المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أشباه العرب..


محمد معمري
02-12-2010, 03:26 PM
أشباه العرب..

كثيرا ما نقرأ ونسمع مواضيعا عن ضعف العرب وابتعادهم عن الإسلام... فهل حقا ضعُفت العرب خير الأمم، وابتعدت عن دين السلام!؟
لقد تفحصت الأمر ظاهره وباطنه فلم أجد لهذه المواضيع سلطانا مبينا محكما! فرأيت أن العرب لم يضعفوا، وعن الضعف هم في تنزيه! ولكني وجدت الضعف في قلوبنا التي لم تعد تفقه، وفي عقولنا التي أصبحت مظلمة، وضمائرنا التي صارت شبه ميتة... فهل عرفنا من هم العرب حتى نزعم زعمنا هذا!؟ وهل قمنا بمقارنة بيننا وبينهم من أجل هذا!؟
جُلنا وكل أبنائنا تقريبا لا يعرفون من هم العرب! ولا يفهمون دينهم دون شوائب! ولم يدرسوا السيرة النبوية الشريفة!... لذلك اختلط الأمر كما اختلطت لغتنا بغريب العبر...

هناك وابل من التعابير تصف لنا كيف قوة الاستعمار.. أنشأت أدواتها، وكيف وظفت المنظمات والمؤسسات لتحقيق أهدافها الرامية إلى نخر قلوب وألباب العرب من أجل إبعادهم عن دينهم... وكيف توسعت الدائرة لتشمل الدين والثقافة والاقتصاد والسياسة... هذا ما سبّب في ضعف العرب حتى أصبحوا عاجزين أمام هذا الصراع المفروض عليهم!.. ثم استسلموا أمام هذه الظروف الصعبة والمتلاحقة بسرعة فائقة نظرا لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمعلوماتية...
ولكن عندما تفحصت الأمر وجدت ما يُقال عن هذا الضعف ليس له علاقة بالعرب تماما! لأن التاريخ يشهد على أن العرب كانوا يعيشون أحرارا منذ قدم العصور... وكل ما ميزهم قبل الإسلام حالتهم الاجتماعية... ولما جاء الإسلام كأنهم كانوا ممهدين للشريعة الإسلامية التي حرمت عليهم ما أحلوا، وأحلت لهم ما حرموا؛ وأمرتهم بالمعروف ونهتهم عن المنكر فاستقاموا وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا... فحيت ضمائرهم، وقويت شخصياتهم، واستنارت عقولهم، وفقهت قلوبهم فعلت هممهم.. وكونوا دولة إسلامية عظيمة لا مثيل لها، قادتها من كل قبائل العرب وغير العرب الذين أسلموا.. وجاهدوا في سبيل الله بأنفسهم، وأموالهم، وهاجروا بيوتهم وأهليهم من أجل نصرة الله وإعلاء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله... وفتحوا دولا، ونشروا الدعوة، وما ضعفوا وما استكانوا...
فكيف نزعم اليوم بقولنا أن العرب ضعفوا وهم كانوا أشداء على الكفار رحماء بينهم.. والفتوحات الإسلامية خير دليل على عظمة العرب التي امتدت شرقا وغربا إلى أن وصلت إلى قبرص، وإلى حدود النمسة، والأندلس... وكما يشهد عليهم أيضا حكمهم الذي دام زهاء خمسة عشرة قرنا... ولم تعرف هذه الفترة سوى الرقي والازدهار والعمران ونشر العلوم والمعرفة...

ولننظر ببصيرة ونتفحص الأمر جيدا إذا ما قمنا بمقارنة بيننا وبين العرب في الجاهلية! لأن الأمر يستحيل، أو أراه من السفاهة أن نقيس ونقارن أنفسنا بالعرب لا في عهد الرسالة المحمدية ولا في عهد الفتوحات...
* الحالة الاجتماعية في الجاهلية //// الحالة الاجتماعية في عصرنا الحالي
- المنافسة في السيادة //// المنافسة في نهب أموال الدولة و...
- التنافس في الشرف والسؤدد ///// التنافس في الحصول على الجنسيات، والكراسي..
- عزة النفس //// رضينا بالذل والانقسام والشتات...
- الوفاء بالعهد //// الخيانة بأنواعها، والنفاق العصري...
- حماية الأرض ودفع العدوان عنها //// هجرة الأدمغة، الهجرة السرية، العمالة، تهريب الأموال إلى الغرب...
- المضي في العزائم //// الهروب حتى من أنفسنا...
- الدفاع عن الغير ////// الدفاع عن الظالم ذو الجاه والمنصب والمال...
- الحلم ///////// الحيل، والمكر، والكذب، والحقد، والكراهية...
- الكرم ///////// البخل، الترائي...
- الشجاعة ////// الجبن، والانطواء، والإدبار...
- السذاجة البدوية //// تقليد الغرب، التقليد الأعمى...
أمام هذه المقارنة بين الحالة الاجتماعية التي كان عليها العرب في الجاهلية والحالة الاجتماعية التي نحن عليها في عصرنا الحالي! يجب أن نخجل أمام هذا الواقع المر؟ ويجب أن لا نعود لقول كلمة "ضعف العرب"؟
وإذا كان ذلك، فأي اسم يناسبنا؟ هل نطلق علينا اسم "أشباه العرب"؟ نحن وآباءنا وأولادنا، أو نبتكر لنا مصطلحا جديدا مثل " العَرْغَرْبيّون"؟...
من هذه الزاوية يتجلى لنا أن العرب انقرضوا! ولم يبق سوى أشباه العرب! وهؤلاء وُلدوا ضعفاء، مغفلين، تحسبهم "عرب" ولكن ليسوا بعرب!.. وهؤلاء أنجبونا أضعف منهم.. ونحن أنجبنا الضعف بعينه! وما زاد في ضعفنا مناهج تعليمنا التي هي دون المستوى والتي لا تزال في المنحدر، وعلماءنا من تجلببوا بهذا الاسم ترائيا والخوف سلطانهم المبين... وفقهاءنا تحدثوا عن الجزئيات ولا زالوا في جزئياتهم يعمهون، وما حدثنا أحد عن الكليات! مما جعل أكثرنا مسلمو التقليد فقط... أما أطرنا وأدمغتنا فتعمل في الغرب ليزدهر ويتقدم ليغزونا بما قدموا له من علم واكتناز الأموال... حتى تفرقنا كأن كل شخص منا قائد نفسه!... وإن كان حتى دين الإسلام لم يجمعنا!.. فإلى أين نحن ذاهبون!؟
وإن أكثر الحق فيما ننكر، والأمل يلهينا بغرور، فهل سحرتنا اليهود والنصارى!؟ لا أرى ذلك! لأن موسى ما كان مسحورا، ولكن كان فرعون مثبورا؛ فتكت بنا مخالب الغرب، وحبلت بنا العولمة والعلمانية.. وولدتنا "عرغربيون" وكتاب الله أنزل بالحق وبالحق نزل تبيانا لكل شيء، وما نزل ناقصا حتى يستعين بنا الله على إتمامه! لقد صرنا غرضا يُرمى وديننا المقصود.. وصارت أراضينا مطامع الغزاة.. قتلوا أبناءنا في عقر ديارهم وما حركنا ساكنا!.. ومما يزيد في الطين بلة! تفرقتنا وشتاتنا كما هو الحال في فلسطين، والعراق...
إن كل سلسلة تتكون من عدة حلقات، وحلقات سلسلتنا تبدأ منذ الخلافات بين المسلمين امتدادا إلى إلى وثيقة معاهدة لوزان سنة 1923م التي تتضمن شروط "كرزون" الأربعة التي تتمثل في:
1- قطع الصلة بالإسلام نهائيا...
2- إلغاء الخلافة...
3- طرد كل أنصار الإسلام والخلافة من البلاد.
4- حذف دستور تركيا المبني على الإسلام وتغييره بدستور مدني...
أو بالأحرى سنة 1909م عندما تم إسقاط السلطان عبد الحميد.. وقد تكون مؤامرة مدبرة تمهيدية إلى حين مجيء مصطفى أتاتورك سنة 1924م...
ولا يخفى علينا كذلك سقوط دار العلم ببغداد على يد المنغول بمساعدة الشيعة... ثم سقوط بغداد عاصمة الخلافة إبان تلك الفترة...
وإذا ما نظرنا إلى المؤتمرات الصهيونية من سنة 1897م إلى سنة 1997م نجد ثلاثة وثلاثين مؤتمرا خطط لإطاحة المسلمين بشتى الوسائل... علما أن هناك من "أشباه العرب" من يتعاونون مع اليهود لسحق إخوانهم "أشباه العرب" وطمس الدين الإسلامي... وإذا ما قارناها بمؤتمراتنا الفاشلة والخجولة يجب أن يكون نطقنا عويل الثكلى... إلى أن انقرضت "العرب"... ولما انحط "أشباه العرب" غزاهم الغرب.. وترعرعنا في بيئة الغزو ومناخها، ودرسنا وتعلمنا ثقافة المستعمر.. ولما خرج المستعمر من بعض أوطاننا ترك من ورائه عملاءه يعملون تحت لوائه الخفي.. ففشا فينا الفساد، والجهل... ولما انفجر عصر التقدم والتكنولوجيا ارتدينا جلبابه...

نحن جيل خُلقنا من نطفة "أشباه العرب" إبان الاستعمار... فترة تميزت بسوء فهم الدين، تميزت بانحطاطنا، تميزت بالمزج بين ثقافة الإسلام، وثقافة العرب، وثقافة المستعمر... فأصبحنا جيلا مخضرما مُدبدبا لا لهؤلاء ولا لهؤلاء.. وعندما قامت شرذمة من البشر تجاهد في سبيل الله حتى حررت بعض أوطاننا.. قمنا وربّينا أبناءنا تربية سمّيناها "العصرنة".. وعندما أدركنا أن تعليمنا ضعيف مثل حالتنا! أرسلنا أبناءنا إلى الغرب ليدرسوا في الجامعات الكبرى... ووضعنا أموالنا في البنوك الغربية!... وتكالبت الضمائر الميتة على المناصب، ونهبت أموال الدولة.. وكان همها الوحيد تصفية حسابات.. من أجل البقاء على كرسي الخيانة! خوفا من أن يفضحهم من يعرفنهم حق المعرفة... مما جعل البعض يهجر وطنه وأهله... وكان استعمارا فكريا بطريقة استبدادية لا تكاد تبين... ففشا فينا الفساد، والجهل... ولم نتطور إلا فيهما...

من هذا الباب أرى أن "العرب" كلمة يجب أن تبقى ذات قدسية وتبجيل.. ونحن "العرغربيون" يجب علينا أن نتيقظ، ونستيقظ من سباتنا العميق، وغفلتنا التي نحن فيها ساهون، والعرب أمّ والغرب أمّ وكل ولد يلحق بأمه، ونعود إلى فطرتنا التي ولدنا عليها من أجل أن نبصر بشريعتنا، ونبصر إليها عسى الله أن يجعل لنا مخرجا من "أشباه العرب" إلى "العرب"! وهذا يدعو إلى عزم الأمور، والوحدة والاتحاد والتمسك بحبل الله المتين من أجل التعاون على البر والتقوى... وخاب ما نسعى وراءه من أجل العودة إلى ثقافتنا إن لم ندرس كتاب الله العظيم، والسيرة النبوية الشريفة ونقتدي بها.


بقلم: محمد معمري

ابومعاوية
02-12-2010, 04:25 PM
القلم الغيور محمد معمري،،،

سعيد أنني قد أكون أوّل المعلقين على مقالكم الشجاع في الطرح،، وإن شاء الله يتبعني الكثير من الأخوة المحبين،،

إنما الأزمان دول يا أخي،، وكلنا في الهم شرق،، وأستاذنكم بمناجاة أخوية أو فلتكن شكوى إن شاء الحرف،، أنا ممن يعشق التاريخ وكتبه وأكبر ما يمزّق وجداني في يومنا غياب النخوة ،، لو حق لي أن أقول أشباه الرجال بدل "أشباه العرب" (ولا أقصد أي إجحاف بحق المراءة)،، سأقول:

إنه ليدمي قلبي أن ارى الرجل ليس بالرجل مع زوجته،، فالرجولة أن تجعل زوجتك عزيزة مكرمة لا أسيرة مستعبدة في الرضى والسخط، ويدمي القلب أن أرى الرجل ليس بالرجل مع أبنائه فالرجولة أن تحفظ أبنائك حتى من شرور أنفسهم بأن تصدقهم المحبة في الضيق أو السعة، لا أن تستغلّهم وتلقي بهم لذئاب الزمنة، فإن كانت الأسرة هي نواة المجتمع والمؤسس له فأنّا يستقيم المجتمع إن فسدت الاسرة، وأنّا تستقيم الاسرة إن ضاع ركنها وعمادها وهو صفة الرجولة في الذكر،، كم هم كثيرون الذكور حولنا ولكن أين الرجال،،

أنا لا احب جَلد الذات (وأتمنى على نفسي وكل من يقرأ مقالكم الغيور أن يحسن الظن)،، لقد شدّني بإحترام ما يُلمس من صدق الغيرة والحرقة على الأمة في مقالكم،، رحم الله وبارك في نيتكم الصادقه للخير والتذكير،، مقال آسر في إطلاق صرخة نخوة،، بوركتم من رجلٌ أبي وكريم المقال،، عسى أن يكون هذا المقال في ميزان حسناتكم إن شاء الله،، حفظكم المولى أينما تكونون،، نسأل الله العافية والثبات...

أخوكم دوم ابومعاوية،،

وديان . . ~
24-01-2011, 03:28 AM
حقيقتاً أخي صدقت بكل حرف كتبته ,, فنحن لسنا العرب و نحن أشباههم بل لآ يوجد ما نتشابه به سوا إننا ننحدر من سلاله عربية ,,,

ولكن هذي هي طبيعة الكل فكل أمة تأثرت بما يجاورها و نحن الأن و بسبب التكنولوجيا و جعلها العالم الواسعة يصبح كـ قرية تأثرنا بالبعيد قبل قريب

لذلك لا تلومنا إن أصبحنا أشباه العرب

شكرا

محمد معمري
12-03-2011, 01:11 PM
القلم الغيور محمد معمري،،،

سعيد أنني قد أكون أوّل المعلقين على مقالكم الشجاع في الطرح،، وإن شاء الله يتبعني الكثير من الأخوة المحبين،،

إنما الأزمان دول يا أخي،، وكلنا في الهم شرق،، وأستاذنكم بمناجاة أخوية أو فلتكن شكوى إن شاء الحرف،، أنا ممن يعشق التاريخ وكتبه وأكبر ما يمزّق وجداني في يومنا غياب النخوة ،، لو حق لي أن أقول أشباه الرجال بدل "أشباه العرب" (ولا أقصد أي إجحاف بحق المراءة)،، سأقول:

إنه ليدمي قلبي أن ارى الرجل ليس بالرجل مع زوجته،، فالرجولة أن تجعل زوجتك عزيزة مكرمة لا أسيرة مستعبدة في الرضى والسخط، ويدمي القلب أن أرى الرجل ليس بالرجل مع أبنائه فالرجولة أن تحفظ أبنائك حتى من شرور أنفسهم بأن تصدقهم المحبة في الضيق أو السعة، لا أن تستغلّهم وتلقي بهم لذئاب الزمنة، فإن كانت الأسرة هي نواة المجتمع والمؤسس له فأنّا يستقيم المجتمع إن فسدت الاسرة، وأنّا تستقيم الاسرة إن ضاع ركنها وعمادها وهو صفة الرجولة في الذكر،، كم هم كثيرون الذكور حولنا ولكن أين الرجال،،

أنا لا احب جَلد الذات (وأتمنى على نفسي وكل من يقرأ مقالكم الغيور أن يحسن الظن)،، لقد شدّني بإحترام ما يُلمس من صدق الغيرة والحرقة على الأمة في مقالكم،، رحم الله وبارك في نيتكم الصادقه للخير والتذكير،، مقال آسر في إطلاق صرخة نخوة،، بوركتم من رجلٌ أبي وكريم المقال،، عسى أن يكون هذا المقال في ميزان حسناتكم إن شاء الله،، حفظكم المولى أينما تكونون،، نسأل الله العافية والثبات...

أخوكم دوم ابومعاوية،،




بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الكريم أبو معاوية أشكرك جزيل الشكر على اهتمامك ومشاعرك الطيبة وتعليقك القيم...
مسألة أشباه الرجال لها معاني ودلالات أخرى قد تأتي بمثابة الشتيمة.. ونحن أبعد أن نشتم بعضنا البعض، إنما نحاول أن نوقظ بعضنا البعض...
مودتي وتقديري

محمد معمري
12-03-2011, 01:15 PM
حقيقتاً أخي صدقت بكل حرف كتبته ,, فنحن لسنا العرب و نحن أشباههم بل لآ يوجد ما نتشابه به سوا إننا ننحدر من سلاله عربية ,,,

ولكن هذي هي طبيعة الكل فكل أمة تأثرت بما يجاورها و نحن الأن و بسبب التكنولوجيا و جعلها العالم الواسعة يصبح كـ قرية تأثرنا بالبعيد قبل قريب

لذلك لا تلومنا إن أصبحنا أشباه العرب

شكرا

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أختي الكريمة وديان أشكرك جزيل الشكر على اهتمامك ومشاعرك الطيبة وتعليقك القيم...
هذا التأثير جعلنا نغفل ليس عن ثقافتنا وتراثنا وأصالتنا فحسب، بل تجاوزنا إلى إهمال فطرتنا التي ولدنا عليها أول مرة حتى صرنا مذبذبين لا لهؤلاء ولا لهؤلاء...
مودتي وتقديري