المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ●●{ كَــفَــنْ }●● قصة قصيرة لـ حمد المخيني


حمد المخيني
22-07-2010, 06:22 PM
عدت لكسر حاجز الغياب عن القصة القصيرة ,
;)
هنا ●●{ كــفن }●● المتواضعة , ستفاجأكم كثيرا
تماما
تماما
تماما



كما فاجأتني




http://www.ibtesama.com/vb/imgcache2/23018.gif




●●{ كــفن ..}●●



- أما الآن ف مع نشرة الوفيات
- توفيت ليلة الأمس أمينة مبارك / في الثالث والعشرين من العمر .. تُقبل التعازي للرجال في مسجد علي بن ابي طالب..
- توفي صباح اليوم حسن سالم في العقد السابع من العمر ...
و إنا لله وإنا إليه راجعون . شكرا لحسن متابعتكم.

***

اطفىء جهاز التلفاز , طوَّق مسبحتهُ حولَ مرفقهٌ وتمتم : موت و ميلاد , يااه متى يحين موعد الأول ؟
دلف يمشي بتثاقل نحو سريره وهو يسبح (سبحان الله , سبحان الله )
فكر في أن يتوضأ ويصلى نافلةً قبل أن ينام , قطع تفكيره صوت رنين/ تلاوة هاتفه الخليوي " كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون".
***



كان الإتصال من والدته ,التي ترقد في غرفتها المجاورة لـغرفته, عاجزة عن الحراك إثر "المرض الخبيث" أعاذنا الله منه
- تعالَ إليَّ يا خالد , أمك تموت تعالَ يا ابني
هرع مسرعا نحو غرفتها , فتح الباب , سرعان ما تحولت ملامح خوفه ودهشته إلى فرحة مليئة بالشوق حين رآها تحتضر.
- " خذني إلى الطبيب , سأموت " تكلمت أمه بصوتٍ مخنوق وبنفسٍ متقطع.
- ألف مبروك يا أماه ألف مبروك هيا اذكري الله واشهدي بشهادته وكوني شجاعة , وأنا هنا بجانبك يا حبيبتي سأدعو الله أن يخفف عليك سكراتُ موتك. موتي موتي وارحلي إلى ربنا كم احسدك كم احسدك
انكتم نفس العجوز , و غادرت إلى برزخها. كانت سعادته لا توصف في تلك اللحظه , تمنى لو كان هو مكانها, مسح دمعته التي نزلت لغبطته على ما كُرِّمَت به أمه – ذهب إلى غرفته , فتح خزانة الأكفان ...



***
"ما نفع الحياة ؟ إلا لنعبد الله , إننا هنا لنعبده وحده , لا لنتسكع , سنموت لنلاقيه ويجزينا على اعمالنا , بماذا سيجزيني ربي؟ إن أمضيت يومي كله في التلذذ بالشهوات و لعب البلايستيشن , و ركوب الخيل , و لبس الثمين و و و .."



كان يحدث نفسه بتلك الأحاديث كلما أستلقى على سريره بعد ان يفرغ من أداء النوافل أو قراءة القران.
أن يصلي لمدة ساعتين هو أمر اعتاد عليه ! أن لا يخرج من المنزل بتاتا إلا لأمر طاريء , أن لا يشاهد سوى القنوات الدينية على التلفاز , تلك أمور ليست بالغريبة على من مثل زاهد (إن وُجِد من كمثله).



في بداية زهده , ترك أمه (المريضة) حولاً كاملاً, ليقضيها في حضن الكعبة , كانت تخبره عن معاناتها و عن شوقها له وكثيرا ما تنصحهُ أن يعيش حياته بإتزان كما اراد الله تعالى.
- انت في العشرين يا خالد
- اسمي زاهد يا أمي زاهد
- إلتفت لشؤونك و لا تجعل الحياة كلها عبادة , الله تعالي أمرنا أن نعطي الجسد حقه , ثم عُد إليَّ وعاوِّني كما رعيتك صغيرا.
- امي , قلت لك لن أعود إلى الديار, إلا عندما تتشرب جوارحي من نقاء الكعبة وجمالها وهيبتها ,
ثم يشرع في بكاءٍ هستيري لا ينتهي إلإ حين يلامس جدران الكعبة الشريفة.



***
الان , توفت أمه , ولم يتبقى في المنزل إلاَّ هو. يا لسعادته , فمن المؤكد أن "عزرائيل" لن يدخل هنا ليقصُد أحدٍ غيره , ينتظر يوم وفاته بفارغ الصبر , يُخرج كفنه من الخزانة , وينام عليه , وأحيانا يلتحفُ الكفن لساعاتٍ طِوال ,يتخيل بذلك أنه قد مات , حتى انه يتحسس الارض وما حوله من أشياء , لعل يده ستخترقها فيكون قد مات { بالعافيةْ } بلا عذاب.
يستحقُ ذلك فهو الزاهد الذي تغلب على سنوات مراهقتهِ واعتكف لربهِ و
نبذ كل شي
كل شي
كل شي
كل شي


**
بعد ثمانين عام ..
- أما الآن ف مع نشرة الوفيات:
توفي المعمر العربي (زاهد) عن عمر ناهز القرن (مئةعام) , تقبل التعازي في مسجد أبو بكر الصديق , وإنا لله وإنا إليه راجعون.

***

يتهامس الناس جميعا : صرح أحد المقربين من المرحوم أنه مات متأثرا بمرض الإيدز و السكري, أصيب بها أثناء قضاءهِ سنواتٌ حياتهِ الأخيرة متسكعاً في [ بانكوك و بتايا ].


اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة
النهاية



مسكين " زاهد"
عشق الموت وأراده عاجلا قبل الوقوع في الخطيئة ,, فـعمّره الله في الأرض
إلى أن انتهى صبره في بانكوك



:rolleyes:


تمت
21 يوليو 2010
حمد المخيني

سالم الوشاحي
22-07-2010, 06:50 PM
لاحول ولاقوة إلا بالله

كنت أنتظر أن يموت على

سجاده او في مسجد

أو وهو يقراء القرآن

وأخيراًانتها به المطاف

في بنكوك

حمد المخيني
22-07-2010, 07:02 PM
لاحول ولاقوة إلا بالله




كنت أنتظر أن يموت على

سجاده او في مسجد

أو وهو يقراء القرآن

وأخيراًانتها به المطاف


في بنكوك


كان يظن انه سيتوفى على حالة الزهد تلك ,,

يبدو أنه في سنوات حياته الأخيره أدرك أنه لن يموت ,, فأراد أن يعوض ما فات وأن ينطلق من سجون الكبت َ!

لهذا يجب ان نعيش حياتنا بتوازن ! ;)


شكرا لك , أبو سامي ,, نورت المتصفح :)

أمل فكر
03-08-2010, 03:40 PM
هههههههههه صدج من خاطري أضحك = يعني دام إنت تفاجئت.
حرام عليك.. بس صدج نهاية حلووووة ففعلاً الإتزان في الحياة واااجب بل فرض
تغلب على مراهقة العشرين، بس ما تغلب عليها في كبر السن!!

و اللهم ارزقنا بحسن الخاتمة واكتبنا من عبادك الأحباء.
آمين.
ما شاء الله عليك طرح جداً متزن وراقي... وااصل أخي ولا تنقطع

طه حسين
03-08-2010, 04:55 PM
شكرا لك

دمتي بخير