المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مصنفات كتب الأمالي الأمالي العمانية ...


د. محمد بن العياشي
09-12-2010, 08:14 PM
مصنــــــفات كتب الأمـــــــــالي
"الأمالي العمانية نموذجا ( قراءة نقدية ) د. محمد بن العياشي

يكتسي موضوع هذا المقال – كما يشي العنوان بذلك – مكانة أدبية وعلمية كبيرة, وذلك بالنظر إلى قيمته اللغوية التي قد تغري القارئ بمحاولة الاطلاع على جهود العرب في التأليف, وخبرتهم الاصطلاحية الواسعة فيه, وبخاصة في هذا النوع من مصنفات كتب الأمالي التي تضم ألوانا من الأدب واللغة والنقد والتاريخ, وزبدة الشواهد الشعرية والأدبية التي تقوم شاهدا على خصوبة الحركة العلمية والحضارية عند العرب.
ويعد كتاب " الأمالي العمانية" للشيخ عيسى الربعي من بين غرر كتب الأمالي المغمورة الذي تم تحقيقه وإخراجه إلى الوجود سنة 1992م, وذلك بفضل الجهود المشتركة بين وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان, و الدكتورهادي حسن حمودي محقق الكتاب (1). إلا أن لنا بعض الملحوظات عن هذا التحقيقـ،؛ سواء من حيث المتن، أو ضبط الشواهد و التثبت منها, أو من حيث التعريف بالأعلام وتوثيق المصادر، أو الشروح اللغوية، وغير ذلك من الملاحظات التي تعرضنا لها في بحث جامعي حول هذا التصنيف (2). وإننا نرجو أن يثير هذا المقال همّة الباحثين بعامة، أوالسيد المحقق نفسه، لإعادة تحقيق هذه الذخيرة اللغوية في ضوء ما سندلي به من آراء وملاحظ تقويمية حولها.
يتضح إذن من هذه المقدمة أن المقال سيتمحور حول نقطتين أساسيتين, أولهما التعريف بكتاب "الأمالي العمانية" ومادته العلمية, وثانيهما إبداء ملحوظات تقويمية حول تحقيق الدكتور هادي للكتاب.
1-التعريف بكتاب " الأمالي العمانية ":
يندرج هذا الكتاب ضمن مصنفات كتب الأمالي المعروفة في مجال الأدب واللغة والنقد, والتي تتميز بطابع التعدد والتنوع.
وقبل الخوض في ملامسة هذا المصنف يجدر بنا الانطلاق أوّلا من تحديد مفهوم الأمالي مع تسليط بعض الضوء على أهم نماذجها العلمية.
حصر المفهوم:
إن لفظ الأمالي أو الإملاء يرتبط في الأصل, بمجموعة من الموضوعات التي قام بعض العلماء بإملائها على أسماع تلاميذهم. وهي تشبه المجالس, بل هناك من لا يرى فرقا كبيرا بينهما, فلقد « كان الطلاب في واقع الأمر يجلسون متحلقين حول أساتذتهم الذي يكون في العادة من كبار العلماء الثقات » (3).
وقد عرف هذا النوع من التأليف – كما ذكرنا – خصوبة ملحوظة في ميدان الدراسات الأدبية والإسلامية حيث << تخصصت بعض هذه الأمالي في التفسير حينا والحديث حينا آخر واللغة والنحو حينا ثالثا >> (4).
1-/ أنواع الأمالي:
تنقسم الأمالي من حيث أهميتها العلمية إلى أمال مشهورة، وأخرى مغمورة. ومن بين كتب الأمالي المشهورة التي يمكن الإشارة إليها بإيجاز كتاب " مجالس ثعلب " المتوفى سنة (291 ﻫ ) الذي أطلق عليه أيضا " أمالي ثعلب "، وهو أول كتاب أنشئ في هذا الميدان الأدبي، ويليه " أمالي اليزيدي " المتوفى سنة ( 310 ﻫ )، ويليه " أمالي الزجاج " المتوفى سنة (311 ﻫ )، وهو أحد تلامذة المبرد، وتلي هذه الأمالي الثلاثة " أمالي جحضة البرمكي " المتوفى سنة (324 ﻫ ) ، ثم تليه من حيث الزمن أمالي أبي بكر بن الأنباري المتوفى سنة (328 ﻫ ) ، وهناك أيضا كتاب " الجوهرة " (5) لابن دريد المتوفي سنة ( 321 ﻫ ) الذي عده المؤرخون واحدا من الأمالي المرموقة، وحتى أحاديثه ذات الشهرة الواسعة تعتبر كذلك نوعا من الأمالي, وتوجد متفرقة في ثنايا كتاب من أشهر كتب الأمالي وهو " الأمالي " لابي علي القالي المتوفى سنة (356 ﻫ ) ، ثم هنالك أمالي الشريف المرتضي المتوفى سنة (436 ﻫ ), وأمالي هبة الله بن الشجري المتوفي سنة (542 ﻫ ). وبأمالي هذا تختم الأمالي المشهورة, وبالطبع هناك أمال غير مشهورة " لأن أكثر الشيوخ والمحدثين والعلماء والمؤيدين كانت لهم مجالس أملوا فيها أماليهم " (6) ومنها الأمالي قيد الدرس للشيخ عيسى بن إبراهيم الربعي. فمن هو الشيخ عيسى الربعي ؟
1)التعريف بالمؤلف:
في حقيقة الأمر لا يوجد لدينا من أخبار هذا المؤلف ما نستطيع معه إيراد المعطيات الكافية لبيان نشأته وموقعه الاجتماعي واتجاهه اللغوي, ولكن مع ذلك وبالاستناد إلى كتابه المشهور " نظام الغريب " وكتابه الحالي " الأمالي العمانية " يظهر أن الشيخ الربعي كان فقيها (7) ولغويا واسع الاطلاع, وحافظا لعيون الشعر العربي, وشاهد ذلك قول صاحب " هدية العارفين: « عيسى بن إبراهيم الوحاظي (8) اليمني المتوفى سنة (481 ﻫ ) (9) له نظام الغريب في اللغة (10). وكتاب نظام الغريب هو الأثر الوحيد الذي عرف به الربعي في مختلف المصادر المتوفرة لدينا, ونظام الغريب في اللغة لعيسى بن ابراهيم الربعي المتوفى سنة (480 ﻫ ) أفرد فيه ذكر لغات الأشعار واقتصر عليها, ومختصره المسمى " تحفة البلغا من نظام اللغا " لجمال الدين يوسف بن عبد الله القاهري » (11). ويقول ياقوت الحموي: « عيسى بن ابراهيم الوحاضي لا أعرف حاله إلا أنه مصنف كتاب " نظام الغريب في اللغة " حذا فيه حذو " كفاية المتحفظ " وأجادها, وأهل اليمن مشتغلون به » (12) ويقدم لنا السيوطي (13) بعض المعلومات العامة عن شيخنا الربعي منها أنه أخو العالم اللغوي اليمني " إسماعيل ابن ابراهيم الربعي "وبأنه كان رأس الطبقة في اللغة, وعليه المعول في اليمن كما يذكر الذين أخذوا عنه ومنهم , زيد بن الحسن الفارسي (14). وعموما تتفق هذه المصادر في تعريفه بأنه " فقيه, نحوي, لغوي توفي سنة (480 ﻫ ) ببلدة أحاظة " أو وحاظة " من آثاره " نظام الغريب في اللغة " (15) لكن السؤال الذي يقود إليه سياق الحديث هو هل حقا لم يصنف الشيخ الربعي سوى هذا الكتاب ؟
إن الجواب يكمن في هذا الأثر الجديد " الأمالي العمانية " الذي – ربما – يؤشر إلى احتمال وجود آثار أخرى ما تزال غميسة, وهي بحاجة إلى المزيد من امتشاق سيف الجد, وخوض غمار الحفر في تضاريس التراث العماني (16) الغني بفوائد تقرأ وعجائب تستقرأ.
2 )خلفية تأليف الكتاب:
يعد كتاب "الأمالي العمانية " من بين آثار الشيخ الربعي. ويظهر هذا واضحا في حديث المؤلف نفسه حين أشار إلى كتابيه معا أي " الأمالي العمانية " و " نظام الغريب " في مقدمته لهذه اللأمالي حيث قال : " كتبت في مستهل الصبا مختصرا اقتصرت فيه على المستعمل من غريب اللغة وما قالته العرب, وتدا ولته في أشعارها وخطبها وتجاذبته في أمثالها ومقاماتها ومخاطباتها وقد شهر بحمد الله " (17) فالمؤلف هنا يشير بوضوح إلى كتاب نظام الغريب وزمن تأليفه وموضوعه ثم ينتقل إلى إضاءة ظروف تأليف كتابه الآخر " الأمالي العمانية " والهدف منه قائلا " ولما دخلت ( عمــــــان ) في خروجي من اليمن خائفا أترقب, بعد أن وقعت الفتنة سنة تسع وخمسين وأربعمائة حظيت بما لا أستحقه ونلت ما أرجو أن أكون أهلا له من جميل الوفادة, وطلب الإفادة, فصحت عزيمتي على أن أملي تفصيل ما سبق أن أوجزت وأضيف إليه ما أعانني – تعالى جده – على حفظه مما هو من شاكلته, جاريا على وفق مادته ولا أوسع من المقال, ولا بلوغ لطرف اللغة, وسميته " الأمالي العمانية " تيمنا بالاسم واعترافا بالفضل " (18)
ومن هذه الإضاءة نتعرف إلى ظروف تأليف الكتاب المرتبطة بالفتنة التي قام بها الداعي الفاطمي علي ابن محمد الصليحي الذي قتل سنة (459 ﻫ ), كما أننا نستشف العلاقة بين الكتابين, حيث إن كتاب " الأمالي العمانية " هو تفصيل وتطوير لكتاب " نظام الغريب " والتفصيل والإضافة هو ما يشكل أهمية هذه الأمالي العمانية, وللمزيد من الدقة فقد ذكر المؤلف اسم كاتب هذه الأمالي وزمن كتاباتها بقوله : " وقرأه علي قراءة ضبط وتصحيح, الوجيه المتقن زيد بن الحسن (19), في مجالس منتهاها ليلة السابع والعشرين من رمضان المعظم سنة إحدى وستين وأربعمائة وقد كتبه عني شفاها فأجزت له روايته سفرا وحضرا(20)،ومتصفح " الأمالي العمانية " يلاحظ أن الكتاب يهتم بجمع المدلولات اللغوية والاستشهاد عليها, وهو بذلك ينخرط في التمهيد لوضع المصطلحات اللغوية لأن " محاولة التعرف على المدلولات في معظم الأحيان سابقة للخبرة الاصطلاحية من حيث هي تصورات معرفية وتقنيات لغوية تتصل جميعا بصياغة الدوال للمفردة العربية " (21)
3)مضامين الكتاب ومادته العلمية :
تتوزع مضامين مادة "الأمالي العمانية" إلى أبواب مختلفة تجمع بين الحديث عن اختلاف الإنسان وصفاته, من حسن وقبح وحب وعداوة, ومراحل حياته من شبابه وشيخوخة. وبين جمع المدلولات اللغوية وخصائص الحيوان والجماد والنبات, كأسماء الخيل والبغال والإبل والضباء, وأسماء النعام والحمر الوحشية والأسود والذئاب, وأسماء الحلي والفضة والذهب, وأسماء العسل واللبن واللحم, وأسماء الشمس والقمر والسحاب والرياح, وأسماء النخل والأشجار والمراعي والنبات والرياح, وأسماء القفار والموت والقبور, وأسماء الدواهي والدهر, إلى غير ذلك من الأبواب المختلفة والقيمة التي تدل على شمولية ثقافة المؤلف, وغزارة إنتاجه اللغوي والأدبي . وبحسبنا هذه المعطيات الموجزة التي رسمنا من خلالها جسدا وصفيا لتقريب شكل الكتاب ومادته العلمية في هذا الحيز المحدود الذي تفرضه طبيعة المقال العلمي.
4)منهجية المؤلف :
ينهج الربعي في أماليه نهجا معجميا واضحا ؛ وذلك من خلال سرد الألفاظ التي ترتبط بحقل معين, وذكر معانيها بتركيز وإيجاز مع الاستشهاد على بعضها من الشعر والقرﺁن والحديث والأمثال, مما يدفعنا إلى اعتبار هذه الأمالي معجما لغويا في معاني الألفاظ, وكتابا أساسيا من كتب الثقافة الأدبية العامة ؛ وذلك لما تضمنه من إحالات على عدد من الأشعار المغمورة أو المجهولة لقدامى الجاهلين والإسلاميين الصحابة . وعلى هذا الأساس يمكن القول إن " الأمالي العمانية " كتاب في اللغة أولا والأدب ثانيا.
فأما من حيث طريقة الأداء فقد كان الربعي في طريقة تقديمه لمعاني الدوال المعززة بالشواهد أحيانا مقتفيا سبل من سبقوه من مؤلفي المصنفات اللغوية والأدبية حيث يعمد إلى تحديد الموضوع ثم سرد المفردات الدالة عليه بدون ترتيب (22) بل ومن خلال ما يمكن أن نسميه تداعي الأفكار ولاسيما أن صاحبنا يعتمد على حفظه وذاكرته في أماليه هذه. ويبقى تحديد الموضوعات وتنجيمها في أبواب من أكبر ميزات الربعي المنهجية غير أننا قلما نجد نسقا مطردا ومتماسكا في عرض هذه الأبواب, إذ يمكن الحديث عن وحدة موضوعية لاعضوية .
ومما يلفت النظر في عمل الربعي, اهتمامه الخاص بالروايات الشعرية الشاذة, وكأنه يدعو إلى توثيقها, وضرورة الاعتداد بها, وعدم إغفالها, حتى لا تتعرض للاندثار والإهمال, وهذا يوازي أيضا حرصه على الاستشهاد بنصوص عدد من الشعراء المغمورين أو المجهولين, إلا أنه لم يكن يعنى بذكر أسانيده ومصادره لأنه كان يهدف أساسا إلى جمع الألفاظ وشروحها اللغوية وحفظها وصونها من الضياع, مما جعله في بعض الأحيان يسرد مجموعة من المفردات بدون شرح, أو بشرح غامض, مكتفيا بالإحالة على معناها العام كقوله : " من ذلك العلجان : شجر يرعى, والعرار والرمث, والشكاعى والخزامى والبقل والعرفج والنصي والارطى (23)", أو قوله : " والأقحوان والخزامى والنمام والياسمين والنسرين والمنثور والبنفسج النرجس واللينوفر والأذريون, كل هذه رياحين البساتين " (24) في حين تحتاج كل هذه الدوال إلى شرح وتعريف ولو موجز.
2-/ تحقيق كتاب « الأمالي العمانية » ( ملاحظ تقويمية ) :
ذكرنا في صدر هذا المقال أن لنا بعض الملحوظات على تحقيق الدكتور هادي ، يمكن تقديم أمثلة عنها كما يأتي :
1)فهرسة مواد الكتاب : لم يتضمن الفهرس الذي ذيل به الأستاذ المحقق هذا المصنف فهرسة الآيات القرآنية, والأحاديث الشريفة, والأمثال, والأعلام, والأمم, والقبائل, والبلدان, وفهرسة الشعر وقوافيه, إلى غير ذلك من المسائل اللغوية والأدبية, وهو جهد مطلوب ومحمود يسهل على الباحث الاطلاع على ما يريد من موضوعات الكتاب .
2)بخصوص توظيف الهوامش, لجأ المحقق إلى طريقة استشراقية غير مريحة – في نظرنا- تتمثل في تجميع الهوامش في آخر الكتاب , وهذه الطريقة قد تصلح لمقال بمجلة ولكنها غير صالحة للتحقيق، الذي يتطلب إثبات الهوامش بطريقة فورية في أسفل الصحيفة. ونعتقد أن لجوء الباحث إلى هذه الطريقة المتعبة ليست اختيارا منهجيا موفقا .
3)الشروح اللغوية: عندما نفحص الهوامش نجد هذه الشروح ملتبسة؛ لا تتعدى شرح بعض الكلمات المشروحة في النص الأصلي, حيث يعيد المحقق شروح الشيخ الربعي, . وفي بعض الأحيان يقدم شروحا للكلمات لا تتناسب والمعنى الذي يفضي إليه السياق. وأحيانا قليلة يسهب في شرح بعض الكلمات التي لا تحتاج شرحا. و كثيرا ما يحيل المحقق على لسان العرب مكتفيا بذكر أصل الكلمة دون الإشارة إلى معناها أو إلى الجزء والصفحة, وقد لا يكون هذا أمرا ضروريا, ولكننا نؤاخذه على ذلك لأن الظاهر أنه لا ينظر في اللسان إلا نادرا, والدليل هو أن هذا قد تضمن نصف الشواهد الشعرية التي ذكرها الربعي مع كثير من التغييرات في رواياتها لا نجد لها أثرا في هوامش المحقق, وقد أشرنا إليها في تضاعيف بحثنا سالف الذكر.
4) لم يقم الأستاذ المحقق بتخريج عدد من الأبيات الشعرية والأحاديث, والأمثال, وكدليل على ذلك, الهامش 795 الصحيفة 153 السطر 9 , ورد فيه, قالت امرأة من العرب في ولد عقها ( حتى إذا ﺁض كالفحال...) فقد شرح المحقق بعض كلمات البيت,لكنه لم يدقق في اسم هذه المرأة ربما ظنا منه أنها مجهولة، مع أنها شاعرة معروفة عند العرب وهي أم ثواب ذكرها المبرد في الكامل وترجم لها عمر رضا كحالة (25) ( أعلام النساء1/186).
5 ) هنالك مجموعة من الأحاديث والأمثال في الكتاب ككل, لم يخرجها المحقق, ونموذج ذلك هذه الأمثال : " أحشنا وسوء كيلة " (26) والمثل : " الخلة خبز الإبل والحمض فاكهتها". (27) والمثل : " من دون ذلك خرط القتاد " (28). كما أنه لم يخرج حديث أبي بكر الصديق ( ليألمن أحدكم النوم على الصوف الأذربي...) (29) مع أن هذا الحديث معروف في مختلف المصادر المتخصصة والعامة, ككتاب " الكامل " الذي تضمن شرح هذا الحديث وغيره من الشواهد.والغريب أنه لم يقم بتخريج أي حديث في الكتاب كله ما عدا حديثا واحدا لم يخرجه ولكنه اكتفى بتحليل مضمونه، ويتضمن الإشادة بأهل عمان.
6) إن التعريف بالأعلام يبقى القضية الغائبة في عمل المحقق مع أن حيويتها معروفة في أي تحقيق, لكن الأستاذ أهملها كما أهمل غيرها من أحاديث وأمثال وبحور شعرية وغيرها.
7)لقد أشارالسيد المحقق إلى أنه قام بمقارنة بين كتاب" نظام الغريب" وكتاب "الأمالي العمانية", غير أنه لم يشر إلى كتاب " نظام الغريب " ضمن قائمة مراجعه, ثم إنه لم يعلق على أي تخريج لنص من كتاب الأمالي العمانية يتضمن إشكالا أو مخالفة لكتاب نظام الغريب. نعم لقد أشار في المقدمة إلى عبارة يتيمة يقول فيها بأنه قد وجد الأبواب الثلاثين الأولى , ويعني بها أبواب الأمالي العمانية, تختلف اختلافا بينا عن كتاب نظام الغريب , لكنه لم يتحدث عن مظاهر هذا الاختلاف (30) مع أن المؤلف نفسه يعتبر هذه الأمالي مجرد توسيع لكتابه الأول " نظام الغريب " , مع ما تقتضيه – بالطبع – ضرورة المراجعة من إضافات.
لكن، وبرغم هذه الملحوظات الطفيفة ، لا يمكننا إلا أن ننوه بالمجهود الجبار الذي بذله السيد المحقق وفق المنهج الذي ارتضاه ، والذي أخذ منه عدة سنوات، لإخراج هذا العمل إلى النور، و الذي شكل إضافة ثمينة إلى المكتبة العربية والإسلامية، بعد أن كان نصا غميسا لا يعرفه أحد.
لقد اتضح للناظر في هذا العمل مكانة الشيخ الربعي واتساع عباءته اللغوية, وقصة كتابه الأمالي, وخطة تأليفه, وأهمية هذا النوع من المصنفات في الأدب العربي. وهو أمر جدير ولاشك بالانتباه إلى نتائجه المتعددة, خاصة منها تلك الثروة اللغوية الغنية بتعدد الدوال والمدلولات, التي تؤكد خصوبة اللغة العربية ومرونتها على استيعاب مختلف المصطلحات والألفاظ حتى الدخيل منها, كما جاء في باب" أسماء الرياحين من نرجس ونسرين وياسمين" وغيره.ومن النتائج كذلك حسن الاصطفاء المتمثل في تلك المختارات الشعرية التي عزز بها الربعي شروحه اللغوية خاصة منها المغمور والشاذ والنادر, الشيء الذي يطرح علينا بجدية قضية الروايات الشاذة أو النادرة, وضرورة الحفاظ عليها والتعامل معها. ولعل في هذا مما يعلي من قيمة هذا الكتاب وغيره من كتب الأمالي الأخرى, ويمنحها فرادة ودلالة نوعية كرافد تراثي, ومصدر جليل في حفظ اللغة والثقافة العربية العامة.
وفي الخلاصة, يمكن اعتبار هذه الأمالي وثيقة تاريخية لجهود اللغويين العرب المخلصة في خدمة اللغة العربية وحنكتهم في جمع مادتها ومتونها اللغوية , وجمالية ذوقهم في اختبار نصوصها الأدبية ووثيقة فنية لمعالم التأليف الأدبي في القرن الخامس الهجري, الذي بلغ خطوة مهمة في التنظيم, من مظاهرها تصنيف المباحث إلى موضوعات ثم تنجيمها في أبواب محددة.
الهوامـــــــــــــــــــــــــــــش :
1-انظر « الأمالي العمانية » للشيخ عيسى بن إبراهيم الربعي, تح : د. هادي حسن حمودي, وزارة التراث القومي والثقافة, سلطنة عمان – 1992م.
2) بحث مرقون لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة( الماجستير) حول دراسة لكتاب " الأمالي العمانية" إعداد : محمد بن العياشي, إشراف الدكتور أحمد حدادي, كلية الآداب, وجدة.1996
3) " مناهج التأليف عند العرب " لمصطفى الشكعة : 341, دار العلم للملايين, بيروت../ 4) المرجع نفسه : 341.
5) انظر : « نظرة تاريخية في حركة التأليف عند العرب في اللغة والأدب », للدكتور أمجد الطرابلسي : ص : 29, دار قرطبة للطباعة والنشر, الدار البيضاء, ط 5 – 1986م.
6) « مناهج التأليف عند العرب » :ص 542./ .7) انظر « طبقات فقهاء اليمن » لعمر بن علي الجعدي : 126, دار الكتب العلمية, بيروت – 1981م.
8) نسبة إلى بلدة باليمن « وحاظة », وهنالك من يكتبها أحاظة نسبة إلى أحاظة بن سعد بن عوف ( انظر معجم البلدان لياقوت الحموي : 363.
9) تذكر معظم المصادر أنه توفي سنة (480 ﻫ) وهو ما نرجحه./ 10) « هدية العارفين, أسماء المؤلفين, آثار المصنفين » لإسماعيل باشا البغدادي. مج : 1 , ص : 807 , استانبول – 1981م./ 11.) « كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون » لحاجي خليفة ( مصطفى بن عبد الله ) : مج 2 , ص 107 دار العلوم الحديثة بيروت 1959م

أبو المؤيد
10-12-2010, 12:16 AM
أستاذي العزيز/ محمد العياشي:

بداية أهلاً بك في هذا القسم خاصة والمنتدى عامة.

من الواضح أنك بذلت جهد منقطع النظير للخروج بكذا قراءة أوضحت وشرحت للقارئ كثير من الأحاجي التي قد يقف عندها متسائلاً.

من أسلوب القراءة يتبين لنا مدى العمق الفكري الأدبي الذي تتمتع به، ويكفي تطرقك "للأمالي" كمواضيع للقراءة لإثبات ذلك.

شكراً جزيلاً، وبانتظار قراءات أخرى.

دمت بخير.

يثبت.

د. محمد بن العياشي
10-12-2010, 07:31 PM
شكرا جزيلا صديقنا الفاضل الأستاذ مصطفى المعمري، وفقكم الله في أعمالكم وإشرافكم على هذا المنتدى الأدبي العالمي ، الذي يمكن أن نفتخر به باعتباره رافعة لمشعل الثقافة والأدب العربي و العماني ، وقد اطلعت شخصيا على عدد من الذخائر العمانية، حيث زرنا برفقة بعض الأصدقاء منطقة محرم الصغيرة ، في نواحي سمائل ، وكان ذلك عام 1992 ، وقد فوجئنا بزيارة عالم عماني فاضل ،فوجدناه منهمكا في قراءة كتبه ومخطوطاته الثمينة ، كما تعرفنا إلى الشاعر حميد سرور، وعرفنا أن سمائل الفيحاء هي محضن أهم الشعراء.كما اطلعنا عبر هذا المنتدي على مساهمة أقلام عمانية شابة مبدعة ومجدة... ولهذا يستحق هذا المنتدي ان يوسم - عن جدارة وتميز -بالسلطنة الأدبية. قتحية تقدير ومحبة متجددة إلى كل القائمين عليه وفي مقدمتهم الأستاذ مصطفى المعمري

إبراهيم الرواحي
11-12-2010, 03:56 PM
ما شاء الله دكتور محمد\

موضوع جدا مهم ومفيد

نتمنى أن يتم الاستفادة منه


وفقكم الله دائما

وبارك في مساعيكم

د. محمد بن العياشي
12-12-2010, 06:50 PM
شكرا ، أخي الفاضل الأستاذ ابراهيم مدير المنتدى ، وفقكم الله في إدارة هذا المنتدى الثقافي الجميل، ومزيدا من بذل الجهد، وتحية تفدير لكل الإخوة من بني رواحة خاصة ، وللإخوة العمانيين عامة، والسلام عليكم.

محمد الراسبي
19-12-2010, 05:30 PM
نشكر الدكتور محمد بن العياشي على هذا الطرح

ولقد وصلنا ردا في البريد الالكتروني عن هذا الموضوع يقول فيه :

الرسالة التالية أرسلت إليك عن طريق نموذج الاتصال بنا في
منتديات السلطنة الأدبية
بواسطة د. سعيد أحمد سعيد ( رسالة إلى:said369@yahoo.com ).

--------------------------------
تحية طيبة
الملاحظات عن الأمالي العمانية مجرد وجهة نظر للدكتور العياشي. وإلا فإنه ليس من شروط التحقيق شرح الأشعار ونسبة الأمثال وترجمة العلماء والرواة. إضافة إلى أن للمحقق الحق في عدم نسبة شاهد أو شعر إلى قائل هو يشك به وليس هناك ضرورة لتضخيم الحواشي. ومن الدليل على ذلك كتب تحقيق النصوص والتطبيقات التي قام بها عبد السلام هارون والدكتور هادي حسن حمودي نفسه في كتبه الأخرى, وكذلك بقية المحققين. ولا أدري لماذا لم يذكر الدكتور العياشي أن الدكتور هادي هو من اكتشف هذا الكتاب بعد أن كان ضائعا لا يعرفه أحد كما جاء في مقدمة الكتاب؟ وهذا ليس دفاعا عن محقق الكتاب فأنا لا أعرفه معرفة شخصية. وإنما ردا لتحامل غير مبرر.
د. سعيد أحمد سعيد

--------------------------------

د. أحمد نعمة
19-12-2010, 08:34 PM
السلام عليكم
كتبت مقالا من ثلاث حلقات حول مؤلفات أستاذنا الدكتور هادي حسن حمودي بعنوان (عاشق عراقي على شواطئ مسقط) نشرت حلقته الأولى الخميس الماضي 16 ديسمبر وستنشر الثانية في الخميس القادم في 23 ديسمبر والثالثة في 30 ديسمبر إن شاء الله وبعدها مقابلة مع السيد الدكتور هادي وستجدونها منشورة على الانترنيت وعلى صفحة الثقافة من موقع
(www.alarab.co.uk)
وفيها حوار شامل ورد علمي حول الملاحظات التي أبداها الدكتور العياشي وغيره عن كتاب الأمالي العمانية وغيره. فإن شئتم أن ارسل إليكم نسخة منها زودوني ببريد إلكتروني من الإدارة يتسع لتلك الحلقات أو ان تأخذونها عن مواقع الإنترنيت. إحقاقا للحق والمنهج العلمي في الحوار بما يتناسب وهذا الموقع الرائع وفقكم الله لكل خير, وشكرا.
هذا مع التحية
د. أحمد نعمة

د. محمد بن العياشي
21-12-2010, 05:10 PM
شكرا للأستاذ الراسبي، صدقني لم أنتبه للرسالة في بريدي الألكتروني نظرا لكثافته، فأما بخصوص ملاحظات الأستاذ الدكتور سعيد أحمد سعيد فردي عليها باختصار شديد هوكالآتي:
1- الأخ د. سعيد ،أنت تعلم جيدا أن الملاحظة نوعان: عفوية وهي ملاحظة عموم القراء ، ومنظمة وهي ملاحظة أهل الاختصاص. وحينما تقول لي جازما ومؤكدا" بأنه ليس من شروط التحقيق شرح الأشعار ونسبة الأمثال وترجمة العلماء والرواة." فأنا أرتاب وأشك في صحة هذا الأمر، وفي مدى صلته بمنهج المحققين والتحقبق. وإذا استخدمنا منطق الثالث المرفوع ستسقط معه كل أدلتك الأخرى....
2- العزيز د. سعيد : لعلك تعلم جيدا أن من شروط الحوار الإنصات الجيد للمحاور، ومن شروط النقد القراءة الأمينة للمقروء. تقول لي : ولا أدري لماذا لم يذكر الدكتور العياشي أن الدكتور هادي هو من اكتشف هذا الكتاب بعد أن كان ضائعا لا يعرفه أحد كما جاء في مقدمة الكتاب؟ والجواب: اقرأ الفقرة الأخيرة من المقال:"ومع ذلك- – لا يمكننا أن نغمط المحقق حقه فيما بذله من جهود واضحة يشكر عليها؛ وعلى رأسها الإسهام في إخراج هذا العمل إلى النور, الذي يشكل إضافة ثمينة إلى المكتبة العربية والإسلامية." أليس في هذه الفقرة ما يؤكد دور الدكتور هادي في إخراج هذا العمل إلى النور، النور ياصديقي نور الله بصيرتك. النقد ليس تحاملا وإنما هو مقاربة للإغناء وملء ما يراه الناقد من بياضات.وليس مجرد وجهة نظر ذوقية فقط. ومع ذلك شكرا لك على مداخلتك واهتمامك.
وإلى أخي الدكتورأحمد نعمة التوضيحات الآتية:
ليكن في كريم علمك أنني اضطررت لاختصارهذا المقال نظرا لضيق الحيز المخصص له بمنتديات السلطنة الأدبية .، فحذفت منه بعض الفقرات والهوامش... والمقال أيضا هو عرض ملخص لدراسة جامعية محكمة نلت على إثرها دبلوم الدراسات العليا( الماجستير)، وقد وردت الإشارة إلى ذلك. وأختم بالتأكيد على المجهود الكبير الذي بذله الدكتور المحقق والذي لا يعرفه إلا من تمرس بالقراءة المعمقة للكتب والمؤلفات ، وقد أشرت إلى ذلك بوضوح تام. أما الملاحظات العلمية فهي من وكد الباحث ودأبه.

نبيلة مهدي
22-12-2010, 10:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

موضوع جميلة و مفيد ..أتمنى أن يستفيد الجميع منه..
شكرا أستاذي القدير
د. محمد بن العياشي..
الله يعطيك العافية على هذا الجهد..

كل الاحترام و التقدير

د. محمد بن العياشي
23-12-2010, 12:17 AM
تحياتي العطرة ذ. نبيلة مهدي ، أرجو أن نفيد ونستفيد ، الله يعافيك ، أبقاك الله ريحانة منتصبة القامة لاتنحني.... مع وافر التقدير.

د. سالم بن عمار
23-12-2010, 03:30 PM
عن الأمالي العمانية
السلام عليكم
لا أدري لماذا غضب الدكتور العياشي على الدكتور سعيد فإن معظم الحاذقين من المحققين العرب لا يترجمون للأعلام ولا يخرجون الأمثال والأحاديث ولا الأماكن والبقاع ولا بقية الأشياء التي طلبها الدكتور العياشي من الدكتور هادي محقق الكتاب. وكتأكيد على ما أقول أرجو من الدكتور العياشي مراجعة تحقيقات بضعة أسماء معروفة ومشهورة مثل شيخ المحققين العرب عبد السلام هارون والدكاترة والأساتذة من العراق وسوريا ومصر مثل إبراهيم الإبياري ومحمد أبو الفضل إبراهيم وأحمد مطلوب وفخر الدين قباوة وإبراهيم السامرائي وخديجة الحديثي وعبد الكريم الأشتر وعزة حسن ومصطفى الشويمي ومحمد على النجار وعشرات أخرى لا يتسع المجال لذكرهم. بل حتى محمد محيي الدين عبد الحميد الذي حقق عشرات الكتب وكان مولعا جدا جدا بالحواشي لم يترجم للأعلام ولا يخرّج الأماكن والبقاع والأمثال والأحاديث. بل إن الدكتور إبراهيم السامرائي وآخرين كانوا يعتبرون ذلك من الثرثرة الزائدة.
وملاحظة أخرى ما هذا الثالث المرفوع؟ أرجو الاتّزان المعروف عن الباحثين المغاربة الأعزاء
مع التحية لهذا الموقع الملتزم بالخلق الرفيع
د. سالم بن عمار

د. محمد بن العياشي
23-12-2010, 08:53 PM
د. بن عمار، سعيد بأن يكون محاوري جزائريا، لكنني لا أرغب حقا في أن أسترجع معك تلك الخلفية العدائية المقيتة المصاحبة لحوار بعض السياسيين الجزائريين والمغاربة حول بعض القضايا السياسية ، فنحن قي قضية نقدية ، و لا يكفي أن تقوم بترصيف مجموعة من الأسماء ( مع احترامي الكبير لها)، لإقناعي بصواب فكرة أو دفاع مجاني، إذ بإمكاني في المقابل أن أسرد عليك عشرات المصادر والمراجع المؤكدة على الأهمية الأكاديمية للتعريف بالأعلام والأماكن والقبائل وتخريج الأمثال والأحاديث والشروح اللغوية والبلاغية والعروضية وغيرها... وعلى قيمتها البيداغوجية بالنسبة إلى الباحثين والطلاب وعموم القراء. ولكنني لست في معرض جدلي ولا أحب أن أكون كذلك. نعم لا نريد تضخما في الحواشي وفي المقابل لانريدها ضحلة هزيلة، والثرثرة مرفوضة علميا ، وأرجو أن لا نساهم فيها كمثقفين.
وباختصار شديد، أكتفي بالتعقيب على أمرين؛ أولهما إحالتك على تحقيق كتاب الكامل للأستاذ الدكتورمحمد أحمد الدالي محقق كتاب" الكامل" للمبرد(أبو العباس محمد بن يزيد ، ت 285 هـ) ، مؤسسة الرسالة، بيروت ط.ثانية 1993م . كما أحب أن تستأنس بهذه الأسماء لعل في خبرتها في التحقيق ما يمنحك فرصة لتوضيح الأمر.. انظر مثلا إحسان عباس، حسين مؤنس، محمد عبد الله عنان ، محمد رضوان الداية،صالح الأشتر ، أحمد مختار العبادي، البجاوي، محمد سعيد العريان ، كولان ، بروفنصال ، ومن المدرسة المغربية : محمد بن شريفة، عبد الوهاب بن منصور ، محمد ابراهيم الكتاني، محمد العربي العلمي، محمد يعلى ، مصطفى الحيا، عبد الهادي التازي.... والقائمة طويلة...
وعطفا على ذلك ، أشير إلى جانب من ندوة علمية احتضنتها كلية الآداب بوجدة لتكريم أستاذنا الدكتور عباس الجراري ، حضرها عدد مهم من الأساتذة من مختلف الكليات والجامعات المغربية، حيث تم تداول هذا الأمر، فذهب أحد السادة الأساتذة( من كلية الآداب بوجدة) إلى أبعد مما تتصور، حين عد كل تحقيق أو دراسة لاتتضمن التعريف بالأعلام والأماكن والقبائل وتخريج الأمثال والأحاديث والشروح اللغوية والبلاغية والعروضية، وشكل الأبيات الشعرية وغيرها، ليس من التحقيق في شيئ. ووجود هذه الأعمال كغير وجودها على حد تعبيره. وقد صدرت أعمال هذه الندوة ومنها مداخلة الأستاذ المذكور في كتاب مطبوع يإشراف الدكتور مصطفى الغديري.
أما الأمر الثاني فهو دعوتك للاتزان ، وأنا أراك تنهى عن خلق وتأتي مثله ، وهو سوء فهم منك بنيت عليه حكما طائشا ، فأنت لم تفهم الثالث المرفوع وهذه مشكلتك وعليك أن تراجع الفكر الفلسفي لتصل إلى استيعابه، وأضم صوتي إلى صوتك في التنويه بهذا الموقع الأدبي الرفيع والخلقي الحر من القيود الإديولوجية أو الديماغوجية... وشكرا دكتور سالم أسلمك الله

د. أحمد نعمة
24-12-2010, 02:31 AM
إلى الدكتور العياشي المحترم والدكتور عمار المحترم وكل من يتحاور بشأن الأمالي العمانية التي تطور النقاش بشأنها إلى مسائل عامة ذات أهمية كبيرة في مجال التحقيق ويبدو لي أن الجميع ينطبق عليهم الشاهد النحوي
كل بما عنده راضٍ والرأي مختلف
وأعتقد أنه ما أفسد الخلاف للود قضية.
وفي حوار مع أستاذي الدكتور هادي حسن حمودي بشأن مناهج التحقيق (وذلك في مقابلة صحفية ستنشر قريبا) أبدى إعجابه بما قاله الدكتور العياشي بشأن تحقيق الأمالي العمانية من حيث الأسلوب والموضوعية. وذكر أنه متابع لبعض ما ينشر. ولكنه قال إن المحققين العرب لهم مناهج متنوعة. وقرر أن لكل نصّ منهجه بلا جمود على منهج محدد مُصَنْدَق.
وهناك أمور أخرى ستتطرق إليها المقابلة المذكورة. وها أنا ذا أطلب من الدكتور العياشي بريده الإلكتروني عن طريق هذا الموقع المبارك للتواصل العلمي والاجتماعي المباشر وذلك بناء على رغبتي ورغبة أستاذي الدكتور هادي وأيضا استجابة لرغبة تجيش في نفس الدكتور العياشي على ما عبر عنه في موقع آخر.
أحببت أن أذكر هذه الكلمات كإثراء لهذا الحوار العلمي المثمر
بارك الله للجميع ونحو مزيد من التقدم.
د. أحمد نعمة

د. سالم بن عمار
24-12-2010, 05:04 PM
مناهج تحقيق أم صراع سياسي
أتمنى أن لا يرد الدكتور محمد بن العياشي على هذه السطور إلا بعد بضع ساعات لكي يرد بهدوء وان يدرك أني لم أمسّ شخصه الكريم وإنما نقدت رأيا له فإذا به يجيب بحدة لا تبررها إلا زيادة الأدرنالين. وأجيبه هنا:
1- نقاشي مع أرائك لا معك شخصيا سواء كنت مغربيا أم جزائريا، ولا علاقة له بخلافات السياسيين سواء كانوا فاسدين أم لا. ولعلمك الكريم أنا من أصول مغربية من مدينة تازة، فنحن شعب واحد فرقتنا الأيام وأهلها.
2- ذكرتُ لك أسماء محققين لا يهتمون بما يعتبرونه ثرثرة، مثل تراجم الأعلام وتخريج المواضع والأمثال والأحاديث وغيرها. وذكرت أنت أسماء لآخرين يرون غير ذلك. وهذا أمر طبيعي فللناس فيما يعشقون مذاهبُ. ولا يدعو إلى الحدة والتهجم الشخصي.
وأنا حين ذكرت تلك الأسماء فليس من أجل أن تغيّر قناعتك فهذا أمر لا يهمني ولا يعنيني وإنما لبيان حقيقة تعدد مناهج التحقيق وعدم جواز فرض منهج معين على من لا يرتضيه.
3- إن كان أساتذتك في جامعة وجدة قد قالوا ما قالوه، فإن هذا ليس قرآنا جديدا، وكذلك اجتهادات الذين يرون رأيا مخالفا. ولا يحق لأي أحد أن يفرض رأيه، وإنما يكتفي ببيان منهجه هو ويترك للآخرين اختيار المنهج الذي يرونه، وإلا فهو نوع من الاستبداد الفكري لا مبرر له أبدا.
وبالتالي فإن ملاحظاتك على تحقيق كتاب الأمالي العمانية لا تمثل إلا رأيك. ولقد سبق أن تحصلتُ على نسخة من الكتاب إهداء من المحقق، فطالعتها وطالعها معي عديد الأساتذة والطلاب فكنا مرتاحين جدا لأن القراءة كانت منسابة لا تقطعها الحواشي. ولك أنت أن تنزعج فلكل واحد حريته.
4- أما الثالث المرفوع، أيها الدكتور العياشي، فكلمة بذيئة، ونبهتك عليها بشفافية في الرسالة السابقة، ولكنك اتهمتني بالجهل. فأدعوك أن تقرأ تفسيرها في كتاب ابن كمال باشا (رجوع الشيخ إلى صباه) ص 94 المطبعة الشعبية في حلب 1948م. وقد سمي بذلك لسبب معروف! وأنا لن أذكر معناه احتراما لهذا الموقع وزبائنه. فإن كنت تقصد شيئا آخر فعليك التوضيح.
آملا أن تفكّر فيما قلته بهدوء قبل أن تردّ بانفعال غير مبرر فكل إنسان يستطيع أن يتلبّس ثياب الانفعال. والمسألة أولا وأخيرا حوار لا عراك، ولا استعراض عضلات التعالم والتعالي. وأعتقد أن هذه آخر رسالة مني إليك إلا إذا كان الحوار بعيدا عن الانفعال والحدة.
مع الاحترام للجميع
د. سالم بن عمار

د. محمد بن العياشي
24-12-2010, 06:22 PM
الأستاذ الدكتور أحمد نعمة المحترم ، لقد أصبت كبد الحقيقة كما يقال ، شكرا على مداخلتك التي تندرج في صميم المنهج العلمي الرصين ، والتي شكلت حلقة وصل موفقة بين رأيين مختلفين، وما قاله الأستاذ الدكتور هادي حسن حمودي حفظه الله بخصوص تعدد مناهج المحققين هو عين العقل. وحتى الملاحظات التي يبديها الباحث أي باحث هي بلا شك ناتجة عن ترجيح شخصي لمنهج أو مجموعة من المناهج التي يعتقد أنها الأصوب أو الأقرب إلى النص قيد الدرس.
أخي الدكتور أحمد، أرجو أن تنقل سلامي الحار إلى الدكتور هادي واعترافي الصادق بما بذله من جهد جبار في تحقيق الكتاب وإخراجه إلى النور، بعد أن كان مخطوطا غميسا لا يعرفه أحد.و بلغه التماسي منه بإعادة طبع الأمالي العمانية في حلة جديدة وفق ما يراه من إضافات ، مستفيدا من الوسائل التكنولوجية الحديثة، كما أرجو من وزارة التراث القومي العمانية توفير الدعم اللازم لهذه الذخيرة اللغوية النفيسة.
وأود أن أختم مداخلتي بإعادة التأكيد على أن الملاحظات التي أبيدتها حول الأمالي العمانية لايمكنها بأي حال أن تقلل من المجهود الجبار الذي بذله الدكتور هادي في تحقيقها، والذي أخذ منه عدة سنوات من عمره. فالتحقيق عذب ومعذب....
والله إني لأتشرف بالتواصل والتعرف إلى الأساذين الجليلين : الأستاذ المبدع الدكتور أحمد نعمة رزقه الله من نعمه، والأستاذ الشاعر والمحقق والباحث الأكاديمي الدكتور هادي حسن حمودي ، جعلنا الله وإباه من الحامدين على نعمه.والسلام عليكم ورحمة الله.
أرجو من الإخوة المشرفبن مد أخينا ببريدي الإلكتروني فأنا متشوق للتواصل المباشر بيني وبينهم. وشكرا لك أخي الدكتور أحمد نعمة على اهتمامك ومتابعتك.

د. محمد بن العياشي
24-12-2010, 08:26 PM
الدكتور سالم بن عمار كان بودي ألا أرد على مداخلتك ، ولكن ما ذكرته حول الثالث المرفوع زاد من ارتفاع الأدرنالين . لكن سامحك الله . ولن أعاتبك كثيرا ما دمت من أصول مغربية( على سبيل البسط) ، يا صديقي أعذرك لأنك أوردت تفسيرا ومرجعا لم يخطر على بالي. أنا لم أقل الثالث المرفوع في تعقيبي على الدكتور سعيد وإنما قلت منطق الثالث المرفوع( انظر العبارة جيدا) والثالث المرفوع في المنطق الفلسفي ( وقد دعوتك لمراجعته ولم تفعل) ، وبالضبط عند أرسطو يعني أن يكون للشيئ صفة ما أو نقيضها، كأن نقول فلان ناجح أو راسب ، أو فلان صادق أو كاذب، وليس هناك حالة ثالثة مرفوعة بالاختيار( النجاح أو الرسوب / الصدق أو الكذب)، وهناك من الفلاسفة من يسميها بالوسط المستبعد. فهل في هذا الكلام شيئ مخل بالأخلاق؟؟
الدكتور سالم بعيدا عن هذا النقاش ، وعلى سبيل الاسترجاع أنا سعيد أن تكون من أصول عربية ومغربية، أصلا من مدينة تازة، هذه المدينة المتميزة بكثرة المبدعين في الأدب والمسرح ، كما أن هناك قرية في نواحي مكناس تحمل اسمك : قرية بن عمار ورغم صغرها فهي نشيطة على المستوى الثقافي، تنظم مهرجانات ثقافية وطنية وينتسب إليها عدد من الكتاب والشعراء والصحافيين..
شكرا على مداخلتك ودمت بخير

د. أحمد نعمة
25-12-2010, 11:33 PM
السادة في هذا الموقع المبارك
السلام عليكم
بناء على رغبتي ورغبة الدكتور العياشي التي عبر عنها في الرسالة السادسة عشرة، وهي رغبة الدكتور هادي حسن حمودي أيضا بناء على حوار دار بيننا. فأرجو تزويد الدكتور العياشي المحترم ببريدي الإلكتروني وتزويدي ببريده الإلكتروني ليكون موقعكم المبارك حلقة تواصل بين المثقفين العرب. وأنتم تعرفون البريدين.
هذا مع التحية
د. أحمد نعمة

د. سالم بن عمار
31-12-2010, 01:26 AM
أيها الدكتور العياشي العزيز لك تحياتي أولا، وإذا كنت قد أخطأت في فهم مرادك من الثالث المرفوع وإذا كنت قد أسأت إليك فلك اعتذاري، خصوصا وأننا لا هدف لنا إلا خدمة الحقيقة العلمية.
وربما انسقت إلى الانفعال في الرد لأني لاحظت إساءات متعمدة في بعض مواضع الانترنيت العربية ضد أستاذي الدكتور هادي حسن حمودي، حتى صرت أتعجب من أن بعض المواضع لا تراها تهتم إلا بالبحث عما تعتقد أنه نقص أو عيب تماما مثل الحشرات كالذباب والخنافس الحمراء. أجلكم الله وأجل هذا الموقع المبارك عن تلك الأفاعيل والأفعولات الأفعوية.
مرة أخرى أكرر اعتذاري إن كنت قد أسأت إلى شخصكم الكريم
د. سالم بن عمار

إبراهيم الرواحي
31-12-2010, 06:41 PM
د.محمد
د.سالم
د.أحمد


مداخلاتكم مثرية جدا

استفدنا منها


شكرا لهذا الطرح والذي أخذ جانب الانفعال بداية ، ثم عاد للعلم والفائدة والنقد


شكرا لكم جميعا

ونتمنى أن تتحفونا بالمزيد من المواضيع المفيدة

د. محمد بن العياشي
31-12-2010, 07:08 PM
الدكتور سالم بن عمار العزيز، أعتذر أنا بدوري عما يكون قد بدر مني من انفعال ، لاداعي للخوض في مسبباته، ونسأل الله الحلم والصبر. وأرجو أن تبلغ أستاذنا الجليل الدكتور هادي حسن حمودي سلامي واعتذاري الخاص منه إن تسربت إلى أسلوب التناول بعض الألفاظ ذات شحنات دلالية غير مقصودة بدليل أنني قمت - عن اقتناع كامل- بمراجعة بعضها فيما يمكن تسميته بالطبعة الثانية للمقال ، وما أزال أراجعه حتى الآن قبل أن ينشر بمجلة ورقية ، والمراجعة هنا أمر واجب بل فضيلة علمية. وأنا عادة ما أراجع كتاباتي قبل النشر وبعده، ولا أمتطي مركب العناد إلا إذا كنت متيقنا من صوابية المقصد. كما أنني ما أزال أبحث عن السبل التي تجعلني أقبض على ذلك الخيط الرفيع الذي على أساسه يمكن أن نضفي على العمل الأدبي رداء التحقيق أو نزيحه عنه.
ولك تحياتي الحارة، وأرجو أن تبلغ سلامي المشفوع بكل التقدير والاحترام للدكاترة الأفاضل الدكتور المحقق والشاعر هادي حسن حمودي، و الدكتور المبدع أحمد نعمة، والدكتور سعيد أحمد سعيد .
وأحيطكم علما بأني أنوي إنجاز دراسة لكتاب الدكتور هادي حسن حمودي الموسوم ب "التاريخ السياسي العماني". وستنشر حصريا بهذا المنتدى العماني، خلال الشهر المقبل. وشكرا لكم جميعا على اهتمامكم. وملاحظاتكم القيمة...

إبراهيم الرواحي
02-01-2011, 10:34 PM
د. محمد بن العياشي

نتشرف بالقراءة لك

ونتشرف بأن تنشر في موقعنا المتخصص بالأدب



خالص مودتي

د. محمد بن العياشي
03-01-2011, 11:01 PM
شكرا جزيلا يا أستاذ ابراهيم،وإلى اللقاء مع مساهمات أخرى بإذن الله

د. أحمد نعمة
04-01-2011, 03:59 PM
تحية طيبة
لقد أجريت حوارا صريحا مع الدكتور هادي حسن حمودي خاصا لهذا الموقع الجميل. الحوار عن بعض مؤلفاته وأبرزها مؤلفاته العمانية بما فيها الأمالي العمانية وكتاب الماء وهو في حوالي 2000 كلمة فهل يتقبل بريدكم الالكتروني حجمه أم أقسمه إلى قسمين مثلا؟ وهل يتقبلها كصورة (pdf)؟
مع التحية والشكر
د. أحمد نعمة

د. أحمد نعمة
06-01-2011, 06:02 PM
تحياتي
لم أتلق بعد جواب مراسلتي السابقة أم تفضلون الاتصال بطريق آخر
مع التحية
د. احمد نعمة

د. أحمد نعمة
07-01-2011, 02:07 AM
تحياتي
في مراسلتين سابقتين تحدثت عن نشر مقابلة مع الدكتور هادي حسن حمودي ولم اتلق منكم جوابا.
أرجو إلغاء المراسلتين لأن المقابلة ستصدر غدا السيت إن شاء الله وستجدونها على عدة مواقع على الإنترنيت
مع الشكر
د. أحمد نعمة

إبراهيم الرواحي
07-01-2011, 11:33 PM
أرسلت لك رسالة خاصة سيدي الدكتور أحمد

لك المودة

ننتظرك

د. أحمد نعمة
08-01-2011, 10:09 PM
شكرا لك أيها العزيز إبراهيم الرواحي تجدون المقابلة المذكورة في المراسلات السابقة والتي أجريتها مع أستاذي الدكتور هادي حسن حمودي على موقع العرب أون لاين أو صفحة الثقافة في
www.alarab.co.uk
ولكم أن تأخذوها إن شئتم
ونلتقي في موضوعات قادمة إن شاء الله
د. أحمد نعمة