مريم
30-07-2010, 01:20 PM
إلى القبر الذي كُتب على شاهده (على هذه الأرض ما يستحق الحياة ).
هم مثلنا تصعد أرواحهم إلى رحاب السماوات العلى ، وتحتضن الأرض أجسادهم الصامتة، لكنهم يضلون معنا ، لا يرحلون أبداً .
عجباً لكم أيها الشعراء ! كيف تملكون ذلك السحر الذي يتيح لكم فرصة البقاء بيننا مهما طوت السنون من أعماركم الذابلة ؟ .
كيف تملكون الوصول إلى غياهب القلوب لتجعلونها تلتهب مع كلماتكم لتشارككم ذات الإحساس والشعور ؟!.
وأنتم هناك راقدون في البعيد ، ساكنون عوالم الغيب والبرزخ .
إنه السحر الكامن في ذلك الحرف الصادق الذي منبعه القلب ، فيصيب بسهمه قلب قارئه، ويضل خالداً مهما حاربتهُ نوائبُ الدهر .
هو ذلك سر هؤلاء السحرة اللذين على مر الزمان كانوا يستنهضون الأمم والشعوب تارة باسم الثورة وطلب الحرية وأخرى باسم الحُب .
إنهم قواد القلوب والعقول ، كيف لا وهم سماسرة الوجَد وأقلامُ الحكمة ، يقاسموننا حيواتُنا ويسكنون أبياتهم شرايين دمائنا .
ذلك السحر عرفناه ، أما ساحره فلا يمتلك السحر إلا بعد أن يشرب الوجع من روحه ويسكُن الألم فؤاده ، وما أشد وجع الهواجس ! التي تضل تنحت على عظام الرأس مرارا وتكرارا حتى تحكُم قبضتها على خناق الشاعر فينصاع لأمرها وحينها تصافح الأقلام الأوراق .
وما أروع الحرف! الذي يولد من فكر مازجه الألم ليتمخض لنا عن أيقونة من الجمال والعذوبة .
وحده الشاعر من يصنع لوحات الجمال من عصارة روحه وفكره ثم يقدمها للقارئ كعقد من النجوم في شطرين لا يفصل بينهما سوى تنهُدات الإعجاب حينا وحينا آخر ينثر لؤلؤ عقده نثرا محكما وتضل برغم ذلك كلماتُه محكمةُ الإيقاع واللحن ولها ذات الوقع على النفس .
ماذا تملك غير الصمت ؟! أمام قصيدة استطاع شاعرها بما يملكه من ملكة أدبية فذة أن يجعل من أبياتها توليفة واحدة من الجمال والإبداع ، فلا تجد سبيلا إلى حذف حرف أو تقديم آخر .
والقصائد بنات شاعرها ولكي تكون حرائر فاتنات عليه أن يهُديها شيء من دمائه ، هكذا هي القصائد تشربُ الدماء ، وبقدر ما تشرب من دماء شاعرها تضل مخلدةٌ ذكره .
هزمتَك يا موت الفنون جميعُها
هزمتَك يا موت الأغاني في بلاد
الرافدين . مسلةُ المصري ، مقبرة الفراعنة
النقوش على حجارة معبد هزمتك
وانتصرت وأفلت من كمائنك
الخلود...
فاصنع بنا واصنع بنفسك ما تريد (1)
ما زلت هنا تحيى بيننا وتُنشد للأرض والحُب والحياة ، وستبقى لأن الشعراء لا يموتون أبداً لكنهم يسكُنون الآفاق إلى أبد الآبدين .
1- جداريّة محمود درويش
هم مثلنا تصعد أرواحهم إلى رحاب السماوات العلى ، وتحتضن الأرض أجسادهم الصامتة، لكنهم يضلون معنا ، لا يرحلون أبداً .
عجباً لكم أيها الشعراء ! كيف تملكون ذلك السحر الذي يتيح لكم فرصة البقاء بيننا مهما طوت السنون من أعماركم الذابلة ؟ .
كيف تملكون الوصول إلى غياهب القلوب لتجعلونها تلتهب مع كلماتكم لتشارككم ذات الإحساس والشعور ؟!.
وأنتم هناك راقدون في البعيد ، ساكنون عوالم الغيب والبرزخ .
إنه السحر الكامن في ذلك الحرف الصادق الذي منبعه القلب ، فيصيب بسهمه قلب قارئه، ويضل خالداً مهما حاربتهُ نوائبُ الدهر .
هو ذلك سر هؤلاء السحرة اللذين على مر الزمان كانوا يستنهضون الأمم والشعوب تارة باسم الثورة وطلب الحرية وأخرى باسم الحُب .
إنهم قواد القلوب والعقول ، كيف لا وهم سماسرة الوجَد وأقلامُ الحكمة ، يقاسموننا حيواتُنا ويسكنون أبياتهم شرايين دمائنا .
ذلك السحر عرفناه ، أما ساحره فلا يمتلك السحر إلا بعد أن يشرب الوجع من روحه ويسكُن الألم فؤاده ، وما أشد وجع الهواجس ! التي تضل تنحت على عظام الرأس مرارا وتكرارا حتى تحكُم قبضتها على خناق الشاعر فينصاع لأمرها وحينها تصافح الأقلام الأوراق .
وما أروع الحرف! الذي يولد من فكر مازجه الألم ليتمخض لنا عن أيقونة من الجمال والعذوبة .
وحده الشاعر من يصنع لوحات الجمال من عصارة روحه وفكره ثم يقدمها للقارئ كعقد من النجوم في شطرين لا يفصل بينهما سوى تنهُدات الإعجاب حينا وحينا آخر ينثر لؤلؤ عقده نثرا محكما وتضل برغم ذلك كلماتُه محكمةُ الإيقاع واللحن ولها ذات الوقع على النفس .
ماذا تملك غير الصمت ؟! أمام قصيدة استطاع شاعرها بما يملكه من ملكة أدبية فذة أن يجعل من أبياتها توليفة واحدة من الجمال والإبداع ، فلا تجد سبيلا إلى حذف حرف أو تقديم آخر .
والقصائد بنات شاعرها ولكي تكون حرائر فاتنات عليه أن يهُديها شيء من دمائه ، هكذا هي القصائد تشربُ الدماء ، وبقدر ما تشرب من دماء شاعرها تضل مخلدةٌ ذكره .
هزمتَك يا موت الفنون جميعُها
هزمتَك يا موت الأغاني في بلاد
الرافدين . مسلةُ المصري ، مقبرة الفراعنة
النقوش على حجارة معبد هزمتك
وانتصرت وأفلت من كمائنك
الخلود...
فاصنع بنا واصنع بنفسك ما تريد (1)
ما زلت هنا تحيى بيننا وتُنشد للأرض والحُب والحياة ، وستبقى لأن الشعراء لا يموتون أبداً لكنهم يسكُنون الآفاق إلى أبد الآبدين .
1- جداريّة محمود درويش