المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نهاية أحلام....!!


نبيلة مهدي
01-07-2010, 07:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أضع بين أيديكم أحدى قصصي لكنها طويلة قليلا..
و لها إجزاء أتمنى أن تحوز على أعجابكم..

و طبعا رأيكم و ملاحظاتكم مهم جدا ..
فهذه أحدى تجاربي القديمة في كتابة القصة..

فقلبوها و تابعوها ...








القصة


بسم الله الرحمن الرحيم

نهاية أحلام...

] 1 [

في غرفة الانتظار...

جلس صالح على أحد الكراس المصفوفة في تلك الغرفة الطويلة، وهو يحملق في جدرانها. كانت أنفاسه مضطربة ثمة مشاعر مبهمة تخالج كيانه.. أطلق تنهدات طويلة، ارتسمت الذكريات على الحائط و كأنه يشاهدها عبر شاشة كبيرة.. قد كان في نفس المكان منذ خمسة وعشرين سنة، لكن في تلك السنوات كان ينتظر مولوداً، أما الآن فالحال يختلف.
كان يسير على قدميه المتعبتين في هذه الغرفة الطويلة يتخبط ذات الشمال و ذات اليمين. لا يعرف وجهته تتملكه الخواطر تصارعه الظنون أنفاسه مضطربة. كان الهدوء يعم تلك الغرفة قبل بضع ساعات حتى قطع هذا الهدوء صوت صدى صرخات تنبعث من أعماق الغرفة المجاورة التي كانت زوجته سارة تصارع الموت فيها- هي في حالة ولادة متعسرة..
بصوت مضطرب صرخ صالح/ يا رب يا رب ساعد سارة يا رب يا رب..وعاد السكون إلى المكان مرة أخرى لكن هذه المرة كان يختلف فبعد أن سمع صالح صرخات زوجته المتألمة أصبح يهمس بكلمات غير مسموعة يطلب من العلي القدير أن يساعد زوجته. مضت ساعات وصالح على هذا الحال فلم يطق الانتظار فأنطلق مسرعا نحو باب الغرفة امسك مقبض الباب بيديه المرتعشتين وهو يتمتم:: لم أعد أحتمل البقاء هنا أنتظر سوف أذهب لأرى ما يحدث..
كالبرق أتجه ناحية غرفة الولادة أردا الدخول لكن الممرضة منعته في تلك اللحظة سمع صرخات تنبعث من داخل الغرفة كانت صرخات مختلفة عن التي سمعها أول مرة، كانت صرخات المولود. رفع صالح يديه إلى السماء وقال بصوت ممزوج بالبكاء:: الحمد لله الحمد لله...
بعد بضع دقائق خرجت الممرضة من غرفة الولادة مع امرأة عجوز كانت المرأة سعيدة تهتف :: مبروك مبروك يا بني الحمد لله على سلامة زوجتك لقد أنجبت لك طفلة جميلة تترب في عزك، إن شاء الله تعالى...
ألتقط صالح أنفاسه كانت السعادة تملأه لكن القلق يجتاح نفسه امسك بيد والدته : كيف هي سارة يا أمي هل هي بخير...؟
نعم يا بني إنها بخير، لكنها متعبة قليلا، لأنها الولادة الأولى لها، و ستكون بخير إن شاء الله تعالى بعد أيام فلا تقلق يا بني...
بعد ساعة خرجت الطبيبة التي قامة بتوليد سارة، تلقها صالح:: هل زوجتي بخير يا دكتورة، هل أستطيع أن أراها...؟
بعد صمت تجيبه و هي حائرة ما الذي تقوله له.:: إن زوجتك متعبة قليلا و لا تستطيع أن تراها الآن..
كان يبدو على الطبيبة التوتر ::سوف تراها بعد ساعتين أو ثلاث تقريبا. لكنك تستطيع أن ترى طفلتك الجميلة بعد دقائق- تترب في عزك إن شاء الله تعالى- وحمد لله على السلامة..
ثم غابت الطبيبة عن بصر صالح تركته في حيرته و قلقه، تتقاذفه الأفكار هنا و هناك.. يحس بشيء يخنقه. فقد رأى في عين الطبيبة أن هناك شيئا تخفيه عنه..
وقف حائرا منهار القوة:: لماذا لا أستطيع أن أراء زوجتي..؟ بما أنها بخير لماذا..؟ ماذا تخفي عني الطبيبة هل أصابها مكروه لا قدر الله- أم هي ظنون تجتاح نفسي..؟ إن شاء الله مجرد ظنون و أوهام أوهام..
صالح.. صالح. يا بني ماذا بك..؟ قطع تفكيره القلق صوت والدته أم أحمد و هي تناديه.. أقبل صالح على والدته التي كانت مسرورة لولادة حفيدتها الجديدة.. قال في قلق :: أمي هل سارة بخير ..؟ اصدقي القول يا أمي...
بصوت ممزوج بالحيرة إجابته :: نعم يا بني سارة متعبة من الولادة فقط كانت ولادة متعسرة و إن شاء الله تقوم لنا بسلامة و تربيا أبنتكما..
لكن يا أمي الطبيبة يبدو عليها القلق و الإطراب، هل حدث شيء في غرفة الولادة..؟
قاطعت حيرتهما الطبيبة سحاب:: أستاذ صالح من فضلك أريد التحدث معك في المكتب لو سمحت...
مسرعا استجاب لطلبها.. كانت تخالجه مشاعر مبهمة في ذلك الوقت و الخوف الذي بدء يتسلل داخله.
في المكتب الذي كان مرتباً ببساطة. مجموعة أوراق على الطاولة و ثلاث كراسي احدهم كانت الطبيبة سحاب تجلس عليه خلف الطاولة و يوجد أيضا سرير للكشف و صورة معلقة على الحائط تضم أطفالاً صغار مكتوب عليها بعض الإرشادات..
أستاذ صالح تفضل أجلس هنا..
جلس صالح على الكرسي ينتظر بقلق ما سوف تقوله الطبيبة له.. ودارت في خلده أفكار كثيرة و هواجس عديدة.. أيتها الطبيبة هل سارة بخير..؟ هل الطفل بخير...؟
يا أستاذ صالح طفلتك بخير و الحمد لله صحتها جيدة... لكن....
هنا ساد السكون و ارتسمت معالم الخوف و القلق على صالح.. قاطع ذلك السكون صوت الطبيبة سحاب :: إن حالة زوجتم متدهورة جسمها لم يحتمل الألم ..فقد كانت تحتاج إلى عملية قيصرية لكنها رفضت بشدة و جاهدت كثيرا لتلد و لكن بعد الولادة انهارت قوتها و أخشى أن تصاب ببعض المضعفات لأنها تعاني من أنيميا حادة لذا أخشى عليها من المضعفات وهي الآن في العناية المركزة تحت الملاحظة. فهي تحتاج للراحة.. أتمنى أن تتعدى مرحلة الخطر خلال السعات القادمة إن شاء الله تعالى...
وما أن أكملت كلماتها الأخيرة طرق الباب دخلت الممرضة:: دكتورة.. دكتورة المريضة التي في غرفة العناية تدهورت صحتها يريد منكِ الطبيب هشام الحضور في الحال...
وقف صالح و كأنه أصيب بصاعقة :: هل هي زوجتي هل هي زوجتي..؟ قالها بقلق..
تمالك نفسك يا أستاذ صالح.. أدعي لها بنجاة، هيا تعال معي بسرعة..
في غرفة العناية المركزة / دخلت الممرضة بسرعة و معها الطبيبة سحاب و أوقفت الممرضة الآخرة صالح :: ممنوع الدخول يا سيدي..
أخذ يتوسل لهم بان يدعوه يدخل.. وهو يدعوا الله في قلبه أن تنجوا زوجته
أرجوكم دعوني أدخل أرجوكم.. تعالت توسلاته لهم .. بعد لحظات فتح الباب .. وقف الطبيب هشام مع الطبية سحاب أمام صالح . وما أن رآهما امسك بيد الطبيب هشام و هو يصيح أرجوك أرجوك يا دكتور اسمح لي بالدخول أرجوك...
تمالك نفس يا أستاذ صالح سوف اسمح لك بالدخول لكن بشرط لا ترهق المريضة فهي تطلب رؤيتك.. تفضل لتراها و لكن لا ترهقها بالكلام فهي في حالة لا تسمح لها بالإرهاق..
دخل صالح و هو يحمل بين طيات قلبه حزناً و يحيط به الخوف تتقاذفه الآلام وقف صالح بقرب السرير و امسك بيد سارة و نحنى عليها يقبل جبينها. فتحت سارة عينيها..
صالح.. صالح.. حبيبي .. نادته بصوتها المتعب..
اقترب صالح منها أكثر و كأنه يريد أن يضمها إلى صدره لكنها كانت محاطة بالأجهزة فلم يتمكن من احتضانها..
نعم يا حبيبتي ها أنا بقربكِ معكِ.. يحاول تمالك نفسه حتى لا تسقط دموعه الحبيسة و يخفي خلف صوته نغمات الحزن..
حبيبي هل طفلتنا بخير.. سأسميها أحلام.. يا صالح هل لديك مانع..؟
لا لا يا عزيزتي إنه أسم جميل جدا..
هل رأيتها يا صالح هل هي جميلة..
ماذا يقول لها..؟ إنه كان قلقا عليها، أم لم يراء طفلته حائراً ماذا يقول..؟
ماذا بك يا صالح لم تراها ..؟ لماذا..لماذا..؟
آوه يا عزيزتي لم أراها لأنها لم تطلب رؤيتي، ولكن سوف أذهب إليها بأقرب فرصه..
يحاول رسم الابتسامة على شفتيه الذابلة..حتى لا تشعر سارة بحزنه..
حسنا يا صالح أحبب طفلتنا كثيرا.. و أعتني بها.. قالت هذه الكلمات و هي تلهث من التعب امسك صالح بيدها .. سوف نربيها معا، إن شاء الله تعالى لا تقولي مثل هذا الكلام..
صالح إني أشعر بأني سوف أفارق هذه الحياة لذلك.......
لم تستطع إكمال كلماتها.. صوت من تلك الأجهزة أخذ يتعالى يعلن أن قوتها انهارت، أسرعة الممرضة و الطبيب هشام و صالح في حيرة
ماذا يحدث .. سارة حبيبتي تماسكي، لا تتركيني.. أبعدوه عنها بقوة حاول الطبيب هشام مساعدتها لكن أنفاسها خمدت و نبضات قلبها توقفت فارقت الروح الجسد المتعب تركته ملقى على ذلك السرير بين أيدي الممرضات و الأطباء يحاولون إرجاع الحياة له لكن لا فائدة رحلت الروح مودعة ذلك الجسد .. أحس صالح بأن شيئاً ما قد أنطفئ داخله...





يتبع.......

سالم الوشاحي
01-07-2010, 11:25 AM
أختي نبيله مهدي شكراً على

القصه .. أرى بها الحزن واضحٍ

لقد رسمتي قصه رائعه تدور

في دائرة الحزن .. وتقطع القلوب

عندك اسلوب جميل في الكتابه

وضوح في المعالم .. وضوح

في التصويرات .. (الشخصيات

بارزه العجوز , الأم صاحبة الطفله

الزوج صالح والكتور والدكتوره )

أجدتي في وصف الأشياء هناك في

غرفة الطبيبه .. وجميع أحداث القصه

وكأنها حقيقيه .. تسلمي وإلى الأمام

من تميز إلى تميز ...

أختي نبيله لكي مستقبل

أيضاً هنا ...

"
"
"

نبيلة مهدي
02-07-2010, 07:55 AM
أهلا أخي العزيز الروح الطيبة
أبو سامي...

شكرا لحضورك هنا و وكن قريبا من هنا...
فلازالت هناك أحداث في القصة..
أتمنى أن تقرأها لآخرها..

شكرا ايها الرائع
دمت بود

سلطان الرحيل
02-07-2010, 09:07 PM
سيدتي
لديك اسلوووب رااقي في السرررد
سووف اكون خلف الستار
متابع الاحداث القادمه


يعطيك العافيه

نبيلة مهدي
02-07-2010, 11:50 PM
أهلا أخي العزيز سلطان الرحيل..
شكرا لحضورك و لكلماتك الطيبة..
و شكرا لمتابعتك...
إن شاء الله قريبا أضع بعض منها أيضا..

والله يعطيك ألف عافيه

كن بخير

نبيلة مهدي
12-07-2010, 05:32 AM
] 2[

جسد بلا روح..


بعد أن انطفأت تلك الشمعة التي كانت تضيء حياة صالح. بعد أن فارقت سارة الحياة في ذلك اليوم الكئيب، لم يعد صالح كما كان فقد أصبح شارد الذهن، قليل الكلام، شاحباً و كأنه جسد بلا روح..
أما أحلام فبعد وفاة والدتها أخذتها جدتها أم أحمد لتربيتها لأنه لم يكن أحد يستطيع أن يعتني بها سواها..
فزوجة أحمد هدى قاسية بعض الشيء، و كما أنها حامل و لديها أولاد مما يجعلها تكتفي بتربية أولادها... فلم يكن هناك من يعتني بأحلام سوى أم أحمد و عمتها ريم التي تقوم بمساعدة والدتها في تربية أحلام..
ريم في العشرين من عمرها لطيفة و طيبة و أيضا جميلة. كانت تحب زوجة أخيها صالح لأنها كنت طيبة و لقد حزنت كثيرا لوفاة سارة و أصيبت بالكآبة، لكن استطاعت تخطيها و ذلك من أجل ابنة أخيها أحلام التي أحبتها فقد كانت تذكرها بسارة، مما جعلها تكثر من الاعتناء بها و كانت تقضي معظم الوقت معها تطعمها و تحملها، حتى تعلقت بها كثيرا و أصبحت كالأم لأحلام التي باتت يتيمة بلا أم.
أما صالح فلم يكن يهتم و كان حاله متغير كثيرا بسبب وجود أحلام، لم يكن يفكر برؤيتها حتى. و عندما يراها بصدفها يشيح وجهه عنها و يكمل طريقة و كأنه لم يراء شيئاً حتى أنه عندما يسمعها تبكي يضع أصابعه في أذنيه و يخرج من المكان التي تتواجد فيه. ذات يوم حضر من العمل للمنزل و عندما فتح الباب كان يتمتم بضجر و عندما دخل و سمع صوت بكاء أحلام لم يأبه بذلك أغلق الباب بقوة، و أسرع نحو غرفته، نادته أخته ريم: صالح.. صالح.. إن أبنتك حرارتها مرتفعه هل ذهبت بها إلى المستشفى...؟
وكأنه لم يسمع ما قيل، بل أكمل سيره دخل غرفته و أغلق الباب بعصبية، ألقى بجسده المتعب على السرير، يحاول تمالك نفسه يتلوى وكأنه يتألم. فذكريات سارة لازالت ترتسم أمامه يسمع صوتها الدافئ عندما يدخل الغرفة..
-هل وصلت يا صالح.. ؟
تسرع نحوه تنزع سترته و تأخذ حقيبته ترسم قبلة على خذه و هو يحاول ممازحتها
-سارة لماذا أنتِ هكذا..؟ ألا تملين...؟
يحاول العودة إلى الواقع يصرخ في أعماقه.. سارة كم أشتاق لكِ ... قد كانت هي كل شيء بالنسبة له تعاوده الذكريات يعود إلى ذلك اليوم عندما رجع من العمل و دخل غرفته. رأى سارة سعيدة و تكاد أن تطير من السعادة ...
-صالح.. صالح.. لدي مفاجئة لك أحزر ما هي...؟
يحاول لكن لم يتوصل لشيء..
-ماذا هناك هل علامتكِ في المدرسة عالية..؟
-لا.. لا.. يا صالح أنا دائما أحصل على علامات ممتازة بل شيء اكبر من هذا..؟
-هل أختي ريم ستتزوج و أنا لا أعلم...؟
-كلا يا صالح.. بل شيء يخصنا نحن الاثنين..
ماذا كيف ذلك هي أخبريني فأنا متشوق لمعرفة ما لديكِ من مفاجئات...
-حسنا يا صالح .. بصوتها المرح الممزوج بالخجل .. أنا..أنا ..أنـــــــــ أقصد أنتَ.. أنــــتَ سوف تصبح أب بعد ثمانية أشهر...
-ماذا تقولي هل هذا صحيح...؟
رغم فرحته لكنه حزين كان يعلم بأن صحت سارة لا تسمح لها لأن على الأقل بالحمل.
-لماذا يا سارة..؟ فصحتكِ لا تسمح بذلك..
كأنه ألقى على سارة صاعقة محت تلك الابتسامة تجمعت في عينيها الدموع تكاد أن تبكي..
-ماذا تقول يا صالح أنها إرادة الله تعالى.. لست سعيد لحملي..؟ وهل تعترض على إرادة الله..؟
قالت هذا و هي تحاول أتماسك لكنها لم تستطع أن تتمالك بكت وهي تخفي وجهها بيديها.. أقترب صالح منها و ضمها بحنان أحس بأنه أخطأ..
-يا عزيزتي لم أقصد ذلك لم أقصد أن أحزنكِ فأنا سعيد بهذا الخبر سعيد جدا لكن قلقي على صحتكِ فقط أعذريني..
و مسح دموعها التي تساقطت على وجنتيها و طبع قبلة على جبينها
-هيا ابتسمي.. هيا.. لا أريد أن أركِ هكذا فأنتِ ستصبحين أماً هيا ابتسمي..
رسمت سارة ابتسامة على شفتيها و احتضنت صالح... عاد صالح إلى الواقع من جديد فقد قطع تلك الذكريات صوت طرق الباب..
-صالح.. صالح.. ماذا بك يا بني..؟
-تفضلي يا أمي..
دخلت أم أحمد لترى أبنها و علامات الحزن تبدو عليه..
-يا ولدي العزيز ماذا بك تجلس هكذا أنهض و أغتسل و بدل ملابسك و توضئ و صلي ركعتان لله تعالى عله يهديك يا ولدي .. و أنزل للعشاء فالعشاء جاهز..
و على طاولة الطعام جلس صالح كعادته صامت شارد الدهن..
-ماذا بك يا ولدي ..؟
قطع تفكيره صوت والده الذي يحزنه ما يحدث لولده.
-لا شيء يا أبي ...
يمسك صالح الملعقة و يأخذ من الطعام الذي أمامه و يضعه في ذلك الصحن المخصص له.. لم يلاحظ حتى غياب أخته ريم.. تناول طعامه القليل و نهض قاصد غرفته.. لم تكن أحواله تعجب والديه..
-يا أبا أحمد أن ولدك لم يعد كما كان دائما يفكر، حتى أنه لم يلاحظ غياب أخته.. ولا...
سكتت أم أحمد و هي تبتلع غصتها..
-اصبري يا أم أحمد الله يهديه إن شاء الله فهو يحتاج أن نقف بجانه.. لا تنسي بأنه كان يحبها كثيرا.. و لا يحتمل بعدها.. لكنه سيستعد هذا كله إن شاء الله تعالى.. اطلبي له بالهداية و الصلاح يا أم أحمد..
غياب ريم عن طاولة الطعام هو مرض أحلام.. بعد أن أخبرت صالح بذلك و لم تلي منه الاهتمام اتصلت بأخيها أحمد ليأخذها إلى الطبيب، حتى تطمئن على صحة أحلام. بعد أن فحص الطبيب أحلام و طمئن ريم و كتب لها الأدوية طلب منها مراقبة حرارة أحلام، فإذا ازدادت تحضرها على الفور للمستشفى.. و في طريق العودة قالت ريم لأخيها أحمد تشتكي حال صالح..
-يا أخي تحدث معه لعله يعود لرشده، فهذا لن يعيد سارة له..و أن أبنته بحاجة له، أرجوك يا أحمد تحدث معه.. فما حدث اليوم لا يحتمل فأنه لم يهتم بمرض أبنته..
-سوف اكلمه و أنتِ أهتمي بأحلام و إذا أرتدي شيء أخبريني ..
وصلا للمنزل.. أحلام كانت تنام بهدوء بعد أن تعبت من البكاء. تلقتهم والدتهم..
-هل أحلام بخير.ز ماذا بها..؟
-لا تخافين يا أمي أحلام بخير فقط حرارتها مرتفعة قليلا
قال هذا أحمد ولكنها تعاود السؤال
-هل هذا صحيح يا ريم هل أحلام بخير..؟
نعم يا أمي كما قال لكِ أحمد فلتطمئني.. ذهبت ريم لتضع أحلام في سريرها و عادت لتجلس مع والديها و أخيها أحمد في الصالة..
قالت ريم لوالدها :
-يا أبي جد حل لولدك صالح يا أبي..
نهض أحمد و قال:
-أنا سأذهب و أكلمه أين هو الآن...؟
-في غرفته لم يخرج منها..
قالت هذا أم أحمد و هي تغص بالعبرات..
-يعيش في ذكرياته لا أدري ماذا حدث له. كلمه يا ولدي عله يصحو مما هو فيه..
ذهب أحمد لأخيه صالح و هو يحمل بين طياته الحزن على حال أخيه.. طرق الباب و دخل ليجد صالحا جالسا على السرير و كأنه يبكي..
-كيف حالك يا صالح ماذا بك..؟ هل أنت بخير..؟
-نعم.. نعم.. أنا بخير يا أحمد..
أعتدل في جلسته. وتقدم أحمد منه و جلس بقربه. و وضع يده على كتفه، و بصوت الأخ الحنون قال له:
-يا صالح لا يعجبني بل لا يعجب الجميع حالك، فأمك تعاني تتألم و هي تراك هكذا تذبل أمامها. هل نظرت لنفسك في المرآة..؟ هل رأيت ملامحك، و ذلك الشحوب..؟ يا أخي الذي حصل كان قضاء الله و قدره، ولا تستطيع أن تغير ذلك، و قد مضى على ذلك شهرين تقريبا، و أنت على هذا الحال، توكل على الله و أنفض عنك هذا اليأس و تذكر بان هناك أشخاصاً بحاجة لك. يجب أن تكون قوياً أن والديك قلقان عليك كثيرا..و كذلك أختك، و أنا أيضا، ونريد صالحا الذي كان في السابق، توكل على الله و استغفره يا أخي، و أستعذ من الشيطان فطفلتك أحلام بحاجة لك.. بعد أن فقدت أمها فلا..
قاطعه صالح صارخاً
-لا تذكرها أمامي أني لا أحب أن أسمع أسمها أنها.. أنها..
قال هذا و هو في حالة غضب و توتر قد ظهر على ملامحه، لاحظ أحمد ذلك أمسك أخاه من ذراعيه :
-أتقي الله يا أخي .. لا تقل مثل هذا الكلام، أحلام لا ذنب لها.. عاد صالح لرشده قليلا و بصوت الممزوج بحشرجة :
-أستغفر الله.. أستغفر الله..
محاولا التماسك لكنه لم يستطع وصار يبكي. عانقه أحمد
-أبكي يا أخي فالبكاء قد يريحك و يزيل من على كاهلك بعض الثقل..
بكى صالح كالطفل الذي فقد شيئا غاليا ظل أحمد محتضنه بحنان.
-يساعدك الله و يهديك يا أخي، الدنيا هكذا، الذي ذهب لا يعود.. فأرم بالماضي وراء ظهرك ولا تدع اليأس و الحزن يتسلل في أعماقك فيقتلك فما حدث كان قضاء الله و قدره ولا اعتراض على قضاء الله و قدره. فكر الآن في الأيام القادمة و اترك عنك الماضي نحن معك جميعا حتى تستطيع أن تستعيد قواك..
في تلك اللحظات أحس صالح ببعض من الراحة. أستطاع أحمد أن يزيح من على كاهل صالح اليأس . تماسك صالح و مسح دموعه
-شكرا يا أحمد فقد أخمدت لهيب تلك النار المتأججة داخلي، سأحاول أن أتماسك و أستعيد نفسي لكن لا أستطيع أن أنساها أبدا أبدا..
قال هذا و سكت ظل الأخوين صامتين.. قطع ذلك الصمت صوت طرق الباب دخل أبو أحمد و نظر لصالح بعينيه الحنونة و قال له:
-كيف حالك اليوم يا صالح، هل أنت بخير..؟
-نعم يا أبي أنا بخير..
و قد ارتسمت معالم الارتياح على وجه الشاحب. لاحظ الأب ذلك و أقترب من ولديه..
-يا أبني فوض أمرك لله وتوكل عليه فالله رءوف بعباده فهذا قضاء الله و قدره، هيا أنهض لتستعد فورائك عمل كثيرا و المستقبل أمامك..
ألقى صالح نفسه في أحضان والده. ضمه الأب إليه بقوة. كادت أن تفلت من عينيهما الدموع كان أحمد ينظر إليهما و هو يشعر بالسعادة فقد لاحظ بعض معالم التغير في أخيه. حمد لله في أعماقه و مسح دموعه الهاربة وقال مازحاً :
-هذا يكفي يا أبي و أنت يا صالح هل ستظلان هكذا طويلا..
تبسم الأب و مسح دموعه التي حاولت الإفلات. رسمت على شفتي صالح ابتسامة خافته معلنة بداية جديدة..



يتبع>>>>>>>>>>

أمل فكر
12-07-2010, 01:47 PM
مساء المحبة، والإبداع الرائع"الكاتبة: أخت نبيلة المهدي

..القصة حلوة.. عيشتينا جوها صدج تميت أدعي الله إن لا يحرمني من ناس أحبهم أبد؛
الفراق صعب،،

الحلو: تتابع القصة، وصراعات عواطف النفس من قلق وترقب وش راح يصير؟؟ وحزن
الأسلوب سلسل، وسهل

والأجزاء مش طويلة بالعكس دام القصة مترابطة كذا راح تنقرأ بسهولة للآخر
أهم شيء هناك عقدة ينتظر القارئ حلها وفهمها في النهاية..
وعساها نهاية سعيدة لصالح، وبنته أحلام... والجميع،،
((وهذي حال الدنيا)) والله يبعد عنا وعنكم جميعاً ألم الفراق.
ننتظر البقية بشوووووووق،، عجلي عاد ما نصبر ^^
تقبلي مني/ أمل فكر.

سالم الوشاحي
13-07-2010, 02:21 AM
الله الله ياأختي نبيله مااروعها من قصه

أتابع القصه وكأني اعيش احداثها

بارك الله فيكِ فقد رسمتي الأحداث

بدقه متناهيه جدا ... وعندي سؤال

متى نرى تكملة القصه ؟؟.. وكأننا

في مسلسل مشوق..


همسه أخويه خبريني (وش النهايه)

نبيلة مهدي
13-07-2010, 06:52 PM
مساء المحبة، والإبداع الرائع"الكاتبة: أخت نبيلة المهدي

..القصة حلوة.. عيشتينا جوها صدج تميت أدعي الله إن لا يحرمني من ناس أحبهم أبد؛
الفراق صعب،،

الحلو: تتابع القصة، وصراعات عواطف النفس من قلق وترقب وش راح يصير؟؟ وحزن
الأسلوب سلسل، وسهل

والأجزاء مش طويلة بالعكس دام القصة مترابطة كذا راح تنقرأ بسهولة للآخر
أهم شيء هناك عقدة ينتظر القارئ حلها وفهمها في النهاية..
وعساها نهاية سعيدة لصالح، وبنته أحلام... والجميع،،
((وهذي حال الدنيا)) والله يبعد عنا وعنكم جميعاً ألم الفراق.
ننتظر البقية بشوووووووق،، عجلي عاد ما نصبر ^^
تقبلي مني/ أمل فكر.


هلا بالعزيزة أمل فكر
شكرا لهذه المتابعة الجميلة..
و شكرا لكلماتكِ الطيبة..
و إن شاء الله تستمتعي في الأجزاء القادمة..
لن أطيل أنتظاركم فقريبا سأضعها بين أيديكم..

مودتي

نبيلة مهدي
13-07-2010, 06:59 PM
الله الله ياأختي نبيله مااروعها من قصه

أتابع القصه وكأني اعيش احداثها

بارك الله فيكِ فقد رسمتي الأحداث

بدقه متناهيه جدا ... وعندي سؤال

متى نرى تكملة القصه ؟؟.. وكأننا

في مسلسل مشوق..


همسه أخويه خبريني (وش النهايه)


هلا وغلا بأخوي العزيز الروح الطيبة
أبو سامي..

شكرا من القلب على متابعتك الجميلة..
و كلماتك الطيبة..
اممممممم أخبرك عن النهاية كيف بعدين أتابعها و تشوق لقرأتها..
ماراح أخبرك شيء تابعها و راح تشوف النهاية..
و إن شاء الله ما أتأخر عليكم في الباقي..

كل الاحترام و التقدير

سالم الوشاحي
14-07-2010, 01:52 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي وعضيدتي نبيله مهدي

ظننتك وضعتي القصه

فجئت مهرولاً ...لكن

يقولوا العتب على النظر

شياب مثل ما قالوها هههههه

ننتظر القصه بكل شوق

نبيلة مهدي
21-07-2010, 05:23 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي وعضيدتي نبيله مهدي

ظننتك وضعتي القصه

فجئت مهرولاً ...لكن

يقولوا العتب على النظر

شياب مثل ما قالوها هههههه

ننتظر القصه بكل شوق

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
صباح الخير أخوي أبو سامي..
ولا يهمك الحين أضع لكم بعض من القصة..
و شكرا لمتابعتك الطيبة..

كن بخير

نبيلة مهدي
21-07-2010, 05:25 AM
[ 3 ]

تغير مفاجئ..


مرت الأيام و بدأ صالح يخرج من قوقعة الحزن، دفن أحزانه في أعماقه و بدأ الحياة. لكن لم يتغير داخله ذلك الشعور نحو طفلته أحلام التي لا تعي شيئا من حولها.. فكان لا يحملها بل لا ينظر لها. لاحظت ريم لذلك قامت ببعض الحيل عله يغير هذا الشعور، فكانت تتظاهر بأنها مشغولة عندما تراه و تطلب منه أن يعتني بأحلام قليلا لكنه كان لا يأبه لذلك بل يقول : لا أستطع فأنا أيضا مشغول أو متعب فقد كان يتهرب بهذه الكلمات. ظل هكذا، و ريم لم تعجز أو تيأس بل كانت مصممة على تحريك مشاعره التي يقيدها. حتى جاء يوم كانت ريم مشغولة هذه المرة بصدق مما جعلها لا تستطيع أن تكون مع أحلام طوال الوقت. في ذلك اليوم دخل صالح البيت عائدا من عمله. ناده على أخته فلم تجبه فقد كان البيت شبه خالي ناداها..
ريم... ريم.. أين أنتم ..ماذا هناك.؟ ريم... ريم..
بعد دقائق سمع صوت أخته ..
أنا هنا يا صالح في المطبخ أني مشغولة جدا..
لكن أين أمي و أبي يا ريم لا أراهما...؟
ذهبا إلى بيت أخيك أحمد فزوجته وضعت مولدوها اليوم و لذلك ذهبا، فكما تعرف زوجة أخيك أمها مسافرة لهذا ذهبت أم لتقوم بدورها و أنا الآن مشغولة لتحضير العشاء لنا جميعا و هناك و رائي أعمال كثيرة. و ما أن أكملت كلماتها حتى سمعا صوت بكاء أحلام..
أحلام تبكي يا أخي أعتني بها لدقائق حتى أنتهي أرجوك أرضعها فهي الآن جائعة فقد نامت و لم تشرب الحليب أرجوك يا أخي أفعل ذلك من أجلي.
انصرفت عنه لتكمل عملها و هي تتمتم في أعماقها جاءت الفرصة التي تتحرك فيها مشاعرك لقد جاءت...
وقف صالح حائرا ماذا يفعل..هل يحمل أحلام بين ذراعيه..لكن كيف وهو لا يستطيع النظر لها ما هذه الحيرة التي تحتويه هل يتركها تبكي أم ماذا يفعل..؟ كان بكاء أحلام يزداد. تحرك شيئا ما داخله لا يستطيع أن يترك تلك الطفلة تبكي هكذا سار بخطى مترددة.. عندما وصل للسرير الذي كانت أحلام نائمة فيه و قف قليلا يفكر هل يتركها و يذهب لغرفته أم يأخذها..؟ لم تطل هذه اللحظة.. فقد كانت مشاعر العطف تتحرك داخله مد يديه و أمسك بالطفلة رفعها عن السرير شعر بشيء ما داخله شعور غريب لم يشعر به من قبل كان شعورا جميلا.. حمل أحلام بين ذراعيه و أمسك بزجاجة الحليب و قدمها لأحلام.أخذت أحلام تشرب الحليب و توقفت عن البكاء، ظلت هادئة و كأنها أحست بأن هذه الأحضان أحضان والدها الذي لم يحملها من قبل.. كان صالح يراقب أحلام و هي تشرب الحليب لأول مرة يرى ملامحها كم هي جميلة عيناها تشبه عيني أمها شعرها الأشقر كشعر أمها أيضا. سرح في تأمله تلك البراءة التي تشع من وجهها الصغير أحس بسكون داخلي لأول مرة يحمل طفلته كأن روحه ردت له.. ظل يتأملها و على هذا الحال ظل حتى انتهت ريم من أعمالها.جاءت ورأت منظراً جميلاً منظر أخيها و هو يحمل طفلته و علامات الراحة ترتسم على وجهه وقفت تراقب ذلك المنظر بصمت. شعر صالح بوجودها نظر لها وقال: هل انتهيتِ من عملكِ تعالي خذيها..
وقد تغيرت معالم وجهه و ارتسم الوجوم عليه تفاجأت ريم لما حدث، لماذا تغير فجأة ..؟ أخذت منه أحلام، و نهض صالح بسرعة و صعد الدرج مسرعاً و دخل غرفته و هو يكاد يختنق، تذكر سارة قبل أن ترحل و هي متعبة لم ينسها أبداً. ظل في غرفته يحاول التماسك.. رغم ما رأته ريم من أخيها في اللحظات الأخيرة إلا أنها سعيدة فقد رأت معالم الراحة ترتسم على وجه أخيها، لم تره على هذه الحال منذ ثلاثة شهور.. حدثت نفسها أنها الخطوة الأولى و الأيام قادمة.. و سيكون هناك الكثير...
ذهبت تستعد لذهاب إلى بيت أخيها أحمد و بعد أن استعدت و انتهت من كل شيء ذهبت لصالح حتى يذهبا معا. طوال الطريق لم يتحدث صالح لاحت ريم الضيق على أخيها فلم تشأ إزعاجه و ظلت ساكتة حتى وصلا إلى منزل أخيها.. طرق صالح الباب ففتح ابن أخيه سالم الذي كان عمره اثني عشرة عاماً.. تفضل يا عمي كيف حالك.؟، عمتي تفضلي كيف حالكِ..؟
أجابته ريم : بخير الحمد لله كيف حالك أنت و أخيك مصطفى هل أنتما بخير..؟
دخلا المنزل و صالح يحاول إخفاء ذلك الوجوم بابتسامة باهته على شفتيه و هو يقول لسالم : اشتقت لك يا سالم كيف حالك..؟
أمسك سالم بيد عمه . تفضل يا عمي أنا أيضا اشتقت لك كثيرا يا عمي..
دخل صالح و الجميع ينظر له رأت ريم ذلك و حتى تبعد الأنظار عن أخيها قالت : أمي لقد حضرت العشاء و هو الآن في السيارة، صالح لو سمحت أحضره، و يا سالم هل ساعدت عمك في هذا..و أنت يا مصطفى أيضا هيا ساعدهما..
ذهب صالح و معه ابني أخيه..
أمي.. أمي.. صالح.. صالح.. يا أمي حمل أحلام اليوم و أعطها الحليب أيضا... هل تصدقين ذلك كان سعيداً لكن حدث شيء و تبدل مزاجه، لكن يا أمي المهم أنه حملها.. ولا تخبريه بما قلت لكِ حتى لا يتضايق و أنت كذلك يا أبي ..
قال الأب : أنها البداية و الله يهديه إن شاء الله تعالى.. أعطني أحلام يا ريم أريد أن أراها..
حمل أبو أحمد حفيدته و قبلها وقال لها بهمس : أبوكِ سوف يحملكِ من جديد فتدللي عليه و تمسكي به..
دخل صالح يحمل العشاء و أبنا أخيه وراءه وكانوا يضحكون..أدخلوا الطعام للمطبخ..
أريد أن أرى أحلام يا جدي.. نظر لها و قبلها وقال مصطفى بمرح جدي.. جدي.. هل ستكون أختي هكذا جميلة كأحلام..؟ ضحك الجميع و قال له الجد نعم يا بني ستكون أختك جميلة أيضاً..
رغم التغير الذي طرأ على صالح إلا أنه كان يحاول تجاهل طفلته.. كان كلما وقع نظره عليها أشاح بوجهه نحو ابن أخيه مصطفى ذلك الطفل المشاغب عمر مصطفى عشر سنوات، قد تعلق مصطفى بعمه صالح كثيراً كان عندما يراه يتشبث به ، يلاحقه أينما ذهب، و كان صالح يحبه هو الآخر كثيرا كان دائما يلاعب معه و يأخذه معه كثيرا قد كانت علاقتهما قوية كان مصطفى عندما يرى عمه يطير فرحا ليلعب معه ولم يمل صالح من ذلك أبدا لكن فجأة تغير صالح أصبح بعيدا عن مصطفى لم يراه كثيراً و قل لعبه معه. و ها بعدما توفيت زوجته، فصالح أصبح ينعزل كثيرا في الأيام الأخيرة.. و مصطفى عندما يذهب لزيارة جده يسأل عن عمه فلا يسمع جواب سوى أنه متعب ولا يستطيع اللعب معك الآن و أن صادف و راءه كان لقائهما ليس كما سبق فلم يعد صالح ذلك الشخص الذي يلاعب ابن أخيه فتباعد مصطفى شيئا فشيء عن عمه الذي تبدل لشخص أخر لا يعرفه فالتغير الذي حدث له جعل مصطفى ينفر منه بعض الشيء كادت تتلاشى هذه العلاقة بين صالح و ابن أخيه ، حتى جاء هذا اليوم الذي عندما حضر صالح إلى منزل أخيه أحمد و بدأت معالم صالح تعود كما كانت و أحس مصطفى بهذا التغير وهكذا بدأت أيضا بدأت علاقتهما تعود كما كانت.. وقد بدأ ذلك الستار يتبدد..



يتبع>>>>>>>

سالم الوشاحي
21-07-2010, 06:52 AM
أختي وعضيدتي نبيله صباح الخير

لكم أشتقت لهذه القصه كثيراً وأخيراً جأت

وبدت معالم التقبل مع صالح لأبنته شيئاً

فشيئا وأول الغيث قطره ...

هي الحنان والأبوه أخيّتي لابد أن تتحرك هذه المشاعر ...

ويرجع صالح إلى طبيعته .. لايجب أن نستسلم إلى

للمآسي والكرب... يجب أن نقدم على الحياه مهما كانت

تلك الظروف ..

أخيّتي .. والله أننا ننتظر القصه وتكملتها بفارغ الصبر

أنتي ماشاء الله تمتلكي الموهبه الرائعه والحقيقيه

فلكِ مني السلام ... مع نسائم الصبح الجميله

طه حسين
22-07-2010, 04:05 PM
لازلت صغيرا على تقييم أو انتقاد قصصك
تقبلي مروري ودمتي بخير

فهد مبارك
25-07-2010, 11:46 AM
مرحبا نبيلة ..
لي عودة للمشاركة
تسجيل حضور

نبيلة مهدي
31-07-2010, 02:31 AM
أختي وعضيدتي نبيله صباح الخير

لكم أشتقت لهذه القصه كثيراً وأخيراً جأت

وبدت معالم التقبل مع صالح لأبنته شيئاً

فشيئا وأول الغيث قطره ...

هي الحنان والأبوه أخيّتي لابد أن تتحرك هذه المشاعر ...

ويرجع صالح إلى طبيعته .. لايجب أن نستسلم إلى

للمآسي والكرب... يجب أن نقدم على الحياه مهما كانت

تلك الظروف ..

أخيّتي .. والله أننا ننتظر القصه وتكملتها بفارغ الصبر

أنتي ماشاء الله تمتلكي الموهبه الرائعه والحقيقيه

فلكِ مني السلام ... مع نسائم الصبح الجميله








أخي العزيز الروح الطيبة
أبو سامي..

كم يسعدني متابعتك الجميلة لهذه القصة..
و كم أشكرك كثيرا لهذا الحضور و الكلمات الطيبة و تشجيع المستمر لي و للجميع..
و أعتذر أن كنت تأخرت عليكم هنا..
شكرا لك و لكلماتك التي تسعدني كثيرا

كن بخير

نبيلة مهدي
31-07-2010, 02:32 AM
لازلت صغيرا على تقييم أو انتقاد قصصك
تقبلي مروري ودمتي بخير

أخي العزيز
طه حسين

أشكرك كثيرا على حضورك الجميل..
و نحن نتعلم منكم

دمت بألف خير

نبيلة مهدي
31-07-2010, 02:34 AM
مرحبا نبيلة ..
لي عودة للمشاركة
تسجيل حضور

أهلا أستاذي العزيز
فهد مبارك..
يسعدني حضورك
و حتما سأنتظر عودتك بفارغ الصبر فكم يسعدني أن تكون هنا
و تكتب لي ملاحظاتك و أنتقدك و رأيك..

سأنتظر عودتك..

ودمت بخير

نبيلة مهدي
31-07-2010, 02:38 AM
[ 4 ]

أحلام ]أحلام..[...


صالح منذ ذلك اليوم بدأ بتغير للأحسن رغم انه لازال ينفر من أبنته أحلام. ها هي الأيام تمر سنة تليها سنة. وها هي أحلام تكبر و تكبر وهي الآن في السادس عشر من عمرها.. تسكن مع والدها فجدتها توفيت و هي في السابعة و بعد سنتين من وفاتها تزوجت عمتها ريم، فاضطر صالح أن يعتني هو بابنته فواجبه كأب يحتم عليه ذلك و خصوصا بعد أن توفيت أمه، و تزوجت ريم و أصبحت لها حياتها الخاصة..
لكنه كان يعامل أحلام بجفاء، كانت تخشاه و تلجئ إلى جدها الذي بقى معهما. هو الذي كان يبعث داخلها السرور و الاطمئنان، لكن القدر يكتب الفراق رحل الجد وهي في الحادية عشر من عمرها. و ها هي تعود وحيدة مع والدها الذي تجهل معاملته لها بهذه الصورة.
هي الآن في سن المراهقة تعيش صراع داخلي و تحول في حياتها من الطفولة إلى النضج.. ولكن رغم ما تجده من عدم اهتمام من والدها إلا أنها لم تسلك طريق الانحراف بل كانت تحاول أن تكون في كل شيء شخصية متمسكة بالأخلاق و الأدب. و كانت عندما تصادفها مشكلة تلجأ لعمتها ريم في بعض الأحيان. و في يوم من الأيام ذهبت أحلام لعمتها كالمعتاد و الحزن يعلو وجهها تشعر بالضيق. استقبلتها عتها برحابة صدر رأت الحزن يعلوها سألتها : أحلام يا عزيزتي ماذا بكِ.؟
لا شيء يا عمتي..أجابتها و عادت لصمت تحاول التظاهر بالارتياح..
طال الصمت بينهما لم ترد العمة أن تضغط على أحلام و تجبرها على الحديث لأنها تعلم بأن أحلام تحاول دائما أن تخفي مشاعر الحزن عن الجميع و لا تخبر أحداً عن ما يضايقها.
فجأة قطع بكاء أحلام ذلك الصمت كان بكاؤها غريباً. رغم محاولتها بأن لا تبكي إلا أنها لم تستطع فقد تفجر البركان الخامد في أعماقها منذ زمن.
احتضنتها عمتها تحاول تهدئتها.
حبيبتي أحلام اهدئي ماذا بكِ ماذا حدث لما كل هذا البكاء..؟
لم تستطع أحلام الكلام فبكاؤها كان شديداً حاولت التماسك و تهدئة نفسها، وعمتها لازالت تحتضنها.. بعد فترة هدأت أحلام قليلا، و رفعت عمتها رأسها و رأت تلك الدموع الحبيسة في تلك العينين قد كسرت القيود و انفلتت من ذلك السجن و كأنها سيلاً من الإمطار قد تساقطت تبلل وجهها.. أحمرت عيناها. مسحت عمتها دموعها و قبلتها على جبينها.
حبيبتي تكلمي ماذا بكِ.؟ لم تحاول الضغط عليها بل ظلت صامتة تنتظر أحلام تتكلم. بعد تنهدات طويلة...
عمتي لماذا.. لماذا..؟ ... كانت أنفاسها متقطعة مضطربة... لماذا يا عمتي يعاملني والدي هكذا..؟ لماذا لا يحبني. يتجاهل وجودي، أحس بأني وحيدة لا يشعر بي.. هل أنا لست ابنته لماذا يا عمتي..؟ أجيبيني يا عمتي أطفئي هذه النار التي تشتعل داخلي.. أحاول أن أكسر الحاجز الذي بيننا لكنه لا يحاول بل يبنيه من جديد.. أريد أن يضمني مرة واحدة، أريد أن أشعر بحنانه، لم أشعر بأبوته لم أشعر بدفء أحضانه أريد أن أعيش هذه اللحظات مرة واحدة يا عمتي ... لماذا.. لماذا..؟
صمت أحلام تحاول أن تخفي عبراتها المختنقة. ضمتها عمتها إليها.
يا عزيزتي كل هذا و صابرة تعاني و حدكِ.. قلت هذا ريم و هي تحاول أن تخفي دموعها التي انفلتت من عينيها. ماذا عساها تقول لأحلام هل أبوكِ يكرهكِ لأنه يظن بأنكِ السبب في موت أمكِ أم ماذا..؟
لا يا عزيزتي أبوكِ يحبكِ كثيراً إنكِ فقط تتوهمين. قد يكون والدكِ مشغولاً لذلك تشعرين بأنه غير مبالي بكِ لكنه غير ذلك و أما أنه لم يضمكِ قد يظن بأنه لا مبرر لذلك و يظن بأن حبه لكِ لا يحتاج أن يضمكِ له حتى تعلمي مدى حبه ولكن لماذا لا تضميه أنتِ يا أحلام..؟
حاولت يا عمتي مرة قلت لنفسي إذا كان أبي لا يعانقني لماذا أنا لا أعانقه ذهبت له ذات يوم و عانقته لكنه قابلني بجفاء غضب و قال لي ما هذا لا تفعلين هذا مرة أخرى هل فهمتني..؟.. تفاجأت لماذا غضب هل أخطأت؟ و منذ ذلك اليوم و أنا أتساءل لماذا يعاملني والدي بهذه الطريقة.. أتصدقين يا عمتي أنه حتى عند ما طلبت منه أن يكتب موافقته على التحاقي في العطلة الصيفية بمعهد التمريض لم يرفض بل كتب الموافقة دون أن يقرأ محتوياتها.. و لم يعارض أو حتى يسألني لماذا هذا المجال بالذات التحقت به و لا يعلم للآن بأني أدرس و أمارس التمريض في أوقات فراغي أيضا، لا يلاحظ غيابي لا يسأل عني أحاول التحدث معه لكنه لا يستمع ولا يعيرني أي اهتمام لم أحتمل هذا و لجأت لكِ يا عمتي لتعرفيني الحقيقة و بكل هذا الذي يحدث. قالت أحلام هذا و هي تتنهد.. و أكملت كلامها لم يسألني أبي عن أحلامي قط أتعلمين يا عمتي أنني أتمنى .. أتمنى أن أعانق والدي مرة واحدة و من ثم أموت بعدها... أتعلمين يا عمتي لماذا اخترت دراسة التمريض أيام الإجازة حتى أعوذ نفسي و تصبح لدي خبره في المستقبل عند ما التحق بجامعة لأدرس الطب حتى أحقق حلم أمي التي حلمت به مع والدي لأحقق له هذا الحلم الذي أنتِ أخبرتين به.. لو لم تخبريني يا عمتي لما عرفت حلم أمي و أبي المشترك.. قالت هذا و سكتت لأول مرة تخبر عمتها بهذا لأنها لم تكن تقول أي شيء و حتى عندما التحقت بذلك المعهد للتمريض سألتها عمتها عن سبب اختيارها لهذا المجال بالذات لتقضي وقت فراغها. لكنها لم تجب عليها بل قالت أريد شيئاً يفيدني و لم تقل شيء عن هذا الذي قالته الآن.. وما أن عرفت العمة سبب شغف أحلام بهذا المجال و إقبالها على كتب الطب و لتحقيق حلم أمها التي لم تراها أبدا و لترضي والدها... تحلم بأن ترضي والدها حلماً عجيباً.. بعد أن سمعت ريم كلمها قررت أن تذهب لتقابل أخاها و تخبره بما يحدث لأبنته.. كان الشحوب مرتسم على ملامح أحلام لحظت ريم هذا و لكنها كانت مشغولة في التفكير كيف تجعل قلب أخيها القاسي يفيق حتى تريح أحلام من هذا التعب...
خرجت أحلام من عند عمتها بعد أن نفست بعض ما بداخلها اتجهت لترى صديقتها أمل التي كانت تبعث إلى نفسها الأمل و السرور..و عندما وصلت قرب منزل صديقتها أحست بالتعب الشديد و كل ما حولها يدور.. سقطت أحلام على الأرض فاقدة الوعي كانت أمل عائدة للمنزل ذلك الوقت و وجت أحلام على الأرض أسرعت و رفعتها وهي تنادي والدتها حتى تساعدها رفعها و أدخلها المنزل و طلبا الطبيب. استفاقت أحلام على صوت الطبيب و هو يناديها باسمها تساءلت كيف جاءت هنا و ماذا حدث..؟ هدأها الطبيب و طلب منها الحضور للمستشفى لأجراء الفحوصات حتى يطمئن عليها..
ناد الطبيب على أمل و أخبرها أنها أحلام بخير و لكنه يريد أن يجري بعض الفحوصات لها في المستشفى حتى يطمئن عليها أكثر و طلب من أمل أن تحضرها.. عندما أوصلت أمل الطبيب لباب المنزل سألته : ماذا بها هل هي بخير..؟
لا شيء مجرد إرهاق كما أعتقد و لكن أريد منكِ أن تحضريها للمستشفى كما أخبرتكِ حتى أستطيع تشخيص حالتها.. بعد أن غادر الطبيب ذهبت أمل لأحلام و هي تعاتبها.. ألم أخبركِ بأن تذهبين لطبيب من قبل لكن لم تفعلين فهذه ليست المرة الأولى التي يحدث لكِ هكذا أرجوكِ يا عزيزتي أذهبي للمستشفى و أنا سأذهب معكِ أن أردتِ ذلك...
حسناً... حسناً سوف أذهب لكن ليس الآن لدينا عمل كثير نريد أن ننتهي منه.. قالت هذا أحلام و هي تخفي ألمها و حزنها.. نهضت من على السرير و بدأت تعمل على إكمال ما كانتا تكتبان لدراستهما..
و بعد أن انتهى الموعد المحدد لعملهما وعدت أمل أن تذهب للمستشفى لتجري الفحوصات التي طلبها الطبيب و عادت لمنزلها و هي تحاول تجاهل كل ما حدث لها اليوم..



يتبع >>>>>>

سالم الوشاحي
31-07-2010, 09:29 AM
أختي الفاضله نبيله مهدي (ريحانة المنتدى)

اتعلمين أنني بدأت أقلق على أحلام من ذاك المصير المجهول

وبدأت آخذ فكره غير طيبه عن والدها صالح .. التي لاتتحرك

به مشاعر الأبوه والحنان ولايستسلم للقدر بعد تلك السنين

فقلبه اصبح كالحجر .. ما ذنب أحلام في كل ماجرى!!؟؟.

هل هي من أخذ روح أمها؟؟ أم الله سبحانه وتعالى لماذا

لايريد أن يفهم صالح ذالك ؟؟

وهي ليس لها في الوجود سوى أبوها وعمتها ..

عمتها تلك الإنسانه الحنونه التي تعرف قساوة

الدهر على أحلام ...

أخيّتي نبيله ... أنا سأحجز لي مقعداً هنا لأرى

ماهي نهاية أحلام؟؟ وسأبقى على مقعدي حتى

لو طال المدى بس عسى مايطول لآني في شوق

لأعرف الأحداث التاليه في هذه القصه !!!!

أخيّتي نبيله .. تابعي أنتي في المقدمه...

بن خليفه
31-07-2010, 10:42 AM
شكراً أختي نبيله قصه جميله

وحزينه ومشوقه بالفعل ..

دارت بين أحلام وأبوها

صالح ذاك الأبو الذي

لايعرف الحنان وعمتها ريم

تلك الحنونه والمتعاطفه مع

أحلام ومن يضمد جراح أحلام

قصه رائعه أخت نبيله أتمنى

في الأيام القادمه أن تكون أحلام

في سعاده ويأتي من ينتشلها من

الأحزان ....

ننتظر القصه بشوق أختي نبيله....

نبيلة مهدي
31-07-2010, 07:06 PM
أختي الفاضله نبيله مهدي (ريحانة المنتدى)

اتعلمين أنني بدأت أقلق على أحلام من ذاك المصير المجهول

وبدأت آخذ فكره غير طيبه عن والدها صالح .. التي لاتتحرك

به مشاعر الأبوه والحنان ولايستسلم للقدر بعد تلك السنين

فقلبه اصبح كالحجر .. ما ذنب أحلام في كل ماجرى!!؟؟.

هل هي من أخذ روح أمها؟؟ أم الله سبحانه وتعالى لماذا

لايريد أن يفهم صالح ذالك ؟؟

وهي ليس لها في الوجود سوى أبوها وعمتها ..

عمتها تلك الإنسانه الحنونه التي تعرف قساوة

الدهر على أحلام ...

أخيّتي نبيله ... أنا سأحجز لي مقعداً هنا لأرى

ماهي نهاية أحلام؟؟ وسأبقى على مقعدي حتى

لو طال المدى بس عسى مايطول لآني في شوق

لأعرف الأحداث التاليه في هذه القصه !!!!

أخيّتي نبيله .. تابعي أنتي في المقدمه...


أخي العزيز الروح الطيبة
أبو سامي..

أتمنى أن لا يطول أنتظارك هنا..
للآسف هناك من يشبه صالح في كل تصرفات و قد يكون أسوء ايضا..
عندما تموت المشاعر تحتاج للكثير من الوقت لتعود كما كانت..
مشاعر صالح أصيبت بركود هو يعلم بأن أحلام لاذنب لها ولكن مشاعره التي توقفت
أتمنى أن تتابع القصة حتى النهاية.. ولكن ضع جميع الإحتمالات حتى لا تصدمك الأحداث..
شكرا لك أيها الرائع لهذه المتابعة الجميلة التي تسعدني..

كن دائما بخير

نبيلة مهدي
31-07-2010, 07:09 PM
شكراً أختي نبيله قصه جميله

وحزينه ومشوقه بالفعل ..

دارت بين أحلام وأبوها

صالح ذاك الأبو الذي

لايعرف الحنان وعمتها ريم

تلك الحنونه والمتعاطفه مع

أحلام ومن يضمد جراح أحلام

قصه رائعه أخت نبيله أتمنى

في الأيام القادمه أن تكون أحلام

في سعاده ويأتي من ينتشلها من

الأحزان ....

ننتظر القصه بشوق أختي نبيله....


أهلا بأخي العزيز بن خليفه
أشكرك كثيرا كثيرا على هذه المتابعة الجميلة..
و إن شاء الله تعالى لايطول بك المقام في الأنتظار..
يسعدني تأثركم بأحداث القصة و تعاطفكم مع أحلام
هكذا هي القلوب التي تتجرد من بعض ملامحها تفقد حنانها..
ولكن قد يعود النبض لها وقد لا يعود..
أتمنى أن تتابع ما بقى من أحداث..حتى النهاية
و أتمنى أن تروق لكم النهاية..

دمت بخير

عبدالله بن صقر المعمري
01-08-2010, 03:44 PM
القصه رائعه بحق أخت نبيله وننتظر باقي القصه

على أحر من الجمر ... كلمة حق أقولها أختي نبيله

أنتي لكِ مستقبل جميل في الكتابه .. واصلي التالق

نبيلة مهدي
01-08-2010, 06:04 PM
القصه رائعه بحق أخت نبيله وننتظر باقي القصه

على أحر من الجمر ... كلمة حق أقولها أختي نبيله

أنتي لكِ مستقبل جميل في الكتابه .. واصلي التالق

شاعرنا القدير
عبد الله أحمد صقر المعمري..
يسعدني تواجدك الجميل...و كلماتك الطيبة التي تدفعني للأمام
و تشجيعك هذا يسعدني كثيرا..
كم هي سعيدة صفحاتي بحضورك...

كن بخير

هارون البلوشي
02-08-2010, 07:35 PM
القصه رائعه أخت نبيله

أتمنى أن أرى بقية القصه

لنعرف مصير أحلام المسكينه

كوني على خير أختي..

ريم
03-08-2010, 06:31 PM
يسلمووووووووووووووووووو مره روعة
ما شاء الله عليكِ

نبيلة مهدي
04-08-2010, 07:13 AM
القصه رائعه أخت نبيله

أتمنى أن أرى بقية القصه

لنعرف مصير أحلام المسكينه

كوني على خير أختي..

أخي الكريم
هارون البلوشي..
شكرا لحضورك و شكرا لمتابعتك..
أعتذر لكم على الاطالة لكن قريبا ستجدون ما تبقى من الحداث..
شكرا لك بحجم السماء

كن بخير

نبيلة مهدي
04-08-2010, 07:14 AM
يسلمووووووووووووووووووو مره روعة
ما شاء الله عليكِ

هلا عزيزتي ريم
الله يسلمك و ربي يحفظك
شكرا لحضوركِ الجميل..
مودتي

نبيلة مهدي
04-08-2010, 09:53 PM
[ 5 ]

مشاعر حائرة...


بعد أن عادت أحلام للمنزل، و كالمعتاد التقت بوالدها تكلمه و هو لا يعيرها أي اهتمام بل يكتفي بهز رأسه لها.. حتى أنه لم يلاحظ معالم التعب و الشحوب عليها و أنها كانت تسير بصعوبة و كأنها تحمل ثقلا على ظهرها يمنعها من السير مستقيمة.. صعدت السلالم و هي ترفع قدميها بصعوبة.عندما وصلت لغرفتها ألقت بنفسها على السرير و كأنها تحاول إزاحة الثقل من عليها، ارتاحت قليلا و من ثم جلست تكتب ما حدث لها اليوم فقد تعودت أن تكتب مذكراتها يومياً، و بعد ما انتهت من الكتابة.. راحت تحضر العشاء لها و لوالدها رغم ما تشعر به من تعب إلا أنها تماسكت و نهضت متجه نحو المطبخ و أعدت العشاء. على المائدة و كالمعتاد جلست صامته مع والدها الذي لا يتكلم و إذا تكلم كان يقول كلمات قليلة.. لكن هذه المرة حصل شيئاً على المائدة. صدرت منه التفاته لأبنته التي تحاول إخفاء معالم الألم التي تشعر به. هذه المرة الثانية التي يلاحظ صالح أن أحلام تشبه أمها في ملامحها ..و لأول مرة يلاحظ ذلك الشحوب الذي ارتسم على ملامحها.. شعر بشيء ما داخله، تسائل. لم ألحظ من قبل هذا التشابه الجميل بين أحلام و أمها .. تحرك شيء ما داخله لم يفهم ما يحدث له. ما هذا الشحوب المرتسم على وجه أحلام هل هي هكذا و لم ألحظ ذلك أم أنها متعبة.. سألها
- ماذا بكِ يا أحلام، هل أنتِ متعبة..؟
وكأن شيئاً تحرك داخلها لأول مرة تسمع والدها يسألها عما بها.. أحست بسعادة رسمت ابتسامة على شفتيها الذابلة و إجابته: لا شيء... لا شيء.. يا أبي...
و كأن صالحاً يسمع أبي لأول مرة في حياته رغم أن أحلام كانت تقولها دائما لكنه لم يشعر بإيقاعها من قبل سوى الآن أصبح يتساءل في أعماقه
ما الذي يحدث، ما هذا الشعور المبهم الذي يحس به..؟ ترك الطعام و نهض بسرعة.. تفجأت أحلام لتصرفه.. لماذا قام بسرعة ماذا حدث..؟ تساءلت أحلام داخلها و نهضت هي الأخرى عن المائدة و رفعت صحون الطعام من على الطاولة، و رتبت المطبخ. ذهبت لغرفتها وهي مستغربة لما حدث أمسكت بدفترها و كتبت ما حدث على المائدة و ما أحست من مشاعر. نامت و هي سعيدة لما حدث.. في اليوم الثاني نهضت بصعوبة من السرير كانت متعبة جدا. و بعد أن صلت و قرأت القرآن كما تعودت، ذهبت تعد الإفطار لوالدها. جاء صالح و قد ارتسمت عليه ملامح التعب و أثار السهر لأنه لم يستطع النوم طوال الليل ظل يفكر في ما حدث له.. لحظت أحلام معالم التعب على والدها فسألته..
- ماذا بك يا أبي، هل أنت متعب..؟
- لا شيء.. لا شيء.. فقط لم أنم البارحة فقد كنت مشغولاً..
أجابها و عاد الصمت بينهما وكلهما لا يدري ماذا يحدث.
قررت أحلام الذهاب للمستشفى لتقوم بالفحوصات الأزمة. و هي تشعر بالتعب الشديد..
في المستشفى التقت بالطبيب سعيد
- هل جئتِ يا أحلام لتقومين بالفحوصات التي طلبتها منكِ أمس..؟
- نعم يا دكتور سعيد... و أنا أشعر بتعب شديد لا أدري ما سببه..
ذهبت لإجراء الفحوصات بصحبة الدكتور سعيد..
- متى ستكون النتائج الفحوصات جاهزة...؟
- ستكون جاهزة إن شاء الله تعالى غدا.
ودعت دكتور سعيد. و ذهبت لاصطحابها صديقتها أمل للمعهد الذي تدرسان فيه. في الطريق أخبرت أحلام صديقتها ما حدث لها مع والدها .. فأمل صديقتها المقربة و هي تعرف الكثير عن أحلام و حياتها ..
- أرأيتِ يا أحلام أن والدكِ يحبكِ و لكنه لا يظهر ذلك لأنه مشغول أتمنى أن يزاح هذا الحاجز بينكما قريباً..
في المعهد أصيبت أحلام بتعب شديد اضطرت أن تعتذر و تستأذن للذهاب للمنزل. عندما وصلت المنزل أحست بدوار شديد جلست على الكرسي الذي كان قريب من الباب تحاول التماسك أجمعت قوتها و نهضت تستند على الجدار حتى وصلت للهاتف و اتصلت بعمتها، و طلبت منها أن تعد طعام الغذاء لأنها متعبة قليلا.. بعد أن انتهت من المكالمة و أقفلت السماعة استندت على الجدار و صعدت السلالم وهي متعبة ..دخلت غرفتها و ألقت بنفسها على سريرها و نامت.. استيقظت بعدها وهي تشعر ببعض التحسن.قامت تصلي و تدعو الله أن يزيح الحاجز الذي بينها و بين والدها و بينما هي على هذه الحال دخلت عمتها بعد أن طرقت الباب كثيرا و لم تلق جواباً. لم تسمع أحلام الطرق لأنها كانت مشغولة بالصلاة و أيضا التعب الذي كانت تعانيه لم يعطها المجال أيضا.. بعد أن فرغت أحلام من صلاتها دعائها انتبهت لعمتها ..
- عمتي ماذا بكِ.. أرى الخوف على ملامحكِ ماذا حدث..؟
- لا شيء يا عزيزتي فقد كنت خائفة عليكِ كثيرا..
لحظت العمة الشحوب الشديد على وجه أحلام
- ماذا بكِ يا حبيبتي قلقت عليكِ عندما قلتِ بأنك متعبة.. ماذا حدث لكِ..؟ أراكِ شاحبة متعبة هل ذهبتِ للمستشفى..؟
- نعم.. يا عمتي ذهبت .. لا تقلقين فأنا بخير الآن أنه مجرد تعب بسيط و يذهب لا تخافين..
و أخبرت أحلام عمتها بما حدث بالأمس مع والدها و كم هي سعيدة لذلك.. قررت ريم أن تتكلم مع أخيها صالح علها تجد لها حل معه كانت تتمنى أن يكون أخيها أحمد معها حتى تستطيع أن تخبره بتصرفات صالح..فأحمد مسافر منذ عشر سنوات مع عائلته فعمله يحتم عليه السفر سنوات طويلة لذلك أخذ عائلته معه. و لسبب الظروف القاسية و الانشغالات الكثيرة كانت أخباره تنقطع لفترات طويلة عنهم.. و بسبب السفر لم تتمكن أحلام من معرفة عمها عن قرب أو الاختلاط مع أولاده لذلك ظلت وحيدة في تلك العائلة.. عند المساء و بعد أن تناولوا العشاء فريم لم تشاء أن تترك أحلام تعمل شيء بعد أن رأتها على تلك الحالة.. فقد اتفقت مع زوجها أن تبقى في بيت أخيها و بعدها ستتصل به حتى يأخذها.. و بعد أن انتهت ريم من تنظيف المطبخ و المكان طلبت من أحلام أن تذهب لترتاح لأن التعب بدأ يظهر عليها من جديد.. و عندما ذهبت أحلام لغرفتها. و بقت ريم و أخوها صالح وحدهما،
- أخي أريد التحدث معك في موضوع مهم فهل تسمح لي بالحديث،و أتمنى أن تستمع لي و تتفهم الموضوع..
- تفضلي ..ماذا هناك...؟
- أعلم بأنك لازلت تتألم لفراق زوجتك سارة، و أعلم بأنك تحاول أن تنفذ طلبات أبنتك المادية. لكن هل تعتقد بأن هذه الطلبات تغنيها عن أشياء أخرى مهمة بالنسبة لها مثل حنانك و أظهار حبك لها..قل لي متى عانقت أبنتك أخر مرة أم أنك لم تعانقها أبداً. هل تلاحظ أن أبنتك تعاني و تتألم لكنها لا تظهر ذلك لأحد. هل تلاحظ شحوبها هذه الأيام، أنها متعبة تحتاج لك تحتاج لأن تضمها لصدرك تشعرها بحبك و حنانك. كن واقعيا يا أخي أن الله أراد لزوجتك سارة أن تموت وهي تلد بأحلام و هي ليس لها يد في ذلك. هل تعلم أن أحلام تظن أنك لست والدها بسبب ما تفعله، أتعلم أيضا بأن أحلام ....
قاطعها صالح ..كفى .. كفى.. لا أريد أن أسمع المزيد..
بدأ الغضب على وجه ريم
- أسمع يا أخي نعم أنت أكبر مني ولكن ما تفعله خطأ في حقكَ و حق أبنتكَ، أنها تعاني، تحاول إرضاءك بكل ما تستطيع، لكنك لا تهتم. لماذا.. لماذا..؟ أنك عديم المشاعر .. أحلام التحقت بمعهد التمريض لإرضائك، وحتى تستفيد منه في المستقبل عندما تلتحق بالجامعة أتعلم لماذا..؟ حتى تحقق حلمك و حلم والدتها بأن تكون طبيبة، لتحقق حلم والدتها الذي لم يكتمل أتعلم ذلك أم أنك تجهل ما يحدث..
كالصاعقة سقطت هذه الكلمات على رأس صالح.. إبنتي تحاول إرضائي و تتحمل كل هذا من أجلي. تحرك شيئاً ما داخله ، وظل صامتاً لم يتكلم نهضت ريم ، وقرأت معالم وجه أخيها قد تغيرت لم تفهم ما حدث، تجهل ما يحدث في أعماق أخيها..
- سأذهب الآن و أتمنى أن تفكر قليلا يا أخي..
ذهبت ريم تاركة صالحاً غارقاً في التفكير.. ماذا حدث له لماذا لم يستيقظ قبل هذا الوقت ..؟



يتبع>>>>>>

لم يتبقى شيء عن نهاية أحلام..
فلا تبتعدوا قريبا ستكون النهاية بين أيدكم

سالم الوشاحي
04-08-2010, 10:18 PM
أختي الفاضله نبيله مهدي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد قراءة القصه كامله .. واصابني

الألم لوجع أحلام التي بات المرض يتعبها

كثيراً .. وأبوها صالح قد فاق متأخراً

لاأدري ماّا ينتظر ؟؟ لما لا يذهب ليطمئن

على أبنته وفلذة كبده ألم يرى ذاك الشبه

الكبير من امها ساره .. ألم يرى ذاك الوجع

والشحوب على وجه أحلام ...

أخيّتي .. القصه رائعه بحق .. قلت وساقول

أنا من المتابعين لهذه القصه وسأكون أول

من يقراءها ....

بن خليفه
05-08-2010, 08:02 PM
أهلاً أختي نبيله

رجعت للقصه وإذا بي

أرى الالم يكاد يخنق أحلام

وأبوها غير مكترث لمرضها

ألا يرى وجهه الشبه بينها

وبين ساره أمها ؟ لماذا لايتحرك

هذا الضمير ؟ هل سيصحوا أخيراً؟

أسئله أرجوا أن نرى لها بصيص أمل

في القصه القادمه!!!

شكراً أختي نبيله .. أنا متابع للقصه

نبيلة مهدي
06-08-2010, 05:42 AM
أختي الفاضله نبيله مهدي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد قراءة القصه كامله .. واصابني

الألم لوجع أحلام التي بات المرض يتعبها

كثيراً .. وأبوها صالح قد فاق متأخراً

لاأدري ماّا ينتظر ؟؟ لما لا يذهب ليطمئن

على أبنته وفلذة كبده ألم يرى ذاك الشبه

الكبير من امها ساره .. ألم يرى ذاك الوجع

والشحوب على وجه أحلام ...

أخيّتي .. القصه رائعه بحق .. قلت وساقول

أنا من المتابعين لهذه القصه وسأكون أول

من يقراءها ....


أهلا بالروح الطيبة
أخي العزيز
أبو سامي..
كم يسعدني متابعتك هذه.. شكرا لك و لروحك الطيبة..
أقتربت النهاية يا أخي و قد تجد أجابة لكل هذه الأسئلة ..

الحياة تخبئ مثل هؤلاء الناس.. البعض لا يتوه و البعض تائه..
شكرا لك أخي العزيز على تواجدك الطيب ..
كن بخير

نبيلة مهدي
06-08-2010, 05:44 AM
أهلاً أختي نبيله

رجعت للقصه وإذا بي

أرى الالم يكاد يخنق أحلام

وأبوها غير مكترث لمرضها

ألا يرى وجهه الشبه بينها

وبين ساره أمها ؟ لماذا لايتحرك

هذا الضمير ؟ هل سيصحوا أخيراً؟

أسئله أرجوا أن نرى لها بصيص أمل

في القصه القادمه!!!

شكراً أختي نبيله .. أنا متابع للقصه

أهلا أخي العزيز بن خليفه
يسعدني متابعتك للقصة..
كم أشكرك كثيرا لهذا الحضور..
وها هي النهاية تقترب أتمنى أن لا تكون غير متوقعه لكم..
و إن شاء الله تجد أجابة لتلك الأسئلة التي خلقتها الأحدث هنا..
شكرا لك و لروحك الطيبة..

كن بخير

نبيلة مهدي
08-08-2010, 06:51 AM
[6 ]

المعانات..



في اليوم الثاني استيقظت أحلام و حالتها في تدهور فهي لم تنم جيدا كانت تفكر بنتائج الفحوصات.. و بوالدها الذي بدأت عليه معالم التعب..نهضت من الفراش متعبة.. قام تصلي و تدعو الله أن تستطيع أن تغير معاملة والدها لها.. وبعد أن انتهت من صلتها و دعائها نزلت تسند الحائط تحاول التماسك فهي معتادة كل صباح أن تجهز الإفطار لوالدها. في طريقها للمطبخ تفاجأت بوجود والدها جالسا في الصالة وحيدا يبدو عليه التعب و الإرهاق غارق في التفكير، اتجهت نحوه
-أبي ماذا بك، لم تنم البارحة أراك متعباً.؟
لم تسمع أي جواب كان والدها غارقاً في التفكير. ظنت أنه كعادته لا يريد التحدث لها لذلك انسحبت بهدوء وذهبت تحضر الإفطار.
صالح كان يفكر أن يتغير و يدع الأيام التي مضت وراء ظهره و يبدأ من جديد مع أبنته التي قسا عليها كثيرا، وحملها ذنبا لم ترتكبه، أستغفر الله و أخذ يدعو الله أن يغفر له و يهديه الطريق الصحيح..
أما أحلام كانت روحها عند والدها تشعر بشيء ما سيحدث.. تسمع خطوات والدها و هو يصعد الدرج.. تتنهد وتمتم بكلمات أتمنى أن تكون بخير يا أبي.. و أتمنى أن تقتلع كل هذا الحواجز آه يا أبي كم أشتاق لك..
وبعد أن انتهت من تحضر الإفطار ذهبت لتخبر والدها طرقت الباب فلم تجد أي جواب عودت الطرق عددت مرات فلم تجد الجواب فتحت الباب لتجد والدها غارق في النوع و معالم التعب تكسوه.. فلم تشأ أن تيقظه فأغلقت الباب و بعد أن أطمئنت على والدها حضرت نفسها للخروج وقبل أن تقصد صديقتها أمل عرجت على المستشفى لتستلم نتائج الفحوصات و في المستشفى تنتظر دورها و بعد طول الانتظار نادت الممرضة عليها.. كان الدكتور سعيد في انتظارها..
-السلام عليكم دكتور سعيد..
-وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته أهلا ابنتي أحلام تفضلي بالجلوس هنا.. كيف حال صحتكِ اليوم..هل تشعرين بتحسن ..؟
-لا ادري يا دكتور فأنا اليوم أشعر بتعب شديد ولا أدري ما سببه.. وقد جئت اليوم لأستلم نتائج الفحوصات.فهل هي جاهزة يا دكتور..؟
-يا عزيزتي هناك شيء غريب في الفحوصات و لذلك سأجري لكِ فحوصات جديدة أتمنى أن تحتملين قليلا.. ودعيني أفحصكِ الآن حتى أطمئن عليكِ..
-حسنا يا دكتور سأجري الفحوصات التي تريد.. ولكن هل وضحت لي ماذا في الفحوصات القديمة...؟
-يا ابنتي لا ادري هناك شيء غير واضح تماما ولكن سنقوم بفحوصات شامله حتى نستطيع أن نتوصل لشيء.. لا تقلقين إن شاء الله خير..دعيني أفحصكِ..
-حسنا يا دكتور ..
-أتشعرين بشيء.. حرارتكِ مرتفعه جدا لابد أن نخفضها قليلا.. و نبضكِ غير منتظم .. لا ترهقين نفسكِ.. سأكتب لكِ بعض الأدوية الخافضة للحرارة و سنجري لكِ الفحوصات و التحاليل الأزمة. خذي هذه الوصفة و قبل أن تذهبين لا تنسين أن تذهبين للمختبر وتفضلي هذه ورقت الفحوصات و التحاليل..
-شكرا دكتور سأذهب الآن..مع السلامة
-مع السلامة انتبهي لنفسكِ..
اتجهت أحلام للمختبر. و هي تشعر بالقلق.. و بعد أن أخذوا منها كل ما يحتاجونه من الفحوصات أخبروها أن نتائج الفحص ستكون جاهزة بعد أسبوعين..
تمر الأيام ببطء.. صالح بدأ يستفيق من جديد و يعيد ترتيب نفسه.. لكن الانشغالات و السفر المفاجأ الذي جعله يتأخر في تغير بعض حياته مع ابنته..سافر صالح و لكنه هذه المرة كان يخطط بعد عودته أن يتغير مع ابنته التي حرمها و ظلمها.. مرت الأيام و أحلام تزداد في التعب يوما بعد يوم تجهل أسباب تعبها.. و غياب والدها جعلها تشعر بالمزيد من الوحدة..
جاء يوم الذي تستلم فيه نتائج الفحوصات التي قامت بها منذ أسبوعين..
وفي هذا اليوم سيعود والدها من السفر بعد أن انتهت مع عمتها من ترتيب المنزل فقد كانت عمتها تنام عندها بعد أن سافر والدها..
عندما ذهبت أحلام للمستشفى كانت تشعر بالقلق و شيئا ما كان يرتجف داخلها.. وعندما وصلت المستشفى و في غرفة الانتظار كانت تفكر بوالدها الذي اشتاقت له كثيرا هل عندما يعود سيأخذها في أحضانه أم أنه كعادته لن يلتفت لها.. و بعد فترة قصيرة من الانتظار نادت الممرضة عليها. دخلت أحلام غرفة الدكتور سعيد و هي تشعر بشيء غريب. وعندما سلمت و جلست لمحت في عيني الدكتور شيئاً ما غريباً. و نبضات قلبها بدأت بتزايد ماذا حدث لي.. لما هذه النظرات الغريبة.. ؟ تساءلت أحلام داخلها..
كان الدكتور سعيد حائر كيف يخبرها بنتائج الفحوصات.. ماذا يقول.. كيف يبدأ الكلام..؟
-تفضل يا دكتور الفحوصات التي طلبتها..
قالت الممرضة هذا لتقطع الصمت الذي كان يعانق المكان..
-نعم.. نعم الفحوصات شكرا لكِ ضعيها هنا..
-هل هذه فحوصاتي يا دكتور.. هل هناك شيء.. هل النتائج أجابية أم أنها سلبية..؟
-بصراحة يا أحلام الفحوصات تشير إلى أنكِ... لم يكمل كلامه
-ماذا.. ماذا.. يا دكتور هل هناك شيء.. أخبرني بصراحة..
كانت أنفاسها مضطربة و كأنها تعلم ما قد يخبئ لها القدر في صفحات أيامها..
-أنكِ يا أحلام... مصابه بمرض لا شفاء له، و لكن رحمة الله واسعة.. أنكِ مصابة بالايدز...؟
-ماذا.. ماذا يا دكتور الايدز..!؟ كيف.. كيف..؟
أخفت وجهها بين يديها و هي تصرخ بهذه الكلمات.. حاول الدكتور تهدئتها، حاولت أن تهدءا قليلا
-هل تذكرين شيئا حدث لكِ و نقل المرض لكِ..؟ أنا أعلم بأنكِ فتاة مؤمنة ذات أخلاق كريمة و طيبة.. و عرفت هذا من خلل تعاملكِ و ما سمعته عنكِ.. لكن هل تذكرين شيئا.. هل تعاملتِ مع أحد المصابين بهذا المرض من قبل.. هل تم نقل دم لكِ ...؟
بدأت أحلام تسترجع ذاكرتها إلى الوراء، لتلك السنة التي لازالت مرسومة في داخلها عندما حاولت مساعدة أحد الجرحى. كان طفلا في العاشرة من عمره مصاب بهذا المرض وذلك جراء نقل دم له حامل لهذا الفيروس القاتل. كان الجميع في المستشفى يعلم بأنه مصاب ولم يحاول أحد مساعدته لكنها لم تحتمل أن تستمع توسلات والدته و منظره و هو يتألم فأسرعت تداويه مع أنها كانت متدربة في تلك المستشفى إلا أنها أسرعت لإسعافه.. مشاعره و عواطفها الإنسانية دفعتها لهذا دون أي تردد..و لكنها لازالت كيف حدث لها هذا.. ظلت تقلب صفحات ذاكرتها علها تجد ما تبحث عنه هي تعلم طرق انتقاله.. حاولت التذكر فجأة تذكرت أنها وجدت جرح في يدها لم تلاحظ إلا بعد أن عادت للمنزل ولم تلتفت له وهي لا تذكر هل جرحت وهي تداويه أم قبل ذلك..لهذا لم تهتم كثيرا بهذا الشيء ولأنه هناك ما يشغل تفكيرها تلك الحياة الغريبة التي تعيشها مع والدها.. أفقدها بعض تركيزها.. عندما تذكرت تلك التفاصيل أخبرت الدكتور بها..
-هكذا أذاً قد أنتقل الفيروس لكِ و أنت غافلة.. للآسف يا ابنتي أنه قد تمكن منكِ فلابد أن نتأكد من جديد و بعدها نقرر ماذا سيكون وضعكِ..
ذهبت أحلام للمختبر لتجري الفحوصات و التحاليل من جديد.. و بعد أن انتهت من هذا عادت للمنزل وهي تحمل هماً كبيرا داخلها.. كيف سيخبر الجميع بهذا الموضوع وماذا سيحدث لها..؟
ازداد تعبها دخلت المنزل حتى أنها لم تلاحظ أحداً. أسرعت لغرفتها و ألقت نفسها على سريرها الذي يقاسمها أحزانها، و متاعبها.. بكت و بكت. هي حائرة ماذا تفعل الآن قد تمكن المرض منها.. لم تعد تحتمل المزيد من التعب.. مرت ساعات وهي في شتات و ألم.. حاولت أن تهدءا و ثم قامت لتصلي و دعت الله تعالى أن يساعدها في هذه المحنة.. تماسك قليلا و استجمعت قواها.. و نزلت متجه نحو المطبخ لتعد الغذاء.. وجدت عمتها تبتسم لها و تشير بيدها نحو المائدة.. وجدت والدها جالس و هو مبتسم..
-أتعلمين يا أحلام من قام بعداد الغذاء..أنه والدكِ أحب أن يفاجئاك..؟
-أبي.. أبي من أعد الطعام..؟ أهلا يا أبي و حمد لله على سلامتك..
أرادت أن تقترب من والدها لكن كانت خائفة أن يقابلها بصد كعادته.. أما صالح شعر بسرور فقد أستطاع أن يترجم تلك المشاعر المبهمة التي راودته عندما نادته أحلام بأبي. لحظت ريم وكما لحظ صالح الحزن و التعب على ملامح أحلام رغم أنها تبتسم.. بعد الغذاء ساعدت أحلام عمتها في رفع صحون الطعام و تنظيف المكان. كان صالح يفكر و بلوم نفسه لأنه لحظ ملامح أحلام المتعبة وقرر أن يتحدث معها بعد أن تذهب عمتها و يعتذر لها عن تلك الأيام القاسية.. سيحاول تعويضها عن كل شيء.
أما أحلام بعد أن انتهت من التنظيف ذهبت لغرفتها وهي تحمل الكثير من الألم و الحزن.. اتصلت بصديقتها أمل و طلبت منها المجيء بسرعة فهي تحتاجها و تريد أن تخبرها بشيء.. بعد ربع ساعة طرق الباب فتحت ريم الباب لتجد أمل صديق أحلام وبعد أن ألقت السلام سألت عن أحلام فأدخلتها عمة أحلام.
-تفضلي يا عزيزتي، أحلام في غرفتها، تفضلي و صعدي لها.
-شكرا يا عمتي.
دخلت أمل متوجهة لغرفة أحلام.. و طرقت الباب
-تفضلي يا أمل الباب مفتوح..
وجدت أن حالة أحلام متدهورة.
-غاليتي ماذا هناك، ماذا حدث لكِ، لما كل هذا الشحوب، ولما أنتِ تجلسين هكذا، ماذا بكِ..؟ وهي تمسك بيدي أحلام
-لقد حدث شيئا لم يكن في الحسبان ولا أعلم كيف أخبركِ به و أنا خائرة كيف أبدأ، ماذا أقول، أنا أعاني..
-تكلمي.. تكلمي يا عزيزتي، ماذا هناك ماذا بكِ.؟ و القلق كان يحوم داخلها.
بعد صمت طال.
-أنا مرضية، هل تعلمي ما مرضي ..؟
-ماذا هناك يا أحلام، تكلمي ماذا بكِ أقلقتني.؟
وأمسكت أمل أحلام بحنان وهي تحاول أن تفهم ماذا حدث..
-أني.. أني مصابه بالايدز يا أمل، نعم مصابه به..
قالت هذا و هي تجهش في البكاء وتخفي وجهها بيديها المرتجفتين..
رُسِمت الدهشة و القلق على أمل تفا جاءت مما قالته أحلام و باستنكار قالت..
-لا تكذبين علي يا أحلام،هل هذه حقيقة أم أنكِ تخدعينني، أو أنكِ تمزحين. و أن كانت الحقيقة فكيف حصل ذلك أخبريني..؟
تقول هذا وهي تضمها و دموعها تتساقط. أصيبت بالحيرة ماذا عساها تفعل إذا كان ما تقوله أحلام حقيقة..كيف تساعدها..؟
-نعم.. نعم.. أنه الحقيقة، لم أكذب عليكِ ذات يوم.. أني مصابة بهذا المرض..
أخبرتها بكل شيء و كيف وصل لها هذا المرض..تحيرت الفتاتان كيف تخبرنا الآخرين، ماذا يفعلا في هذا الأمر..
-لا أدري ماذا أفعل يا أمل، لكن أرجوكِ أن لا تخبرين أحد بهذا الآن فلا أريد أن أسبب لهم الحزن، حتى تظهر النتائج من جديد و أتأكد تماما، و سأحاول أن أخبر عمتي و أبي في وقت مناسب، الآن لا أستطيع فأبي يعاني من تعب و لا أريد أن أقلقه و عمتي حامل و متعبة و لا اريد أن أجعلها تحزن بهذا الموضوع.. فأتمنى أن يكون هذا الموضوع سر بيننا فقط أرجوكِ عديني ..و أرجو كنكِ أيضا أن تقدمي للمعهد و المستشفى التي نذهب لها عدم قدرتي في أكمال مسيرتي معهم، لظروف خاصة و لا تخبريهم بشيء أبد..
-حسنا يا غاليتي.. أعدكِ فلا تقلقين..و أتمنى أن تخبرين عندما تظهر النتائج سأذهب معكِ .
-شكرا يا أمل آه ضميني يا صديقتي فأنا أحتاجكِ..
كان هذا اللقاء قاسيا على الفتاتين.. كان قلب أمل يعتصر على حال صديقتها، وماذا علها فاعله لتخفف هذا الألم..؟
و أحلام أحلام التي كانت تتمنا أن تحققها ضاعت، تحطمت. ودخلت في زوبعة التفكير و الهواجس.. كيف سيعاملها والدها أن علم بهذا الأمر.؟ قد كانت معاملته قاسية و عندما بدأت بتغير يحدث هذا.. كيف سيكون وضعها في تلك الأيام..؟
جاء الوقت المحدد لنتائج الفحوصات، لم تستطع أحلام الذهاب للمستشفى فقد كانت خائفة فقررت أن تتصل على الدكتور سعيد ليخبرها بنتائج و يؤكد الأمر لها..و هاهو الخبر يؤكد لها، وها هي تغرق من جديد في بحر الألم و الحزن...تمر الأيام ببطء وقد مر على الأمر شهرين ودون أن يعلم أحد بالموضوع غير صديقتها أمل. كانت حالتها تتدهور كثيرا لكنها ظلت متماسكة لم تشاء أن تخبر والدها بالأمر فقد بدأت معاملته تتغير للأحسن فلم تشاء أن تخبره بالأمر. كان كل يوم يمر عليها وهي لم تخبره يصعب عليها أكثر فكيف تخبره..؟ كانت أمل دائما تما تطلب منها أن تسارع في أخبر أباها بالموضوع حتى لا يصعب عليها أكثر. لكنها لم تستطع ذلك. فلم تستطع أن تبقى أمل مكتوفة اليدين تراقب صديقتها تنهار و يزداد حالها سوء.. فقررت أن تخبر هي عمة أحلام بالأمر. وفي أحد أيام ذهبت أمل لبيت ريم و أخبرتها بكل شيء.. رغم أنها قطعت وعدا لأحلام أن لا تخبر أحدا لكن لم تستطع أن تجدها تنهار وهي تراقب فقط..كالصاعقة وقع الخبر على ريم و لم تصدق في البداية. لكن عندما رأت الجدية و الحزن على ملامح أمل استسلمت لهذا الخبر المؤلم..
و في ذلك اليوم حدث شيئا لأحلام.. وهي تنزل من الدرج شعرت بتعب و الدوار مما افقدها توازنها و كانت ستقع على الأرض، لكن شاء القدر أن تتلقها أحضان والدها الذي كان يصعد الدرج في تلك اللحظات و عندما لحظ أن ابنته تكاد أن تسقط أسرع لها و تلقاها. هنا تحركت المشاعر الدفينة داخله لأول مرة يشعر بهذا الإحساس الجميل ابنته في أحضانه بين يديه.. كما أحلام كانت تشعر بالدفء شعور جميل ظلا على هذه الحالة طويلا وكأنهما يريدا أن يعوضا ما مضى. لكن هذه اللحظات قطعها على صوت الجرس يدق.. تمالك صالح نفسه فقد كان يبكي مسح دموعه التي انفلتت من عينيه، وذهب يفتح الباب ليجد ريم أمامه و الحزن بدأ عليها. دخلت و سلمت. ركضت أحلام نحوها و السعادة ارتسمت على وجهها عانقت عمتها.. هنا ريم استغربت حتى أنها كانت تشك في الموضع الذي سمعته من أمل. أحلام سعيدة و لا شيء يقلقها..أليس غريب هذا كانت تتوقع أن تجد أحلام غارقة في وحدتها و ألمها..
-أركِ سعيدة ماذا حدث..؟
-لقد تحقق حلمي لقد عانقني أبي و شعرت بدفء أحضانه.. و أخبرتها بكل ما حدث..
حدثت ريم نفسها.. الآن علمت سر ملامح أخي التي ارتسمت عليه ملامح السرور .. لهذا لم تشاء ريم أن تحطم تلك السعادة التي كانت ترتسم على أحلام و أخيها، فلم تتكلم في شيء، بل تظاهرت بأنها حضرت لتطمئن على حالهما فقط. و قبل أن تعود لمنزلها طلبت من صالح أن يزورها غدا فهي تريد أن تتحدث معه في موضوع مهم..و عادت لمنزلها تارك أخاها يجهل ما يحدث لابنته.. في تلك الليلة تدهورت حالة أحلام ،و أبوها لا يعلم ما يحدث.. ظل صالح يفكر تلك الليلة بما حدث أنه الحجر الأول الذي يسقط من ذلك الجدار الذي بينه و بين ابنته..
وفي اليوم الثاني أستيقظ صالح على صوت صرخات ابنته التي تتألم، أسرع لها رآها تتلوى من الألم حملها مسرعا للمستشفى. وكانت الصدفة بل القدر أن تكون تلك المستشفى هي نفس المستشفى التي ولدت أحلام فيها لكن لم يلحظ صالح ذلك فقد كان مشتت الدهن في حالة ابنته التي تتألم و لا يعلم ما السبب.. أتصل بأخته ريم بعد أن أدخلوها للطوارئ.. حضرت ريم للمستشفى و القلق صارخ داخلها..
-ماذا هناك يا صالح.. ماذا حدث..؟
-أحلام.. أحلام.. يا ريم تتألم لا أعلم ما بها، وهي الآن في غرفة العناية وتحت رحمة الله.. لا أدري ماذا أفعل.
ظل يجول في الغرفة ذهابا و إيابا، ولا يعلم ماذا يفعل، ذهبت ريم حيث غرفة العناية و هي تحمل بين طيات قلبها حزنا كأنها تعلم ما سيحدث وقفت تحدق خلف ذلك الباب و هي تدعو الله.. خرجت الممرضة و قد بدأ عليها الحزن.. تلقتها ريم.
-ماذا حدث لأحلام هل هي بخير..؟
-هل أنتِ والدتها..؟
-لا.. عمتها لكن هي ابنتي..ماذا بها أخبريني..
-أين والدها إذا..؟
-أرجوك أخبريني.. هل أحلام بخير..
-آسفة ليكن الله في عونكم .. فقد رحلت أحلام لرفيق الأعلى لم نستطع أن نفعل لها شيء..
صرخت ريم حتى وصلت صرخاتها لصالح، و كالمجنون أسرع نحو أخته ليتأكد من تلك الصرخات، و عندما وصل فهم كل شيء.. صرخ بكل قوته.. لماذا...؟ عانقته أخته و هما يبكيان..
-أتعلم أن أبنتك كانت مريضة تعاني وحدها ولم تشاء أخبارك، و أنا لم أستطع بالأمس أخبارك، عندما رأيت تلك السعادة التي ترتسم على وجهك و وجه أحلام، لقد ماتت وهي تحاول إرضاءك..
-أحلام مريضة.. لما لم تخبرني.. و لما لم تخبريني أنتِ..؟ ابنتي ماتت وهي تتألم وحيدة أنا السبب.. أنا السبب..
طلب من الدكتور أن يراها للمرة الأخيره قبل أن يضعها في سريرها الترابي.. لم يرفض الدكتور ذلك فهذا من حقه أدخل صالح الغرفة ليرأ أحلام ولم يقبل بدخول ريم لها لأنها كانت في حالة لا تسمح لها بدخول كانت منهارة تماما..
دخل صالح الغرفة و أقترب من ابنته وهو يبكي كثيرا..
-ابنتي يا عزيزتي.. تركتكِ تعانين.. أحبكِ كم ظلمتكِ.. آه يا أحلام.. كنت غافلا متجرد من مشاعري.. آه يا طفلتي ..
و أمسك بيدها.. و هو يبكي و هو على هذا الحال.. كأنه يسمع صوت من بعيد..
-أحبك يا أبي لا تبكِ، كم كنت أتمنى أن تناديني ابنتي قبل أن أرحل و لكن ها أنا ذا أسمعها بروحي قبل أن تغادر هذا المكان..و الآن أستطيع ترك هذا المكان..
هنا ولدت أحلام و هنا ماتت، و رحلت أحلامها معها...



النهاية

تمت بحمد لله تعالى
1/9/1421هـ


أتمنى أن تكون القصة أعجبتكم بك تفاصيلها..
ملاحظة: هذه القصة كتبتها منذ عشر سنوات تقريبا..لكني أحببت أن أضعها هنا علها تجد النور.. فأتمنى أن تقبلوها كما هي .. و طبعا رأيكم و نقدكم مهم بنسبة لي...
وشكرا لكم
مودتي للجميع..

سالم الوشاحي
10-08-2010, 06:02 PM
أختي الفاضله نبيله مهدي (ريحانة المنتدى)

كنت اتوقع هذه النهايه لإن كل الدلائل كانت تشير إلى ذالك

أخيّتي .. لقد تقطع قلبي ألماً على تلك الفتاه التي شاءت الأقدار

أن تتعذب في حياتها .. فلم تكتب لها السعاده التي كانت مرجوه

وأبوها لقد فاق متاخراً من غيبوبه دامت سنوات كثيره وهو غارق في

أحزانه التي يتذكرها بين الحين والآخر .. لم ينتبه لمرض إبنته إلا في

آخر أيامها .. وشاءت الأقدار أن تموت في نفس المستشفى الذي ولدت فيه

فيالها من قصة تقطع القلوب حزناً وألما ...

أخيّتي .. القصه رائعه بحبكها وأسلوبها المتقن ..وتصوير الأحداث كان قمه

في الرقئ وكأن القصه مأخوذه من واقع ..ليس لي من تعليق سوى أنكي فعلاً بارعه

في كتابة القصص أتمنى لكِ مستقبل رائع في الكتابه ..

وماشاء الله القصه قلتي كتبت منعشر سنوات .. إذن الآن معكِ كم هائل من القصص

أرجوا عدم حرمانا من هذه القصص الجميله أخيّه ...

أمل فكر
10-08-2010, 07:50 PM
إنا لله وإنا إليه راجعون، ودائماً الله هو حسبنا وعليه توكلنا,,,

أقولها وللحزن مكاناً حفرته القصة في صدري،
لا أرجو فعلاً أن يحدث هذا لأحد...

وأحببت حبكِ للنقد، فلا كلمة هنا سوى "ما شاء الله رائعة"
وطالما إنها منذ عشر سنوات، هذا يعني قد تشبعتِ من نقد ذاتك لذاتك،
وقد طرأت تغيرات في الأسلوب للأحسن على مر هذه السنوات، أليس صحيح؟،
فكلما تمر سنوات ممارسة الإبداع، تنصقل الموهبة للرقي أكثر.

بوركت أختي، وشكراً لجمال إبداعكِ هنا.
:) وهذه ابتسامة لتغيير الجو لأن فعلاً القصة أثرت وحزنتنا،

إن شاء الله كل أب في الدنيا يحوي أبنائه بعاطفته قبل أي شيء من الماديات، وأحلام أحلام، ذكرى لا نهاية لها
وسبحان الله دائماً الناس إللي فيهم خير هم الأسبق في الرحيل، مع الوقت نبدأ نصدق هذا الكلام.
محبتي الدائمة.

نبيلة مهدي
13-08-2010, 04:23 AM
أختي الفاضله نبيله مهدي (ريحانة المنتدى)

كنت اتوقع هذه النهايه لإن كل الدلائل كانت تشير إلى ذالك

أخيّتي .. لقد تقطع قلبي ألماً على تلك الفتاه التي شاءت الأقدار

أن تتعذب في حياتها .. فلم تكتب لها السعاده التي كانت مرجوه

وأبوها لقد فاق متاخراً من غيبوبه دامت سنوات كثيره وهو غارق في

أحزانه التي يتذكرها بين الحين والآخر .. لم ينتبه لمرض إبنته إلا في

آخر أيامها .. وشاءت الأقدار أن تموت في نفس المستشفى الذي ولدت فيه

فيالها من قصة تقطع القلوب حزناً وألما ...

أخيّتي .. القصه رائعه بحبكها وأسلوبها المتقن ..وتصوير الأحداث كان قمه

في الرقئ وكأن القصه مأخوذه من واقع ..ليس لي من تعليق سوى أنكي فعلاً بارعه

في كتابة القصص أتمنى لكِ مستقبل رائع في الكتابه ..

وماشاء الله القصه قلتي كتبت منعشر سنوات .. إذن الآن معكِ كم هائل من القصص

أرجوا عدم حرمانا من هذه القصص الجميله أخيّه ...


أخي العزيز الروح الطيبة..
أبو سامي..
أشكرك كثيرا على هذه المتابعة الجميلة..
لا أدري ماذا أكتب هنا .. فكلماتك أخجلتني كثيرا و كرمك أيضا..
شكرا لك مع العلم أن هذه القصة ليست إلا خيالا.. وهناك من قد عاشها في الواقع
ولكن بصورة مختلفه... هي تحمل شيئا ما أتمنى أن يكون ظاهرا ..
شكرا لك يا صاحب القلب الطيب...

و إن شاء الله أستطيع أن أضع بين أيديكم بعض من القصص..التي كتبتها ذات يوم..

دمت بخير

نبيلة مهدي
15-08-2010, 06:13 AM
إنا لله وإنا إليه راجعون، ودائماً الله هو حسبنا وعليه توكلنا,,,

أقولها وللحزن مكاناً حفرته القصة في صدري،
لا أرجو فعلاً أن يحدث هذا لأحد...

وأحببت حبكِ للنقد، فلا كلمة هنا سوى "ما شاء الله رائعة"
وطالما إنها منذ عشر سنوات، هذا يعني قد تشبعتِ من نقد ذاتك لذاتك،
وقد طرأت تغيرات في الأسلوب للأحسن على مر هذه السنوات، أليس صحيح؟،
فكلما تمر سنوات ممارسة الإبداع، تنصقل الموهبة للرقي أكثر.

بوركت أختي، وشكراً لجمال إبداعكِ هنا.
:) وهذه ابتسامة لتغيير الجو لأن فعلاً القصة أثرت وحزنتنا،

إن شاء الله كل أب في الدنيا يحوي أبنائه بعاطفته قبل أي شيء من الماديات، وأحلام أحلام، ذكرى لا نهاية لها
وسبحان الله دائماً الناس إللي فيهم خير هم الأسبق في الرحيل، مع الوقت نبدأ نصدق هذا الكلام.
محبتي الدائمة.


عزيزتي أمل فكر..

يسعدني كثيرا حضوركِ و متابعتكِ الجميلة للقصة..
أجد أنكِ تأثرتي بها كثيرا .. فنطقتي بكلماتكِ الأولى..
شكرا لكِ أيتها الرائعة..
و علمي يا عزيزتي لولا النقد لما أستفدنا شيئا أبدا..
فنحن نتعلم من كل شيء..
لك كل الاحترام و التقدير و باقة من الياسمين

محبتي

عبدالرحيم الطورشي
16-08-2010, 04:00 PM
إلى الأخت نبيلة مهدي،
قصة "نهاية أحلام" تتحدث عن مأساة رجل فقد زوجته بعد الوضع. هذه المشكلة ما زالت شائعة و لكن تطور الطب يخفض من نسبها،كما تتحدث القصة عن علاقة أب بفلذة كبده و ما يشوبها من مد و جزر.
قصة رائعة و وصف دقيق. أتمنى لك مزيدا من التألق.

غالي
18-08-2010, 08:31 AM
كنت بين السطور اسافر بين معني الكلمات التي تركت اثر كبير في قلبي ...................................................................... لا تعليق

بن خليفه
18-08-2010, 09:19 AM
أيتها الفاضله نبيله مهدي

لقد رجعت إلى أحداث القصه أخيّه

وإلى نهاية أحلام التي رحلت بماساه

لم تقترفها ..وآلالم عاشتها طوال حيتها..

إلى هنا قد توقف كلامي ولن أزيد عليه

سوى بمثل متداول معنا (الزين مايتم)

نبيلة مهدي
26-08-2010, 07:37 AM
إلى الأخت نبيلة مهدي،
قصة "نهاية أحلام" تتحدث عن مأساة رجل فقد زوجته بعد الوضع. هذه المشكلة ما زالت شائعة و لكن تطور الطب يخفض من نسبها،كما تتحدث القصة عن علاقة أب بفلذة كبده و ما يشوبها من مد و جزر.
قصة رائعة و وصف دقيق. أتمنى لك مزيدا من التألق.

أخي الكريم
عبد الرحيم الطورشي..

شكرا لهذا الحضور الجميل.. و الكلمات التي أسعدتني ..
شكرا لك كثيرا و دمت بألف خير

نبيلة مهدي
26-08-2010, 07:39 AM
كنت بين السطور اسافر بين معني الكلمات التي تركت اثر كبير في قلبي ...................................................................... لا تعليق

أخي الكريم
غالي..

شكرا لحضورك الجميل.. أتمنى أن لا يكون الآثر مؤلم..
فهي قصة من الخيال...

شكرا لك و لحضورك

دمت بخير

نبيلة مهدي
26-08-2010, 07:42 AM
أيتها الفاضله نبيله مهدي

لقد رجعت إلى أحداث القصه أخيّه

وإلى نهاية أحلام التي رحلت بماساه

لم تقترفها ..وآلالم عاشتها طوال حيتها..

إلى هنا قد توقف كلامي ولن أزيد عليه

سوى بمثل متداول معنا (الزين مايتم)



أهلا بأخي العزيز
بن خليفه..
أشكرك كثيرا على هذه المتابعة الجميلة التي أعتز بها..
هي الحياة بقسوتها.. ولكن هنا كانت خيال مع أن هناك من يعيش هكذا أوضاع و قد تكون أصعب و أقسى.. شكرا لك ولطيب كلماتك..
كن بخير

لك مكان
27-08-2010, 02:29 PM
اشكرك جزيل الشكر في غاية الروعه

نبيلة مهدي
29-08-2010, 07:41 AM
اشكرك جزيل الشكر في غاية الروعه

أخي الكريم
لك مكان..
أشكرك لحضورك البهي .. شكرا من القلب..

talatsoltan
25-12-2010, 02:42 AM
اختى نبيله
اجد شموخ الكاتبه بكلماتك
فزيدنا روعه من ريحانياتك

نبيلة مهدي
26-12-2010, 02:20 AM
اختى نبيله
اجد شموخ الكاتبه بكلماتك
فزيدنا روعه من ريحانياتك

أهلا أخي العزيز
talatsoltan

شكرا لتواجدك الجميل و كلماتك التي تمدني بالكثير من الحماس..
شكرا .. شكرا..

كل الاحترام و التقدير

السعدية
06-01-2011, 02:20 PM
بحق انتي فنانة مبدعه
اتمنى لك التوفيق والنجاح في حياتك
دمتي بود

نبيلة مهدي
06-01-2011, 05:15 PM
بحق انتي فنانة مبدعه
اتمنى لك التوفيق والنجاح في حياتك
دمتي بود

أهلا غاليتي السعدية..
كم أخجلتني بهذا الكلام الطيب..
أحاول أن أكون ذات قلم جميل و بسيط..و أتعلم منكم جميعا..
أتمنى لكِ كل التوفيق و النجاح في حياتكِ..

مودتي

نبيلة مهدي
15-03-2011, 07:32 PM
العزيزه نبيله مهدي (ريحانه المنتدى)

قصه محزنه جداا

وان كانت من وحي الخيال

فخيالك واسع ملئ بالجمال والابداع والتميز المستمر

جعلتينا نشعر بتفاصيلها لدرجه تألمنا معها

هدا ان دل يدل على انك فعلا كاتبه متمكنه



فشكرا لك على امتاعنا

والله يوفقك امين
http://sl.glitter-graphics.net/pub/128/128637xl0rv3jxks.gif




غاليتي حياه..
كم يسعدني حضوركِ الراقي..شكرا لكِ من الأعماق..
أتمنى أن أكون عند حسن الظن ...

مودتي أيتها العطرة