المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عدل الزمان ,,, بقلمي


ولد بن كعب
22-06-2010, 06:27 PM
ما كان حديثآ يفترى , وما هو بأساطير الأولين التي خلت , ولم يكن من هواجيسَ العصور الغابره , وإنما براءةُ تلك السنون التي مضت , أطلقت عنان فكرها لتعبر عن ضيم هذا الزمانِ وظلمه , عن هذا الزمانِ وشؤمه , عن هذا الزمانِ ولؤمه ..


إنها حكمةُ شيخوخةٍ أرهقها قرنٌ من الزمان , لم تجد سوى أصداء جدرانٍ لا تغني ولا تسمنُ عن تلك الحالِ المزريه , فيا لها من سهامٍ أُطلقتْ , وجنودِ صبرٍ تحررتْ , وأشواق حاضرٍ أليم , زُفت لماضٍ كريم ..


من بين تلك الثنايا , خرجت آهاتِ شيخٍ كبير , ليعبر بكل حرارة عن مدى الفرق الشاسع بين ما عاشه هذا الأبُ الكبير من قسوة الزمان وعيشه الكريم ,, وبين كرمِ الزمانِ وعيشه اللئيم .. تتناقل كلماته البريئه بين تقسيماتِ أُذُنَيْ لتشقَ طريقها توغلآ في أحشاء قلبي , فحينها أجزمتُ بأنه ما كان صاحبكم هذا بمجنون ..


ثم يضربُ لي الأمثالَ توضيحآ وتبيانآ , ويسردَ لي القصصَ تثبيتآ وبرهانآ , فيقصُّ علي من أخبار السابقين بكل ألمآ وأسى , فيتطرقُ للعدل في حكم البشر ببراءةِ المعنى , فيروي لي بما سمعه من أخبار الآباء والأجداد , بعيدآ عن مراتع المتنِ والإسناد , فيقول لي فيما معناه , مستعينآ بمخزون القلب وذكراه : ( كان في أحد الدهورِ ملكآ عادل , قرر ان يقوم بجولةٍ يتفقدُ فيها الرعيه , وسار متنكرآ بزي رجل عامي , فصادف أنه عطش , فمر بإمراةٍ فطلب منها ( شربة ماء ) فكان عندها قطعة سكر فملأت الكاس نصفه وألقت بنصف قطعة السكر فمتلأ الكوب فسقته , وسار ما شاء الله فرجع إليها وطلب منها ( شربة ماء ) ففعلت معه ما فعلت في السابق ولكن يمتلأ الكوب فسألها لم لم يمتليء الكوب ؟ فقالت الحكم جائر والعدل قاصر .. فعزم على أن يصلح من شؤون حكمه وحاشيته فأعانه الله على ما أراد , فرجع لها سائلآ إياها شربة ماء ففعلت مثل ما فعلت له ف المرتين السابقتين وإمتلأ الكوب فسألها وأجابت بأن الحكم عادل )


قالها هكذا ببراءة الحديث , ولطفِ الكبر , لم تخنه ذاكرته لذلك الحد الكبير , رغم أن ثقلَ القرن ألقى بظلاله على حركة لسانه , ومقدرة التعبير .. وأنا أصغي لتلك الأحداث وأقيسها على زماننا هذا , فرأيت تطابقآ لما قيل , وكأن دولاب الزمن يدور دورته , وكأن تاريخ تلك الخوالي أعاد نفسه , ولكن بقي إختلافٌ وحيد , هل سنعيدُ زمن العدل كما إستعادوه !!


سؤالٌ طرحه علي , وهو يمسك بلحيته المهيبه , وقد أنورت بآثارِ شيبٍ عتيد , ثم عبس بنظراته وتولى , وهو يحملُ سفهَ الزمان وغدره ..

نبيلة مهدي
23-06-2010, 05:51 AM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أهلا أخي العزيز ولد بن كعب..

موضوع جميل و يحمل الكثير أيضا..
الزمن يدور و تعود تلك الايام بختلاف الأوضاع ولكن تعود بتفاصيلها..
و حتما سيكون هناك عدل و تعود الأرض تمتلأ بالعدل بعد أن ملأت ظلماً ..

إعجبني أسلوبك كثيرا في الطرح..
كن دائما هنا..

دمت بخير..

ولد بن كعب
23-06-2010, 05:57 PM
قد تختلف الأحوال من زمانٍ لآخر ولكن المضمون واحد .. سعدت كثيرآ بمرورج آنسـ نبيله ــــــــــــــــــــــــه^^

أبو المؤيد
23-06-2010, 11:25 PM
أخي العزيز:

دائماً ما يكون في كلام كبار السن حكم وعبر استخلصوها من واقع تجارب الحياة التي عاشوها، فهم قد عايشوا أكثر من جيل واضطلعوا على الحياة بأغلب حركاتها وسكناتها وما خفي منها على من هم أمثالنا، هؤلاء الطاعنين بالسن يمثلون كنوزاً معرفيةًً قيمةً تجود بما لديها من خلاصه الفكر والأدب لكل من يحاول سؤالهم أو الاستفسار منهم عن حياتهم الماضية.

- هل سنعيد زمن العدل كما استعادوه؟

باعتقادي لا لن يستطيع أحد وهو يتربع على كرسي الحكم في زماننا هذا أن يعدل ولو بذل كل جهده وأنفق كل ماله، ذلك لأن أساس الحكم الورع والخوف من الله تعالى، نعم هناك العديد من الحكام المسلمين لكنهم لم ولن يصلوا لمرتبة العدل، فالعدل شيء محسوس وملموس يعيشه الفرد والجماعة وليس شيء يفرض عليهم فرضً.

دمت بخير.

ولد بن كعب
24-06-2010, 01:43 PM
بالفعل العدل شي ملموس ولا يُفرض كما يحاول أن يفعله البعض .. أستاذي مصطفى شكرآ على المداخله الرائعه .. دمت بود الله وحفظه

سمو الكعبي
02-07-2010, 08:27 AM
اين كعب :
كثيرا ما كان هاجس قلمك الفكرة والتركيز على ظاهرة وطرخ الفكر الاجتماعي وكنت ولا زلت استشعر هروبك من التنميق الأدبي والحبكة الشعورية إلا أن قلمك قد غلبك -يا بن كعب- هذه المرة ولم يصرع حسك الا بقدر ما جعله يقوم على بنيان فكر اجتماعي مرتدٍ لباس الكتابة الأدبية الصرفية فنصك ذوجهين وجه أدبي رائع ووجهه اجتماعي نافذ , هذا ما اردته وما كنت أكرره .
سلمك الله ولا أسلمك
سمو الكعبي

ولد بن كعب
04-07-2010, 05:32 AM
آنسـ سمو الكعبي ــــــــــــــــــــــه أسعدتني مداخلتج جدآ وإننا نرجو الفائده من أمثالج ^^