المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجميل بالحب والجميل الذي ينحب (خلجات خجلى بقلمي)


جاسم القرطوبي
12-02-2011, 05:41 PM
http://www3.0zz0.com/2011/02/05/18/567159389.jpg (http://www.0zz0.com)



في اعتقادي أن هناك بون بين الجميل في الحب والجميل الذي نقول عنه بلهجتنا الدارجة (شخص ينحب) . وسبب خلعنا عليه هذا المصطلح واحدة من علل ثلاث: إما لجمال فيه ومن منا لا يرتاح لما هو جميل ولذلك قال ابن الجوزي كما في كتابه أخبار الناس عندما أستنكر قوله عن جمال فتاة صلى الله عليها ،قال :نعم صلى الله عليها وعلى كل وجه جميل .
وإما لكمال صوري فيه أضافه إليه المنصب أو النسب إذ أن الكمال وحده لله سبحانه ،والسبب الثالث فلربما من هذا الشخص ظهرت لنا صورة إحسان فأحببناه وإن كان هذا الإحسان لا يذكر كأن يصطدم صاحب السيارة (أ) بصاحب السيارة (ب) فتأخذ النخوة (أ) فيقدم صورة اهتمام ب (ب) فيتملك شغاف قلبه حبه وإن الله يحب المحسنين .ومهما تسامى الحال بما أسميناه الحب لأن الشخص ينحب أعتقد هناك فرق بينه وبين الجميل بالحب كالفرق بين الثرى والثريا. فالجميل بالحب هو الذي يختفي عن كل ما يكره ويخفى إلا عن كل جميل غير مكروه ،هو الذي يترقرق كالنهر فيسقي البيادر بل وليلعب تحت رذاذ ضحكاته الكبار والصغار ، الجميل بالحب هو من قد يتلاشى لدرجة الانصهار لإشراق الحب في قلوب الناس كأشعة شمس النهار .
الجميل بالحب هو الشخصية الإيجابية للكون كله بعكس الجميل الذي ينحب فهو شخصية حيادية أقرب للسلبية كلها فلربتما اتخذناه قدوة وربطنا الحابل منا بالنابل فيه حتى إذا تفاجئنا بموقف غير متوقع منه شملنا بحكم جائر من شابهه .
وعليه جلست أتأمل والتعطش بي كالصحراء القاحلة في كبدي ، ما الذي أدى بنا الهرع إلى التجلي بالجميل الذي ينحب مهما كانت مساوئه ؟، وما الذي صدنا إلى درجة التخلي عن الجميل في الحب مهما أشرق كالبدر في الليلة الظلماء ؟
أهو الزمان الذي نرى الكاذب فيه مصدقا ،والصادق فيه نظر ؟! أم هو الزمان الذي لثغة الفقر فيه لطخة سوداء من أقوال أصحابه وأفعالهم وأعمالهم ؟ثم حرت في اللاشي الذي أمسى فجر التباهي وأصبح الشي جانبه مساءً للختام .
وحتى لا أبحر بعيدا أرى أن الإسقاطات التي تنبعث منا على وجود هذا الوجود هي التي ترينا الجميل جميلا أو قبيحا والقبيح جميلا أو عكسه على حسب محاور خيالية كانت أو تابعة لسماع وإن كان متوهما أو مكذوبا أو مغلوطا فساعتها لا نرى الأخ حسن حسنا ولا نعترف بجمال الزنجية وإن كان أسمها الأخت قمر ؛ لأن كلا الأمرين لم يصادفا هوى فينا. ماذا لو أطلقنا العنان للجنان ،وأخرسنا لسان القال واستمعنا لمقال الباطن كما أجاد جبران في أغنيته أعطني الناي وغني فوجد أن أنين الناي يبقى حينما يفنى الوجود .نعم ،أعرف أني أهذي ولكنني لا أعرف ما سبب هذياني ؟ أمن حمى تجسست علي أم لذكريات تحسست لي ؟
آه كبيرة بي لو صادفت من يفهمها ،وآه أخرى لا أدري ولماذا لا أدري ؟ولست أدري بيد أنني أكاد أجزم بأنني أدري أن لامرئ الشغف ليقرأ مطولا إلا ما أفاده لا ما يفيده وإن كان ما يقرأه - فائدته أبلغ من اسمه - كما لو سميناه مناقصة ،وأدري أن (إن) الأولى بمعنى (ما) لاتصال جملتها بإلا كقوله تعالى : (إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم ) ،وإن الثانية يجلب بها الشك فهي مزايدة مناقضة ،وبين أدري ولا أدري أقول :إن كان الجميل بالحب مثقف فلا عبرة به ؛فإن قوام الحياة الآن أي شي إلا العاطفة وإنها حياة تقنية لا هلامية ،وعن تجربة أقول من الكذب بمكان القول الجمال ما جمال الشكل ومن امتحن هذا امتهن وأهين.
وأختم ثرثرة الجميل بالحب والجميل الذي ينحب بمحورين كوجهي شبه جسدي ووجداني .كان صديقان أحدهما دميم والآخر دمي ذميم تصاحبا في الله سنين ، وتقاسما النبق والحلوى فلم يك أحدهما على صاحبه بالضنين وذات يوم تعرف الدمي على امرأة وأقسم لصاحبه الذميم في لحظة صراحة أن لا يتركها على سيرتها الأولى أبدا فحذره الدميم فلما لم يستجب له ذهب الدميم إليها محذرا ناصحا أمين ولكن لم تجد في وجهه شيئا لتصدقه وجارته في ثقافته قائلة بالحرف الواحد رحم الله أبا الأسود الدولي إذ يقول :
حسـدوا الفتى إذ لم ينالـوا سـعيه, فالقوم أعداءٌ لـه وخصـومُ. كضـرائرِ الحسـناءِ قلن لوجههـا, حَسَـداً وبَغيـاً انـه لدَمِيـمُ
فقال لها بالحرف الواحد : احترامي ولات حين مناص وما هي إلا أيام حتى صدقت نبوءاته . وأما الوجداني فأقفل مختصرا الشمس في إناء بموقفٍ حدث معي شخصيا ،بداية كلنا نؤمن أن ما خرج من القلب وقع في القلب .
ذات يوم نشرت قصيدة في المنتديات والجرائد بمناسبة ذكرى يوم الأم مطلعها :
لي تحت أقدامك الغراء جنات = وللقصيدة في عينك ميقات
فتلقيت رسالة على إيميلي لهذه القصيدة جئت أطلب الغفران لأنني فهمتك خطئا فدخلت على جميع نصوصك وفي أي منتدى أراك فيه وبمعرفات كثيرة لأنتقدك ثم دخلت على خاص كل من يرد عليك بكثرة لأنسج زورا وبهتانا قصصا عليك وأشوه صورتك والعجب أنني أصدق ولما سألته من أنت ، جاوب : أنا إنسان أمي ميتة .! لا أهتم من هذه الحدث إلا جعلها شاهدا لما أزعمه من جانب الشخص الذي ينحب فمن كان لي كارها لشي للآن أجهله أحبني لقصيدتي التي أعرفها ،هذا وقد وجدت مغبة التحريض فقلب موازيني مع أعز الفئات إلى شتات قلبي فرأيت أناسا تحولوا من معجبين إلى متهجمين ،
ولا بد لكل ختام مسكا ولكي يكون الحديث نقاشا ولأنني أحب الخوض في مسألة رسالة الاعتراف البتة أتساءل :يا ترى ومن كان منكم يشاطرني المنظور مَنْ هو الشخص الجميل بالحب والشخص الذي ينحب وما مواصفات كل منهما في اعتقادكم؟ ودمنا في حب لا ينبض لا ينضب .

5-2-2011

نبيلة مهدي
22-02-2011, 09:51 PM
لابد أن أتأمل كثيرا هنا حتى أستطيع أن أستخلص بعض مما هنا..
لهذا لابد لي من عودة جديدة..
شكرا أخي و أستاذي جاسم القرطوبي..

كن بخير