المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ^^ هل كرم الحرية لمن يستحقها أم لمن يتعاطاها ؟!^^


سالم السيفي
21-06-2010, 01:30 AM
لطالما حاولت الابتعاد عن الثرثرة بيني وبين نفسي ولكن أجدني أعود من جديد ..ربما لان الكتابة هي الشيء الوحيد الذي يجعلك تتنفسُ بعمق ٍتحتاجه ذاتك ..
.. وقد أبدأ من هنا من حيث هذه الفئات التي نحن بصدد الحديث عنها لأنها هي الفئة التي أصبحت ذات صيت شائع ومهابة تنفردُ بها جميع وسائل الإعلام وتضاء بها المجالس والمحافل ..علني أستطيع الوصول إلى فرضية تمنحني طاقة الاستقراء عن قرب بعدما أصبح كل شيء يتداعى على بعضه ..
أنني أدرك تمام الإدراك أن العالم يعيش في صراع مرير مع الفكر وإلا فكر ..ولكن قد يكون الاستيعاب لدى بعض الفئات منحصرا في زاوية واحدة ويحث على مطلب واحد وهو العمل حسب رؤيتهم التي يرونها والتي من خلالها يجسدون كل حدثٍ حسب معتقداتهم التي يؤمنون بها ولا يقبلون بسواها ..ناسين ومتناسين أن هذه المتغيرات تحتاجُ إلى عقل متدبر فاهم يقرأ بإمعان كل الذي يدور حوله ليستنبط منه ما يجعله قادرا على مواكبة هذه المتغيرات وتصحيح المسارات الخاطئة .

^^وها نحن على موعد مع حدثٍ لا يختص به شخصا بعينه وإنما هو يعتبر مكونا أساسيا من مكونات الحياة التي اشترك فيها الجميع بحكم أنها تنطلق من دستور واضح جل همه واختصاصه معالجة القضايا بين المواطن والجهات المختصة ..وهو انتــــــــ(ــخابات مجلس الشــــــــــ)ـورى .. أرجو أن لا تذهبوا إلى ماوراء اعتقادي في هذه اللحظة ..ولكن كونوا معه حتى نستطيع التواصل ونحن نعلم أن كل شخص منا يجب أن ينصب نفسه مسئولا عن مجتمعه.. وهنا تقع المسؤولية الأولى على عاتق الذين يتباهون بمخزونهم الثقافي وذلك الهاجس المؤرق الذي يشغل الكثيرين منهم بأنهم الفئة النخبوية التي لها حق الامتياز ..^^

لو طرحت هذا السؤال على الجميع فهل يا ترى سيكون الجواب كل إناء بما فيه ينضح . . فإذن انحصر هذا الإناء في جانب واحد وهو جانب إلا فكر .. وذلك حينما يقبل من يدعي الثقافة والنخبوية أن يكون مع الذين يتهافتون من أجل لحظة متصدعة دون أن يضع في حسبانه أن هناك مسؤولية منوطا بها يجب أن يحرص على أدائها ليس من أجل أن يكون ذو صيتٍ شائع ولكن ينطلق بقناعاته من خلال نظرة متأنية ورؤية مستقبلية تخدمُ في المقام الأول الجوانب الإنسانية بكل ما فيها من أطياف وأعرافٍ ويكون العطاء دافعا مهما في اختيار الأشخاص المناسبين الذين إذا ما حضروا لم يكن من حضورهم إكمالا لما نقص من عدد ولا يكونوا بين طاحنٍ ولاحم .

وتكمن هذه المسؤولية في التوجه الصحيح والهادف في الرقي بجميع ما يجعله قادرا على فهم هذه المسؤولية والعمل من أجلها وهو على قناعة تامة أن زمن الجهل والاستخفاف بعقول الآخرين قد ولى .. وإن الجيل الحالي أصبح أكثر وعيا وأكثر إطلاعا ..فهل هو كذلك؟! أتمنى !!

ربما التطرق إلى هذا الجانب يحفز الكثيرين على التشاؤم وقد يمتعض البعض من الكتابة فيه ولكن حينما تجدُ نفسك مجبرا على ذلك.. ماذا عليك أن تفعل وأنت بين الفينة والأخرى تقابل أشخاصا وضعوا لأنفسهم هالة من الرهبانية ..جعلتهم يولجون الى منابر الخطباء يطلبون المبايعة واهمين أنفسهم أنهم قادرين على تغيير المعالم الحضارية لكينونة البشر وأن الكفاءة التي يمتازون بها كفيلة بفتح أفواه البؤساء ليتضامنوا معهم .. (( "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" ))

** الحلم حقٌ مشروع ..ولا يمكن مصادرته ..ولكن في ذات الوقت يجب أن نحترم نظرية اقليدس حينما كان يقول :" أن الكل أكبر من الجزء" والسؤال الذي يطرحُ نفسه من هو الجزء في هذا المقام ومن هو الكل ..
من هنا بدأت أفكر كثيرا ..هل نحن فئة مثقفة أم فئة متشدقة ..ربما نعم وربما لا ..ولكن كيف؟! حسب المعتقدِ المتداول بين العديد من الناس الذين لم يبلغوا مراحل النضج) بعد أننا نولي اليوم نحو التقدم الفكري ويكون المثقف له دوره المساهم في تنشيط الدوائر الفكرية التي تجده في أغلب القطاعاتِ والمجالات يتغنى بها .

وقد تكون هذه المعضلات لا تؤثرُ ذلك التأثير الكبير على الذين يتعاطون الثقافة حسب ماهية اصطنعوها لانقسم فأصبحت ملكية خاصة لا يقبل النزاع عليها. وفي بعض الجلسات الثقافية التي ينبغي أن يكون الحوار فيها حوارا بناءا ذو نفع وفوائد ترمم ما انقشع من فكر بينما تجدُ أن التشدق يتسيدُ كل محفل ومجلس وحضور .. (( والمحصلة أن صفر مثقف + صفر مثقف صريح = أصفار )) فهل ستكون ثقافة الأصفار أو مثلما كان يقول عنها أحد الكتاب الثقافة الصفرية ..

أستغربُ كثيرا (لا للتعميم ) ولكن هناك بعض السوس الذي بات منتشرا انتشارا قويا وتجدهُ شاحذ الهمم لمنافسة الوزغ ليتجلى بمملكته الخاصة حتى يصطدم بالواقع فيخر مغشيا عليه.

**السؤال الذي قد يشغل بال الكثيرين غيري .. هل يعتقد كل من يدعي الثقافة أن :
عناء البحث عن ماهية الثقافة (بمعناها الانثروبولوجي ) يجب أن يكون صاحب امتيازات خاصة !!.. مع أن المتعارف عليه: أن الثقافة لا تختصُ بها فئة معينة من الفئات البشرية أنما هي ذلك المطلب الذي يحث على مبدأ العمل من أجل الرقي بمبادئ الإنسانية والحفاظ على كيانها بما يتوافق مع المتطلبات الحياتية دون أن يحدث خلل في المنظومات الأخرى ..


أن هذه الإشكاليات ..قد لا تكون مرئية لدى البعض..ولكن هي حقيقة واقعة في الواقع .. مع انه يرد في بعض الأحيان التطرق إلى هذا الجانب ولكن بصورة مبعثرة غير منظمة لتقصي التأثير المباشر على مثل هذه القضايا .. حتى لا تكون سببا مباشرا لتفعيل دور المثقف الحقيقي ودخوله هذا المعترك بأفكار تنموية تسير باتجاه صحيح ومبادئ راسخة لا تتقهقر أمام المادة ولا تتداعى أمام المغريات الزائفة .

فهل كرم الحرية لمن يستحقها أم لمن يتعاطاها ؟!

نبيلة مهدي
21-06-2010, 02:55 AM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أخي العزيز

سالم السيفي

الموضوع جميل و يحتوي على الكثير الوقفات..
و التساؤلات التي لابد لنا من التوقف بين سطورها..
هنا مرور سريع و لي عودة جديدة بعد أن أكمل تأملاتي فيما بين السطور..

كل الاحترام و التقدير

فاطــ (محمد) ــمة عبدالله
21-06-2010, 03:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته


فهل كرم الحرية لمن يستحقها أم لمن يتعاطاها ؟!

مابين ...استحقاق وتعاطي ....افكار نصك ....جادت بالكثير ...من الذي نطمح له ...

لعلى هناك ثغرة اخي السيفي ....ينبثق منها نور الحقائق فينجلي الغيم الاسود لنبصر نور الواقع ....لتسموى الافكار والارواح معا ً

نحوى مستقبل ....يانع يمنحنا ...حق العيش ...بهدوء نفسي وسكينة وقرار فكر غادق بالتأملات .....الداعمة للمنفعه الانسانيه وبالشكل العام .....


أيها الراقي سالم السيفي....

لا - ادري ماذا اكتب وكيف ....اسرد ما جال في اعماقي بعد التغلغل في غور هذه الثرثرة القيّمة...

فقد ...كتبت ...ووفيت ...اخي الكريم ...وما اجد ..نفسي إلا - حقا ً اقولها ....

مبعثرة الفكر ...احاول ان الم افكاري واسكبها في اناء ابت ..

إلا - ان تضعني في حلقة .....من الــ توهان ....

والتشتت بين ..افكار نصك العميق ...

فالمعذره على مروري الركيك

لي عودة بإذن الله ..................

أبو المؤيد
21-06-2010, 10:01 PM
العزيز/ سالم السيفي:

بأعتقادي أن الأنسان مخير وليس بمسير يستطيع تقيم الأوضاع والحكم على كل الأشياء بدراية وعقلانية ودونما الحاجة للغير، ففي كل الأحوال عندما نقارن عقلية فئة كبيرة من المثقفين بفئة أخرى من الجهال نجد بأن الأفكار التي تمتلكها الفئة الثانية أغزر وذات قيمة محسوسة أكثر، وتكون تلك الأفكار خلاصة من التجربة والخبرة الحياتية، نعم لا أنكر بأن هناك دور كبير للثقافة في أتخاذ القرارات ووضع الخطط إلا أن الثقافة وحدها لا يمكن أن تصنع الإنسان الفاهم والمدرك لمجريات الأمور وخصوصاً تلك التي تتعلق بحياة الناس ولقمة عيشهم.

أن المادة و والحمية القبلية ما زلاتا من أكثر الأفات التي تتوغل كالجذور في تربة المجتمعات النامية ديمطراطياً، فمازالت هذه المجتمعات ترزح تحت وطئت هذه الأفات دونما النظر للمعايير الآخرى التي تخول الشخص ليرقى بنهضة مجتمعة والدوران في فلك المسؤولية الملقاة على عاتقة من قبل من أختاره.

مشكور على الموضوع الهادف، متمنياً التواصل الدائم.

دمت بخير.

نبيلة مهدي
22-06-2010, 04:03 AM
لا أختلف معك بما ذكرته عن الصراع الذي يعيشه العالم صراع الفكر و لا فكر.. للآسف البعض ممن لا يملكون الفكر وقد منحوا عقولهم إجازة طويلة... البعض منهم لا يجهل أهمية استقراء الأوضاع و الأمور و الخروج بشيء يصحح المسارات الخاطئة هم يتعمدون هذا.. لنفترض أنهم تماشوا مع هذه المتغيرات و مواكبتها حتما هناك بعض من مصالحهم الشخصية سيفقدونها.. و هم لا يريدون كما تفضلت يا أخي أنهم يسيرون و يأخذون ما يريدون لمصالحهم فقط.. و الذي يتماشى مع تلك المصالح..
للآسف هناك الكثير من هؤلاء و للآسف أيضا هناك بعض بعض من المثقفين الذين يحملون الفكر و لكنهم لم يسخرون هذا الفكر و يوجهونه في المكان الصحيح.. هنا تكمن المشكلة..
المسؤولية و الحس الذي لابد أن يكون متواجد دائما فكل شخص.. و بذات الذين يضعون أنفسهم في الأماكن المسؤولية.. للآسف البعض ما أن يصل لما يريد.. و تلقى على عاتقة تلك المسؤولية حتى تراه يتهاون و يتناسها تماما.. طبعا لتكون مصالحه أولا..
فليس كل مثقف مثقف.. البعض يتباه بأنه مثقف ولكنه يجهل معنى الثقافة حقا.. مفهومه للثقافة هو الحشو في فكرة مجزون كبير من الكلام المقروء أو غيره.. طبعا لا أقصد هنا الكل بل بعض ( البعض ) ..
فإذا كان الحال و تلك المسؤوليات تقع تحت يدي أشخاص لا يهمهم إلا وضع هاله حولهم فماذا نتوقع أن يكون الحال.. عندما يفقد الفكر و الثقافة الحق هنا تبقى الأمور معلقة..و ضائعة بين أشخاص لم يهتموا يوما أن يطوروا في أنفسهم..


عدت مع ان عودتي لازالت تفتقر لكثيرمن الأشياء ..
شكرا لك يا أخي العزيز سالم السيفي لهذا الموضوع الذي جعلني أتوقف قليلا..
و أقلب بعض ما أجده في ما هو حولي..

تقبل مروري

وكن بخير