المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : `•._[ صلاةٌ , قبلَ سُقوطِ الشفقْ ]_.•` قصة قصيرة


حمد المخيني
21-08-2010, 06:04 PM
[ صلاةٌ , قبلَ سُقوطِ الشفقْ ]


قصة قصيرة


سيبدو لكم أنها غريبة في المضمون


ولكنها ,, حتما
من الواقع


http://up20.s-oman.net/untitligi.jpg



الله أكبر الله أكبر. الله أكبر الله أكـبر. أشـهد أن لا إلـه إلا الله . أشهـد أن لا إله إلا الله . أشـهد أن محـمدا رسول الله . أشهـد أن محمـدا رسول الله

حي على الصلاة . حي على الصـلاة . حي على الفلاح . حـي على الفلاح . قد قامت الصـلاة . قد قامـت الصلاة . الله أكبر الله أكبر . لا إله إلا الله.


" استوا واعتدلوا , سدوا الخلل , الصلاة قائمة " سيصلي الإمام ثلاثا قبل أن يسقط الشفق. اصطف المصلين خلفه , منهم من يسارع إلى الصفوف الأمامية ومنهم من يبطيء من مشيته حتى يظفر بالسطور الأخيرة , و رحم الله إمرىء عرف قدر نفسه. يكبر الأمام تكبيرة الأحرام [الله أكبر] .


يقف " أبا خلفان" خاشعا , بجانبه خلفان يلعن الحظ بعد أن وقف إلى جانبه الآخر أسيوي انتهى توا من عمله تحت الشمس الغائبة منذ دقائق معدودة ." تبا لك يا رفيك, ألم تجد مكانا تقف فيه إلا هنا؟ , رائحة العرق و زيت الشعر أفٍ , مهلاً, في جيبي عشرون ريالا حصلت عليهن من والدي بعناء كبير , أخشى أن يسرقني , سأنقلهن في الجيب الآخر , لن أصرف من النقود سوا ريالا واحدا , كلما أخرج مع عبدالمجيد أكون أنا من يدفع الحساب , هذه المرة سيكون الدفع عليه . هل أحلق شاربي؟ لا لا سيوبخني والدي , أحمد الله أنه أوقف الهرج عن تقصيري لـلحيتي ولم يتزمت كما يفعل عمي مع أبناءه ".


سقطت عين الآسيوي على ساعده المتسخ ببقايا الصبغ الأبيض , أزالها على عجل " متى سيكون الأرباب رحيما , كل ما أجنيه في نهاية الشهر مئة ريال ,هل من العدل أن أقتسمها بالنصف مع هذا الأرباب اللعين؟ , لم أحادث أبنائي منذ قرابة الشهر , لا أعلم لماذا أُغلقت تلك الهواتف التي قيل أنها غير مشروعة, كنت أحادث أهلي يوميا بمبلغ زهيد ولم يكن كومار من المقصرين, المسكين تم ترحيله إلى بلده, فعلا [سَوّي كِيْر هَسِّـل شر] تبقى لي سنة ثم سأحاول التسلل إلى دبي , هناك يمكنني جمع أموالاً طائلة بجهد أقل"



سلطان وخالد جنبا إلى جنب جمعتهم الصلاة بعد أن فرقتهم مطامع الدنيا . يحك خالدا شاربه "سلطان البغيض , لن أتهاون أبدا عن كسر زجاج نافذة منزلك مرة أخرى إن حاولت استفزازي, كيف سمحت لنفسك أن تصلي إلى جانبي؟ حقا عديم الكرامة والشرف , أعدك أن أبعث لك صورا لزوجتك الجميلة قريبا على أغلى الألبومات ثمنا , أو لم المخاطرة ؟ , سأنشرها على قائمة أصدقاء البلاك بيري هاهاها , كم أنا متشوق لرؤية وجهك بعد ذلك يا رجل , أتمنى أن تُكثر من النوم خارج المنزل " .



يشعر سلطان وكأن قدميه قد ثقلتا بعد أن نهض من السجدة الثانية , يبدو أنه مستاءا من وقوف خالدا إلى جانبه " خالد البغيض , كم أكرهك , قريبا سأنتقل إلى بيتي الجديد وأتخلص من متاعبك , شاهدتك مرة تخرج من باب منزلي وقد ادعيت أن كرة ابنك سقطت في الفناء الخارجي , لو لم تكن تحمل كرة في يدك لأخذتك إلى مركز الشرطة مباشرة , اااخ . متى سيريني القدر فيك ؟ . صحيح علي ان أخذ زوجتي للمستشفى بعد انتهاء الصلاة , لم يأتيها الطمث منذ شهرين و تعتقد أنها حامل رغم اتفاقنا على عدم انجاب طفلا اخر إلا حين يصبح عمرُ بكرنا [عبدالله] ثلاث سنين , وهو لم يتعدى السنتان بعد, ثم إنني أستبعد صحة حملها فقد عملت ما بوسعي حتى لا يحدث ذلك".



في السطر الثاني , يتلامس طرف قدم محمد اليسرى مع قدم أبو هاجر اليمنى " محمد ولد مهذب و تقي ,اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. لا لا لن أسرح في صلاتي سأتأمل وأتدبر في آيات الله " يغمض أبو هاجر عينيه خاشعا . يركع محمدا مع الراكعين " هل لاحظ أبو هاجر محافظتي على الصلاة ؟ وحسن أخلاقي ؟ عسى أن يوافق على تزويجي ابنته, من المؤكد أنه لن يرفضني , فانا أملك وظيفتي وراتبي ممتاز , ياااه عندما أتزوجها ستكون أسعد إمرأة على هذه الأرض , سأرسم لها حياة هنيئة , الآن سأعطي والدتي الضوء الأخضر لخطبتها لي , حين تنتهي الصلاة سأصافحه بكلتا يدي بحرارة وانشده عن حاجته فألبيها ".


في الجهة الاخرى من قاعة الصلاة , يقف سالم و أخيه الصغير خليل , إلى جانبهم ابن جارهم عبدالملك يتلفت يمينا شمالا في صلاته و يفكر " ماذا سأشتري بالمبلغ الذي أدخره ؟ دراجة هوائية؟ ولكنني أحلم بالبلايستيشن , لا البلايستشين سينتقل بسببها سالم للعيش في بيتنا و سيبكي عليها أخاه خليل ولن يسكت حتى يلعب , يا إلهي ! هذا معلم التربية الاسلامية يصلي خلفي , يا ويلي! هل شاهدني و أنا أتلفت؟ سيوبخني غدا لا محالة , سأتغيب عن المدرسة" يسجدُ المصلين فيتحدث عبدالملك بصوت خافت جدا " سالم انتبه, معلم التربية الاسلامية يصلي خلفنا" . يفكرُّ سالم " هل تلفتٌّ في صلاتي؟ " الجواب : نعم , يتجمد في مكانه ويتظاهر بالخشوع.


"السلام عليكم و رحمة الله ,, السلام عليكم و رحمة الله " يسلم الإمام يمينا و شمالا منهيا الصلاة.

يخرج المصلين افواجاً , يقف الرجل الآسيوي ليشحذ المال ’ ينهض خلفان على عجل بعد أن صافح والده الذي فرغ من التسبيح لتوه , يتعمد خالد أن يصدم كتف سلطان بحقدٍ ظاهر , يفرغ أبو هاجر من سجدة السهو فيصافحه محمد بشيء من المبالغة , يتراكض عبدالملك و سالم الذي يمسك يد أخيه الصغير إلى خارج المسجد مسرعين , يحرك المعلم رأسه يمينا شمالا تعبيرا عن الإنزعاج.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ إن العبد لينصرف من صلاته , ولم يكتب له منها إلأ نصفها , إلا ثلثها , إلا ربعها , إلا خمسها , إلا سدسها , إلا سبعها , إلا ثمنها , إلا تسعها , إلا عشرها] .



النهاية
حمد المخيني

سالم الوشاحي
21-08-2010, 08:16 PM
قصة جميله أخي حمد المخيني

ورساله إلى كل مصلي جاء للصلاه

وهنا اذكر قول الحق عن الصلاه والخشوع

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ )

وقال تعالى ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقًِّ )

فكثيرا من المصلين نسي أو تنسى الخشوع في الصلاه

وجعل من صلاته مراجعة حساباته الدنيويه ولا يعلم ماذا قال الإمام

إلا مع التسليم ..!!!!

شكرا أخي حمد على القصه الرائعه ..

ربي أجعلها في موازين حسناتك يارب العالمين

هيثم العيسائي
23-08-2010, 09:57 AM
حمد انت رائع بكل المقايس

فقط لا تحرمنا من كل ما هو جديدك


لك الود
هيثم

غربة أسير
24-08-2010, 09:29 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حمود ..
قراتها مرة ولا زلت لا أمل من قراءتها ..
كاتب متميز ..
اسعدك الله ..

لك مكان
27-08-2010, 02:21 PM
اشكرك جزيل الشكر في غاية الروعه

yasmeen
07-09-2012, 10:45 AM
مشكور على القصة


http://aaaaaaaaaaccccc.googlepages.com/wafqc.gif