غياب الأسماء المتحققة عن المهرجان (للكاتبة بدرية الوهيبي)

[محمد الراسبي]

غياب الأسماء المتحققة عن المهرجان
بدرية الوهيبي :الشاعر لا يريد مركزا ولا يريد مالا ولا بريقا بقدر ما يريد تقديرا حقيقيا لتجربته لا تهميشا وتجاوزا

السلطنة : كتبت بدرية الوهيبي


المهرجان هو تظاهرة شعرية كبيرة تحدث كل عامين وبأوامر سامية منذ ما ياقرب اربعة عشر عاما مرت سبع دورات وكلها متشابهة لا جديد ولا تطوير ولا شيء يضيف للشاعر سوى المشاركة( يلقي نصه وينزل ) حتى المستجدات التي ترا ها اللجنة المنظمة للمهرجان انها تجديد وتغيير لا تفيد الشاعر ..


لا أعتقد ان المؤسسة الثقافية قادرة على فهم الشاعر مطلقا وفهم احتياجاته علما بأن مدير عام الآداب والفنون يسألنا بإستمرار عن عزوفنا عن المشاركة ونقول الأسباب وننشرها بالصحف ولكن لا شيء يحدث فما تراه المؤسسة من وجهة نظرها المهنية والوظيفية هو ما سيراه الشاعر أبى أم رضى وكأن الشاعر بحاجة الى مؤسسة لظهوره وانتشاره .تغييب دور الشاعر واشراكه في التنظيم والتخطيط هو خطأ فادح تقع فيه المؤسسات الثقافية التي تنوب عن الشاعر في أموره ومهرجاناته الخاصة به وتضع حاجزا بينها وبينه فماذا تنتظر المؤسسة إذن من الأسماء التي عاصرت المهرجان منذ دورته الأولى وفي كل مرة نقول في قرارة أنفسنا لعل هذا المهرجان أضل من سابقه ولعل ثمة تطوير وتغيير حدث في هذه الدورة فيصطدم بالواقع المر ويصطدم بتلك الوجود المتكررة والأحداث والبرنامج المتكرر وحتى المدن التي يقام فيها صارت تكرر نفسها ..

ناهيك عن ان المعايير التي تضعها اللجنة لفوز النص هي معايير تتغير بناء على أهواء المحكمين واللجان الأخرى بدء من لجنة الفرز الأولي والقراءة السريعة والسطحية لنصوص الشعراء التي تأتيهم –حسب قولهم- بدون أسماء وهي معايير أساسا غير حقيقية فحين يشترط عدد أبيات وتفعيلة محددة في النص ويفوز شاعر وقد أخل بهذا الشرط وان كان نصه جميلا وعميقا فأن ذلك يعتبر اخلال قاعدي ،وحين يشترط الإلقاء شرط أساسي لفوز الشاعر ويحرم شاعر جميل من المركز الذي استحقه بجدارة لعدم حضوره وإلقائه نصه في إحدى الدورات واذا لم تخني الذاكرة في الدورة الرابعة بصور بينما تفوز شاعرة في مهرجان الشعر السادس وهي لم تقرأ نصها فهذا يعتبر إخلالا ، وحين يكون المحكم شاعرا كلاسيكيا ويختار في المركز الأول مايناسب ذائقته والعكس فهناك اخلالا ناهيك عن ان بعض أعضاء هذه اللجنة هم شعراء مثلك ومن جيلك مع احترامي لكل التجارب ولكن نصي لا يتحكم بمصيره شاعر آخر يحتاج الى تقييم تجربته ليقيم تجربتي ويحددها بمراكز ،وحين تحرر الشيكات التي تصرف للفائزين قبل بدء المهرجان ويتم اختيار المراكز والفائزين قبل المهرجان فهذا إخلالا فما الفائدة من الحضور أصلا طالما الأمر قد حسم ؟!!

وحين يتم استبعاد شعراء متحققين في مهرجان الشعر الخامس الذي أخذ صورة المهرجان الحقيقية بعيدا عن المراكز فهناك شيء غامض يحدث .. وحين يطالبون بحقهم في معرفة الأسباب يتم تجاهلهم فهذا يعني ان المهرجان لا يعنى بالشعر والشاعر بقدر ماهو تحصيل حاصل ومشاركة لاتغني ولا تسمن ، وهذا الغياب والعزوف حدث بعد هذه الفوضى مباشرة..

شخصيا بدأت أكفر بالمؤسسات الثقافية ودورها في الارتقاء بالشعر العماني ، ولكنني سأجيب فقط عن بعض المسؤولين في محاولتهم البائسة لجذب الأسماء المتحققة التي لا يسمح لها وعيها ان تشارك في هذا الضحك وأقول انه لو فعلا يعنيهم أمر هذه الأسماء فلماذا لا تتم دعوتهم كضيوف شرف ومشاركتهم في أمسية مع الضيوف العرب ولجان التحكيم حتى لو من باب المجاملة ، الشاعر لا يريد مركزا ولا يريد مالا ولا بريقا بقدر ما يريد تقديرا حقيقيا لتجربته لا تهميشا وتجاوزا ..

[محمد الطويل]

نعم وكما أسلفت في كتابة سابقة وذكرت بأن المهرجان في دوراتها الأخيرة لم يعد سوى ملتقى لبعض الشعراء ليس إلا ومثلما ذكرت الشاعرة / بدرية الوهيبي بأن الشيكات محررة مسبقاً وما هذا التواجد فوق المنصات إلا رمزاً أو شكلاً من أشكال التظليل وتظليل المتسابقين أو ممن أجازت لهم لجنة الفرز قصائدهم .

إن لجنة الفرز والاختيار عادية جداً لا تحمل صفات اللجنة المقررة التي تستطيع أن تصنف اتجاهات الشاعر ولا أسلوبه ولا إلى ماذا يرمز ، وبالتالي هي تضيع وسط كوم من الإبداعات القوية التي ترى اللجنة أنها صغيرة أمامها ولا تستطيع فهما فتسارع في إبعاد النصوص بحجج واهية لا مبرر لها .

إن مهرجان الشعر العماني من الضرورة أن يكو قوياً ويعكس الأقلام الحقيقية للشعر العماني لأنه بمسماه مهرجان يحتم على أن يكون الجهد فيه مضاعف من قبل القائمون عليه .

إن الجهات المعنية به لا تعي بمعنى المهرجان ولا أهميته وكل ما مهم لديها أن يقام في وقته دون الجلوس بعد كل مهرجان لأخذ السلبيات ومعالجتها والوقوف على الإيجابيات والأخذ بها ، إذ ينسى الأمر ويكون كورقة على درج المكتب بعد قليل توضع في الدرج إلى أن تقدم وبعدها ينظف الدرج فتلقى في سلة المهملات وتؤول للمحرقة .

لن يتطور المهرجان بل سوف يزداد سوء بهكذا أسلوب وسوف ينفر الكثيرين من الشعراء لأنه ومثلما ذكرت بدرية أن من يقيم النصوص لا يرتقي إلى مستوى الفرز والتقييم وهذه مصيبة .

إن الحدث يهمنا كأقلام تكتب ... ويهمنا لأنه يعكس واقعنا الثقافي وبالتالي يجب أن تكون أرائنا مسموعة وأن تستدعي الجهات المعنية كافة الشرائح أو من يمثلها لتستمع إلى الأراء وتفتح الحوار للأخذ بالجديد وبما يخدم الساحة الشعرية والثقافية في السلطنة ، أما التمسك بالأنا فهذا بحد ذاته ضياع للأدب .




ربنا إبعد عنا الشلليةوالأنا !!!!!!!!!!!!!!!!! .