المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قبل صدور القرار


حمد السيابي
21-09-2010, 11:29 AM
قبل صدور القرار
حاول أن يجمع أفكاره .. أصدر أوامره الصارمة إلى جميع حواسه بأنه سيصدر القرار .. أفكاره مشوشة بأحلام الماضي .. ممزوجة بوحل الحقيقة .. مغطاة بأوهام الانتظار .. كان دائما يحاول ولكنه يفشل .. وهذه المرة قال وهو يصرخ في جوف نفسه بأنه سيحطم المعتاد .. ويبعثر كل ما تعنيه البرتوكولات الزائفة التي صنعها غبار الماضي .. لا يريد أن يقترب منه أحد .. منعزلا عن العالم المضطرب من حوله يجالس أفكاره ويبعثر آهاته .. قال لي ذات يوم : إما أن يموت أو سيصاب بجنون مفاجئ .. كان يحاول أن يخفي عني الحقيقة ولكنه يسقط في المحذور .. فيبوح لي بالكثير .. عرفته إنسانا متزنا .. محبا للعزلة .. مصاحبا لألوان الكتب .. له سياسته الخاصة في الحياة .. عشق فتاة سمراء جميلة العينين ..على قدر من الوعي والثقافة .. رأى فيها مكنون السعادة وعبير الحياة وسر وجوده وضياء حقيقته ودواء ألمه وكنز حلمه المفقود .. أحبها بجنون لا يوصف .. نظم لها القصائد وكتب عنها الكثير .. وذهبت به أحلامه في كل الطرقات .. وعندما حاول التقرب منها رمته بباقة من الشوك .. ولكنه أصر على المواصلة فرماها بباقة من الورد المعطر فبكته الحياة ..
إنه يحب الرومانسية .. يحب ظلال الأشجار .. يحب الورود .. يقدس الجمال .. لا يستطيع وصف طفولته لكنه يحن إليها .. لأنها علمته الكثير .. عاش محروما من كل ما يتمتع به الآخرون .. فاتبع طريق الكفاح ليصل إلى نقطة تقاطع حياته .. كان دائما محفوفا بالأمل .. الأمل الذي افتقده منذ اللحظات الأولى عندما قالت له : ارجع إلى ماضيك واعرف نفسك .. كيف تلهث ورائي وأنت تعرف رأيي فيك ؟
حاول جاهدا أن لا تؤثر هذه الكلمات في زعزعة كيانه المتدفق .. لم يعرف في حياته رفيقا إلا الكتاب .. كان دائم الاطلاع .. لعله يحاول دفن ما تظنه تلك السمراء نقطة سوداء في جبين حياته .. لا أظن من عاش طفولته محروما ومعدوما يستحق بأن يوصف بأنه لا يستطيع مجاراة الزمن ولعل ذلك الحرمان يجعل من صاحبه إنسانا يعرف قدر نفسه .. في زمن انعدمت فيه الاعترافات الصادقة بمزايا النفوس
تصفح الجريدة كالمعتاد .. فوجد أسماء الناجحين والناجحات في الشهادة العامة .. قلب الجريدة سريعا وهو يتمتم : إنها في القسم العلمي .. وجد اسمها فتناول القلم ووضع علامة حول اسمها وهو يبتسم .. دارت الأفكار فرحة حول المكان .. سأل نفسه : ماذا أقدم لها هدية نجاحها ؟ أعرف أني عاجز عن التقرب منها حتى ولو أعطيتها كل ما أملك .. فبالأمس أهديتها قلبي وعواطفي وآهاتي .. لكنها تمادت في هجري وعدم تقدير مشاعري .. لكني رغم هذا سأذهب إليها وأقدم لها تهنئتي .. فأنا لن أبادلها الشكوك والاستهتار بمشاعر الآخرين .. سأكون كما عرفني الكثيرون متزنا .. أتحمل كل شيء يصدر من إنسانة أحببتها ولم أجد مبررا لتصرفاتها .. إنها تعاملني بطريقة مختلفة عن أيام علاقتنا الأولى ..

نبيلة مهدي
21-09-2010, 11:36 AM
قصة جميلة جدا..أعجبتني
هناك ملامح واقعية جدا في هذه القصة ..
الحب الصادق و التغير الذي يصاحب تلك الشخصيات
التي أحبت بصدق و التي لم تعرف معنى الحب إلا الكلمات..

سلمت يمنك يا أخي العزيز
حمد السيابي و شكرا لهذه القصة الممتعة و تقبل مروري هنا

كل الأحترام و التقدير

قطر الندى
21-09-2010, 03:27 PM
قصه جميله جدا بتوفيق

سالم الوشاحي
22-09-2010, 08:51 AM
أخي العزيز حمد السيابي

قصه جميله نتعلم منها الإصرار

والعزيمه وعدم الترجع ..

أحسنت أخي على القصه

أرجوا أن نراك هنا بقصه جميله أيضاً

عبدالله العمري
26-09-2010, 07:02 PM
قصة تحمل الكثير من الود رغم كلماتها القليلة

شكرا

العيون البنفسجية
03-10-2010, 07:46 PM
مشكور اخي
دائما قصص الحب تلامس مشاعرنا .... وتحرك مكنون الانفس
بوركت اخي
ومن باب الدعابه... اتمنى لست انت الذي وقع في شباك تلك الجميله فالورود لها لسعة شوك سامه احيانا