المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة: بلدي وفقراؤها مالاً.


أمل فكر
10-08-2010, 06:57 PM
قراءة ممتعة إن شاء الله،
حفظكم الرب:).

((بلدي وفقراؤها مالاً))

طفل و طفلة في شوارعنا الغنية بخطوط عربات المترفين البالغين الثراء، المترفة بطابع أبهض و أفخم الأحذية... في بلدي البلد الثري الذي يحوي نسمة جيدة من الناس تحتمل ميزانيته أن يكون في رصيد كل مواطن منه مبلغ ليس بالقليل أو حتى الضخم... ... في بلدي هذا المعروف كمن إحدى الدول الخليجية دول البترول (غني)... ذات دخل و مردود عظيم، من شأنه أن يعيش كل المواطنين لديه في ترف أو حالة ميسورة ماديا.... ..... في بلدي هذا المعروف بحالته المادية هذه، هاجر إليه المغتصبين من العراق و من فلسطين و من الدول الأخرى العربية "الشامية" الذين يئسوا من لقمة العيش في بلادهم... ... أنا في شارعه كمواطنة فيه سواء كنت ميسورة الحال أم معدمة أم شبة معدمة فكله سواء فهو (بلدي)... و لكن ماذا عنهم.. عنهما ... عن طفولتهما و براءتهما ....؟؟
طفل و طفلة في شارع بلدي يهانان... لم أرهما حقيقة قد أهينا من قبل أحد... و لكن يكفي كونهما غريبين أن يذلا من أجل لقمة العيش في طلبها من الناس... مهما بلغ مستوى حياتهما و تكابرهما و تربيتهما فلقد كانا "طفلين" لربما هاجرا من موطن كانا فيه أعزاء، أو حتى سواء كانا فيه فقراء معدومين و لكنهما كانا في بلدهما.
كانت لطيفة تلك الطفلة، دعت لأختي أن تكون سعيدة فمزح معها زوج أختي - و أنا الله لا يسعدني ... ألا لي دعوة !
فتبسمت وضحكت ضحك الأطفال، و ما كانت في حال الضحك أو مزاج السعادة، بصوتها العذب المرح المهذب - و لك أنت أيضا... الله يسعدك و يخليك.
كم عز علي رجائها في الحصول على المال من الناس حيث تضطر بإلقاء موالا عذبا من الأدعية بصوتها ذلك كالمترهبة أو القديسة أو حتى الأم.... ... سحبها أخوها و ما كان يبدوا إلا صبيا مغوارا متعففا، ذا كبرياء ... ذا كبرياء مضطر أن يتجاهله من أجل لقمة العيش... كانا طفلين و غريبين من أين لهما للقمة العيش؟ و من أين لهما أن يواصلا الحياة القاسية الجبارة بالضعف؟ كانا قويين، كانا كل شيء يبهر... أسلوبهما، شخصيتهما، و لطفهما المتعمد.
أكتب هذا و أشعر بأن لهما اليوم حياة أخرى، حياة نعيم أو قليله قريب من النعيم و اليسر لأن ربنا الله عظيم، يحب الأطفال عباده... أدعوه أن يكونا في أفضل حال و صالحان كما بدأ سيكونان. ولا أدري اليوم ما هي حقيقة كونهما!
طفلة و دعائها المرح، العميق بطريقة ما ... و امرأة عجوز و دعائها كدعاء الأمهات المسترسلات، دخلت إلي استضفتها أجلستها، عرضت عليها الماء و هي خلال كل ذلك كالتمتمة بصوت مسموع مادة يدها و لكأنها المشلولة ألي في طلب المال... كالتمتمة ـ الله يرزقك.. الله يجازيكِ..
و ما إن جلست أخرجت جزء مما عندي و طلبت منها السماح لما سأعطيها إياه من نقود... و لكنها شكرت و حمدت الرب، و رفعت يديها للسماء لا أدري لحظة أكان في رفع يديها للسماء هذا علاقة له في جزء من عملها أو إنه شكرا و من قلبها الطيب، و حال شأنها الفقير مالاً... لم أميز شيئا و لكنها دعت لي حتى خرجت... و من كثر ما دعته و قليل ما أسمع دعاء لي جهراُ قبلتها على رأسها انتفضتْ و لم تلقي الفرصة لإبعادي فقد قبلتها قبل عن تقاوم و شكرتُ لها الدعاء الذي أبكاني لأمرين إذ لا أعلم سبب الدعاء هل لأنها وجدتني جديرة به، أستحقه كإنسانة هي أحبتها حب اللحظة لغريب فيرحل...؟ أم جزء يجب عليها القيام به كواجب يحتمه عليها ما تقوم به من شحاذة .. أبكتني حالها و التفكير بدولتي الغنية دولة الرزق الفائض و المدخول الجيد إن لم يكن خيالي، الذي يكون في حفنة من الوزراء و المسؤولين أبلغ الثروات و ابلغ و ابلغ... و في يد البسطاء "البط السود للدولة" لا شيء .. لا شيء حقا دون المقارنة بما لدى أولئك... و لو قارنا بما لدى بعض من المواطنين الذين يحاولون كسب رزق طيب من خلال التجارة و السمسرة و فتح المشاريع و القيام بها بجهدهم الخاص و بما لدى الوزراء، و بعض اللصوص العباقرة من الدولة وخارجها لكانت النتيجة أن بما لدى المواطنين البسطاء "لا شيء " مقارنة بأولئك، لا شيء حتما، وأؤمن بطبقات الرزق التي من عند الله ولكن عدلاً؛ حيث أمرنا الله بأن نتكامل لا نتعالى وندوس.
هذه بلدي التي أحب و لطالما أنشد بها أناشيد الحب و الغرام و التعزز و الفخر بها إنما ما أحب ما حباها الله به من طبيعة رهيبة خلابة، و من طبيعة أنفس البشر العذبة الطيبة، الشهمة و كل صفة قد يتصف بها العربي عدا الجبن... الجبن قد تحدثت فيه مراراً و كان أخر مرة في ليلة الأمس و كان ملخص الحوار أن نتيجة عدم الجبن هو "الموت، أو العذاب، أو الاختفاء، أو فقدان ذاكرة و جنون" ولم يكن هو جل رأيي فلازلت مع عدم الجبن، ولست مع المعدم الذي لم يأمره الله بأن يبقى في كف "كاد الفقر أن يكون كفرا"، بلدي العذب الرقيق، بلدي المتيمة به بكل معنى للحب... بلدي لاشك إنه يحمل لي ذات الشعور و المشاعر حبا، و فخرا، و زهوا، و احتواء كالأم... و لكن ما بيده حيلة إذ أنتج و ولد بعض من الناس ما كان ليقدر أن يمنع ولادتهم.
بلدي أبي و موطني أمي لا للقلق فأنا و كثيروووووووووون من أخواني و أخواتي نحبكم حتى الموت.
فلتعش في أماناً يا بلدي و يا أمي.
فهناك من يحمي المعدم ، و من يؤوي الطفل الصغير و الطير الكسير، و العجوز الأعمى و العجوز اليتيم من الحياة... فهناك حامِ فلتطمأني و لنعبده معاً يا فرش جنتي رغم الآهات، فلنعبده يا أماه.

سالم الوشاحي
11-08-2010, 06:37 PM
أختي الفاضله امل فكر

لقد تهتُ بين كلامك الجميل

والرائع الذي بين ثنياته الألم

والمراره ..فلم أجد إلا أن ألملم

بعض من كلامي وابتعد خوفاً

من أني لاأوفيكِ حقك في الكتابه

الراقيه ...قصه جميله وواقع لابد

أن نعايشه في بلادنا .....

شكراً أخيّه وننتظر جديدك على أحر من الجمر

نبيلة مهدي
13-08-2010, 02:58 AM
عزيزتي أمل فكر

كم أنتِ رائعة بهذا النبض..
ما أعجبني هو حبكِ للوطن و حبكِ لتلك الأنفس التائهة المعذبة..
رائع أن نكتب بهكذا روح... رائعة أنتِ تقبلي مروري من هنا..


مودتي

لك مكان
27-08-2010, 02:27 PM
اشكرك جزيل الشكر في غاية الروعه

أمل فكر
29-08-2010, 03:06 AM
أختي الفاضله امل فكر

لقد تهتُ بين كلامك الجميل

والرائع الذي بين ثنياته الألم

والمراره ..فلم أجد إلا أن ألملم

بعض من كلامي وابتعد خوفاً

من أني لاأوفيكِ حقك في الكتابه

الراقيه ...قصه جميله وواقع لابد

أن نعايشه في بلادنا .....

شكراً أخيّه وننتظر جديدك على أحر من الجمر

مساء الذكر والقرآن، مساء متقبل منا- بإحسان

أخي الكريم أشكر لك صدق تعليقك، فعلاً المرارة كانت تنبت من تلك المشاهد،

فقط أسأل الله ألا تكون هذه المواقف متكررة ان يوماً تقف عند حد.

وأشكرك جزيل الشكر على الإطراء الجميل.

أمل فكر
29-08-2010, 04:31 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سحوور طيب

أختي الغالية نبيلة المهدي/ أنتي الأروع.. و من منا لا يحب الوطن الذي يحملنا تراب أرضه،
ونحمله في أعناقنا
سوراً لؤلؤياً وأمانةً .؟

أخي لك مكان/ حفظك الرب، ولك مني جزيل الشكر.

فاطــ (محمد) ــمة عبدالله
29-08-2010, 07:34 AM
ياااااا ه يا امل ..

ما اروعك بهذا الموعد ......

آنست روحي هنا ..معكِ ومع أؤلئك ...والوطن ...والرضا والقناعه والإيمان .........

سلمت ِ على هذا البوح الذي يسري بمسرى الدم في الروح ............

بارك الله فيك ِ...

كوني بالقرب سيدتي...