المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة في دفتر الذات


حمد السيابي
21-04-2010, 10:56 AM
قراءة في دفتر الذات
هل انعدمت الصرخات الصادقة في هذا الزمن المكفن بأثواب المظاهر البعيدة عن كل صدق وحقيقة ..؟ أم أن المنطق الذي يصرخ في جوفي هو نوع من ذلك الهوس الذي يقلقني في كل لحظة ..؟ لحظة أجد فيها نفسي ملقا على حافة مستنقع من الحقائق المتأرجحة بين رمال الصحراء ورمال شاطئ بحر لم يستطع الصيادون أمثالي الوصول إلى مرفأ تسكن فيه خواطرهم وتتدفق فيه عواطفهم .. أم أن تلك الساحرة التي اغتسلت بنور القمر في ليلة لم ينم فيها عاشق على سطح كوكب الآلام و الأحلام المغطاة بالزيف والتصنع ولطمات المستحيل ..
أما آن لؤلئك الخبراء في مجال وضع العبارات : الحب المستحيل ـ وأنت القمر ـ وكأنك الشمس ـ وغيرها من عبارات تصدع الخيال الناطق الصامت .. هم يدعون الحقيقة في كل شيء حتى في تصنعهم هذا .. فإذا كان الحب مستحيلا فلماذا اللهاث وراءه .. وإذا كانت المحبوبة هي القمر فكيف إليه سبيلا ..إلا عن طريق سفن الفضاء .. وإن كانت المعشوقة كالشمس بحرارتها وضرباتها القاضية على أدمغة من يهوى أشعتها .. إن أولئك الذين يصنعون من الحب عواطفا تجعلك تقدس الكلمة قبل مضمونها .. يزيحون عنك غبار أوهام بدائية من الكلمة المتناسخة في جوف العبارة الصادقة .. تحس وأنت تقرأ لهم كأنك في أعماقهم .. إنهم يفسحون لك المجال لتحكم بينهم وبين من يعشقون .. قد أكون ذهبت بعيدا عن أوهام ذاتيتي التي تحترق وتشتعل .. ولكني أحاول كغيري ـ فقط بطريقة خاصة ـ أن أعبر أمواج ذلك البحر لأصل إلى مرفأ في ذلك الشاطئ الذي الكل أمثالي يلهث وصولا إليه .. لم أكن أعرف وأنا أصارع أمواجه بأني أصارع أمواج رمال شاطئه لأصطدم فجأة بمركب لم تبق منه سوى ألواحا مبعثرة هنا وهناك .. حسبت حينها أنني أنا الذي فرق بين أعضائه باصطدامي به ولكني عندما حاولت لملمته وجدت بين طياته كل ما يعني الماضي من فراق طويل ..
وإذ أعود بقراءتي هذه لذاتيتي المتوهجة إلى ذكر تلك الفاتنة التي اغتسلت بنور القمر .. ولبست ثياب ضيائه واكتست بحلل روعة جماله في ليلة سهر قمراء ..
أيتها الفاتنة اجعلي من فؤادي شاطئ حلم واجلسي نشفي جسدك بعد اغتسال .. لعل تلك الأشعة التي تتساقط منك على رمال قلبي تزيح عنه ثقل أوهامه .. وتعيره بصيصا من الضياء يلجأ إليه لحظة انقطاع أمل على سفينة حلمه.. في بحر مياهه أزهار وورود .. وشاطئه صخور من الأيام ..
كيف السبيل إلى الوصول إلى شاطئك أيتها الفاتنة .. إن كانت كل تلك المراكب قد تحطمت ساعة وصولها .. وجلس أصحابها يكتبون عبارات الحلم المتكسر والأمل المتحطم .. جلسوا يندبون حظهم عراة الأفكار وحفاة العواطف ..
هل يكون مصيري من مصيرهم وهل أجازف بمستقبل أفكاري وعواطفي لألقي بها ثم أجلس كغيري .. يأسف على حالي كل عابر وكل متطفل .. هل اسمح لنفسي من أجلك أن أدفن كرامتي ..
أم أن لجمال عينيك جاذبية سحرية تجعلني أضحي بكل شيء .. ؟
أنا لا أريد هنا أن أصفك حتى لا ألام إذا أصبحت مكبلا بحديد أيامك .. ولكني إذا ذكرتك لا استطيع اقتحام عدم تكرار أوصافك ..
فصورتك مرسومة على كل شيء .. أمامي .. على كفي .. على زجاج محبرتي .. على الورق .. بين طيات كتبي .. على جدران غرفتي .. على زجاج سيارتي ..
وصوتك أسمعه في كل مكان .. فهذه الأفكار التي أكتبها ما هي إلا من وحي همساتك .. وما ذلك التيه الذي أعانيه إلا من إصغائي لكلماتك ..
فاتنتي .. سأفعل كل ما يعني المستحيل .. لأصل إليك .. بل إلى شاطئك .. فمن أجل عينيك وصوتك الدافئ وسحر نظراتك وعذوبة شفتيك أفعل كل شيء ..
أضحي بكل شيء ولكني لن أدفن كرامتي ..

غربة أسير
21-04-2010, 12:22 PM
لا زلتُ أؤمن أن الحب هو أسمى ما في الوجود ..
ولكن ..
قلةٌ نادرة هي من تستطيع فك شفرته الرقيقة ..

يا أخي ..
دع العشاق يتلذذون بالعشق بكل ما حواه من جمال وألم ..
فمن لم يذق المرار لا يستلذ الشهد ..

أرجو لك الجنون في العشق يا سيابي حتى تصفها بالقمر والشمس والسماء والأرض والامكان والمستحيل ..
وليتها ترضى ....

فاطــ (محمد) ــمة عبدالله
22-04-2010, 12:53 AM
حين يكون الحديث عن العشق والعشاق ...تتمرد المشاعر اخي وخاص اذا كان المتحدث هو نفسه
العاشق والمعشوق ...فالبحر والسفينه لا يتفقان في كل الاحوال رغم انهما ..اوفى عاشقين......

تأمل معي كيف ...هما ...!!

واعذرني..

لن انغمس اكثر بين سطورك فدفتر ذاتك افقدتني (أنا ) ويكفي اني افقد هي .!!

فلا _ احتمل المزيد كالعادة ...أجوع لها وأظمأ منها...هذه هي شراذم الثوان
تتصارع في داخلي واانا اتصفحك وكأنك ..تكتبني وتقرائني يا السيابي في نفس
الوقت والظرف والمكان...انتهي واعيد من جديد وكأني لم أكن هنآك من قبل...

وحال_ لساني على حال قلمك ...

لم أكن أعرف وأنا أصارع أمواجه بأني أصارع أمواج رمال شاطئه لأصطدم فجأة بمركب لم تبق منه سوى ألواحا مبعثرة هنا وهناك ..
حسبت حينها أنني أنا الذي فرق بين أعضائه باصطدامي به ولكني عندما حاولت لملمته وجدت بين طياته كل ما يعني الماضي من فراق طويل ..


جميل اخي ...ان يكون هناك غيرك هو من يكتبك ..ومن يقراء هو انت ..!!

لا.تعير لثرثرتي اهتمام سيدي حمد ...تلك هي عادتي..انغمس إلى حدود التمرد احيان ..واعتبره هذيان ذات )

نص رائع.اوقفني كثيرآ ...ربما لانه لامس بعض مني او بالاصح كلي...فشكرا ايها...السيد شكرا لا ينتهي

مع خالص تقديري على رحابه الصدر...وللمزيد من التألق في الابداع ...

محمد الطويل
23-04-2010, 03:13 PM
( الحب في الأرض بعض من تخيلنا
لو لم نجده عليها لاخترعناه ) .

أخي / حمد .... أشكرك على تواصلك وروح الإبداع .

نعم قد تكون للحب مسميات ولكن له قدسيته وله جمالياته فهو الذي يسير بنا للأعلى باتجاه القمر تارة وهو ذاته الذي يغمسنا في لج البحر تارة أخر ى ونتصور أننا ملائكة تسبح في الفضاء في لحظة وفي لحظات أخرى نتصور أننا شياطين تقهر ذاتها في ذاتها .

هذا التضاد في الحب يجعله جميل فكلما ايقنا أننا فهمنا ووصلنا إلى مرحلة النضوج في فهم الحبيب نفاجأ أننا لازلنا في أول السلم .

إذن ليكن الغموض في الحب سيداً واللهاث نحوه وفيه أروع .



خالص احترامي .

mubarak alseyabi
24-04-2010, 06:03 AM
الحب بين آدم وحوّاء
موجود من قبل النبي نوح

في عيال آدم ويش سوىّ
وتقاتلوا ذابح ومذبوح

أخي الحبيب حمد السيابي
لا أشكـ بأنكـ تعني كل كلمة وكل حرف خطته أناملكـ
لكـ أن ترسم خارطة الطريق إليها كيفما شئت
فأنت من يعرف الطرق المؤدية إلى الوصول إليها
ولكني أسدي إليكـ نصحا أتمنى أن يلقى لديكـ القبول
كلما لقيتها أو لاقيت طيفها لا تستعمل معها إلا ما يعقب ياء النداء
ففي ياء النداء أسرار ستقف عليها إن هو خرج من جوف القلب
شكرا لكـ

سالم الوشاحي
25-04-2010, 04:41 PM
خاطره في غاية الروعه تحمل في جنباتها

تساؤلات عن الحب ولماذا هذا اللهث وراءه

إن كان مستحيلاً ، ويبقى الحب أسمى شي

في الوجود لذالك هم يقدسوه أشكرك أخي حمد

على روعة ماخطته يمينك

((أبوسامي))

عبدالله الزعابي
01-05-2010, 03:09 PM
مرور عابر .. جعلني أتوقف طويلاً عند هذه القطعة الأدبية الجميلة.

حمد السيابي .. صاحب الكلمة والحرف الجميل .

للحب طرائق عدة يستطيع بها الإنسان أن يعبر عن تعاظم الشوق في دواخله وتعاظم الإشتياق.

--

شكراً لجمالكـ المنثور هنا ..

--

عبدالله