جاسم القرطوبي
03-11-2010, 10:08 PM
سيدتي ، أستاذتي :
رحمك الله يا من تعيشين غربة الأوطان ، وغربة عداوة الإخوان ، وغربة آهات الأشجان ، ولقاء الحرمان يا من كتبت : ( أنا متحيرة في أمر وقدر حب الناس للدنيا كرهي إياها ) ... الله أكبر ، ولا إله إلا الله فإليك أكتب ودموعي حبر محبرتي ؛ فالمصاب جلل و المصائب تجمع المصابين ، وإن كنا نحن الراسمين خطوط تعرجنا ولعل هنري فورد يشاطرني الرأي بقوله :
(سواء اعتقدت أنك تستطيع شيئآ أو أعتقدت أنك لاتستطيع،فستجد أنك محق في الحالتين).
فلتسمحي لي وأنا أعاكس منك لحظك الحزين أن أناغي لغتك الفصيحة ، قولي لي : أنسيت تصويبك لي لقصيدتي التي قلت فيها :-
مولاي إذا عجزت مني المدارك في = مدح الذي قدره يسمو على زحل
(واحترت ) أنى لمثلي مدحه ولــقد = رأيت كل مزايا الـــــمدح في رجل
تشدقتي ساعتها قائلة أن احترت ليست بالفصيحة وإنما هي حرت ! أتعلمين أن لفظة ( متحيرة) خلاف معنى( حائرة ) التي أراك تعنينها أنت هنا أم لا ؟.
سيدتي : لا تتذمرين من دنيا ميم المدنية فيها زائدة فهي دنية فإذا اتضح لك المعنى فاقرئي إن شئت قوله تعالى : ( وللآخرة خير لك من الأولى ) .
سيدتي :
لعلك من سنوات لم تر عيناك النوم وهكذا أيضا حبيبك . نعم ، هكذا من أبكاك ، وبعهوده ألهاك ، ولأنيابه آوك ! وشتان بين سهركما فأنت تتهجدين بدموع ، وهو يسكر بضحكات وشموع . فاجعلي أنفاسك نفائس آيات السلوان بالرحيم الجبار .
سأحكي لك قصة رأيتها بإنسان عيني من إنسان لكن دعيني أن أسألك : أيهن أقرب دما ونفسا لقلب الرجل أمه أم حبيبته مهما كان مسماها ؟ ، وأي روحانية أرجى لروح الإنسان صومه رمضان أم طوافه بالبيت العتيق؟ ولا غرو إن لم ولن أسأل أأنت أم أمه التي أعطته وما زالت تعطيه بلا مقابل ولا انتظار ؟ سأحكي ما رأيت باختصار رجلا يطوف البيت بوالدته وهي تمتطي كرسيها المتحرك في عمرة رمضان التي تعادل حجة مع رسول الله وبينا هي تعج بالذكر والدعاء هو يعج ويثج بالدعاء عليها لماذا أصرت تعمر هذه السنة .آه إذا كان تعامل الرجل مع أول أنثى في حياته فكيف تظنين تعامله مع امرأة ثانية ربما تكون ثانوية في حياته .
سيدتي :
لعل لك عزيزا قريبا توفاه الله ؛ فحيت ذكراه سواء أكانت ذكرى الطفولة أو ذكرى الشباب وتنهدت : يالله ، لماذا أغضبته ذلك النهار ؟
لماذا لم أستمع إليه ؟ أو اسمع له ؟
لماذا ؟..ولماذا؟.. ولماذا؟.. ولماذا؟.. ولماذا ؟..
واسمحلي أن أضيف بقية أدوات الاستفهام كيف ؟ ومتى ؟ وأين ؟ فلعلك تؤتين سؤلي وثم ماذا بعد ؟ ربما نفس سؤالك ولكن ماهية ماذينا ما هي؟ أيضا سأكرر ماذا لو وقفت قبل الفوت حيث لا ينفع السوط وجئت بتفكير فصل سأراقب تفكيري لأنه ستتمحض عنه أفعالي ، وسأراقب أفعالي لأن منها أقوالي ، ومن أقوالي بل أفعالي بل أفكاري مصيري : فإما يكون مختوما أو محتوما .
سيدتي :
بلغنا كلانا الثلاثين ولم ييسر سبحانه لنا للآن أن نتهم بقضية الباءة في فندخل سجن الزوجية مع قدر آخر إن لم نك نفس القدر وسأتساءل جادا هل إن عاكس كلانا كلينا أو شخصا آخر فماذا سنستفيد ؟ إن وقعت أنا في حرام فسألطخ صفحة أخراي وأطمس شمس دنياي ، وأما أنت - حفظك الله - إن فعلت مثلي فستحشر دنياك وتطمس أخراك بسبب من سلمتيه كنزك لإفلاس مآله ،وربحك سيكون خسارة فادحة كانت العرب تؤد بناتها قبل الإسلام لذات السبب فما سيكون مالك ؟ . ساعتها لن يجديك ترداد بيت شوقي الذي ما إن سمعته راقصة إلا وتابت :
خدعوها بقولهم حسناء = والغواني يغرهن الثناء
أشهق زفرتي المعهودة أن الشعر ليس وسيلة لخطب القلوب ما دام تعبيرا عن الشعور فالناس تولي هاربة من حقيقة الشعور فتجدي فلانا يحتسي الخمور ، وستجدي فلانا في محرابه قائما كأهل الثغور بلغ بدينه القمر لفاجعة حزن لولاها ما صلى ولا صام هكذا بيد أن من هكذا أحواله على خير كما أننا لسنا متعبدين بما في الصدور. إياك إياك - رعاك الله - تتبعين أشعارا كشعر من سمي بشاعر المرأة ولم يدر كنهها فاختال مصرحا : بدراهمي ولا فهما لبيت شعر معناه لا كلفظه:
ودعتها والدمع يقطر بينـــــــنا = وكذاك كل مودع مشــــــتاق
شغلت بتنشيف الدموع يمينها = وشمالها مشغولة بعــــــناق
أستاذتي :
سأختم فهيئي جرابا لتحفظي وتعي أن الإنسان عظيم ليس بنجوم ذات بريق ، ولا بريالات لكثرتها يحسبها الفقير نارا ذات حريق ،وإنما لأنه إنسان فهو عظيم بلا إضافة حسية له و بدون إضافة معنوية . وعليه لا تشط بك الدار وتهيجي كالإعصار لتعوضي نقصا ترينه فيك يحول بينك وبين حبيب ترينه لداء سجنك طبيبا وأنت في الأصل شامة في وجه الحسن بل وقارورة عطر كما شبهك جد الحسن صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه .
أهمس إليك :
نحن في الدنيا ضيوف ، ومنها في عزوف
فثقي بالله ولا تحاري فكلنا غرباء غربة الإسلام فقد ورد في الحديث الشريف : بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء .
بقـــــــــــــــــــــــــــــلمي
3-11-2010 مـــ
رحمك الله يا من تعيشين غربة الأوطان ، وغربة عداوة الإخوان ، وغربة آهات الأشجان ، ولقاء الحرمان يا من كتبت : ( أنا متحيرة في أمر وقدر حب الناس للدنيا كرهي إياها ) ... الله أكبر ، ولا إله إلا الله فإليك أكتب ودموعي حبر محبرتي ؛ فالمصاب جلل و المصائب تجمع المصابين ، وإن كنا نحن الراسمين خطوط تعرجنا ولعل هنري فورد يشاطرني الرأي بقوله :
(سواء اعتقدت أنك تستطيع شيئآ أو أعتقدت أنك لاتستطيع،فستجد أنك محق في الحالتين).
فلتسمحي لي وأنا أعاكس منك لحظك الحزين أن أناغي لغتك الفصيحة ، قولي لي : أنسيت تصويبك لي لقصيدتي التي قلت فيها :-
مولاي إذا عجزت مني المدارك في = مدح الذي قدره يسمو على زحل
(واحترت ) أنى لمثلي مدحه ولــقد = رأيت كل مزايا الـــــمدح في رجل
تشدقتي ساعتها قائلة أن احترت ليست بالفصيحة وإنما هي حرت ! أتعلمين أن لفظة ( متحيرة) خلاف معنى( حائرة ) التي أراك تعنينها أنت هنا أم لا ؟.
سيدتي : لا تتذمرين من دنيا ميم المدنية فيها زائدة فهي دنية فإذا اتضح لك المعنى فاقرئي إن شئت قوله تعالى : ( وللآخرة خير لك من الأولى ) .
سيدتي :
لعلك من سنوات لم تر عيناك النوم وهكذا أيضا حبيبك . نعم ، هكذا من أبكاك ، وبعهوده ألهاك ، ولأنيابه آوك ! وشتان بين سهركما فأنت تتهجدين بدموع ، وهو يسكر بضحكات وشموع . فاجعلي أنفاسك نفائس آيات السلوان بالرحيم الجبار .
سأحكي لك قصة رأيتها بإنسان عيني من إنسان لكن دعيني أن أسألك : أيهن أقرب دما ونفسا لقلب الرجل أمه أم حبيبته مهما كان مسماها ؟ ، وأي روحانية أرجى لروح الإنسان صومه رمضان أم طوافه بالبيت العتيق؟ ولا غرو إن لم ولن أسأل أأنت أم أمه التي أعطته وما زالت تعطيه بلا مقابل ولا انتظار ؟ سأحكي ما رأيت باختصار رجلا يطوف البيت بوالدته وهي تمتطي كرسيها المتحرك في عمرة رمضان التي تعادل حجة مع رسول الله وبينا هي تعج بالذكر والدعاء هو يعج ويثج بالدعاء عليها لماذا أصرت تعمر هذه السنة .آه إذا كان تعامل الرجل مع أول أنثى في حياته فكيف تظنين تعامله مع امرأة ثانية ربما تكون ثانوية في حياته .
سيدتي :
لعل لك عزيزا قريبا توفاه الله ؛ فحيت ذكراه سواء أكانت ذكرى الطفولة أو ذكرى الشباب وتنهدت : يالله ، لماذا أغضبته ذلك النهار ؟
لماذا لم أستمع إليه ؟ أو اسمع له ؟
لماذا ؟..ولماذا؟.. ولماذا؟.. ولماذا؟.. ولماذا ؟..
واسمحلي أن أضيف بقية أدوات الاستفهام كيف ؟ ومتى ؟ وأين ؟ فلعلك تؤتين سؤلي وثم ماذا بعد ؟ ربما نفس سؤالك ولكن ماهية ماذينا ما هي؟ أيضا سأكرر ماذا لو وقفت قبل الفوت حيث لا ينفع السوط وجئت بتفكير فصل سأراقب تفكيري لأنه ستتمحض عنه أفعالي ، وسأراقب أفعالي لأن منها أقوالي ، ومن أقوالي بل أفعالي بل أفكاري مصيري : فإما يكون مختوما أو محتوما .
سيدتي :
بلغنا كلانا الثلاثين ولم ييسر سبحانه لنا للآن أن نتهم بقضية الباءة في فندخل سجن الزوجية مع قدر آخر إن لم نك نفس القدر وسأتساءل جادا هل إن عاكس كلانا كلينا أو شخصا آخر فماذا سنستفيد ؟ إن وقعت أنا في حرام فسألطخ صفحة أخراي وأطمس شمس دنياي ، وأما أنت - حفظك الله - إن فعلت مثلي فستحشر دنياك وتطمس أخراك بسبب من سلمتيه كنزك لإفلاس مآله ،وربحك سيكون خسارة فادحة كانت العرب تؤد بناتها قبل الإسلام لذات السبب فما سيكون مالك ؟ . ساعتها لن يجديك ترداد بيت شوقي الذي ما إن سمعته راقصة إلا وتابت :
خدعوها بقولهم حسناء = والغواني يغرهن الثناء
أشهق زفرتي المعهودة أن الشعر ليس وسيلة لخطب القلوب ما دام تعبيرا عن الشعور فالناس تولي هاربة من حقيقة الشعور فتجدي فلانا يحتسي الخمور ، وستجدي فلانا في محرابه قائما كأهل الثغور بلغ بدينه القمر لفاجعة حزن لولاها ما صلى ولا صام هكذا بيد أن من هكذا أحواله على خير كما أننا لسنا متعبدين بما في الصدور. إياك إياك - رعاك الله - تتبعين أشعارا كشعر من سمي بشاعر المرأة ولم يدر كنهها فاختال مصرحا : بدراهمي ولا فهما لبيت شعر معناه لا كلفظه:
ودعتها والدمع يقطر بينـــــــنا = وكذاك كل مودع مشــــــتاق
شغلت بتنشيف الدموع يمينها = وشمالها مشغولة بعــــــناق
أستاذتي :
سأختم فهيئي جرابا لتحفظي وتعي أن الإنسان عظيم ليس بنجوم ذات بريق ، ولا بريالات لكثرتها يحسبها الفقير نارا ذات حريق ،وإنما لأنه إنسان فهو عظيم بلا إضافة حسية له و بدون إضافة معنوية . وعليه لا تشط بك الدار وتهيجي كالإعصار لتعوضي نقصا ترينه فيك يحول بينك وبين حبيب ترينه لداء سجنك طبيبا وأنت في الأصل شامة في وجه الحسن بل وقارورة عطر كما شبهك جد الحسن صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه .
أهمس إليك :
نحن في الدنيا ضيوف ، ومنها في عزوف
فثقي بالله ولا تحاري فكلنا غرباء غربة الإسلام فقد ورد في الحديث الشريف : بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء .
بقـــــــــــــــــــــــــــــلمي
3-11-2010 مـــ