المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة في قصة " قريبا من الدموع " للقاصة حنان المنذري


محمد يوب
31-07-2010, 08:06 PM
قراءة في قصة " قريبا من الدموع " للقاصة حنان المنذري
تعتبر الكتابة النسائية من بين المواضيع التي يصعب على الباحث الخوض فيها، وسبر أغوارها، لأنها مغامرة ذات نتائج متفاوتة المردودية لما تعرفه من غموض وسرية.
و الكاتبة حنان المنذري عندما خاضت غمار الكتابة القصصية عن المرأة العمانية، في مجتمع تقليدي، كانت ذكية في اختيار ألفاظها، واحترمت الصيغة اللبقة لتبليغ رسالتها دون تجاوز الخطوط الحمراء .
و القاصة هنا في قصة "قريبا من الدموع" اعتمدت أسلوبا وسطا يمزج بين مستوى المثقف ومستوى الإنسان البسيط، من أجل إيصال الأفكار المتزاحمة التي تريد الخروج تباعا و البوح عن نفسها، بل تريد أن تأخذ مكان الصدارة، ولكن يبدو أن الكاتبة فضلت التعبير عن هذه المواضيع الساخنة حسب أولويات كل موضوع على حدة.
و أول هذه المواضيع التي وضعتها الكاتبة ضمن الأولويات، رغبة الفتاة العمانية في اتخاذ مكانة عالية و هامة في المجتمع الأبيسي، الذي تكون فيه السلطة للأب.
وقد اتخذت من البطلة وسيلة للتعبير عن هموم المرأة العمانية، وعن دورها الهامشي في المشهد الاجتماعي .... و القارئ يشعر و كأن الكاتبة تحرك البطلة بالطريقة التي تحب و كأنها سطرت لها مجموعة من الأهداف التي ينبغي تبليغها للقارئ.
فهي بصدد توجيه رسالة من البطلة الكاتبة إلى القارئ الإنسان العماني من خلال خطاطة رسمتها لإيصال رسالتها:

المرسل ____الرسالة___المرسل إليه

فكان المرسل هو البطلة و الرسالة هي الرغبة في التعبير و إثبات الذات، والمرسل إليه الرجل العماني الذي صم أذنيه تجاه مطالب المرأة التي ذاقت درعا من هذه التصرفات المجحفة في حقها.
فالبطلة تبحث عن الوسائل الممكنة لكسر هذا الحاجز و القفز عليه. و لعل أقرب وسيلة ممكنة للانفلات من هذه القيود هي متابعة الدراسة الجامعية في مدينة أخرى، مما يتيح لها فرصة الابتعاد عن أوامر الأسرة و ضغوطها.
إن حصول الفتاة العمانية على شهادة البكالوريا يعطيها الفرصة للتعبير عن نفسها أمام زميلاتها، و الاعتناء بنفسها وببشرتها التي طالها الإهمال، وذبلت قبل الأوان بفعل البيئة الجافة و القاسية.
لقد كان المقطع الخاص بالصديقة هو المقطع المفصلي الذي سيغير مجرى حياة البطلة و يخرجها من غفلتها، إن الصديقة تمثل الجانب المتفتح الذي يطمح إلى التغيير و فرض الذات، لقد كانت لها التجربة و الخبرة في كسر حاجز الصمت، وعبرت عن نفسها بقوة .
و بينت للبطلة كيفية الخروج من هذا الوضع الاجتماعي المتردي، و الحياة المتخلفة، و كأن البطلة تعيش في سجن كبير اسمه البيت أو القرية، أو البلد المحافظ.
فصديقة البطلة أشارت عليها بضرورة الاعتناء بجمال الوجه، و إزالة كل الشوائب التي تمنع النضارة عن الوجه، وهذا الجمال قد يتيح فرصة الإعجاب من طرف الشباب الذين يتابعون دراساتهم الجامعية، وقد تلتقي هناك مع فارس أحلامها و يتحتم على الفتيات اللجوء إلى شتى حيل الجمال الممكنة لجعل الرجال ينتبهون .
ولعل لون السمرة يعتبر عقدة لدى المرأة العمانية لأن مقياس الجمال في نظر الرجل العماني، هو بياض البشرة كما جاء في القصة أن الشبان في حاضرنا هذا قد باتوا يفضلون الاقتران بنساء بيضاوات ذوات تقاسيم ناعمة كاللائي يرونهن في التلفاز والمنشورات الإعلانية .
كل هذه الأفكار و هذه التصورات ، لم تكن تخلذ ببال البطلة لولا صديقتها التي يبدو أنها متفتحة على المجتمع بشكل كبير، لدرجة أنها لا تحسب حسابا لأقاويل الجيران و أفكارهم التقليدية، المتخلفة التي تجاوزها الزمن..
غير أن البطلة أمام هذا الوضع الجديد تعيش أزمة انكسار و انشطار، بين حب الأسرة رغم هناتها، و الرغبة في التمرد على التقاليد و العادات البالية. لأن أغلب الجيران قد رحلوا و غيروا المكان إلا أسرا قليلة يظهر أنها أكثر محافظة، و من بين هذه الأسر المحافظة، أسرة البطلة.
و هذا الانشطار يظهر من خلال معانقة البطلة لمخدتها التي ترمز إلى شيء من الماضي و الرغبة في تجاوز هذا الماضي، لكن الحنين إلى المخدة، و إلى الدفء العائلي جعلها تبكي، مما ترك القصة مفتوحة على كثير من الاحتمالات، فهي تصور مشهدا تراجيديا تعني به البطلة، معانقة المخدة لآخر مرة و مغادرة المكان، وبداية حياة أخرى جديدة. أو قد تعني به حنينها إلى الماضي وعدم رغبتها في طيه و نسيانه انبطحت على بطني وألصقت خدي بالوسادة التي امتصت دموعي الصامتة في الظلام. .

و الكاتبة سجلت كذلك في هذه القصة دور العمالة الأجنبية، و خاصة العمالة الهندية وهذا مقطع آخر من مقاطع القصة، الذي يكشف عن ظاهرة ابتعاد الإنسان العماني ذكرا كان أم أنثى، عن الخوض في هذه الأعمال التي تبدو لهم أعمال مهنية لا تليق بالإنسان العماني .

فقصة الهندي صاحب الدكان ثيمة أساسية في السرد الحكائي، لأنه يعرف كل التفاصيل بما فيها الجزئيات التي تخص المرأة مثل المساحيق و أدوات التجميل .

فالعامل الهندي أصبح جزءا من المنظومة العمانية، لا تصح الحياة الاجتماعية و الاقتصادية بدونه، ولعل أهمية الهندي هنا قد تصل إلى مرحلة الإعجاب و الدخول معه في علاقة غرامية، و لو بشكل سري، لأن العلاقة الغرامية من هذا النوع تعتبر ضربا من التحدي و الجنون الذي لا يقبله المجتمع العماني الذي مازال يؤمن بصفاء العرق ونقاء القبيلة لا أدري لماذا انتابني خجل مفاجئ حين التقت عيناي بعينيّ البائع الأسيوي الذي كان يدندن وحيداً بترانيم هندية، والذي رمقنا بنظرة دهشة لعودتنا المباغتة والسريعة إلى المتجر!..

و الكاتبة في هذه القصة تكشف كثيرا من المشاهد الاجتماعية، و تنقلها في قالب قصصي تتحرك فيها الشخوص بشكل حداثي لا علاقة له بالشخوص العادية، من لحم و دم، بل هي شخوص من ورق كما قال رولان بارث يمكن توظيفها و تكييفها مع مجريات الأحداث، في فضاء زمكاني حساس مثل الفضاء الذي كتبت فيه وله القاصة حنان المنذري قصة "قريبا من الدموع".

ــــــــــــــــــــــ
محمد يوب
30.07.10

فهد مبارك
31-07-2010, 09:56 PM
استاذ محمد أيوب ..

أسعدني تواجدك في المنتدى ،
أنت مكسب لنا هنا

والقراءة رائعة سيدي

دمت بود

محمد يوب
31-07-2010, 10:26 PM
استاذ محمد أيوب ..

أسعدني تواجدك في المنتدى ،
أنت مكسب لنا هنا

والقراءة رائعة سيدي

دمت بود

شكرا أخي فهد بارك الله فيك

فهد مبارك
01-08-2010, 10:42 AM
بالمناسبة أنا أتابع كتاباتك في ملتقة الأدباء والمبدعين العرب ، والجميل فيها ذلك الملخص الجميل ، له نكهة خاصة استاذي

محمد يوب
01-08-2010, 11:31 AM
بالمناسبة أنا أتابع كتاباتك في ملتقة الأدباء والمبدعين العرب ، والجميل فيها ذلك الملخص الجميل ، له نكهة خاصة استاذي

شكرا على اهتمامك بارك الله فيك ، لقد أعجبني هذا المنتدى إنه نقلة في عالم الاعلاميات في السلطنة، أتمنى لكم التوفيق .
مودتي محمد يوب

نبيلة مهدي
01-08-2010, 06:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أخي و أستاذي القدير
محمد أيوب

جميلة هذه القراءة ... أسعدني كثيرا تواجدي هنا بين صفحاتك..
شكرا لك على هذا الجمال ...

تقبل مروري هنا

كن بخير

محمد يوب
01-08-2010, 08:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أخي و أستاذي القدير
محمد أيوب

جميلة هذه القراءة ... أسعدني كثيرا تواجدي هنا بين صفحاتك..
شكرا لك على هذا الجمال ...

تقبل مروري هنا

كن بخير
شكرا لك أختي على مرورك الطيب بارك الله فيك

سالم الوشاحي
01-08-2010, 08:02 PM
الأستاذ محمد يوب ...

قراءة جميله بارك

الله فيك .. بحق قد أستمتعنا

بهذه القراءه فلاتحرمينا

من الجديد أخي العزيز

محمد يوب
01-08-2010, 08:06 PM
الأستاذ محمد يوب ...

قراءة جميله بارك

الله فيك .. بحق قد أستمتعنا

بهذه القراءه فلاتحرمينا

من الجديد أخي العزيز

سعدت بمروك وبقراءتك لهذا العمل البسيط بارك الله فيك
محمد يوب

أبو المؤيد
02-08-2010, 09:41 PM
أستاذي العزيز/ محمد:

قراءة ممتازة تنم عن فكر مبدع.. مبتكر.. ذو خبرة في هذا المجال، فهي طافت بنا في عمق القصة دون تجاهل أو إغفال للزوايا والحنايا التي تلتف بتمحور حولها.
شكراً لك على هذا الاجتهاد وهذه العزيمة حتى أخرجت لنا هذا العمل بهذه الصورة الرائعة.

بانتظار المزيد من هذه القراءات.

دمت بخير.

طه حسين
03-08-2010, 04:17 PM
أختصرت لي الكثير ،،،

تشكر ودمت بخير

محمد يوب
03-08-2010, 04:36 PM
أستاذي العزيز/ محمد:

قراءة ممتازة تنم عن فكر مبدع.. مبتكر.. ذو خبرة في هذا المجال، فهي طافت بنا في عمق القصة دون تجاهل أو إغفال للزوايا والحنايا التي تلتف بتمحور حولها.
شكراً لك على هذا الاجتهاد وهذه العزيمة حتى أخرجت لنا هذا العمل بهذه الصورة الرائعة.

بانتظار المزيد من هذه القراءات.

دمت بخير.

شكرا لك أخي على اهتمامك

محمد يوب
03-08-2010, 04:37 PM
أختصرت لي الكثير ،،،

تشكر ودمت بخير

سعدت بمرورك بارك الله فيك

إبراهيم الرواحي
04-08-2010, 02:56 PM
الأستاذ محمد يوب


قراءة غاية في الروعة والتحليل الجميل للنص


شكرا لك جزيل الشكر لأنك هنا تثري هذه الصفحات


نحن متابعون لك بلا شك


وننتظر القادم المفيد الأجمل



لك التحية

محمد يوب
05-08-2010, 04:37 PM
الأستاذ محمد يوب


قراءة غاية في الروعة والتحليل الجميل للنص


شكرا لك جزيل الشكر لأنك هنا تثري هذه الصفحات


نحن متابعون لك بلا شك


وننتظر القادم المفيد الأجمل



لك التحية
شعدت بردك الجميل بارك الله فيك.
مودتي لك بلا حدود

الكاتبة حنان المنذري
27-08-2012, 05:10 PM
الأستاذ محمد أيوب، لقد قرأت رؤيتك النقدية للقصة قبل ذلك في موقع المحلاج القصصي .. وبرغم استغرابي لتحميلك القصة ما لا تحتمل من تأويلات ألا أني لم أعلق على ذلك النقد على أعتبار أن للناقد الحرية في رؤية القصة من أي زاوية نقدية هو يراها، ولكن هناك مغالطات وردت في مقالك هذا ووددت توضيحه ما دمت تسعى لنشر هذه الرؤية النقدية التي لا تخلو من مغالطات في كل المنتديات الأدبية، لذا فقد حان الوقت للرد على ما تفضلت به من طرح. أولا، أنا من كتب القصة وأعلم بمناخاتها والظروف المحيطة بكتابتها لذا فأنا يزعجني أن يتم تأويل القصة من منطلق أنها كتبت لترصد واقع المرأة العمانية بأية حال، فواقع المرأة العمانية ليس متردياً ولا هامشيا كما تفضلت في مقالك، إنما واقع المرأة لدينا واقع أعتز فيه وأفخر على كل المستويات والصعد ككاتبة وإنسانة، ثم هناك ملاحظة لك أدهشتني جدا وتتمثل في تأويلك لنصح الصديقة لصديقتها بضرورة الإعتناء ببشرتها على أن العمانية تعاني من عقدة أسمرار لون البشرة!! ،، عزيزي إن هذه القصة لم تكتب من أجل نقد واقعنا في عمان، ولا لنقد عاداتنا وتقاليدنا ولوننا الأسمر وعلاقتنا مع الأجنبي، فمن ناحية لون البشرة فنحن كغيرنا من العرب فينا الأبيض والأسمر والأسود والجميل والعادي، وعلاقتنا مع بعضنا والآخر علاقة إيجابية لا تعالي فيها ولا غرور وأيضا لا رفع للكلفة لدرجة أننا ندخل مع الأجنبي في علاقات غرامية!! ويبقى أن لكل قاعدة شواذ، وإن وجدت علاقات من ذلك النوع فإنها شاذة ولا يجب أن يرتكز عليها لتحليل نص لم يشر صاحبه لذلك بشكل واضح وجلي أمام القارئ

ليتك نظرت للقصة من زاوية أنها لا تمثل بالضرورة مكان أو زمان أو وطن بعينه - كما يفترض أن ينظر إلى الأدب، وخاصة حين لا يشير كاتب العمل إلى مكان محدد في قصته، ورد في تحليلك:

"فقصة الهندي صاحب الدكان ثيمة أساسية في السرد الحكائي، لأنه يعرف كل التفاصيل بما فيها الجزئيات التي تخص المرأة مثل المساحيق و أدوات التجميل .

فالعامل الهندي أصبح جزءا من المنظومة العمانية، لا تصح الحياة الاجتماعية و الاقتصادية بدونه، ولعل أهمية الهندي هنا قد تصل إلى مرحلة الإعجاب و الدخول معه في علاقة غرامية، و لو بشكل سري، لأن العلاقة الغرامية من هذا النوع تعتبر ضربا من التحدي و الجنون الذي لا يقبله المجتمع العماني الذي مازال يؤمن بصفاء العرق ونقاء القبيلة لا أدري لماذا انتابني خجل مفاجئ حين التقت عيناي بعينيّ البائع الأسيوي الذي كان يدندن وحيداً بترانيم هندية، والذي رمقنا بنظرة دهشة لعودتنا المباغتة والسريعة إلى المتجر!.."

أكرر تعجبي من هذا الفهم للنص وهذا الطرح الذي حمله ما لا يحتمل أصلا... في القصة ليس هناك أدنى إشارة إلى علاقات مشبوهة أو حتى علاقات عاطفية بين العمانية والهندي، ولا أظن أن طريقة صياغة تلك الفقرة في القصة ممكن أن تشي بذلك من قريب أو بعيد،، لذا فأرجو منك حين تحاول أن تجد علاقة بين نص ما والبلد التي ينتمي إليها كاتب ذلك النص أن تقرأ في مجمل السيرة الوطنية والإجتماعية لذلك البلد لكي تقرر على نحو مدروس مدى إمكانية إيجاد رابط حقيقي وغير مفتعل ما بين النص والكاتب وبلاده؟ في النهاية شكرا لتطرقك لنقد هذه القصة، وتأكد أن ما دفعني للرد دافعه الوحيد أن التأويلات التي أولتها جانبت الصواب في نقاط هامة

فهد مبارك
27-08-2012, 07:30 PM
الأستاذ محمد أيوب، لقد قرأت رؤيتك النقدية للقصة قبل ذلك في موقع المحلاج القصصي .. وبرغم استغرابي لتحميلك القصة ما لا تحتمل من تأويلات ألا أني لم أعلق على ذلك النقد على أعتبار أن للناقد الحرية في رؤية القصة من أي زاوية نقدية هو يراها، ولكن هناك مغالطات وردت في مقالك هذا ووددت توضيحه ما دمت تسعى لنشر هذه الرؤية النقدية التي لا تخلو من مغالطات في كل المنتديات الأدبية، لذا فقد حان الوقت للرد على ما تفضلت به من طرح. أولا، أنا من كتب القصة وأعلم بمناخاتها والظروف المحيطة بكتابتها لذا فأنا يزعجني أن يتم تأويل القصة من منطلق أنها كتبت لترصد واقع المرأة العمانية بأية حال، فواقع المرأة العمانية ليس متردياً ولا هامشيا كما تفضلت في مقالك، إنما واقع المرأة لدينا واقع أعتز فيه وأفخر على كل المستويات والصعد ككاتبة وإنسانة، ثم هناك ملاحظة لك أدهشتني جدا وتتمثل في تأويلك لنصح الصديقة لصديقتها بضرورة الإعتناء ببشرتها على أن العمانية تعاني من عقدة أسمرار لون البشرة!! ،، عزيزي إن هذه القصة لم تكتب من أجل نقد واقعنا في عمان، ولا لنقد عاداتنا وتقاليدنا ولوننا الأسمر وعلاقتنا مع الأجنبي، فمن ناحية لون البشرة فنحن كغيرنا من العرب فينا الأبيض والأسمر والأسود والجميل والعادي، وعلاقتنا مع بعضنا والآخر علاقة إيجابية لا تعالي فيها ولا غرور وأيضا لا رفع للكلفة لدرجة أننا ندخل مع الأجنبي في علاقات غرامية!! ويبقى أن لكل قاعدة شواذ، وإن وجدت علاقات من ذلك النوع فإنها شاذة ولا يجب أن يرتكز عليها لتحليل نص لم يشر صاحبه لذلك بشكل واضح وجلي أمام القارئ

ليتك نظرت للقصة من زاوية أنها لا تمثل بالضرورة مكان أو زمان أو وطن بعينه - كما يفترض أن ينظر إلى الأدب، وخاصة حين لا يشير كاتب العمل إلى مكان محدد في قصته، ورد في تحليلك:

"فقصة الهندي صاحب الدكان ثيمة أساسية في السرد الحكائي، لأنه يعرف كل التفاصيل بما فيها الجزئيات التي تخص المرأة مثل المساحيق و أدوات التجميل .

فالعامل الهندي أصبح جزءا من المنظومة العمانية، لا تصح الحياة الاجتماعية و الاقتصادية بدونه، ولعل أهمية الهندي هنا قد تصل إلى مرحلة الإعجاب و الدخول معه في علاقة غرامية، و لو بشكل سري، لأن العلاقة الغرامية من هذا النوع تعتبر ضربا من التحدي و الجنون الذي لا يقبله المجتمع العماني الذي مازال يؤمن بصفاء العرق ونقاء القبيلة لا أدري لماذا انتابني خجل مفاجئ حين التقت عيناي بعينيّ البائع الأسيوي الذي كان يدندن وحيداً بترانيم هندية، والذي رمقنا بنظرة دهشة لعودتنا المباغتة والسريعة إلى المتجر!.."

أكرر تعجبي من هذا الفهم للنص وهذا الطرح الذي حمله ما لا يحتمل أصلا... في القصة ليس هناك أدنى إشارة إلى علاقات مشبوهة أو حتى علاقات عاطفية بين العمانية والهندي، ولا أظن أن طريقة صياغة تلك الفقرة في القصة ممكن أن تشي بذلك من قريب أو بعيد،، لذا فأرجو منك حين تحاول أن تجد علاقة بين نص ما والبلد التي ينتمي إليها كاتب ذلك النص أن تقرأ في مجمل السيرة الوطنية والإجتماعية لذلك البلد لكي تقرر على نحو مدروس مدى إمكانية إيجاد رابط حقيقي وغير مفتعل ما بين النص والكاتب وبلاده؟ في النهاية شكرا لتطرقك لنقد هذه القصة، وتأكد أن ما دفعني للرد دافعه الوحيد أن التأويلات التي أولتها جانبت الصواب في نقاط هامة

مرحبا بالقاصة والكاتبة حنان المنذري ..
في البداية لك الحق في ردة الفعل تلك ولكنه في النهاية ناقد .. والناقد له رؤية بناء على معطيات وخلفيات تراكمية وهي بطبيعة الحال تختلف من كاتب إلى اخر ..
عموما اتمنى أن تقومين بطرح القصة في قسم القصة وسوف نشارك في مناقشتها بناء على القراءة التي قام بها الاستاذ محمد يوب حتى نفهم ونستوعب الطريقة التي جعلت من قراءته تأتي هكذا ..
وننتظر القصة
اهلا وسهلا بك مرة أخرى