المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( منــــاجاة الأرواح ))


صلاح عبيد
25-12-2010, 09:05 PM
قصة قديمة كتبتها منذ فترة طويلة
وليس لي الا قصتان .. والبقية نصوص مسرحية
أتشرف بوضعها هنا
والثانية بوقت لاحق .. إن شاء الله

(( مناجاة الأرواح ))

هنا بدأت النهاية نهاية رجل شاب عاشق المقبرة تضج بالاف البشر أحياء وأموات سور دائري يضمهم جميعا في جنباته منهم الصديق ومنهم القاتل منهم من يدعوا له ومنهم متشمتا بجرأته جرأة الشجعان والكثرة تغلب الشجاعة.

وصل أخيرا الى مثواه الأخير اللحد جزء من قبره لا يستطيع فيه الحراك بعد ان كان يجول ويسرح والمستقبل بين يديه وفجاااااأة بعد فراق الجميع له مبتعدين وصار بالنسبة إليهم مجرد تاريخ مضى وزال أحس الحبيـب بالبرودة بين أوصاله والحرارة في جنبات فؤاده وكأن سيولا جارفة إقتلعته من تلك الحفرة وأخذته عاليا بين السحاب وهشمته أرضا في مواجهة من أحب.

لم يخب إحساس المقهور وتمنى رجوع الزمن لعله يجد حلا لكي يسعد سعـــاد التي تذرف الدموع فوق قبره فتاة في الخامسة والعشرون من عمرها أقل منه بثلاث سنين التاسعة بين أخوانها الذكور شهرين وتنهي دراستها الجامعية.

أحس بالذنب الذي إقترفه وهو يعلم بأن أعذار الدنيا كلها لن تفيد فبادرها سمير مترددا : أعذريني كنت انانيا لم أقدر على مواجهتهم بينما هم جميعا حولك هربت وتركتك لوحدك لذكريات أليمة لا تنسى.

ردت سعاد غير مبالية وعيناها نحو الافق : أتذكر عندما تلاقت أعيننا بسوق الذهب رفرفت بنا الأحلام والأماني نبني معا بيتا جميلا يضمنا في صدره يضم أسرة سعيدة نشارك في خلق مجتمع يرقى بالامم استدارت نحوه مواصلة حديثها : أنهكتك الايام فلم تقاوم تركتني وحيدة فبمن أساوم.

نعــــم أخطأت وهذا ذنبي الوحيد ولكني أحببت وتركوني بينهم شريد قالهــا وعيناه ارضا واستدار نحوها صارخا : لم يقف معي احد لم يعطف علي أحد ولم يرحمني أحد اقترب منها أكثر وأكثر وكلما اقتربت المسافة هدأ أكثر محدثا إياها : توجهت انا وأمي بعد رفض أبي المتكرر ملكت الشجاعة وأصبحت سدا منيعا أقف في وجه العراقيل وصلنا البيت الأصيل إصطدمت بسد السدود قلب كالحجر وأشد آآآآآآه متى يذوب هذا الجليد.

وقفت سعاد شامخة وهي تبعد خصلات شعرها الأسود من على وجهها قائلة : أنا وأمي حاولنا انت قاومت جبل جليد أما أنا فدهست بين قمم جليد صارحتهم بحبنا الطهور صمت عن الطعام توقفت عن الدراسة بذلت المستحيل اسطوانة متكررة لم ولن تفارق أذني ليس من طبقتنا ولن نفرط بسمعة العائلة واااااأسفاه هذا هو العائق.

وقف سمير وظهره بظهرها مواصلا ذكرياته الأليمة : أخيرا إقتنع أبي بعد أن حن قلبه لم يستطع النظر الي ذلك الجسم الشامخ الممتلئ أصبح مكسورا ذليلا هيكل عظمي يكسوه الجلد تخلى عن القليل من كبرياءه وقابل أباك وليته ما فعل.

استدارت إليه مترجية : خذني بعيدا طر بي حيثما تشاء نثبت للعالم لا للمستحيل لا للعوائق نعش معا نبني معا نحمل الراية راية السلام لكل محب وعاشق لكنك أنت من أبى ورفض حتى الحلم بما أتفقت عليه أعيننا.
إلتفت إليها وصارا وجها لوجه : كنت أرى بصيصا من الأمل يشرق من بعيد فكلما إقترب زال وتلاشى مناورات وحصار على قلبي ألم يعلم ذلك المتغطرس أن القلب قطعة شحم إذا أحبت ذابت.

لم تترك له فرصة وقاطعته بغضب : إنتحرت إن صح التعبير هل هي شجاعة ام هروب أجب رضيت الاستسلام وتنازلت عن حبي لك.

إبتعد عنها خطوات قليلة متأثرا يخفي دموعا تساقطت وبنبرة حزينة شارحا : لقد كان يوما مشهودا في المدينة الزينات بكل الطرقات الافراح تعم المشرق والمغرب تهاتفت من كل حدب وصوب ساقوك اليه ذو المكانة المرموقة خافوا على العريس مني حرس من أمامه ومن خلفه مني أنا الذي صرت لا أهش الذباب عن وجهي ففجرت نفسي بين أيديهم لتكتمل الفرحة فتشتت أوصالي وأحاسيسي وتطهرت ثيابهم بدمائي.

ساد الصمت بينهما لحظات متحسسا وجودها وألتفت إليها مستغربا وسالها : مالذي أتى بك الى هنا وكيف يحصل ذلك فردت بابتسامة تعلو وجنتيها وأقتربت منه وهمست له : لن أكون لغيرك زوجة انظر من القادم وماذا ترى أشاح بوجهه ناحية باب المقبرة فإذا بكوكبة من البشر يحملون جنازة فقال فرحا : إنها جنازة شهيد ردت عليه بنشوة الانتصار : إنهــــم يــزفـــون سعــاد إليـــك.

نبيلة مهدي
26-12-2010, 02:06 AM
سرحت مع هذا القصة الجميلة التي أخذتني للبعيد.
سلمت يمناك أخي الكريم صلاح عبيد.. و أهلا بك بيننا و حتما ننتظر جديدك ..

كل الاحترام و التقدير

صلاح عبيد
26-12-2010, 03:22 AM
الأخت الفاضلة نبيلة ..
لنا الشرف بأول رد .. وبأول من وصل بعيدا بالمناجاة

هي أرواحنا تجد ذواتها وتتحدث بلساننا ، مقهورة ، يائسة ودوما النهايات تكن سعيدة ولو بالدم والتضحيات

نمني النفس بالكتابة في القصة ، ولكن تبقى تجربتين لا أكثر
أسعى لرؤية نقدية تمضي بي قدما نحو الأفضل

تحياتي مجددا....

سالم الوشاحي
26-12-2010, 08:48 AM
أخي الفاضل صلاح عبيد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً أهلاً بك في رحاب منتديات السلطنه الأدبيه

نتشرف بأصحاب الفكر والقلم

وهذه إطلالتك الأولى معنا بقصة جميله (( مناجاة الأرواح))

ننتظر منك الجديد والجديد حتى نستمتع بالقراءه معك فلاتحرمنا

دمت على خير أيها الشامخ

صلاح عبيد
26-12-2010, 09:48 PM
الاخ الفاضل سالم الوشاحي
اعتز بهذا الترحيب الجميل .. واقدم لك خالص امتناني على وصفك لي بالشامخ

اشكرك

talatsoltan
29-12-2010, 01:18 PM
اخى الفاضل
مناجاه نعم بل مناداه لقلوبنا
تحياتى

صلاح عبيد
03-01-2011, 11:07 AM
القلب قطعة شحم إن أحبت ....... ذابت

اشكرك اخي talatsoltan

على مرورك الكريم

أمل فكر
17-01-2011, 12:06 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة في القمة

فيها الم

بس اقول وش الفايدةالاثنين في نفس المقبرة
اذا سعاد شهيدة
وسمير منتحر:o
***
رهيبة القصة وبتجملها (علامات الترقيم) لقراءة احلى

مشكور اخوي

عملك القصصي حلو واصل فيه بجانب الكتابة المسرحية
اظن بتحصل نفسك فيه

في انتظار قصص ومسرحيات اخرى:)

صلاح عبيد
26-01-2011, 01:01 AM
طالما هناك فكر .. فمؤكد الامل موجود

شكرا على الاطراء ، وان كان السؤال مقصودا فقد مسكتم طرف الخيط من المضمون الحقيقي للقصة

هي قالت له : انتحرت ، فربما هو شهيد !!!
هو قال عنها قبل معرفتها : جثة شهيد ، فمؤكد هي انتحرت !!!

مَــلآذ ‘!
18-02-2011, 09:07 AM
اخي صلاح تجربة ناجحة حقيقة مع القصة القصيرة ..
راق لي ما سطر قلمك...
وننتظر المزيد من الابداع..
ودي ..

صلاح عبيد
03-03-2011, 01:19 AM
انين روح ..
خالص اعتزازي برأيكم حول تلك التجربة ، وهذا من ذوقكم

كل الشكر والامتنان لكم