المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حلم مشتعل كالشمس


حمد السيابي
15-05-2010, 10:25 PM
حلم مشتعل كالشمس
سفر جميل هو الحلم الذي يأخذك إلى أبعد من الواقع .. أو إلى واقع هو أبعد من المكان .. جميل هو الحلم حين يرحل بك إلى مدن العاشقين .. أو إلى شواطئ الأجساد المشتعلة.. جميل هو الحلم حين يبتعد بك بعيدا عن جسدك ومكانك .. أي شيء أجمل من حلم يأخذك إلى شواطئ الحياة .. إلى شواطئ اللاذقية مثلا .. ترحل بعيدا لتجد نفسك تتمشى بقدميك الحافيتين على رمال شاطئها الساحر .. تتعبك النظرات .. أنت تنظر والدهشة تقذفك بعنف إلى الوراء .. تتخيل وكأن فاتنة من أولئك الصبايا قد تأبطت ذراعك .. تنظر إليك بعينين لا حدود لهما ..
قطرات مياه البحر تتراقص فوق مرتفعات نهديها .. تحاول لملمة شعرها المبلل فيتطاير رذاذ الماء على وجهك .. وكأن قطة مبللة بماء المطر قد اهتزت ..
تراقب وقع قدميها الحافيتين على الرمال المبتلة .. تحاول قراءة تضاريس جسدها المشتعل .
تتبعثر أوراق الحلم أمامك .. فتجد نفسك على صخرة في غابة نصفها مظلم ونصفها الآخر يزحف إليه النور ثم يعود أدراجه .. تحاول أن تصرخ ولكن النور الزاحف يمنحك شيئا من الثقة ..
تتجمع حولك قطط جاءت من حيث لا تدري .. تصافحك أذنابها .. هناك قصة لهذه القطط ( أحدهم قال لك ذلك ) ..
تتساءل أنت والدهشة ملئ فمك : قصة لهذه القطط ؟
نعم القطط ليست أحسن حال من عالمكم ..
هذه القطة السمراء جاءت من بلاد الوهم .. باحثة عن ضياع جميل .. تشابكت أفكارها مع قطتين صغيرتين ..
حملتهن الصداقة إلى أبعد الحدود .. هناك قط أبيض وديع يتجول بين ثنايا المكان .. تراقبه قطة أخرى .. تنظر إليه وتسأل من حولها : من يكون ؟ وما وضعه المكاني ؟ الأجوبة كلها تجعل منه خمرة تطفئ ظمأ الجسد المشتاق ..
القطتان الصغيرتان يتملكهما حقد دفين .. تشعله ترسبات أسرية وعلاقات قديمة مع القط الأبيض .. الذي بدأ نجمه وصيته ينتشر في المكان .. والكل يعلن الاحترام والإعجاب .. ( لن نرض بهذا الوضع ( هذا ما قالته إحدى القطط الصغيرة الحمقاء
( هذا القط المعجب بنفسه تسبب في طرد قط آخر كان يعجبني ) .. ( ولكن من أين تؤكل كتفه .. ؟) قالت قطة صغيرة أخرى .. ( من سمعته بين الآخرين ، فهو لا يملك من الدنيا إلا السمعة الطيبة ) هكذا ردت عليه قرينتها ..
تتشابك الخيوط أمامك وأنت تراقب الوضع وهدير جهاز التكييف يزيد الحلم حرارة والواقع مرارة ..
تختلط الأوراق بين القطة السمراء والقط الأبيض .. والقطتان الصغيرتان تراقبان الوضع في نشوة الانتصار ..
ينسحب القط نحو المجهول باحثا عن الحقيقة.. كل أبواب الشر مشرعة في وجهه .
فالقطة السمراء الحقيرة لم تدع بابا يسيء إليه إلا وطرقته .. يا للهول .. فهو متهم بريء .. ولكنه وقع في يد من لا ينظر إلى الأمور إلا بدافع الانتقام .. انه أمر لا تحمد عقباه ..
نظر يمينا وشمالا ، الكل ينظر إليه في احتقار .. ووجدت القطة المنحطة ضالتها في اللغو والطعن .. لقد فقدوا صدق الحقيقة .. في زمان فيه للقطط مكان ..
تتناقل الأخبار وتنتشر كالنار في الهشيم .. والقطة السمراء فقدت صوابها .. فلم تدع واديا إلا وصرخت فيه .. والقط الأبيض لا يعرف بأي خنجر ذبح .. ؟
كان القط الأبيض يأوي إلى مضجعه حزينا مكلوما .. يمشي وكل شيء حوله يقذفه بنظرات الخبث والعتاب واللوم على جرم لم يقترفه ..
ابتعد عن واقعه .. تجاهل الجميع وهو يأمل أن تظهر الحقيقة .. كل ما يهمه سمعته عند قطته المفضلة .. القطة البيضاء التي كانت تبادله نظرات الإعجاب ..
ولكن بأي وسيلة يثبت براءته .. وإلى أي عدالة أرضية يقدم ملف قضيته .. فالظالم يملك أسباب قوته .. يمشي الآن وحيدا مع حلمه وهو يقول : لعل الأيام تثبت صلابتي وتظهر حقيقتي .. وأعود أتسكع في فضاءات المكان ..
ظلم وأي ظلم وقع لهذا القط المسكين .. قال لي أحدهم : لقد شاهده يبكي فسأله عن سبب ذلك .. فقال : لقد حرقوا أعصابي .. وأتعبوا جسدي المثقل بحلم قديم فقدته ومع قلب حنون في عام واحد ..
تعود أدراجك وأنت تقلب بين ثنايا ذاكرتك واقع القط الأبيض وتلك القطة السمراء التي اجتهدت كثيرا كي تسيء إليه .. صدقت مالا يصدقه عاقل .. وهي تعلم الحقيقة صدقت هذيان رفيقتيها السيئتين وأثارت زوبعة لم تهدأ إلا بعد أن تركت القط الأبيض يفكر في الرحيل بعيدا ..
تعود أدراجك وأنت تتساءل عن سبب هذا التعاون الظالم بين قطة ناضجة وصغيرتين حاقدتين بسبب وبدون سبب .. فتجد نفسك تخرج بفكرة أخرى أن وراء القصد حسد منبعه نظرات القطة البيضاء وما تأمله في القط الأبيض .. إنه عالم مليء بالمتاهات .. ودروب لا تعرف النهاية .. وأنفاق لا تعرف البداية ..
من أين أتيت أيها الحلم المشتعل كشمس الصيف .. ؟ تتطاير أمامك فراشات النسيان .. وتتراقص حبال الهزيمة .. وترتجف أصابع الموت ..
يرن جرس الهاتف .. يوقظك من حلم بشع جميل .. ترفع سماعة الهاتف : مساء الخير ، من معي .. ؟ يأتيك صوتها دافئا ليغسل جسدك .. تتساقط كلماتها في أذنيك وأنت تزيح الغطاء عن ساقيك .. تتحسس أصابعك كي تتأكد من صدق الواقع .. لماذا أنت مندهش إلى حد الغرق .. ؟ تسألك وأنت تمسح عينيك بأصابعك المرتجفة تتكدس الأحلام فوق صدرك وأنت تبحث عن مفتاح غرفة مكتبك ..
تمتلكك الرغبة في الكتابة .. وتتنازعك رغبة أخرى للغرق على شاطئ جسد امرأة عذراء .. تفتح نافذة مكتبك .. تبدأ في الضحك إلى حد الهذيان ..

فاطــ (محمد) ــمة عبدالله
16-05-2010, 12:58 AM
أي هذيان ذاك ....

حمد ...قرأءتها عدة مرات ...لماذا لا ادري ربما لشتات فكري بين الفينة والاخرى ...

ولكني لامستها بعمق ...بين الحقيقه والخيال ....

شدني فيهااا الظلم ...

شدتني حرقة الاعصاب ...

والخيانات..برغم انها لم تذكر بين السطور ككلمة ولكني احسست بهاااا ...

أكتب يا حمد ... واغرق وصارع الافكار المكسورة ...واهذي فهذيانك ...يرويني ....

سلمت سيد حمد ....

سالم الوشاحي
16-05-2010, 10:24 AM
سيدي الفاضل حمد يعجبني في

كتابتك للقصه تموج بها

بين الحقيقه والخيال

فسلمت يداك أخي

وبارك الله فيك

جبران خليل
16-05-2010, 03:46 PM
رائعة بحق
أمنيات لك بالسعادة أخي حمد

eiad_a22
19-05-2010, 03:33 AM
سلمت يدااااااااااااااااااااااك