المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شخبط شخابيط


جاسم القرطوبي
02-12-2010, 02:20 PM
هل ثمة ريشة تستطيع أن تغير بعض ملامح من عرفناهم وعرفونا ؛ ليتسنى لنا مستقبلا منع أنفسنا سقوطها في مثل هذه المغبة التي أغرقتنا معها قبل غرقنا فيها .

نعم إني راغب وبشدة أن أجد ريشة أشكل بها حروفا أعجمت علي فصاحتي عوضا عن من يرسمون لنا بدخولهم حياتنا ما نحسبه جنائن ود وإن هي إلا جنائن ورد تشدنا بهجتها ساعة وتذبل مذبلة حياتنا معها لقيام الساعة .

على شاطي هذا الميناء جلست لأوقف قطرات جروح لن تلتئم ما لم أحاول فعلا تجميد ما ذاب من شمعتها التي أضاءت ما حولها ووهجها حول عني .

على شاطي هذا البحر جلست لتأمل كيف قد رضيت أن أكون منديلا لقلوب انقلبت علي ، وبلسما لأرواح استراحت برياضي وراحت عن روضاتي ولم ترد لجسد هذا المذبوح روح .

الغريب أن قدمي تورمت من كثرة الجلوس فكيف يكون الحال بي إن وقفت وقفة جدية لأرسم خطوطا طولية لمسائل عرضية وجمل اعتراضية يتفنن البعض بزخرفها وتبرج بهرجها .

أتسأل وأنا أعيد ترتيب ما يمكنني ترتيبه من أوراق هذه الحياة : يا ترى ما هو الشأن إن جمعت تقاطع خطوط يدي في دوار اتجاهاته أربعة : الأول منها مواكبة عصر الكاذب فيه صادق مع الشرف والصادق كاذب به للأسف ، أما الثاني منها فالتخلي عن تجلي الإنسانية ولا بد من الطبخة من بهارات فأضف لثانيها والتحلي بسفاسف الغوغاية ، الثالث منها مخالفة الفطرة والسجية إذا ما أردت مرتبة اجتماعية ، وآخرها اقتناء الأسبقية حتى وإن استطعت ادعاء حق السبق لي في الإسلام والإيمان - بعد - خير الأنام عليه الصلاة والسلام . وفي تشاكل ظروف حياتنا ما يغني عن إيضاح المقال بمثال لهذا الدوار وتقاطعه ، وكل إنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره .

قاتل الله الأنانية والنرجسية التي تقحم البعض لحياتنا ، فتقلبها رأس على عقب ، وتتخذنا رغم أنوفنا كالدمى سخريا لسعادتهم ، وتنفس آهاتهم ، وألحانا لأشجانهم . لعمري أستطيع تسميتها فهما خاطئا لمعزين للناس حب الشهوات . ليت شعري ماذا سيقولون إن أخبرتهم بما فهمته واستفدته وأخذته من مجالس لهي نعم المدارس ،ومن رجال هم الجبال إذ يقولون : لولا الشهوات لما وصلنا لرب الأرض والسموات ، فما من شهوة في بني الإنسان إلا جعل الله لها قناة طاهرة فمثلا شهوة البطن فالفم والحلقوم والمريء قنوات طاهرة تصل الطعام إلى المعدة ، ولكن حالنا يختلف بأمزجة الطعام إن كان حلالا أو حراما ففي الحديث الشريف أطب مطعمك تستجب دعوتك ؛ وعلى هكذا فقس .

ليس الإنسان كما يقولون مركب من شهوات وإنما من نور وماء وطين فيستطيع أن يمخر عباب النور إذا ارتقى عن طينته أو أن يدفن نفسه في طين سقفه طيب وماء والنور يرفرف أعلاه فيكون هذا الشاخص الماثل في الحياة بالطول والعرض شخصا أحلامه كلها ليست على الأرض .
يا بحر ، يا بحر ، يا بحر قل لي أنى لي بهذه الريشة التي أستطيع أن أرسم بملوحتك على بعض الملامح ملاحا وملاحا بفتح ثم تشديد فتح في إحداها وبكسر وفتح في آخرها وغير مجد الترتيب لدي الآن فلم يعد للأدب كتابا ولا رغبة فالريالات هي اللسان لمن أراد فصاحة وهي السلاح لمن أراد كتابا.
قل لي فإني راغب والله يشهد إما أن تمحى الضبابية عن كل الناس في هذه الحياة فنعيشها بحياء ، وإما أن نعيش جميعا هذه الحياة في عتمة وتعتيم والحق كانبلاج الصباح والنور كانشقاق المساء .

(أوووه ) لا أفهم لكنتك يا بحر ولكني لن أدعك وسأتركك (ترطن ) لي الإجابة في مدك وجزرك وسأغني - ريثما تترجم لي (رطنتك) - بألحان أمواجك توب توب يا بحر .

بشخبطتي
2-12-2010

محمد الطويل
06-12-2010, 06:44 PM
مرحبا أخي جاسم ....................

ها أنت تحاكي البحر وكأنك تشكيه الحال وتشتكيه ... تجالس الموج الذي يتكسر على أطراف الأقدام المتورمة من طول المكوث ... ها أنت ترسم على البحر لوحة من الحزن وتشكل دوائر تتسع مع ركود الموج ولا أردي ما معنى تلك الدوائر . هل هي أحلام مسافرة أم أمنيات تبخرت .




بوح رائع .


غداً ستمرك النوارس فارسم حدودك حيث المدى ودعها تحلق نحوه .

سالم الوشاحي
07-12-2010, 06:54 AM
أخي الفاضل جاسم القرطوبي

خاطره جميله تحمل هموم ومعاناه

لك الله أيها الشاعر ....

نسجت فأبدعت ونثرت فأمتعت

دمت في حفظ الرحمن