المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بقلمي تابع سلسلة التعريف بعلماء السنة بعٌمان والشاعر محمد بن خاتم وشيخه الزواوي


جاسم القرطوبي
03-09-2010, 07:45 PM
سلسلة علماء السنة في عُمان والعلامة محمد بن خاتم و شيخه عبدالرحمن الزواوي
بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة لا بد منها :

الحمد لله ملأ الميزان ، والصلاة والسلام على سيد الثقلين نبينا العدنان، وأزكى صلوات الله وتسليماته على آله وصحبه أجمعين ما اتصلت عيون بنظر أو حجَّ حاجٌّ واعتمر ، وبعد : فها أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا أعود إليكم بترجمة لعالم عماني سنيٍّ ممن رجحت بهم كفة العلم قديما في عُمان في ظل دولة ٍ رسخ حديثا مولاي جلالة السلطان قابوس المعظم – حفظه ربنا ورعاه - صحة ما يقال بأنها منذ القدم تحتضن كافة المذاهب والرؤى العلمية دون تعصب أو شقاق إذ إن التطرف مهما كانت مسمياته والتعصب مهما كانت صفاته نبات سامة ترفضها التربة العمانية .

وقبل أن أبدأ أحب التنويه جاهدا على أنني لست هنا أسعى للشقاق والفرقة كما يرفرف دائما عني خلال سلسلتي هذه بهذا ، ولا آلو مذكرا أن هذه السلسلة تضمنت منذ بدايتها للآن ثلاثة أجزاء : أولها ما نقلته بتصرف من مذكرة شيخي علي إبراهيم المعيني في ترجمته لبعض علماء صحار من جميع المذاهب دون أن أضيف شيئا يذكر سوى كلمة أو كليمات أردت أن أوصل بها فائدة ما ، ثانيها : ما نقلته عن بقية علماء السنة فقط لأسباب بينته سابقا كاجتهاد شخصي بسيط وسماع معتبر لا سيما عمن التقيت بهم قبل وفاتهم وأيضا عن بعض علماء أصلهم من العمانيين بعد استوطنوا خارج السلطنة بسبب انتقالهم للتجارة أو العمل وقد الله أن يبرزوا خارجها ، ثالثها : ما ذكرته أيضا كاجتهاد شخصي وسماع عن العلماء السنة العمانيين في السلطنة الحبيبة والذين قضوا نحبهم ولم يترجم لهم أو بالكاد ورد ذكرهم في سطر وسطرين في هذا الكتاب وذاك . ولله الحمد قطعت شوطا كبيرا لحد الآن ، وقال بعض مشايخنا : من علامة الأذن الباطني تيسير الأسباب الظاهرة ، وسبحانه أسأل أن يوفقني في بقية عملي هذا رغم قلة الإمكانيات التي يتطلب توافرها ليؤتي القصد أكُله كل حين ، قال الشاعر : أخي لن تنال العلم إلا بسبعة ....
إخواني وأخواتي : رغم كل هذا لا أقول أنني أضع ترجمة وافية شافية لكل هؤلاء العلماء وإنما أسلط الضوء على سادتي العلماء فلعل إن ذكروا في محفل أو مكان عرفناهم . ولعلني في إيرادي ما يلي كفيل لإيصال القصد : في إحدى زياراتي للإحساء التي ابتدأتها عام 2005 ميلادية سُئلتُ هناك عن بعض من أعرفهم ممن لا يلقى لهم بال هنا - إن جاز لي التعبير - بينما كانوا في الإحساء من أبرز العلماء وأنجب الطلبة ولهم مكانتهم الخاصة فغبطتهم وإن شئت فقل حسدتهم فمهما يكن فإنني أفتخر بذلك ؛ ألم يقل الشاعر : وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حاسد . ومما أثار دهشتي قبل كتابتي هذه الأسطر كان هناك من يحدثني من ذوي هاتيك الصفة عن والده الذي كان يعمل في فترة الستينات كحارس في أول مدرسة في قطر مدرسة صلاح الدين الأيوبي أنه تتلمذ على يد الشيخ ابن حجر القطري حيث أنه والده كان يحدثه عن الشيخ كثيرا وحيث أنه وجد من ضمن كتب أبيه كتاب في ملك ابن حجر بخط يده وهذا الطالب الذي صار بعد ذلك إماما وقارئا مجودا لكتاب الله في قريتنا إلى أن توفاه الله ، ومن الطريف أن أباه أتى به لجدي الملقب بالشرع ليعلمه البحر وأصوله وقال له بالحرف الواحد : إن لم يفلح فارمه في البحر – رحمهم الله جميعا رحمة الأبرار – والله أسأل أن لا يحرمنا أجرهم ولا يفتنا بعدهم ويغفر لنا ولهم آمين يا رب العالمين .

صاحب الترجمة الأول ( الشيخ محمد بن خاتم من علماء القرن الثالث عشر ) :

هو العلامة المفسر والمحدث والفقيه الشاعر المحقق من ضربت شهرته في السلطنة وفارس واليمن ، صاحب الإجازات العلمية ، الشيخ محمد بن خاتم بن عبد الرحمن عاش في القرن الثالث عشر وأما أصله فهو من مواليد أعرق مدينة عمانية تاريخية (( قلهات )) والتي كانت في القرن الثالث عشر الميناء التجاري الرئيسي الرابط مابين الداخل والخارج واشتهرت كما وصفها ابن بطوطة في القرن الرابع عشر بأنها مركز تصديرالخيول ومنها يتم استيراد البهارات ومن الآثار التاريخية المتبقية في قلهات ضريح بيبي مريم المزخرف من الداخل ويعتبر هذا الموقع من المواقع الأثرية المهمة .

مشايخ صاحب الترجمة :

قد تقلد الشيخ محمد بن خاتم في قلهات الإفتاء والقضاء وله مدرسة علمية باسمه في مغب ،
أخذ الشيخ العلم من عدة مشايخ حسب الطريقة المتبعة المعروفة وهي طريقة التعلم من أفواه العلماء ثم أخذ السند المتصل منهم إلى صاحب المذهب أو الكتاب أو النبي صلى الله عليه وسلم وقد شرحت ما هو السند سابقا وأقول هنا وعلى رأسهم العلامة الشيخ طاهر بن الحسين بن طاهر باعلوي وهو ممن نزلوا السلطنة واستوطنوها أسوة ً بالحبيب محمد بن علوي آل باعلوي (( نزيل مرباط )) والذي يتفرع منه جميع السادة من آل باعلوي الموجودون للآن في في اندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وكينيا وتنزانيا وماليزيا فضلا عن مدينة تريم الغناء وهي نفسها التي دعا لها سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أن تنبت العلماء كما تنبت السماء الأرض ، والتي قال فيها العلماء : شوارع تريم شيخ من لا شيخ له وتعد مدينة تريم تراثية جدا وبها نشأ أكابر العلماء ، وضريحه موجود في صلالة ليومنا هذا في مدينة مرباط وبالمناسبة ومما أراه واجب التبيين كلمة الحبيب يطلقها اليمنيون على من كانت له نسبة بالرسول صلى الله عليه وسلم لما ورد في الحديث الشريف وأحبوا آل البيت لحبي فلذلك أطلق عليهم اليمنيون كلمة الحبيب وأما المغاربة فيطلقون على كل من اسمه أحمد ومحمد كلمة سيدي فلا يقولون أحمد ومحمد مجردة هكذا ، وأما الأعاجم من الهند وباكستان فيطلقون لفظ محمد قبل كل اسم لهم فيسمون مثلا محمد يسن ، محمد جاسيم ، محمد راشد ألخ. هذا وقد ترجمت للحبيب محمد بن علي باعلوي في القسم الثاني من سلسلتي هذه فارجع له إن شئت .

وعودة للشيخ طاهر بن الحسين بين يدي الآن مجموع مشتمل على ثلاث وعشرين رسالة وديوان ومنظومة لأخ الحبيب طاهر عبدالله بن حسين بن طاهر باعلوي .

ومن مشايخ الشيخ محمد بن خاتم أيضا الشيخ الصحاري العماني محمد بن عيسى الظاهري وهو أول من ترجمتُ له أنا في القسم الأول من هذه السلسلة فارجع له إن شئت ، والشيخ راشد بن محمد النجدي الأمر الذي خوّل الشيخ في الإفتاء بجميع مذاهب أهل السنة من الكتاب والسنة ونقولات العلماء المعتمدين المعول عليهم دون إفراط أو تفريط .


تلامذة صاحب الترجمة :

ومن تلامذته الحبيب عيدروس الحبشي صاحب كتاب عقد اليواقيت الجوهرية والذي أثنى عليه في الكتاب ذاته ؛ قائلا : ((الشيخ الإمام المتفنن في جميع العلوم ، المحقق في جميع المذاهب والرسوم )) ، ومن تلامذة الشيخ علي بن جمعة القاسمي المولود في بر الجصة والمقيم والمدفون أيضا في قريتنا مقاعسة بولاية صحم وقد ترجمت عنه سابقا في القسم الثالث من هذه السلسلة، والشيخ محمد بن عبدالله الكندي المالكي العماني . أقول أنا ساطر هذه الرقوم : لا أعلم هل المالكية في السلطنة موجودون إلى الآن أم لا إذ أنني سمعت بعض الأجلاء الفاضلين العمانين يقول : كان في مسقط مالكيون أي من السادة المالكية .

مؤلفات الشيخ :ومن آثار الشيخ وكتبه رسالة في اختلاف الإمامين أبي حنيفة ومالك ، وسؤال في الاقتداء بغير شافعي ، وفتوى في مذهب الشافعية في حكم صوم رمضان إذا تعارضت الشهادة مع رأي أهل الحساب ، وأخيرا حقق للشيخ رحمه الله رسالته اللمعة المستفادة في حكم إقامة الجمعة والإفادة الأخ فيصل بن عبدالله الخطيب من تلامذة السيد المحدث إبراهيم الخليفة الإحسائي الشافعي ، هذا وقد ترجمت أول ما بدأت في الاشتغال بسلسلة التعريف بمذاهب أهل السنة بكتابة نبذة شاملة عن السيد إبراهيم الخليفة التلميذ النجيب سيدنا الشيخ الحبيب السيد الدكتور محمد بن علوي المالكي محدث الحرمين وآية في الحفظ والتحديث في المملكة العربية السعودية بل هو من العلماء ذوي الفكر التنويري الحديث الذي جمع بين الثقافة القديمة والتيارات الدينية الحديثة كما وصفه الدكتور حسن بن سفر أستاذ الفقه الإسلامي بجامعة الملك عبد العزيز الذي وافته المنية في مستشفى الرفيع بمكة المكرمة فجر الجمعة 15 رمضان في سنة 1425 هـ رحمه الله تعالى ونفعنا بآثاره آمين .


وقفة يجب لمحلتها :

ذكرت سابقا أثناء ترجمتي عن شيخي الشيخ حمد بن عبدالله بن مطر البريكي والذي درست عليه قليلا من متن أبي شجاع في الفقه الشافعي إذ حضرت مجلسه وهم كانوا في درس صلاة الميت ، وقليلا من كتاب العمدة إذ وافته المنية رحمه الله في منتصفه أن الشيخ حمد درس في الإحساء مع أولاد سيدي الشيخ أبي بكر بن ملا الإحسائي والذي تشرفت بزيارة ذريته مرات في الإحساء ومدحت منهم الشيخ الفاروق بقصيدة فرد علي بقصيدة عظيمة ذاكرا فيها اسمي وهذا شرف لي أعتبره أيما شرف ، وذكرت أن من المشايخ الذين درسوا هناك الشيخ العماني أيضا علي البريكي فوجب من ذلك أن أبين لكم مكانة الإحساء ومدارسها الفقهية :

انتشرت المدارس الفقهية الموقوفة على تدريس المذاهب الفقهية، فهناك مدارس تعتني بتدريس الفقه الحنفي مثل مدرسة القبة والمدرسة الشلهوبية، وهناك مدارس تهتم بتدريس الفقه المالكي مثل مدرسة الشهارنة ومدرسة الزواوي، وهناك مدارس تهتم بتدريس الفقه الشافعي مثل مدرسة العبداللطيف ومدرسة النعيم، وهناك مدارس يُدرّس فيها الفقه الحنبلي مثل مدرسة آل فيروز


ورجعة إلى أكابر مشايخ صاحب ترجمتنا العلامة محمد بن خاتم ، وكمدخل أيضا ، هو العلامة : عبدالرحمن بن أحمد الزواوي


ترجمة الشيخ عبدالرحمن بن أحمد الزواوي :

هوصاحب المؤلفات الجليلة من السادة الحسنيين من الأدارسة من أهل الأحساء العالم الجليل السيد عبد الرحمن بن أحمد الزواوي المالكي الذي أنتقل من الأحساء إلى مكة المكرمة وتوطنها، وكان ذلك عام 1210هـ.
ولمعرفة اصل الزواويين نرجع إلى ما قاله الشريف محمد الحسني : أل الزواوي من الاشراف الادارسه ينسبون الى مولاي ادريس بن ادريس بن عبدالله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليهم السلام منشاهم المغرب ومهاجرهم مكه المكرمه ثم دخلوا بلدان الخليج العربي منذو زمن ليس ببعيد ولهم وقف بمكه المكرمه.


زواوة إسم لمكانين في الجزائر :
الأول :حوز تلمسان
الثاني : مدينة جرجرة وهي زواوة التاريخية وتسمى الآن تيزي وزو تقع على يعد 120 كم شرقي الجزائر العاصمة .

بقى أن نعرف أنهم قدموا من المغرب ولمع منهم الشيخ عبدالرحمن بن أحمد الزواوي وأخوه يوسف الذي قدم إلى سلطنة عُمان واستوطن فيها وله ذرية معروفة إلى الآن باقية .


بقلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمي والنقل غير مسموح وكل إنسان حسيب نفسه في ذلك فلقد رأيت من نقل بعض هذه المواضيع دون أذن مني وبعضهم نقلها باسمه

أبو المؤيد
03-09-2010, 10:27 PM
العزيز/ جاسم:

كم جميل ما يخطه قلمك هنا، فهذا الموضوع والذي سبقه ما هو إلا نتاج معرفة وثقافة أدبية تتميز بها عن غيرك.

مشكور وعودٌ أحمد.

دمت بخير.

سالم الوشاحي
03-09-2010, 11:51 PM
جاسم القرطوبي

أهلاً بك وبقلمك الجميل

الذي لاياتي إلا بالجديد

سلمت أخي وسلمت أناملك

سيدي الفاضل...

نبيلة مهدي
04-09-2010, 12:24 AM
أستاذي و أخي الكريم

جاسم القرطوبي..

أولا العود أحمدُ. و ما شاء الله عليك موضوع جميل ..
سلمت يداك شكرا لهذا الموضوع..
وجهد فعلا رائع..

تقبل مروري
دمت بخير