المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعراء الطين


أبو المؤيد
27-09-2010, 07:03 PM
عندما تتشابه العناصر الذرية في التركيب بين جسم الإنسان والطين ولا يكون بينهما إلا اختلافات بسيطة لا تكاد تذكر، ليرجع الإنسان إلى أصله الذي خلق منه فيتأثر ويؤثر فيه، حيث أن التشابه بين الأشياء يولد نوع من الحميمة فيما بينهما، مثلها مثل التوائم الذين يؤثر كل منهما على الآخر عن طريق التواصل الذهني.

عرف الإنسان الطين منذ القدم فشكله وطوعه كيفما أراد، فصنع منه المسكن وأدوات المأكل والمشرب، وتعدى ذلك أيضاً للمدفن، ومع تطور الحضارات والتقدم التكنولوجي لم يعد للطين تلك المساحة التي كان يصول ويجول فيها سابقاً، وصار شيءٍ لا يعدوا كونه كلمةً تنطق، إلا أن الطين بداء مرةً أخرى بالحضور بقوة ولكن هذه المرة ليس على أيدي الحرفيين أنما على ألسنة الشعراء، فكان حضوراً لافتً للأنظار، حيث أن العديد من الشعراء قد تأثروا منه، فصار متضمنً في العديد من قصائدهم، وهنا يتساءل المرء: لماذا يا ترى هذا العشق الغريب للطين؟!.

في الملتقى الأدبي السادس عشر والذي أقيم بولاية صحار كان الطين حاضراً بقوة في قصائد الشعراء، وحتى الناقد والشاعر العراقي "عدنان الصائغ" الذي قدم قراءة في "اشتراطات النص الجديد – رؤية في القصيدة الآن" كان الطين حاضراً في ثلاث قصائد من القصائد التي ألقاها، فهل الطين فعلاً يؤثر على المشاعر الإنسانية أم أن ذلك لا يعدوا كونه صدفة؟، بحسب اعتقادي لا وجود للصدفة هنا، وأن الشعراء يتعمدون وضع الطين بين جوانب قصائدهم سوء كان ذلك بقصد أو بغير قصد، فبما أن الطين والإنسان يكادان يكونان توأمان كما أسلفت، فلا بد من وجود لغة للتواصل بينهما بحيث تخلق جوً من التقارب بين الشاعر والمتلقين له، والقصد من اللغة هنا ليس اللغة المتعارف عليها أنما هي شيء محسوس يسري من روح الشاعر لأرواح المتلقين، أي من الطين للطين بتأثير من وحدة النشأة ووحدة التركيب، وبذلك نصل لنتيجة مفادها أن كلمة طين تلغي الحواجز بين الشاعر ومتلقيه ضاربةً على الأوتار الحساسة لديهم، وبما أن لجان تحكيم المسابقات من المتلقين فهم أيضاً يتأثرون بما يتأثر منه غيرهم، لذلك نرى أن غالبية القصائد المحتوية على كلمة طين تكون في صفوف القصائد الفائزة.

أن ما يدعو للدهشة أن شعراء الفصيح العُمانيون بدءوا بالتخلي عن كلمة "تراب" في قصائدهم ليستبدلوها بكلمة "طين"، فهل يا ترى سيكون "الطين" هو العامل الأوحد لتقبل القصائد من قبل المتلقين للشعر أم أن التطور سيمحو بريقه؟.

دمتم بخير.

سالم الريسي
27-09-2010, 08:02 PM
مصطفي...



أن ما يدعو للدهشة أن شعراء الفصيح العُمانيون بدءوا بالتخلي عن كلمة "تراب" في قصائدهم ليستبدلوها بكلمة "طين"، فهل يا ترى سيكون "الطين" هو العامل الأوحد لتقبل القصائد من قبل المتلقين للشعر أم أن التطور سيمحو بريقه؟.

للطين وقع خاص على أرواح البشرية، وأعتقد انه يمتد هذا الوقع ال ماخوذ من الطين للحيوانات والنباتات وكل كائن حي أو غير حي على سطح الأرض وجد مصاحب للبيئة ...

ف العناصر الأساسية للحياة موجودة (الماء-الهواء-الأرض-النار) وجميع هذه الأدوات نحتاج لها ولا غنى عنها أبدااا

الطين

في الشعر له روحانيه خاصة خصوصا مع شعراء المناطق القروية/البعيدة عن صخب المدينة ،والتي تتكون بعض جدرانها من الطين،لقدمها،وبما أن الشاعر أكثر روحانيه فهوا يلتقط المشاهد ويترجمها في نصوصه

أنا لا اعتقد أن هناك شيئا ما مثل التقدم سوف يمحوا الطين لان الطين لا ينتهي أبدا فكل ما بالوجود مرتبط به

لكن شعراء الفصيح

نترك لهم الإجابة..

مريم العلوي
27-09-2010, 11:58 PM
أعجبتني مقدمة الموضوع جميلة جداً وسرد موفق في أيصال الموضوع بطريقة مميزة
أسجل متابعتي

نبيلة مهدي
28-09-2010, 02:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

صباح السرور

أهلا أستاذي و أخي العزيز مصطفى المعمري..
موضوع مدهش و جميل...

الإنسان ما هو إلا مزيج من ماء و تراب.
وعندما يمتزج الماء مع التراب يكون الطين..
لهذا تجد هناك رابط قوي و عميق بين الإنسان و الطين الذي خلق منه..

قال تعالى: (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ . ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ )) سورة المؤمنون آية (14)

و الشعراء لا يكتبون شيئا إلا وقد ذابو فيه و وصلو لجوهره.. و أعتقد أيضا يحاولون دائما الربط بين الشيء المعنوي و المادي. فكل منا نصفه مادي و نصفه معنوي..

أعلم بأني تفلسفت فالمعذر...:p
فأتمنى أن تتقبل مروري من هنا
شكرا يا أخي العزيز مصطفى دائما تأتي بشيء جميل سلمت

كل الاحترام و التقدير

معمرية
28-09-2010, 11:09 AM
أولا أشكرك على الطرح المتميز والمواضيع الجميلة..
كوني أنظم شعرا...سأقر ان الروحانية والشاعرية التي تطغى على كيان الشاعر أو الشاعرة تجعله على اتصال حميمي مع موجودات الطبيعة...البحر...الطين...التراب...السماء...النجوم...
هنالك فراسة تكمن في عقل الشاعر وروحه تجعل كل ماحوله من موجودات الطبيعة رفيقا وونيسا ودعما لشعره...
حتى أدق الأمور
بالنسبة للطين فأوافقك الرأي فيما ذكرت...خاصة لألئك الشعراء الذين عاشوا على أعتاب القرى حياة ريفية عذبه...
لم أستخدم كلمة طين
لكن إستخدمت تراب في إحدى القصائد
شاكرة لك
بانتظار مزيدا من ابداعاتك

أبو المؤيد
28-09-2010, 08:30 PM
مصطفي...



أن ما يدعو للدهشة أن شعراء الفصيح العُمانيون بدءوا بالتخلي عن كلمة "تراب" في قصائدهم ليستبدلوها بكلمة "طين"، فهل يا ترى سيكون "الطين" هو العامل الأوحد لتقبل القصائد من قبل المتلقين للشعر أم أن التطور سيمحو بريقه؟.

للطين وقع خاص على أرواح البشرية، وأعتقد انه يمتد هذا الوقع ال ماخوذ من الطين للحيوانات والنباتات وكل كائن حي أو غير حي على سطح الأرض وجد مصاحب للبيئة ...

ف العناصر الأساسية للحياة موجودة (الماء-الهواء-الأرض-النار) وجميع هذه الأدوات نحتاج لها ولا غنى عنها أبدااا

الطين

في الشعر له روحانيه خاصة خصوصا مع شعراء المناطق القروية/البعيدة عن صخب المدينة ،والتي تتكون بعض جدرانها من الطين،لقدمها،وبما أن الشاعر أكثر روحانيه فهوا يلتقط المشاهد ويترجمها في نصوصه

أنا لا اعتقد أن هناك شيئا ما مثل التقدم سوف يمحوا الطين لان الطين لا ينتهي أبدا فكل ما بالوجود مرتبط به

لكن شعراء الفصيح

نترك لهم الإجابة..

العزيز/ سالم:

نعم أنه سحر الطين الذي ما يفتى حتى يظهر أثره على الأحاسيس.

شكراُ على المرور.

دمت بخير.

أبو المؤيد
28-09-2010, 08:32 PM
أعجبتني مقدمة الموضوع جميلة جداً وسرد موفق في أيصال الموضوع بطريقة مميزة
أسجل متابعتي


العزيزة/ مملكة الأحزان:

جميل تواجدك الدائم بالقرب.

مشكورة على المشاركة.

دمتِ بخير.

أبو المؤيد
28-09-2010, 08:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

صباح السرور

أهلا أستاذي و أخي العزيز مصطفى المعمري..
موضوع مدهش و جميل...

الإنسان ما هو إلا مزيج من ماء و تراب.
وعندما يمتزج الماء مع التراب يكون الطين..
لهذا تجد هناك رابط قوي و عميق بين الإنسان و الطين الذي خلق منه..

قال تعالى: (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ . ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ )) سورة المؤمنون آية (14)

و الشعراء لا يكتبون شيئا إلا وقد ذابو فيه و وصلو لجوهره.. و أعتقد أيضا يحاولون دائما الربط بين الشيء المعنوي و المادي. فكل منا نصفه مادي و نصفه معنوي..

أعلم بأني تفلسفت فالمعذر...:p
فأتمنى أن تتقبل مروري من هنا
شكرا يا أخي العزيز مصطفى دائما تأتي بشيء جميل سلمت

كل الاحترام و التقدير

العزيزة/ نبيلة:

نعم أن الإنسان بشكل عام دائماً ما يسخر الطبيعة ومواردها لخدمته، فيكن لعناصرها كل الاحترام والتقدير،ومن هذه الفلسفة يبدء بالتغزل بها.

مشكورة على المرور.

دمتِ بخير.

أبو المؤيد
30-09-2010, 10:34 PM
أولا أشكرك على الطرح المتميز والمواضيع الجميلة..
كوني أنظم شعرا...سأقر ان الروحانية والشاعرية التي تطغى على كيان الشاعر أو الشاعرة تجعله على اتصال حميمي مع موجودات الطبيعة...البحر...الطين...التراب...السماء...النجوم...
هنالك فراسة تكمن في عقل الشاعر وروحه تجعل كل ماحوله من موجودات الطبيعة رفيقا وونيسا ودعما لشعره...
حتى أدق الأمور
بالنسبة للطين فأوافقك الرأي فيما ذكرت...خاصة لألئك الشعراء الذين عاشوا على أعتاب القرى حياة ريفية عذبه...
لم أستخدم كلمة طين
لكن إستخدمت تراب في إحدى القصائد
شاكرة لك
بانتظار مزيدا من ابداعاتك

العزيزة/ بنت العم:

فعلاً أن الإنسان يؤثر ويتأثر بالبيئة التي حوله.

مشكورة على المشاركة.

دمتِ بخير.

هيثم العيسائي
01-10-2010, 06:45 PM
للمعلومة فقط ((( صدر ديوان يحمل عنوان (( عاجن الطين )) للشاعر علوي باعمر ))) من فتره زمنيه .



بعتقادي الشخصي تكرار مفردة الطين في نصوص معظم الشعراء يدل على التألم على المعاناة والحزن والأهم يدل على الفقر
تجد الشاعر يذكر الطين ليدل على وقوف الأطلال لجمالية المعنى بل ما يقول ويذكر بأنه وقوف على الأطلال في الشقه أو في غيره .

والأمر الأهم هو أصل الآنسان من هذا الطين


لي عودة يا مصطفى للحديث هنا


شكرا لقلبك

عبدالله العمري
03-10-2010, 03:58 AM
المعمري

الجميل أبدا

كذالك قد نجد الطين عند النبطيين وأصحاب القصص والروايات

وذلك لإرتباط هذه الكلمة بشدة بنا وبما نملك ربما...

موضوع مثري وثري

شكرا لقلبك

أبو المؤيد
06-10-2010, 07:04 PM
للمعلومة فقط ((( صدر ديوان يحمل عنوان (( عاجن الطين )) للشاعر علوي باعمر ))) من فتره زمنيه .



بعتقادي الشخصي تكرار مفردة الطين في نصوص معظم الشعراء يدل على التألم على المعاناة والحزن والأهم يدل على الفقر
تجد الشاعر يذكر الطين ليدل على وقوف الأطلال لجمالية المعنى بل ما يقول ويذكر بأنه وقوف على الأطلال في الشقه أو في غيره .

والأمر الأهم هو أصل الآنسان من هذا الطين


لي عودة يا مصطفى للحديث هنا


شكرا لقلبك


العزيز/ هيثم:

أهلاُ بك، لم أسمع بهذا الديوان أتمنى أن تتاح لي الفرصة لقراءته.

يدل على التألم- الفقر- الحزن، ممكن هو كذلك لكن استنتاجي يتعداه للتأثير العقلي لكلمة "طين" على العقول بحيث تجعلها تنساق خلف عاطفة النشأة والتركيب.

شكراً يا هيثم.

دمت بخير.