المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تداعيات البرمكي


محمدالزهراني
03-04-2009, 01:49 PM
فصل من رواية:
حكاية ارهابي
قندهار :ما بين 1984-1989
-------------------
تداعيات البرمكي :
----------------
حين أنصت إلى ذاكرتي .. .ينمو حلم آخر ، أشبه بغيمة ترقص على سفح بركان . استمع إلى صوت ،أمي كأنه الحمم. ..تصلني أمي لتوقظ ينابيع الروح المتهالكة :
صوتها كان المحرض
كان شمسا في المساء
حين قالت :
أنا من تلك الحكايات الجديدة
أنا من تلك الفراشات البعيدة .
أنا من تلك السحابات التي ما أمطرت إلا لستقيك ما ..
ارتدي الليل ، واغني أغنية بهيجة ، ليست لنا ، نحن المهاجرون المهجرون دون هوية ، فتخرج أغنية حزينة كقلبي ، وملوثة كالهواء الذي يطير من حولنا ،انه الصمت . علمنا الغناء المعتم. صمتنا وفي صدورنا كلام أخضر. في هذه الفوضى .لا أريد الكثير . أريد أن افهم فقط.كل منا في حنين إلى شيء إلا المطر في هذه الجبال. لم يعد قادرا على أن يظلننا دون ريبة.

..بين خلوة وأخرى ، كنت اصدح بالمواويل والأهازيج الحجازية التي لا تقبلها تلك النظرة الأحادية ، ورحت في غناء شديد " كلما تذكرت نازك " " غادة زانها التورد في الخد ، وناغت بالعطر منه الأقاحا ، قيدتني قيدتني، ولم أكن اعرف القيد ، ولكن حملته مرتاحا" يا لال يا لال يا.. يا .. لا لي ." وإذا يئست من الدنو..رغبت في طول البعاد، يا نازك ً : أرجو الشهادة في هواك..لان قلبي في جهاد".

حين أنصت إلى طفولتي .
.أدرك إن هناك من حاول تشويه لوحة الجمال في مراسمي
-لا ترسم ، لا تكتب ، لا تغني ، لا تضحك، لاتسمع موسيقى، لا تشاهد التلفاز ، كل شيء حرام ، كل شيء مجرم ، كل فعل مرصود.هكذا كبرنا وفي عروقنا دم يشتعل.

لم أدرك حجم الوحشة..ولم أتصور أن الدنيا ستكون بهذا الظلام ، ولم يبق لي إلا هذه الأوراق التي أصبحت رسائل فيما بعد .
شكرا لليماني الفنان ، لولا هذه الأوراق..ما وجدت صدرا للكتابة.
-------------
الرسالة الأولى
•إلى حمام المدينة :
مساء الخير ..أو صباح الخير . أيها المخلوق النبيل.
أتمنى أن لا تزعج رسالتي هدوءك
وأن تصلك وأنت في أحسن تحليق.
أما بعد أيها الحبيب :
فكما تعرف : أنني تركت المدينة مجبراً أو قل متهورا ، وانتعلت الغربة ، ومضت بي الخطوات في كل الجهات ، حتى غدوت لا أعرف إلى أين ستمضي بي القوافل ، طالما قلت للنجم : أيها النجم دلني ..أين يمضي بي الملل ، ربما لا يضيئني ،غير بوحي إلى زحل.
صديقي النظيف ،: اخبرني أيها المتعالي على العنصرية ، هل يسمح لك با لغناء والتحليق في كل مكان، هل تطير بكل حرية ، هل تشرب من كل القلوب، هل تحب الظل كما تحب الشموس، أخبرني : أيها الشاهق ، أكان كثيرا على الناس ظل الوطن، أكان كثيرا على الماء بوح السواقي ، أكان كثيرا على الفقراء ماء المطر. اخبرني عن الحرم وبكاء المتعبدين، اخبرني عن أمي ؟
هل ترى أمي أيها الحمام ؟

أمل عبدالرحمن
08-04-2009, 06:25 PM
الزهراني

اطلالة جديدة لك هنا عبر عذب الكلام وتوجت هذة الاطلالة بكتابة رائعة

حين قالت :
أنا من تلك الحكايات الجديدة
أنا من تلك الفراشات البعيدة .
أنا من تلك السحابات التي ما أمطرت إلا لستقيك ما ..
ارتدي الليل ، واغني أغنية بهيجة ، ليست لنا ، نحن المهاجرون المهجرون دون هوية ، فتخرج أغنية حزينة كقلبي ، وملوثة كالهواء الذي يطير من حولنا ،انه الصمت . علمنا الغناء المعتم. صمتنا وفي صدورنا كلام أخضر. في هذه الفوضى .لا أريد الكثير . أريد أن افهم فقط.كل منا في حنين إلى شيء إلا المطر في هذه الجبال. لم يعد قادرا على أن يظلننا دون ريبة.

اسعدني تواجدي عبر متصفحتك

تحيتي الما صلالة

عبدالله العمري
06-11-2009, 10:37 AM
نص يحتاج للواقفين أكثر

دمت بحب أخي

شكرا لقلك

محمد الطويل
12-11-2009, 02:05 PM
أخي محمد ................

تحية وأرق التحية لشخصك ودعني أرفع قبعتي لهذا العطاء الرائع وهذا التصور الجميل وهذا الإبداع الحقيقي .

أنت هنا زرعت على الضفاف كثيراً من الورد وسقيت الصحراء من مطر الحروف حتى تحولت إلى بستان يانع .


نص يحكي مشاعر قلب عايش واقع قندهار وذاب بين أروقتها وشم نسائمها وأحب أناسها ولكن بحكم الآخرين الذين منعوا العلم أن يتجول وصارت النسوة تحت طائلة المحرمات فأحرموها من كل شيء وبالتالي سقطت على لغة الأمل .

تقول الكاتبة آمال الميرغني :
( إننا لا نحتاج الى شيء حتى نتعلم الحزن ، لكننا نحتاج إلى أن نتعلم كيف نفرح بالحياة . ) انتهى .