المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صباحٌ ربما كالمعتاد !


غربة أسير
28-09-2010, 10:21 AM
أوووووه .. تباً لهذا الصباح الكئيب ..كم أكرهُ الصباح،والاستيقاظ مبكراً للذهاب للعملِ محملاً بأطنانٍ من الغضب اللا متناهي لذاكَ المكانِ المُحاطِ بأربعةِ جُدرانٍ سوداء ..
أنهضُ مُتثاقلاً ..أجر قدميَّ جراً إلى الحمامِ،علني أغسلُ بقايا نومي وأُزيحها عن كاهلي هناك،لا مفر .. لابد من الاستيقاظ .. فهناك طريقٌ لابد من الانتباهِ له .. وهناك عملٌ كثيرٌ ينتظرني منذُ الأمس لم أُنههِ بعد ..
أفففففففففف "أستغفر الله" .. أمي غاضبةٌ مني .. أسمع صوتها يرنُ في أذني وهي تردد:هداكَ اللهُ يا ولدي،لابد من هذا التأخير اليومي ، واللهِ لو كنتُ مديركَ لفصلتك من العمل،ولكنها رحمةُ ربي، هي ما يبيقيكَ على رأس عملك حتى الآن.
الأكيد أنها رحمة ربي ودعواتك يا غالية ؛أُقبِلُّ رأسها قبل أن التهم كوب الشاي بيدي ، سحقاً،إنه ساخنٌ جداً،هداكِ اللهُ يا أمي،لمَ لم تسكبيه من قبل حتى يبرد؟
يا بني سم الله قبل أن تتناول الطعام ، من يرى عجلتك الآن يقول أنك من أشد المواظبين على أسبقية الوصول إلى العمل ..

غربة أسير
28-09-2010, 10:22 AM
أحمل كوب الشاي بيدي لأتلذذ بشربه في السيارة .. عله يمنحني شيئاً من الدفء في هذا الصباح البارد !
يرنُ جرس الهاتف،ترى أين هو،أين وضعته،أحاولُ البحثَ عنهُ في جيبي ، غير موجود..ترى أين هو؟لا بُدَّ أنه سقط عند قدمي
رنينُ الهاتفِ لا يتوقف ، لُطفك يا رب.. كم أكرهُ هذه الزحمةُ المقيتة!
وكم أشتاقُ الآن لسريري الدافئ وأمي الحنون ..
أمدُّ يدي لألتقطه ، ولا أحمله إلا وصدى ارتجاج يحدث .. تباً لا بد أنني صدمت أحدهم ،سحقاً لهذا الصباح المقيت .. من قال أنني لم أكن أرغبُّ بالنوم ، وكنتُ مستعداً للقدومِ باكراً إلى العمل ؟
أستغفرُ الله .. وهذه مصاريف أخرى .. وعبءٌ آخر على الميزانية المثقلة بالديون .. من جمعية الزميلة خديجة إلى دكان العم أبو سالم إلى فاتورة الكهرباء والماء والحمد لله أن الهاتف مسبق ..

غربة أسير
28-09-2010, 10:23 AM
أصلُّ إلى العملِ متأخراً حاملاً أشرعة الاكتئاب على ظهري ، زميلي حمد يرقبني بنصف عين :والله الحمد لله ع السلامة .. لسه بدري يا حبيبي ، لو نمتلك شوي!
كم أكرهك يا حمد!ألم أخبرك بذلك من قبل؟أتمتمُ في نفسي ..
المدير سأل عليك .. شكله ناويلك على نية ..طيف ابتسامة حمقاء على شفتيه الغبيتين مثله..
حمد..عندي لك خبر حلو ..
يلتفت حمد بعينيه المتسعتين كقدر أمي أيام العيد،هاتِ ما عندك يا أبو الأخبار الحلوة..سمعت إنهم بيرقوك .. تدري ليش؟
ليش؟حمد يسألني بنبرة مستغربة وفرحانة بس يحاول ما يبين ..
لأني يمكن أطلب نقل من ها الدائرة الغبية المليئة بالأغبياء ..

غربة أسير
28-09-2010, 10:24 AM
يا صباح الخير يا أحمد ..
تصدق اليوم كنت أفكر فيك .. زميلتنا رحمة زوجها مريض وتريد تاخذ اجازة بس تقول عندها شغل كثير مطلوب منها ، عاد أنا قلتلها ما لك إلا أحمد ، هو بيخدمك بعيونه ..
بعينك والله!
مريض أو يريد يموت .. وأنا مالي! لا أكون خلفته ونسيته!
أو لا يكون من بقية أهلي!
تنظر إلي خديجة راعية الجمعية باستغراب ولسان حالها يقول:تو هذا مو فيه!!!
ما فيني شيء .. بس بعدي عني ها اللحظة .. ترى عفاريت الكون تتنطط قدامي الحين ..

غربة أسير
28-09-2010, 10:26 AM
..............أجلسُ على مكتبي ..
أفتشُ في أدراجي .. بقايا قصاصات وأقلام متناثرة هنا وهناك
وألمح هناك في الزاوية البعيدة بقايا وردةٍ حمراء .. الله يذكرك بالخير يا فاطمة ..أهدتني إياها في يوم ميلادي العام الماضي ..
كانت الوحيدة التي قالتها لي:كل عامٍ وأنت مني أقرب ، كل عامٍ وأنت صدقي الذي لن يُغادرني أبدا ، كل عامٍ وأنت حلمي الذي سيتحققُ يوماً ، كل عامٍ وأنت حبيبي ..
في ذلك اليوم ألحت فاطمة علي لأحضر باكراً إلى العمل ، إكراماً لعينيها فقط ، كنتُ أول من حضر ، يبدو أنني لم أكن الأول ، فقد وجدتها تنتظرني لتهديني وردة حمراء كقلبها العابق بالحب ، ونظارة شمسية لا زلت لا أرتدي سواها ، ربما لأنها منها ..
فاطمة التي انتقلت لدائرةٍ أخرى ، سمعتُ أنها كانت غالباً ما تسألُ عني ، وكنتُ نادراً ما أسأل خديجة عنها ، ربما لأنها كانت تحبني أكثر ، أم أنني كنت أخشى نظرات خديجة حين أسألها:كيف هي فاطمةُ الآن؟

غربة أسير
28-09-2010, 10:27 AM
تباً لهذا اليوم الكئيب ، لا بد من استبداله ، أنا من سيقضي على هذا اليوم وكآبته ..
لا أدري كيف فعلتُ ذلك؟وكيف امتلكتُ الشجاعة لأذهب إليها ؟
فاطمُ أيتها الغالية .. ناديتها بعيني العاشقتينِ لها حتى الثمالة ..
ارتبكت كثيراً حين رأتني ، تظاهرت بلملمةِ بعضِ الأوراق المرتبة على مكتبها ، لم تكن خائفةً من عيون زملائها المستفسرة ، لم تكن تخشى سوى عيناي !
تعالي يا حبيبتي ، فعيني لن تهديك سوى العشق بعد الآن ..
طبعاً كل هذا الحديث دار في صمت ، أوتصدقون أنني أتجرأ أن ألمسها بحرف ؟!
دخلت المكتب وكأني مراجعٌ أستفسرُ عن أمرٍ ما .. جلست معها على نفس المكتب .. نظرت في عينيها وهمست :حبيبتي ، اشتقت إليكِ كثيراً
كيف نطقتها؟لا أدري
ما أعلمه أن فاطمة وقفت ثم جلست ثم وقفت ولملمت بعض الأوراق ، طلبت قلماً ، مع أن مقلمتها مليئة بالأقلام ، وأخيراً جلست .
أحمد أيها المجنون ، أنت حقاً مجنون !
طبعاً عيناها من كان يصفني بالجنون ، أقسمُ أنني كنتُ أرى قلبها يتراقصُ فرحاً بين أضلعها البريئة ،
اسمعي : تظاهري بالكتابة وكأنكِ تنجزين لي معاملة ما ، وأنا سأسترسلُ في حديثي أيتها الغالية .
مرةً أخرى تقف .. تنظر حولها وكأنها تستجدي المولى أن يخلو المكان من البشر ، أو تنشق الأرض وتبلعهم جميعا .
المكتب ملئ بالزملاء وبعض المراجعين ،
لا بأس عليك يا حبيبتي ..
أنا قررت ان أخطبك ، طبعاً ستسكنين مع الغالية أمي ، وسيصبح في بيتي شمسان تشرقان علي ليلاً ونهارا ..
فكري ملياً ، وتذكري :أنك أول وآخر من أهداني وردة حمراء لا زالت تعطر قلبي وأوراقي بشذاها ..

غربة أسير
28-09-2010, 10:28 AM
خرجت ألملم نفسي علي أجدُ تفسيراً لجرأتي اللامحدودة ، كيف استطعت أن أضعها في هذا الوضع المحرج؟
تباً لك ولأفكارك يا أحمد .. أيها الأبله .. ماذا لو رفضتك علناً امام الجميع ؟أوتستطيع؟ ومن يقاوم هذا الجمال الرباني ، ماشاء الله عليّ زين الشباب بس منتوووووووف ! ودومي منحوووووس !
ولكن .. ماذا لو حدث لها شيء ؟ وماذا لو سمعك أحد؟
توبة .. توبة .. ما راح أعيدها !
خلاص انا خبرتها والأمر بيدها .. إما ترحم وإما ترحم .. لا مفر ولا خيار لديها .. أنا أو أنا أو إن لم ترغب بي أنا .. فليس لها ..... سواي أنا .. يعني أنا ..
الحمد لله .. إذن ستوافق !

البدايــــــــــــــــــة ..

سالم الوشاحي
28-09-2010, 10:43 PM
الفاضله غربة أسير ...

صباح ربما كالمعتاد !

يسعدني أن أكون أول من مر على

قصة هذا الشاب المتأفف من كل شي

المتأخر دوماً عن دوامه ...المحتمي بدعوات أمه

الجليله .....

شكراً لكِ ونرجوا أن تكون هناك قصص قادمه إلينا

سلمت أناملكِ أيتها المتألقه ............

غربة أسير
25-01-2011, 12:26 AM
الفاضله غربة أسير ...

صباح ربما كالمعتاد !

يسعدني أن أكون أول من مر على

قصة هذا الشاب المتأفف من كل شي

المتأخر دوماً عن دوامه ...المحتمي بدعوات أمه

الجليله .....

شكراً لكِ ونرجوا أن تكون هناك قصص قادمه إلينا

سلمت أناملكِ أيتها المتألقه ............

الوشاحي ..
شكراً لتواجدك ..
رعاك الله ..

talatsoltan
25-01-2011, 04:20 AM
الاخت/ غربه اسير
قصه رائعه وسرد راقى لمفردات رائعه
كل التقدير والاحترام