Shima AL-Alawi
26-06-2010, 06:58 PM
لــــــــن تُــــنْســــــى ..
آه وألف آه .. رياح عاتية تعصف بالمكان .. ربما كانت نذير شؤم!! من يعلم ؟! أقبلت تلك الفتاة من بعيد .. تسير بخطى بطيئة وهي تنزل من على الجبل .. لا تكاد تتبين ملامحها .. يكسوها رداء أبيض فضفاض.. قد أكل الزمن جسدها فكانت تبدو هزيلة جداً..اقتربتْ من ذلك المنزل القديم الذي يطل على البحر ..عيناواها الزرقاوات بالرغم من جمالها فقد بدا عليها الجحوظ .. اغرورقن بالدموع..كان المنزل قديم جدا.. ربما هُجر منذ أمد بعيد.. نوافذه قد غطاها نسيج العناكب .. الباب الأمامي مقفل بإحكام .. أما الباب الخلفي فتكاد تقتلعه الريح لشدتها..
ارتسمت الحيرة في وجهها .. أسئلة غريبة تدور في فكرها .. رياح خبيثة تزداد لوعتها .. عاصفة
ساخرة .. أصوات صخب وصياح مجهولة المصدر.. تلتفت يمنة ويسرة علها تتبين الأمر.. نظرات حائرة..دامعة ..خائفة
تساقطت أوراق الأشجار رعبا .. ضحكات أخرى ساخرة تعلو السماء .. اختبأت تلك المسكينة خلف إحدى الأشجار .. شعور غريب يراودها..وكأنما أحد خلفها ..تأبى النظر إليه ..ازدادت ضربات قلبها ..تغمض عينيها بشدة كي لا ترى المشهد..تمضي الدقائق ولا زالت على حالها .. بيد أنها في النهاية استسلمت .. ما إن فتحت عيناها .. وإذا بظل سريع يبتعد عنها ..تحاول هي الأخرى الابتعاد عنه .. عاد ذلك الظل من جديد .. يبتعد ويقترب .. ربما كان أحد الخفافيش أو الغربان السود فجأة ومن غير سابق إنذار.. صمت يلوذ بالمكان .. هدأت العواصف .. سكت الصياح والصراخ .. توقف المطر .. سكنت الأشجار ..مسكينة هي لا تدري ما سبب تلك الضجة التي بدأت وسرعان ما انتهت في غضون دقائق..استرجعت قواها وكأنها تشعر بالنصر .. هذا ما فهمته من لغة عينيها.. تسير بعجلة الآن كي تدخل ذاك المنزل المهدم .
....... ها هي من جديد بعد خمس وأربعون دقيقة مكثت فيها داخل المنزل تطل من الشباك وكأنها تتفقد شيْ يخيفها .. فتحت الباب كي تخرج .. لكنني لم أرى سوى ملاكا طاهرا.. بملابس بيضاء لامعة .. تسير بأمل .. تتقدم خطواتها إلى الأمام .. أيقنت حينها أنها تريد العودة إلى حيث أتت .. هناك خلف الجبل .. تبتعد خطواتها إلى أن وصلت قمة الجبل .. فإذا بها تنظر إلى ذاك المكان نظرة حزن خوف عتب أو ربما أمل .. صعُب علي تفسيرها .. سمعتها تناديني بصوت باك ..
فلم أرها منذ زمن.. خيل إلي أنها تبكي .. لا ربما تضحك .. فها هي الآن تستعد لرحلة اللاعودة .. حلقت في السماء ..لم أعد أراها.. أبحث هنا وهناك .. أقلب نظري في أرجاء البقعة .. فجأة اختفى كل ما حولي وكأنني كنت في أرض جرداء خالية .. عله كان مناماً .. لكن من كان صاحبه ؟؟ أنا ؟ هي ؟؟ علها قد تكون هي .. لا لا لم أعد أحتمل تلك الصورة المأساوية..
طلع الفجر وكل شيء حزين .. تغرد الطيور بنغمات حزن وألم .. لا زالت الغيوم تغطي السماء .. الببغاء الذي كان على النافذة في الغرفة المجاورة يشدو بصوت حزين.. فقد نشر في جريدة اليوم :" وفاة شابة في مقتبل عمرها تدعى ش. م من مرض لعين حل بها ..
2005- أول كتابة قصصية
آه وألف آه .. رياح عاتية تعصف بالمكان .. ربما كانت نذير شؤم!! من يعلم ؟! أقبلت تلك الفتاة من بعيد .. تسير بخطى بطيئة وهي تنزل من على الجبل .. لا تكاد تتبين ملامحها .. يكسوها رداء أبيض فضفاض.. قد أكل الزمن جسدها فكانت تبدو هزيلة جداً..اقتربتْ من ذلك المنزل القديم الذي يطل على البحر ..عيناواها الزرقاوات بالرغم من جمالها فقد بدا عليها الجحوظ .. اغرورقن بالدموع..كان المنزل قديم جدا.. ربما هُجر منذ أمد بعيد.. نوافذه قد غطاها نسيج العناكب .. الباب الأمامي مقفل بإحكام .. أما الباب الخلفي فتكاد تقتلعه الريح لشدتها..
ارتسمت الحيرة في وجهها .. أسئلة غريبة تدور في فكرها .. رياح خبيثة تزداد لوعتها .. عاصفة
ساخرة .. أصوات صخب وصياح مجهولة المصدر.. تلتفت يمنة ويسرة علها تتبين الأمر.. نظرات حائرة..دامعة ..خائفة
تساقطت أوراق الأشجار رعبا .. ضحكات أخرى ساخرة تعلو السماء .. اختبأت تلك المسكينة خلف إحدى الأشجار .. شعور غريب يراودها..وكأنما أحد خلفها ..تأبى النظر إليه ..ازدادت ضربات قلبها ..تغمض عينيها بشدة كي لا ترى المشهد..تمضي الدقائق ولا زالت على حالها .. بيد أنها في النهاية استسلمت .. ما إن فتحت عيناها .. وإذا بظل سريع يبتعد عنها ..تحاول هي الأخرى الابتعاد عنه .. عاد ذلك الظل من جديد .. يبتعد ويقترب .. ربما كان أحد الخفافيش أو الغربان السود فجأة ومن غير سابق إنذار.. صمت يلوذ بالمكان .. هدأت العواصف .. سكت الصياح والصراخ .. توقف المطر .. سكنت الأشجار ..مسكينة هي لا تدري ما سبب تلك الضجة التي بدأت وسرعان ما انتهت في غضون دقائق..استرجعت قواها وكأنها تشعر بالنصر .. هذا ما فهمته من لغة عينيها.. تسير بعجلة الآن كي تدخل ذاك المنزل المهدم .
....... ها هي من جديد بعد خمس وأربعون دقيقة مكثت فيها داخل المنزل تطل من الشباك وكأنها تتفقد شيْ يخيفها .. فتحت الباب كي تخرج .. لكنني لم أرى سوى ملاكا طاهرا.. بملابس بيضاء لامعة .. تسير بأمل .. تتقدم خطواتها إلى الأمام .. أيقنت حينها أنها تريد العودة إلى حيث أتت .. هناك خلف الجبل .. تبتعد خطواتها إلى أن وصلت قمة الجبل .. فإذا بها تنظر إلى ذاك المكان نظرة حزن خوف عتب أو ربما أمل .. صعُب علي تفسيرها .. سمعتها تناديني بصوت باك ..
فلم أرها منذ زمن.. خيل إلي أنها تبكي .. لا ربما تضحك .. فها هي الآن تستعد لرحلة اللاعودة .. حلقت في السماء ..لم أعد أراها.. أبحث هنا وهناك .. أقلب نظري في أرجاء البقعة .. فجأة اختفى كل ما حولي وكأنني كنت في أرض جرداء خالية .. عله كان مناماً .. لكن من كان صاحبه ؟؟ أنا ؟ هي ؟؟ علها قد تكون هي .. لا لا لم أعد أحتمل تلك الصورة المأساوية..
طلع الفجر وكل شيء حزين .. تغرد الطيور بنغمات حزن وألم .. لا زالت الغيوم تغطي السماء .. الببغاء الذي كان على النافذة في الغرفة المجاورة يشدو بصوت حزين.. فقد نشر في جريدة اليوم :" وفاة شابة في مقتبل عمرها تدعى ش. م من مرض لعين حل بها ..
2005- أول كتابة قصصية