المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مُؤامَرَة


أبو شامة المغربي
10-07-2010, 01:43 AM
مُؤامَرَة
... فما إن بلغ اللقاء في ما بينهم أجله، حتى توافدوا سراً على ذات المكان، الذي مل رؤية سيماهم على وجوههم من أثر الخبث والغدر، واتخذوا لهم ظلمة الليل ثوبا يلفهم من قبعاتهم السود إلى أحذيتهم السوداء، ويحيط بسواد ملابسهم المعتمة، واستعانوا بها كذلك لتكون ستاراً يواري حركتهم وسكونهم...
تم لهم من جنح الظلام ما قصدوا إليه، وتحقق لهم إجماع الرأي المنكر على تفاصيل الخطة المناسبة بعد جدال طويل دارت رحاه بينهم، وبعد أخذ خيارات ومقترحات عرضوها على أنفسهم ورد أخرى...
أرى أن نبطش بهم في أقرب وقت، وما دمنا في عز الشتاء والبرد والصقيع، ولن يصفو لنا وجه ما نطمح إليه جميعاً وما نريد إلاَّ إذا عصفنا بهم وبآثارهم بياتاً...
ربما كان اقتراحك سديداً ومفيداً، لكني لا أرى ضربة الليل كافية لمحقهم، واجتثات جذورهم، إذ أحسب من الحزم، وقطع الشك باليقين، أن ندعم ضربة العتمة وزلزلتها بضربة ثانية أشد في واضحة النهار...
قد يكون ما تشيران به علينا صائباً، لكنه لا يستجيب للطلب، ولن يوصلنا إلى الهدف المنشود، لأنه دواء فقط من جملة الأدوية المساعدة على الشفاء، والرأي عندي في هذا الشأن، وحتى تؤتي خطة تدميرهم أكلها وافياً غير مبخوس، أن نعمل فيهم النيران المتواصة، وأقترح عليكم أن نصل بسحقهم الليل بالنهار...
نظر بعضهم إلى بعض، وأعينهم تقذف خبثهم من شدة العداوة التي هم لها عاشقون، ومن قتامة البغضاء التي يضمرونها في صدورهم، والتي هم على استشرائها حريصون، وعلى ثماثيلها وأصنامها عاكفون، ولم يمض سوى حين قصير من الزمن، حتى استقر اختيارهم أخيراً على أبشع خطة وأقذر تنفيذ، فغادروا المكان مثلما حلوا فيه مستخفين بالسواد، لا تكاد آذانهم تسمع وقع أقدامهم، ولا شهيقهم ولا زفيرهم إلا من صوت منبعث منهم شبيه بفحيح الثعبان، فتفرقوا فرحين بما هم أهل له وهو أهل لهم...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

Shima AL-Alawi
10-07-2010, 07:38 PM
راق لي جدا هذا الغموض..

سلمت الأفكار ..

دمت بكل ود ..

سالم الوشاحي
15-07-2010, 03:05 PM
أبو شامه المغربي / شكراً لك سيدي..

على القصه التى أكتساها الغموض..

قلم جميل نود ان نرى له جديد

عن قريب.. تسلم وربي يعطيك العافيه

طه حسين
22-07-2010, 04:17 PM
تسلم أخي وأحييك وإلى الأمام دوما
تقبل مروري ودمت بخير