لأني شعرت أنها وحيدة في هذا الحي و أفضل لها أن أكون صديقتها لأني لا أريدها أن تشعر بالوحدة . ومن يعتني بها ؟؟ قلت هذا لا يخصني ولكن ماذا تريد يا ترى"مسحت رأسها بيدي وأحسست بشعور غريب أظن عرفت ما بداخلها فسألتها: ماذا تريد مني يا .....؟؟
قالت بابتسامتها الرائعة : أسمي الزهراء . و أنتِ من أسمك ؟ أتعلمين كم أتمنى أن اعلم أسم صديقتي لأني لم يصبح لدي صديقة منذ وفات والدي الكل ابتعد مني لا أعلم لماذا
فقلت : اسمي منال ... الزهراء؟
زهراء: ماذا ؟
منال: إنني تأخرت كثيراً لذهاب لمنزل عمي أسمحي لي ...
كملت الطريق و أنا اجري وقلت لها : سأراك لاحقاً .
ردت علي بصوت عالي : لا تريدي أن تساعديني؟
منال: غدا إن شاء الله سأراك في الحديقة أمام دكان الجد سعيد..حسنا أراك غدا..وداعاُ.
الزهراء بالحزن : وداعاً.
كنت اجري بالسرعة لأصل لمنزل عمي بسرعة لأني تأخرت كثيراً ولم اشعر بالوقت . كنت لا أرى إلى الأرض ما بها فقط كنت أنظر أمامي لم أشعر بنفسي إلا أجد جسدي في الأرض, وصرخت حينما رأيت الطعام نصفه قد خرج من الكيس و الحمد الله أنه لم يحصل شي بالطعام . أخذت الصخرة الصغيرة التي أسقطتني و وضعتها جنب الجدار.
وصلت منزل العم راشد والكل بدأ بالسؤال : لما تأخرتِ ؟ قيل لنا أنك خرجتي منذ وقت . لماذا تأخرتِ هل حدث لكِ شيٌ؟
قلت لهم: لم يحدث لي شي الحمد الله . أنني أحسُ بالتعب أريد أن أنام .هل فراشي جاهز؟
وفاء:نعم .حينما علمت أنك ستنامين معنا هذه الليلة جهزت لكِ كل ما يلزمك.
شكرتها وذهبت لأنام لأني تعبت كثيراً حينما ركضت, ذهبت للغرفة لأسترخي .
حاولت أن أنام ولكن لا جدوى لم استطيع النوم لأني كنت أفكر بالزهراء فكانت لدي أسئلة تحيرني . تقلبت يميناً ويساراً ولم استطيع النوم وكنت أريد أن أوقف هذا التفكير فقط لأنام.
ذهبت جنب النافذة لأرى الحي من الأعلى المنزل. تفأجت عندما رأيت الزهراء ما زالت في نفس المكان , فقلت :أيعقل ثبتت في مكانها منذ ذهابي عنها!!
طرقت وفاء الباب لدخول الغرفة فقالت: ما بالك يا أبنت عمي لما أنتِ هكذا ؟ أهناك شي يحيرك ولماذا أنتِ واقفة أمام النافذة ألم تقولي انك تريدي النوم؟
قلت: نعم هناك شي يحيرني وهي تلك الفتاة المسكينة .
وفاء: أي فتاة ؟
أشرت لها من النافذة وقلت : تقدمي لتريها.
وفاء : إني لا أراها جيداً لأنها بعيدة ولكن ما بها؟
قلت: أتعلمين أنني تأخرت فالمجيء إلى هنا بسببها لأني تحدثت معها وكانت تريد مني المساعدة .
وفاء: وهل ساعدها؟ وماذا كانت تريد؟
منال: بصراحة يا وفاء فأنا لم أساعدها ولم أعلم ما تريده وكنت متأخرة لمجيء إليكم.
وفاء : أتعلمين يا منال لماذا هي في الشارع؟
منال: لماذا؟
وفاء :لأنك قلتِ لها بأنك صديقتها أليس كذالك.
منال: نعم.
وفاء: من المؤكد أنها اعَتبرتكِ صديقتها و أخت وأنتِ لم تساعدها.
منال: ولكن قلت لها بأني سأراها غداً وسأعلم ما تريده مني.
وفاء : قد تكون بحاجة إليك الآن .
منالك : ماذا أفعل إذن ؟
وفاء : اذهبي لها .
منال: بمفردي!! الوقت متأخر الآن يا وفاء.
وفاء :سأذهب معك .ولكن قلتِ أنك رأيتها بلبس متمزق وبدون حذاء و وجها جاف , إذا تحتاج للبس و حذاء والطعام وسنقدم هذه الأشياء لها كهدية ستفرح بها وبعد ذلك سنعلم ما تريده .
منال: ومن أين لنا باللبس والحذاء؟
وفاء: لدى أختي فاطمة حذاء فهو صغير بنسبه لها , وأنا لدي البسه لا البسها , والطعام متواجد في المطبخ.
ذهبت أنا و وفاء إلى الزهراء و وجدها تبكي من شدة البرد حينما رايتها هكذا سألتها: لِمَ أنتِ هنا يا الزهراء؟
الزهراء: أين تريدين أن أذهب لا يوجد لدي أحد سوى صديقتي منال التي تعرفت لها منذ ساعات , و أنا لا أنام إلا جنب ذلك البيت.
منال: الزهراء... ماذا كنتِ تريدي مني؟
الزهراء: كنت أريد قليل من الطعام الذي تحملينه فأنا لم أذق إلا الخبز الذي يرميه الخباز ليلاً , وكنت أراك ترتدين قميص وقطعة قماش لدفئ من هذا البرد فكنت أريد منك ذلك القماش لأدفئ به هذه الليلة لأنها ليلة باردة جداً ومختلفة عن كل الليالي .
ابتسمت لها فقلت : تفضلي يا زهراء فهذا لكِ .(اللبس والطعام والحذاء )
وفاء : زهراء هل تريد أن تذهبي لمنزلنا لتنامي هذه الليلة .
الزهراء وهي سعيدة جدا : نعم أريد.ً

عند وصُلنا لمنزل العم راشد نامت كل منا : أنا ومنال والزهراء . وقال العم راشد لزهراء أن تسكن معه في المنزل ويريد أن يعتني بها ويعتبرها كابنته .

**************************

حثنا الإسلام على كفالة الأيتام والعناية بهم وقال الله تعالى :
" فَأَمَــا الْيِتيمَ فَلاَ تَقْهَرْ(9) وَأمَاَ اْلسَــــائل فَلا تنهرْ " صدق الله العظيم .

وقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ):.
" أنا و كافل اليتيم في الجنة هكذا" صدق رسول الله وقال بإصبعيه السبابة والوسطى.

( لــــيس العناية باليتيم على الرعاية المادية فقـــط .بل أيضاً النفسية والتربوية)

سالم الوشاحي
03-04-2010, 09:56 PM
أحسنتي ياأخت مبدعه من هذا المنطلق الإسلام

اوصى على كفالة اليتيم ، قصه جميله ومعبره

تقبلي مروري من هنا

((ابوسامي))