المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رؤية في نص "أصفاد الحناجر"..


فاطمة الكعبي
07-02-2011, 11:13 PM
آفاق النص المغاير
رؤية في نص "أصفاد الحناجر"للشاعر عبدالعزيز العميري

إذا كان الشعر هو المساحة الحرة التي يتأهب الشعراء إلى خوض غمارها، ويتمددون فيها بحجم ما تكنّه دواخلهم من لمسات إبداعية،فإنها كذلك مساحة لا تقبل سوى النقاء الذي تكتنفه الكلمة العذبة والمعنى المغاير الذي يرتسم خلف حدود التأويل، مشكّلاً بذلك آفاقاً للانطلاق وعالماً من الكتابة التي لا تقبل التكرار، وفي نص " أصفاد الحناجر" نقف في مواجهة مع الإبداع المغاير، الذي استطاع شاعره أن ينتزع فكرته من أحداثٍ ذات معنىً قومي، ولكنها في الجانب الآخر تحمل(بنيات استفهامية) ذات مغزىً آخر ينطلق الشاعر من خلالها إلى صلب النص لإثارة نوع من الدهشة لدى المتلقي.
وهنا سنحلق في آفاق هذا النص لنستقرئ ما به من دلالات، ونكشف عما يخبئه من جماليات.

1- أفق العنونة:

"أصْفَادُ الحَنَاجرْ"،وقد شكّلت الإضافة هنا صورة شعرية تحمل في مضمونها بُعداً رؤيوياً غائراً في عمق الفكرة التي أراد الشاعر أن يقف عندها،فكما هو معروف أن الأصفاد هي (القيود أو الأغلال) وقد وردت في القرآن الكريم بهذا المعنى في قوله تعالى:" وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يوَمْئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَاد"(إبراهيم49)،كما أنها جاءت في الشعر العربي بهذا المعنى أيضاً، ومنه قول عمر بن كلثوم:
فآبوا بالثياب وبالسبايا وأبنا بالملوك مصفدينا.
ونجد أن كلمة الأصفاد في عنوان النص قد حافظت على معناها المعهود، ولكن بإضافتها إلى كلمة الحناجر شكَلت "انزياحاً لغوياً" أعطى صورة شعرية تتكئ عليها الفكرة العامة للنص.

فكيف تقيّد الحناجر؟
تقييد الحناجر هنا كناية عن "كبت حرية الكلمة"، وهي إشارة إلى بعض أدباء العراق، وإن كان هذا المعنى لا ينطبق على جميع تقاسيم النص بشكل ظاهر، إلا أننا من جانب آخر نجد الكثير من الدلائل التي تشير إليه،ومنها "التصدير" الذي وضعه الشاعر للنص "...يقول ميلان كونديرا : صراع الإنسان ضد التسلط هو صراع الذاكرة ضد النسيان."، وهذا التصدير أدى إلى مفارقة جمالية مع العنوان فتحت نافذة أخرى للتأويل، فالأصفاد التي فُرضت قسراً على هؤلاء الأدباء إذا ما نظرنا إليها من ناحية إيجابية نجدها قد ولّدت أدباً "سياسياً رمزياً"، وفي هذا يكون صراع الكلمة ضد التسلط الذي أراد الشاعر أن يشير إليه في هذا النص.

2- الأفق الاستفهامي:

"الاستفهام" إشارة تنذرنا بوجود سؤال ما، وقد جاء نص "أصفاد الحناجر" محملاً بالكثير من الأسئلة التي شكَلت بنيات مفصلية للنص،فوجودها خلق حالة من الترابط بين أجزاء النص من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن وجودها يثير شيئاً من الدهشة لدى المتلقي في محاولة للبحث عن إجابات منطقية لهذه الأسئلة، التي وضعها الشاعر وفق تراتبية معينة جاءت على النحو التالي:
1- ياااه كم ميعاد فات؟
2- ما محى التاريخ وابل؟!
3- من رمى للبيد طلح؟!
4- من هدى للصبح جرح؟!
5- من يعزف الليلة (أبوذية) ح ز ن ؟
6- من قص خيط النور وأحرق جناحك؟!
7- من شبّك الأصفاد في حنجرة روح؟!
8- من أجبر المسجون يكره سراحك؟!

لو نظرنا إلى هذه الأسئلة لوجدنا أن التدرج الصوتي الذي يشكله الحرف الأخير فيها كان واضحاً ، فمن حرف التاء الذي يتميز بشدته إلى حرف اللام الذي يتوسط بين الشدة والرخاوة،ثم الحاء والنون وهي من حروف الرخاوة،وعودة إلى حرف من حروف الشدة وهو الكاف، وهذا الاختلاف الصوتي دل على تفاوت حالة الحزن التي سيطرت على النص،وتوزعها بين أجزائه بحسب (الدفقة الشعورية).
كما أن الشاعر لم يكتفِ بالاستفهام فحسب، ولكن جاءت أسئلته – باستثناء سؤالين- على هيئة (الاستفهام التعجبي)، والاستفهام التعجبي كان أبلغ في توصيل المعنى، كما أنه أضاف بعداً حيوياً للنص، وأعطاه حركية أكبر في الانتقال، فهو لم يوقفنا على سؤال بعينه، وإنما أحالنا إلى دلالات مجازية أخرى تفهم من سياق النص.


3- أفق الصورة الشعرية وارتباطها بالخط الزمني في القصيدة:

تعد الصورة الشعرية من الأركان المهمة التي يُبنى عليها النص الشعري، حيث إنها تعكس الخلفية الثقافية التي يحتفظ بها الشاعر ، كما أننا نستطيع من خلالها تفنيد النص الشعري ما إذا كان نصاً مفعماً بالإبداع أم خالياً منه، فهي لا تخرج عن نطاق الإبداع، إنما هي عالم متصل به؛ إذا ما أتقن الشاعر استخدامها، وطوّعها بشكلٍ يتناسب مع فكرته التي يود إيصالها إلى القارئ.

وأثناء قراءتنا لنص "أصفاد الحناجر" نجد بأننا ننتقل من صورة إلى أخرى بطريقة سلسلة، تجعلنا نطلق على النص بأنه " نصاً صُوَرِياً"، وذلك لما يتميز به من تنويع في "الصورة الشعرية"، التي تعددت بين الصور الحركية والصور الانفعالية ، وإذا ما نظرنا إلى هذه الصور نجدها تستند على (عامل الزمن) الذي جعله الشاعر لَبِنة أساسية يقوم عليها النص، ليتطور من خلالها، وينمو بتناسق تام يتوافق مع الموسيقى الداخلية للقصيدة.
فلو حصرنا الألفاظ الزمنية الظاهرة في النص نجدها كالتالي : (ساعات الغياب، ما محى التاريخ وابل؟، تكتبين اللي ركع عشرين عام، الوقت يغرس في ضلوعي رماحك، راحل مدام الصبح يصلب على لوح، من هدى للصبح جرح؟،تراقص بوجه المسا أحمد مطر، من يعزف الليلة أبوذية حزن؟، عرت وجوه الغدر يوم اجتياحك، الرخ شم الموت في ليلك يفوح، الصبح أشرق من جماجم صلاحك، يا قبلة التاريخ، جوع الشتا، بفطر تعب وأنتِ صباحك صباحك.)

كذلك أيضاً لو دققنا في النص سنجده يشير إلى أبعاد زمنية أخرى غير هذه الأبعاد الظاهرة، أي أنها أبعاد خفية نستخلصها من الوقوف على الأفعال التي تدل على ماضوية الزمن ومضارعيته مثل:
(زرعنا/اغتالوا/رحتي/درى/راح/دسيّت/صبيّت/رمى/هدأ) (ماضـي)
(جالسين/نعد/تشرب/أنادي/ تقطر/ تصيح/نحقن/يغرس...) (مضارع)

وهذه الأزمنة بأنواعها حققت شبكة متكاملة من الصور الشعرية التي تفجّرت بعد سؤال البداية (ياااه كم ميعاد فات؟؟)، هذا السؤال الذي ترتّب عليه فعل الجلوس لعد ساعات الغياب كنوع من المحاولة اليائسة لاسترجاع شيء ماضٍ، وهنا تبدأ (الصور الحركية) بالظهور للتوغل في النص (حاملات النور طاحت/ هدهدات الغيم راحت/تشرب الذكرى نبيذ)، والصورة التي ستنقلنا إلى شيء قادم في النص تتمحور حول كلمة "الذكرى" التي شبهها الشاعر بالنبيذ وهو: (الشراب المسكر)، والذكرى لها ارتباط وثيق بزمنٍ ماضٍ أدى إلى تكوّن (الصور الانفعالية) في ذهن الشاعر الذي نسب النداء إليه في لحظة انفعال:
" وصرت أنادي...يا (نبوخذ)
للجناين ذاكرة ت ق ط ر حزن
وتصيح بااابل
ما محى التاريخ وابل؟! "

والنداء هنا جاء نداءً انفعالياً مرتبطاً بالذاكرة التي جاءت محمّلة بالرموز التاريخية التي أسقطها الشاعر في هذا المقطع وهي: (نبوخذ نصر/ حدائق بابل المعلقة/ بابل) وهذه الإسقاطات التاريخية التي ارتبطت بحقبة زمنية معينة أدت إلى تقوية الصورة الشعرية باشتمالها على طابع (الأنسنة) في موضعين وهما:
- الجنائن.. حيث أعطيت صفة الإنسانية باحتوائها على ذاكرة تقطر حزناً لما أصابها من الدمار.
- بابــل.. أيضاً أعطيت صفة الإنسانية حينما أطلقت سؤالها الانفعالي: (ما محى التاريخ وابل؟!)

وهكذا تستمر القصيدة إلى نهايتها في تجانس تام يربط بين الصورة الشعرية والزمن بشكل جمالي لم يكن به أية تنافر بين أجزاء النص.

4- أفق التفاعل النصي:

إذا ما وقفنا على أبسط تعريفات التفاعل النصي فإننا نستطيع القول بأنه: عدم انغلاق النص، بل انفتاحه على نصوص أخرى سابقة أو معاصرة لـه، " وبما أن النص ينتج ضمن بنية نصية سابقة فهو يتعالق بها،ويتفاعل معها..."*، ولا يشترط أن يكون هذا التعالق أو التفاعل مع نص شعري أو نثري، ولكن ربما يكون تعالقاً مع أحد الرموز التاريخية أو الدينية أو الأسطورية أو الأدبية التي تحيلنا إلى دلالات تنبثق من داخل النص لتتعداه إلى أفق خارجي. ونص "أصفاد الحناجر"، وردت فيه العديد من الرموز التي تفاعلت مع القصيدة،وبالتالي أحدثت بنية تعالقية بينها وبين النص و أضافت له بعداً جمالياً ودلالياً.وقد وردت في القصيدة كالتالي:
- متفاعلات تاريخية: "نبوخذ نصر / حدائق بابل / بابل".
- متفاعلات أسطورية :" الرخ".
- متفاعلات أدبية:
" صارت منافينا إلى الموت ونروح لو طلقة الرحمة تجي من سلاحك"
وقد تعالق هذا البيت مع أحد المقاطع الشعرية لـ "بدر شاكر السياب"، وهو:
" هات الردى، أريد أن أنام..
بين قبور أهلي المبعثرة
وراء ليل المقبرة
رصاصة الرحمة يا إله."
هذا المقطع الشعري قاله السياب في فترة مرضه متضرعاً فيه إلى الإله كي يميته ويخلصه من الآمه، وقد جاء معنى البيت السابق من نص "الأصفاد" موافقاً لمقطع السياب ومتماهياً معه من حيث المعنى العام، وكما نلاحظ أيضاً أن السياب حضر في مكان آخر في القصيدة: " ولو أتى السياب ينشد لك مطـر"، وهنا إشــارة إلى أشهـر قصائـد الأدب العربي الحديث وهـي قصيـدة " أنشودة المطر" للسياب، وإن لم ترد بمسماها في النص ولكن دلّت عليها كلمة "مطر" وما تثيره هذه الكلمة في نفس المتلقي من إيحاءات.

وبهذا نكون قد وقفنا على بعض آفاق نص " أصفاد الحناجر"، وهي وقفة لا تخلو من السرعة؛ لذلك أتمنى أن أكون قد أعطيت هذا النص حقه من القراءة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


*سعيد يقطين، انفتاح النص الروائي/ ص 98.

غربة أسير
08-02-2011, 12:40 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فاطمة الكعبي ..
عبدالعزيز العميري حين يكتب الشعر يستلهم آفاق سماواتٍ لا تشبه سماواتنا التي اعتدنا على الإبحارِ فيها ..
قلمٌ متفرد يأبى إلا التحليق في سربٍ لا يحتوي سواه ..
ورغم ان الكثيرين يحاولون اللحاق به إلا أن سماواته الرحبة لا يرقى إليها أحد ..
نص أصفاد الحناجر كغيره من نصوصه جاء ببصمةٍ خاصة جداً حيث سما بنا نحو عراق الكبرياء والصمود والجراح ..

فاطمة ..
أنتِ ناقدة خطيرة جداً !
باللهِ عليكِ كيف استطعتِ قراءة النص بهذا التفرد ؟

فهد مبارك
08-02-2011, 12:10 PM
فاطمة الكعبي ..

قامة شاهقة في النقد وهذه القراءة تستحق أكثر من هذا التعليق ..

تحياتي لهذا الجمال

فاطمه القمشوعيه
08-02-2011, 01:07 PM
ما شاء الله

للمرة الثانية اعود لهذه القراءة ...

والزم الصمت

فاطمة الكعبي
13-02-2011, 12:26 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فاطمة الكعبي ..
عبدالعزيز العميري حين يكتب الشعر يستلهم آفاق سماواتٍ لا تشبه سماواتنا التي اعتدنا على الإبحارِ فيها ..
قلمٌ متفرد يأبى إلا التحليق في سربٍ لا يحتوي سواه ..
ورغم ان الكثيرين يحاولون اللحاق به إلا أن سماواته الرحبة لا يرقى إليها أحد ..
نص أصفاد الحناجر كغيره من نصوصه جاء ببصمةٍ خاصة جداً حيث سما بنا نحو عراق الكبرياء والصمود والجراح ..

فاطمة ..
أنتِ ناقدة خطيرة جداً !
باللهِ عليكِ كيف استطعتِ قراءة النص بهذا التفرد ؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

العزيزة غربة أسير
شكراً لأنك هنا..
وكما أسلفتِ أن الشاعر عبدالعزيز العميري شاعر له بصمة جميلة، ونتفاءل به كثيراً هو وأمثاله من الشعراء الجميلين..

أما بالنسبة لسؤالك:

باللهِ عليكِ كيف استطعتِ قراءة النص بهذا التفرد ؟

بالصبر نستطيع الغوص في أعماق كل نص..
والتوحد مع النص الذي نقوم بقراءته شيء مهم جداً، ودائماً ما أشعر أن النص الذي أقوم بقراءته هو لي وليس لشاعر آخر؛ وذلك حتى أكون قريبة من النص ولا أدع بيني وبينه أية حواجز.

وشكراً لمرورك الراقي عزيزتي :)

فاطمة الكعبي
13-02-2011, 12:28 AM
فاطمة الكعبي ..

قامة شاهقة في النقد وهذه القراءة تستحق أكثر من هذا التعليق ..

تحياتي لهذا الجمال

الأستاذ فهد

لم أكن يوماً قامة شاهقة في النقد، ولكنني أتمنى ذلك..
ومنكم نتعلم ونستفيد...

سعيدة جداً بجهودك الرائعة لخدمة النقد..

وفقك الله :)

فاطمة الكعبي
13-02-2011, 12:31 AM
ما شاء الله

للمرة الثانية اعود لهذه القراءة ...

والزم الصمت

العزيزة شبيهة الاسم (عيون الكستناء)
"أعتب عليك غيابك الطويل...
ولكن وجودك الآن جعلني أرحب كثيراً بحضورك.."

شكراً لقراءتك...وأتمنى فعلاً أن أكون قدمت شيئاً تستحقونه..


لك الود :)

حمود الحجري
02-03-2011, 10:07 AM
فاطمة

ثمة نصوص تغريك لسبر أغوارها
لاشتغالها على خصوصيتها
ولانفتاحها على سماء الدلالات
كـ أصفاد الحناجر

تتبع جميل
ومثري

نريد أن نجدك هنا كثيرا فاطمة

تحايا

هيثم العيسائي
03-03-2011, 10:13 AM
فاطمه شكرا لك هنا

بارك الله لك هذا الجهد


لك التحية

سالم الوشاحي
17-03-2011, 10:45 AM
الأخت الفاضله فاطمة الكعبي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحيه لقلمك الراقئ ونقدك المتميز

والذي كشف لنا كثير من الخبايا

في قصيدة الشاعر عبد العزيز العميري

بأمانه لقد أعجبني نقدك في هذا النص

ننتظرك في قصيدة أخرى ونقد متميز

فاطمة الكعبي
18-03-2011, 01:31 AM
فاطمة

ثمة نصوص تغريك لسبر أغوارها
لاشتغالها على خصوصيتها
ولانفتاحها على سماء الدلالات
كـ أصفاد الحناجر

تتبع جميل
ومثري

نريد أن نجدك هنا كثيرا فاطمة

تحايا

فعلاً أستاذي الفاضل..هناك نصوص مغرية جداً للغوص في أعماقها..
فقط تحتاج إلى وقفات متانية..

شاكرة لك هذا المرور العطر
وبإذن الله ستجدونني بينكم..فلا غنى عنكم :)

فاطمة الكعبي
18-03-2011, 01:33 AM
فاطمه شكرا لك هنا

بارك الله لك هذا الجهد


لك التحية

هيثم

بارك الله فيك

وشكراً لانك هنا :)

فاطمة الكعبي
18-03-2011, 01:36 AM
الأخت الفاضله فاطمة الكعبي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحيه لقلمك الراقئ ونقدك المتميز

والذي كشف لنا كثير من الخبايا

في قصيدة الشاعر عبد العزيز العميري

بأمانه لقد أعجبني نقدك في هذا النص

ننتظرك في قصيدة أخرى ونقد متميز


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أخي سالم الوشاحي
أثمن لك هذا المرور العطر

وسعيدة جداً ان وجدت هذه القراءة متسعاً لديك
ولأن قلوبكم تستحق المزيد..فأتمنى ان أكون هنا دائماً

ألف شكر :)