سيف الرواحي
09-05-2010, 02:36 AM
منظومة نبيذ الحب - فصلٌ في هـجـــر الحبيـــب
يقول الإمامُ الشافعي في ديوانه:
إذا المـــرء لا يرعـــاك إلا تكلـفـــاً ** فدعـه ولا تكثــــر عليـه التأسـفـــا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحـة ** وفي القلب صبر للحبيب ولـو جفـا
عذرا يا إمام ، لو اكتشفت أن صاحبي متكلفٌ في رعايتي علمتُ أن العيبَ فيَّ فبذلتُ جهدي من أجل إعادتي إلى قلبه.
أنا يا إمـامُ إذا رَعَيْــتُ صُويحبــــي ** وبدا التكلـف قلتُ نفســــيَ جانيه ْ
إن كان قد مَـلَّ الصديـقُ مَجَالســـي ** أدَّبـْــتُ نفســــيَ مُعلنــــا ًإذعانيه ْ
وسكبــتُ دلوَ الكبر ِفي عَرض ِالفلا ** وغـرَفــتُ من نهـــر ِالأناة ِ بآنيه ْ
وسعيت ُسعيا ً لستُ أخشى صــــدَّهُ ** حتـى يُطيـــقَ مَحَبَّتــــي وحنانيه ْ
أولــم يكـــنْ يـــدري الحبيـبُ بأنـَّـهُ ** شمـــسٌ على الدنيا وبدرُ زمانيه ْ
واليــومَ أطفئُ بالنحيـــب ِ توَجُّعــي ** وأبَلـِّغ ُالظُـلـَـمَ الحـــوالك َ شأنيه ْ
وأدوسُ بالنعــل ِ اللئيـــــم ِ مرارتي ** متجــاهـــلا ًحظـي وكيفَ رمانيه ْ
أنا يا إمــامُ اليوم َأشكو هجـــرَ مَـن ** ذاقَ العيـــالُ لأجلـه ِ هِجـْــرانيـه ْ
وتركـتُ وصـلَ الـوالـــدين ِ بفعــلـه ِ ** حتى تداعــتْ كفـَّـتـَـــا ميزانيـــه ْ
فأبى يعـــودُ إلى ســـوابـق ِعهــده ِ ** وقســـا ولم يـــدري بمــا آذانيـه ْ
**********
يا إخــــــوَتي هل تترُكونـي مُوثقــا ً ** بيد ِ الدُّمـوع ِ لكي تزيدَ عذابيه ْ؟
هل ترجُمــــــون َالودَّ من أجـل ِالدُّنا ** أم كـان جُرحــا ًثمَّ كانَ مُصابيه ْ؟
أوَلستـُــمُ مــن كنتـُـمُ تــرُوونَ لـــي ** عمَّـا يقــولُ صُويحِبـــي بغيابيــه ْ
وأقـــولُ: إنَّ صُويحبــــي تـاجٌ على ** رأسي فزفــُّـوا للحبيـــب ِ جوابيه ْ
آه ٍ علـــى وَصْلــي وآه ٍ كيــف لـــمْ ** يُجديكـُـــمُ نفـــعٌ مَريــرُ عتـابيــه ْ
**********
هل كنــــتُ مفتــاحَ الشرور ِلتجعلوا ** حطبا ً لنار ِالحـــادثات ِ عظاميه ْ؟
أم كنــــتُ غِـــرَّا ً في ترابُط ِ صَفِكُم ** حتى أحيـدَ عن الطريق ِالساميــه ْ؟
شتــــانَ بيــــــن غُليِّـــم ٍ ومُعَمَّـــر ٍ ** في صُحــبــة ٍ أطرافـُهــا متـراميه ْ
في غمــــرة ِالحُزن ِالمُغطي أرضَكم ** أوجـــاعُ قلبيَ قــد بــــدتْ متناميه ْ
وعلى سرير ِ السقـــم ِ أرثي حُزنَكم ** متجــــاهــلا ً حزني على أسقاميه ْ
ومضــت بي الأيـــامُ أخفـي عنكـــمُ ** ما كنتُ أخشـــــى أن يزيدَ مَلاميه ْ
**********
لـن تنسى برلينُ الدموع َ ولـم يكـنْ ** ذاكَ الطبيـــبُ بجـــاهـِـل ٍأحـزانيه ْ
لمَّــــا رأى سَــدْرا ً بعينـي قال: نــم ** قلــتُ: المنــامُ مجــافـيٌ أجفــانيه ْ
يا حســرة ً ذاك الغـــــريــبُ تحننــا ** أما القــريبُ مــع الجفـــا أبكانيه ْ
يا حســرة ًمن إخــــوة ٍ وكأنهُــــــم ** فرحـــوا ببيعـِـيَ للمآسي الجانيه ْ
يا حســرة ً لم تـُشفِهـم من مبسَمي ** صدقـاتُ أطلقـُهـا ونفســيَ حانيه ْ
يا حســرة ً لـــم يكفِهــم لمـــا رأوا ** ثـــوبَ المَــوَدة ِ كاسيــا ً أردانيه ْ
يا حســرة ً لم يُذعِنــــوا لمَّـــا أتـى ** قلبـــي إليهـِـمْ سائقــا ً إذعـانيــه ْ
يا حســرة ً كيف استماتــوا للجفــا ** داســـواعلى قلبي لأجـل ِ الفانيـه ْ
يا ليتَ لي فضلا ًعليهــــم في الدُّنا ** فالفضــلُ لله ِ الــــذي سَـــوَّانيــه ْ
**********
ياربِّ إنــي جئتُهــــــم وَرَجوتـُهــم ** فظننتُ صَحبــي قد رَعَـوْا آلاميـه ْ
لكنهــمْ تركــوا القيـــودَ بمِعْصَمـي ** حتى جــــرتْ تلكَ الدِّمـــا قـُداميه ْ
سكتــوا على نوحي وظنــــوا أنني ** أهــوى عناقـا ً للجــروح ِالداميه ْ
سَمِعــوا لعُــذال ٍ وفي قلبـــي لهُــم ** عــرشٌ عظيــمٌ سقفـُـــه ُ أركانيه ْ
مَسَحوا صفاءَ سَــريرَتي بمَعَــايبي ** وأتـَـوْا بقـَـول ٍ هـــادم ٍ بُنيـانيــه ْ
ياربِّ فاجْمَعْــنــا بيـَـــوم ٍ للقـضــا ** حيثُ الحســابُ بمَجمَـع ٍ وزبانيه ْ
وتطايرُالصحف ِالثقال ِعلى الورى ** وتكونُ فيه ِالشمـــسُ منهم دانيه ْ
وَيَبين ُ فيهِ الحــقُّ ليــسَ بمُظلِــم ٍ ** ويشعُّ نورٌ في الوجـوه ِ الساميه ْ
ولـْـيَحْـلـُـوَنَّ اليومَ رَمْيـِي بالــدُّنــا ** فغدا ًتطيبُ النفــسُ من أحــزانيه ْ
فلِرَبيَ الفضــلُ العظيــمُ هُــوَ الذي ** أهــدى إليَّ محاسنــي وهـــدانيـه ْ
.
يقول الإمامُ الشافعي في ديوانه:
إذا المـــرء لا يرعـــاك إلا تكلـفـــاً ** فدعـه ولا تكثــــر عليـه التأسـفـــا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحـة ** وفي القلب صبر للحبيب ولـو جفـا
عذرا يا إمام ، لو اكتشفت أن صاحبي متكلفٌ في رعايتي علمتُ أن العيبَ فيَّ فبذلتُ جهدي من أجل إعادتي إلى قلبه.
أنا يا إمـامُ إذا رَعَيْــتُ صُويحبــــي ** وبدا التكلـف قلتُ نفســــيَ جانيه ْ
إن كان قد مَـلَّ الصديـقُ مَجَالســـي ** أدَّبـْــتُ نفســــيَ مُعلنــــا ًإذعانيه ْ
وسكبــتُ دلوَ الكبر ِفي عَرض ِالفلا ** وغـرَفــتُ من نهـــر ِالأناة ِ بآنيه ْ
وسعيت ُسعيا ً لستُ أخشى صــــدَّهُ ** حتـى يُطيـــقَ مَحَبَّتــــي وحنانيه ْ
أولــم يكـــنْ يـــدري الحبيـبُ بأنـَّـهُ ** شمـــسٌ على الدنيا وبدرُ زمانيه ْ
واليــومَ أطفئُ بالنحيـــب ِ توَجُّعــي ** وأبَلـِّغ ُالظُـلـَـمَ الحـــوالك َ شأنيه ْ
وأدوسُ بالنعــل ِ اللئيـــــم ِ مرارتي ** متجــاهـــلا ًحظـي وكيفَ رمانيه ْ
أنا يا إمــامُ اليوم َأشكو هجـــرَ مَـن ** ذاقَ العيـــالُ لأجلـه ِ هِجـْــرانيـه ْ
وتركـتُ وصـلَ الـوالـــدين ِ بفعــلـه ِ ** حتى تداعــتْ كفـَّـتـَـــا ميزانيـــه ْ
فأبى يعـــودُ إلى ســـوابـق ِعهــده ِ ** وقســـا ولم يـــدري بمــا آذانيـه ْ
**********
يا إخــــــوَتي هل تترُكونـي مُوثقــا ً ** بيد ِ الدُّمـوع ِ لكي تزيدَ عذابيه ْ؟
هل ترجُمــــــون َالودَّ من أجـل ِالدُّنا ** أم كـان جُرحــا ًثمَّ كانَ مُصابيه ْ؟
أوَلستـُــمُ مــن كنتـُـمُ تــرُوونَ لـــي ** عمَّـا يقــولُ صُويحِبـــي بغيابيــه ْ
وأقـــولُ: إنَّ صُويحبــــي تـاجٌ على ** رأسي فزفــُّـوا للحبيـــب ِ جوابيه ْ
آه ٍ علـــى وَصْلــي وآه ٍ كيــف لـــمْ ** يُجديكـُـــمُ نفـــعٌ مَريــرُ عتـابيــه ْ
**********
هل كنــــتُ مفتــاحَ الشرور ِلتجعلوا ** حطبا ً لنار ِالحـــادثات ِ عظاميه ْ؟
أم كنــــتُ غِـــرَّا ً في ترابُط ِ صَفِكُم ** حتى أحيـدَ عن الطريق ِالساميــه ْ؟
شتــــانَ بيــــــن غُليِّـــم ٍ ومُعَمَّـــر ٍ ** في صُحــبــة ٍ أطرافـُهــا متـراميه ْ
في غمــــرة ِالحُزن ِالمُغطي أرضَكم ** أوجـــاعُ قلبيَ قــد بــــدتْ متناميه ْ
وعلى سرير ِ السقـــم ِ أرثي حُزنَكم ** متجــــاهــلا ً حزني على أسقاميه ْ
ومضــت بي الأيـــامُ أخفـي عنكـــمُ ** ما كنتُ أخشـــــى أن يزيدَ مَلاميه ْ
**********
لـن تنسى برلينُ الدموع َ ولـم يكـنْ ** ذاكَ الطبيـــبُ بجـــاهـِـل ٍأحـزانيه ْ
لمَّــــا رأى سَــدْرا ً بعينـي قال: نــم ** قلــتُ: المنــامُ مجــافـيٌ أجفــانيه ْ
يا حســرة ً ذاك الغـــــريــبُ تحننــا ** أما القــريبُ مــع الجفـــا أبكانيه ْ
يا حســرة ًمن إخــــوة ٍ وكأنهُــــــم ** فرحـــوا ببيعـِـيَ للمآسي الجانيه ْ
يا حســرة ً لم تـُشفِهـم من مبسَمي ** صدقـاتُ أطلقـُهـا ونفســيَ حانيه ْ
يا حســرة ً لـــم يكفِهــم لمـــا رأوا ** ثـــوبَ المَــوَدة ِ كاسيــا ً أردانيه ْ
يا حســرة ً لم يُذعِنــــوا لمَّـــا أتـى ** قلبـــي إليهـِـمْ سائقــا ً إذعـانيــه ْ
يا حســرة ً كيف استماتــوا للجفــا ** داســـواعلى قلبي لأجـل ِ الفانيـه ْ
يا ليتَ لي فضلا ًعليهــــم في الدُّنا ** فالفضــلُ لله ِ الــــذي سَـــوَّانيــه ْ
**********
ياربِّ إنــي جئتُهــــــم وَرَجوتـُهــم ** فظننتُ صَحبــي قد رَعَـوْا آلاميـه ْ
لكنهــمْ تركــوا القيـــودَ بمِعْصَمـي ** حتى جــــرتْ تلكَ الدِّمـــا قـُداميه ْ
سكتــوا على نوحي وظنــــوا أنني ** أهــوى عناقـا ً للجــروح ِالداميه ْ
سَمِعــوا لعُــذال ٍ وفي قلبـــي لهُــم ** عــرشٌ عظيــمٌ سقفـُـــه ُ أركانيه ْ
مَسَحوا صفاءَ سَــريرَتي بمَعَــايبي ** وأتـَـوْا بقـَـول ٍ هـــادم ٍ بُنيـانيــه ْ
ياربِّ فاجْمَعْــنــا بيـَـــوم ٍ للقـضــا ** حيثُ الحســابُ بمَجمَـع ٍ وزبانيه ْ
وتطايرُالصحف ِالثقال ِعلى الورى ** وتكونُ فيه ِالشمـــسُ منهم دانيه ْ
وَيَبين ُ فيهِ الحــقُّ ليــسَ بمُظلِــم ٍ ** ويشعُّ نورٌ في الوجـوه ِ الساميه ْ
ولـْـيَحْـلـُـوَنَّ اليومَ رَمْيـِي بالــدُّنــا ** فغدا ًتطيبُ النفــسُ من أحــزانيه ْ
فلِرَبيَ الفضــلُ العظيــمُ هُــوَ الذي ** أهــدى إليَّ محاسنــي وهـــدانيـه ْ
.